زعماء غيروا التاريخ
محمد فتحي
في تاريخ الأمم وحياة الشعوب رجال مخلصون التف حولهم الشرفاء والوطنيون ليحملوا راية الثورة والتحرر والنضال والكبرياء أمام مستعمر غاشم أو حاكم مستبد.. وصفحات التاريخ تمتلئ بهؤلاء الزعماء أو الأبطال الشعبيين الذين تشتاق إليهم الشعوب عبر العصور ليغيروا مصائرها.
من1755 وحتي1822 شهدت مصر زعيما من نوع خاص.. زعيما شعبيا زاهدا.. أرهب الغزاة والحكام.. إنه عمر مكرم, فيكفي أن صورته الوحيدة في لوحة علي جدار متحف اللوفر بباريس, فكانت بداية هذا الزعيم مع ثورة1795 تلك الثورة التي أرغمت الوالي والمماليك علي كتابة أول وثيقة تبين الحقوق والواجبات بين الحاكم والرعية وتضم خمسة بنود وقعها كل من الأميرين مراد بك, وإبراهيم بك, وصدق عليها زعماء الثورة وعلي رأسهم السيد عمر مكرم نقيب الأشراف, وبذلك انتهت الثورة بعد أن حققت أهدافها وعاد المشايخ إلي الجماهير والعامة لطمأنتهم ففتحت الأسواق من جديد وسكنت الأحوال, ولكن نقض المماليك العهد, إلي أن جاءت الحملة الفرنسية فقاد عمر مكرم ثورة الوطن أمام الغزاة, وظل يقاوم الحملة إلي أن رحلت.
.
زعماء ضد الاحتلال وثورتانعندما يتعرض الوطن لشدة تظهر الزعامة الحقيقية, وهذا ما حدث مع الاحتلال البريطاني لمصر ومن قبلها, فقد كان الزعماء يسلمون الراية لبعضهم.. ويمكن تلخيص تلك الفترة من تاريخ مصر بنضال هؤلاء الزعماء...
البداية كانت من أحمد عرابي ضابط الجيش الذي وقف أمام الخديو توفيق بسبب الفساد الذي عم البلد ووصل إلي الجيش, وقال جملته الشهيرة في وجه الحاكم لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا وعقارا, ويخوض عرابي نضالا آخر ضد الإنجليز ويخوض ضدهم المعركة تلو الأخري والتفت الأمة حوله, إلي أن استسلم حقنا للدماء وعلي وعد بأن الإنجليز لا يريدون الاستيلاء علي مصر, وتم القبض علي عرابي وحكم عليه بالنفي إلي جزيرة سيلان, وبدأت مرحلة جديدة من تاريخ مصر وهي احتلال إنجلترا.
وبدأ المصريون يرفعون راية الكفاح ضد الاحتلال ليتولي الزعامة صاحب أهم مقولة في تاريخ مصر لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا, وهو الزعيم مصطفي كامل, علي الرغم من أنه توفي عن عمر34 عاما إلا أنه ترك بصمات لم يتركها آخرون, فقد درس الحقوق, وسافر فرنسا ليتولي الدفاع عن القضية المصرية, وسعي سنة1895 للتعرف بمدام جوليت آدم وكانت من أعظم الشخصيات الفرنسية في السياسة والأدب, وفتحت له الباب لكي يندد بالاستعمار البريطاني في الصحافة الفرنسية, وأصدر جريدة اللواء ليلتف حولها الوطنيون, وذلك سنة1900, وأسس الحزب الوطني في1907, ويتوفي شابا, ثم يحمل الراية محمد فريد وطالب بوضع دستور للبلاد, وتم إنشاء المجلس النيابي في1908, وتم رفض الدستور, وبدأ إنشاء النقابات بنقابة العمال, وهاجم فريد مد امتياز قناة السويس40 سنة أخري, وتراجعت بالفعل الحكومة عن ذلك, وطالب بمجانية التعليم, وفي سنة1911 تم حبس محمد فريد لمدة ستة أشهر, ثم حبس مرة أخري لمدة سنة بتهمة التحريض علي الحكومة, وقرر السفر خارج مصر سنة1912, ومات في16 نوفمبر1919 في برلين وتم نقل جثمانه إلي الإسكندرية.
