يلعب الاعلام العسكري المكتوب والمسموع والمقروء دوراً مهماً وفعالاً في حياة المقاتلين اياً كانوا في وحداتهم ومواقعهم العسكرية فهو الى جانب ما ينقله الى المقاتلين من معلومات وحقائق اخبارية عما يهمهم ويدور حولهم من احداث ومستجدات ومتغيرات يعمل على بث روح الأمل والتفاؤل بالحياة في نفوسهم وافئدتهم وذلك من خلال ما يخلجه من عبارات وكلمات وجمل معبرة وهادفة وذات طابع استثنائي تنطلق من واقع حياة المقاتل العسكرية في معظم الاحيان وتخاطب وجدانه وتلامس عواطفه ومشاعره وتناقش همومه وتطلعاته..ليس هذا فحسب بل يساهم الاعلام العسكري في احداث تغييرات ايجابية وهامة في سلوكيات المقاتلين الخاصة والعامة لاسيما في جوانب تعاملاتهم اليومية واستيعابهم لمهامهم وواجباتهم وادراكهم لحجم مسؤولياتهم الكبيرة الملقاة على كواهلهم، فالمقاتل في وحدته او موقعه العسكري غالباً ما يكون بأمس الحاجة الى معرفة ما يدور من حوله وما يفتعل خارج اطار تمركزه الدائم وبحاجة ماسة لمعرفة وسائل الاعلام فذلك حاجة نفسية موجودة لديه ولا بد له من العمل على البحث عنها لسدها واشباعها، لذا فإن وجود الاعلام العسكري بصفة مستمرة لدى المقاتل يمثل ضرورة نفسية وفكرية في آن واحد، لان المقاتل يجد فيه الكثير من الفوائد التي تساعده على تنمية عقله وصقل مهاراته وتمده بالمعلومات ذات الطابع النفسي والمعنوي والفكري المقوية لارادته وعزيمته والمحصنة لذهنه ووجدانه من الخزعبلات والشائعات التي يطلقها الاعداء ومرضى النفوس.
لقد اكتسب الاعلام العسكري اهميته البالغة على مدار الايام والسنوات الماضية من خلال ما يقدمه للمقاتلين من اخبار وحقائق واقعية ومعلومات عامة وهامة موثوقة تتطرق لمختلف مجالات الحياة وتتميز بالمصداقية والموضوعية الكاملة خاصة في احلك الظروف والمواقف فإذا كان الاعلام العسكري يشكل حلقة الوصل بين الجمهور وما يجري على الساحة من ناحية ثانية والقادة من جهة ثالثة فهو يمثل حلقة ثلاثية الابعاد والاتجاهات فبالاضافة إلى ما ينقله ويسجله من وقائع واحداث واخبار يعمل على ايجاد فسحة كبير من الأمل في نفسية المقاتلين وخلق جسور قوية ومتينة وللعلاقات والتعاملات بين المقاتلين والقادة والجمهور لا يستطيع الاعداء التأثير عليها او هدمها هذا الى جانب تكوين بيئة نفسية متكاملة ومحصنة لا يستهان بها لدى المقاتلين من الصعب اختراقها في اسوء الاحوال.
إن الاعلام العسكري استطاع ومنذ الوهلة الاولى من نشوئه تحقيق العديد من النجاحات والمكاسب على مختلف الاصعدة والمستويات وقد اكدت نتائج الدراسات والبحوث العسكرية بأن للاعلام العسكري بأشكاله المتعددة أدواراً كبيرة في كسب المعركة وتحقيق النصر على الاعداء وتقوية عزيمة المقاتلين والرفع من معنوياتهم، فقيمته واهميته لا تقل كثيراً عن قيمة السلاح بالنسبة للمقاتلين والجيوش عموماً فهو سلاح ذو حدين في تأثيراته ونظراً لفعالياته في تحقيق الانتصارات بأقل الخسائر تراه يخطى اليوم في عصر التطور المعرفي والتكنولوجي والتقني بأهمية كبيرة جداً من قبل العديد من الدول التي تبذل لاجله مليارات الدولارات في السلم او الحرب وتنشأ للغرض ذاته المئات من مراكز الدرسات الاستراتيجية المتعلقة بجوانب البحث والتطوير والتأهيل، لهذا يبقى الاهتمام بالاعلام العسكري للمقاتلين شيء لا بد منه خاصة وان دوره في الحرب لا يقل عن دورالسلاح الفتاك والتقليدي لاسيما بعد ان اثبتت فعاليته المتوخاه منه في تحطيم معنويات الاعداء والحاق ابشع الهزائم بهم.
ولعل الانتصارات والنجاحات التي حققها الاعلام العسكري بالنسبة للمقاتلين يحتم على الجهات المعنية به ايلاءه اهتماماً خاصاً للارتقاء بالمقاتلين الى المستوى المطلوب وبما يعود بالنفع والفائدة على الوطن والشعب وذلك من خلال توفير كافة الامكانات اللازمة (المادية والبشرية) التي تمكنه من التميز والتفرد عن غيره وتقود به الى تأدية المهام المسندة اليه بكل كفاءة واقتدار وبما يلبي تطلعات المقاتلين الذين باتوا اليوم اكثر من اي وقت مضى في امس الحاجة اليه لا سيما في ظل بروز العديد من المتغيرات والتطورات على الساحتين الداخلية والخارجية ووجود العديد من القنوات الاعلامية العدائية المستهدفة لليمن وشعبه وقواته المسلحة والأمن.