وفي هذه المرحلة كان هناك زعيم آخر يستعد لحمل الراية وهو الزعيم سعد زغلول والذي علي الرغم من قوله مفيش فايدة إلا أنه لآخر يوم في عمره كان باحثا عن استقلال البلاد, وكان نفيه سببا في ثورة الشعب, عندما رفضت إنجلترا سفره لمؤتمر الصلح بباريس وتم نفيه هو وزملاءه إلي مالطة, واندلعت الثورة في كل شبر في مصر وخرج الملايين يهتفون سعد سعد يحيا سعد.. عاشت مصر حرة مستقلة, لتجبر تلك الثورة إنجلترا علي إطلاق سراح سعد زغلول والوفد في7 أبريل1919, ليجمع الشعب التوكيلات والتوقيعات لينوب سعد زغلول وزملاؤه عنهم في رفع مطالب الاستقلال في مؤتمر الصلح الذي خيب أمالهم, ثم يتم نفي زعيم الشعب إلي جزيرة سيشل لتزداد الثورة اشتعالا, ثم يعود من منفاه في30 مارس1923, وتظل محاولات البحث عن الاستقلال مستمرة بعد أن تولي قيادة حزب الوفد ومنه للوزارة ثم رئاسة البرلمان, ويتوفي زعيم الأمة في23 أغسطس.1927
زعماء العالمعندما كان يولد علي أرض مصر الزعيم تلو الآخر كان العالم أيضا يشهد نضال العديد من الزعماء.. جيفارا- غاندي- نيلسون مانديلا- عمر المختار.. اختلفت الأوطان والزعامة واحدة.. فهذه الشخصيات كتبت اسماءها بحروف من ذهب في تاريخ نضال الشعوب وتبقي ذكراهم حتي الآن كرموز للثورة والتحرر والزعامة.. وحمل كل منهم علي عاتقه مهمة النضال.. ولكل منهم طريقته...
جيفارا وحرب العصابات
ز أنا أعلم أنك جئت لقتلي أطلق النار يا جبان انك لن تقتل سوي رجل.. كانت تلك آخر كلمات الزعيم تشي جيفارا قبل إطلاق النار عليه وإعدامه في9 أكتوبر1967, فلم يكن يهاب الموت طوال تاريخه الثوري, فقد ولد إرنستو تشي جيفارا في الأرجنتين في14 يونيو1928, ونما بداخله مبكرا شعور التعاطف مع الفقراء, وسافر جيفارا عندما كان طالبا في كلية الطب في جامعة بوينس أيرس الذي تخرج فيها عام1953, إلي جميع أنحاء أمريكا اللاتينية مع صديقه ألبيرتو غرانادو علي متن دراجة نارية وهو في السنة الأخيرة من الكلية, وكونت تلك الرحلة شخصيته وإحساسه بوحدة أمريكا الجنوبية وبالظلم الكبير الواقع من الإمبرياليين علي المزارع اللاتيني البسيط, وتغير داخليا بعد مشاهدة الفقر المتوطن هناك.
أدت تجاربه وملاحظاته خلال هذه الرحلة إلي استنتاج بأن التفاوتات الاقتصادية متأصلة بالمنطقة, والتي كانت نتيجة الرأسمالية الاحتكارية والاستعمار الجديد والإمبريالية, ورأي جيفارا أن العلاج الوحيد هو الثورة العالمية, كان هذا الاعتقاد الدافع وراء تورطه في الإصلاحات الاجتماعية في جواتيمالا في ظل حكم الرئيس جاكوبو أربينز جوزمان, الذي ساعدت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في نهاية المطاف علي الإطاحة به مما سهل نشر أيديولوجية جيفارا الراديكالية, بينما كان جيفارا يعيش في مدينة مكسيكو التقي هناك براؤول كاسترو المنفي مع أصدقائه الذين كانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج فيدل كاسترو من سجنه في كوبا. ما إن خرج هذا الأخير من سجنه حتي قرر جيفارا الانضمام للثورة الكوبية, ورأي فيدل كاسترو أنهم في أمس الحاجة إليه كطبيب, وانضم لهم في حركة26 يوليو, التي غزت كوبا بنية الإطاحة بالنظام الدكتاتوري المدعم من الولايات المتحدة التي تدعم الديكتاتور الكوبي فولجينسيو باتيستا. سرعان ما برز جيفارا بين المسلحين وتمت ترقيته إلي الرجل الثاني في القيادة حيث لعب دورا محوريا في نجاح حملة علي مدار عامين من الحرب المسلحة التي أطاحت بنظام باتيستا.
غادر جيفارا كوبا في عام1965 من أجل التحريض علي الثورات الأولي الفاشلة في الكونغو كينشاسا ومن ثم تلتها محاولة أخري في بوليفيا, حيث تم إلقاء القبض عليه من قبل وكالة الاستخبارات المركزية بمساعدة القوات البوليفية وتم إعدامه لتنتهي حياته بعد محطات وثورات ونضال ضحي من أجله بحياته, والتي كان خلالها مؤمنا بأن الخلاص يأتي عبر الكفاح المسلح, فانحاز إلي أسلوب حرب العصابات, والتي يراها جيفارا الوسيلة الوحيدة للجهة التي تدعمها أغلبية الجماهير التي تعاني من نقص في العتاد الذي يؤهلها لمقاومة التسلط.
غاندي وسياسة الساتياجراهافي30 يناير1948 أطلقت ثلاث رصاصات قاتلة سقط علي أثرها الزعيم الهندي الخالد المهاتما غاندي(1869-1948) صريعا عن عمر يناهز78 عاما قضي معظم هذه السنوات مناضلا ومقاوما للاستبداد وداعيا للتحرر..
فعقب دراسته للقانون في بريطانيا أسس ما عرف في عالم السياسية بـالمقاومة السلمية أو فلسفة اللاعنف( الساتياجراها), وهي مجموعة من المبادئ تقوم علي أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف, وتهدف إلي إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة علي مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولا ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر, ودعا الهنود إلي رفض إطاعة قوانين معينة مع ممارسة سلوك مغاير من دون الانزلاق إلي أي عنف.
وقرر غاندي في عام1932 البدء بصيام حتي الموت احتجاجا علي مشروع قانون يكرس التمييز في الانتخابات ضد المنبوذين الهنود, مما دفع بالزعماء السياسيين والدينيين إلي التفاوض والتوصل إلي اتفاقية بونا التي قضت بزيادة عدد النواب المنبوذين وإلغاء نظام التمييز الانتخابي.
شيخ المجاهدينحياتي سوف تكون أطول من حياة شانقي هذا ما قاله الزعيم الليبي عمر المختار(20 أغسطس1861-16 سبتمبر1931) وهو ما حدث بالفعل.. هذا المقاوم الليبي الذي حارب قوات الغزو الإيطالية منذ دخولها أرض ليبيا إلي عام.1931 حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر53 عاما لأكثر من عشرين عاما في عدد كبير من المعارك, فقد وجد نفسه قد تحول من معلم للقرآن الكريم إلي مجاهد يقاتل في سبيل بلاده ودينه لدفع الاحتلال عنها, وكان قد اكتسب خبرة كبيرة في أساليب وتكتيكات الحروب الصحراوية أثناء قتاله الفرنسيين في تشاد, وكان له معرفة سابقة بجغرافية الصحراء وبدروبها ومسالكها وكل ما يتعلق بها, وأخذ المختار يقود رجاله في حملات سريعة علي الكتائب العسكرية الإيطالية, وكانت كلماته تدب الحماس والعزيمة في نفوس المجاهدين, ومنها يمكنهم هزيمتنا إذا نجحوا باختراق معنوياتنا.. وظل عمر المختار يخوض المعارك ضد المحتل إلي أن قبض عليه من قبل الجنود الطليان, وأجريت له محاكمة صورية انتهت بإصدار حكم بإعدامه شنقا.
سجين الأبارتايد28 عاما أمضاها الزعيم نيلسون مانديلا في سجون العنصرية في جنوب أفريقيا.. تلك السنوات التي زادته صلابة, وظل مؤمنا بقضية تحرير بلاده من تلك العنصرية, أو نظام الأبارتايد العنصري الذي اعتمد علي سيطرة أهل البشرة البيضاء في جنوب أفريقيا علي أقرانهم من أبناء البشرة سوداء, الذين حرموا من حقوقهم السياسية بل والاجتماعية, فلا حق لهم في المسكن ويمكن أن تذهب ملكيتهم إلي شخص أبيض إذا أراد ذلك ولا عزاء لصاحب الحق إن كانت بشرته سوداء, وحمل مانديلا المسئولية.
قاوم مانديلا الفصل العنصري بين أبناء وطن واحد بنضال سلمي, ولكنه بعدها قرر اللجوء للسلاح وأصبح رئيسا للجناح العسكري لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي, وثارت زوبعة في جنوب أفريقيا نتج بعدها حكم بالسجن5 سنوات, بتهمة التدبير للإضراب والسفر غير القانوني, ليبدأ دفع ثمن القضية, التي يكافح من أجلها, فيأتيه حكم آخر, عام1964 بالسجن مدي الحياة بتهمة الخيانة العظمي, ولكنه ظل يحث المؤمنين بفكرته علي الاستمرار في الضغط من أجل تحويلها إلي واقع حتي ولو بالسلاح, بينما سعت السلطة لتشديد قبضتها عليها بتعذيبه داخل السجن حتي يتوقف عن بث أحلامه في نفوس من يناصره, حيث يدعوهم إلي مقاومة مسلحة لسحق الفصل العنصري, ورفض الحصول علي الحرية مقابل وقف المقاومة المسلحة عام1985, وتدخلت القوي الدولية, وتم الإفراج عن مانديلا لإعلان بدء إنهاء التناحر العنصري بين البيض والسود, وخرجت جنوب أفريقيا لتستقبل المناضل الباحث عن حرية بني وطنه, والذي كان يتمني أن يقابل الزعيم جمال عبد الناصر.
الزعيم الخالدبشهادة العالم أجمع هو زعيم من الطراز الأول, فقد هتف لأول مرة في حياته باسم الحرية وباسم الكرامة, وباسم مصر ولديه12 سنة.. وأطلقت عليه هو وزملائه طلقات الاستعمار وأعوان الاستعمار فمات من مات وجرح من جرح, ولكن خرج من بين هؤلاء الناس شاب صغير شعر بالحرية وأحس بطعم الحرية, وآل علي نفسه أن يجاهد وأن يكافح وأن يقاتل في سبيل الحرية التي كان يهتف بها ولا يعلم معناها; لأنه كان يشعر بها في نفسه, وكان يشعر بها في روحه وكان يشعر بها في دمه, ودخل السجن تلميذا متحمسا, وخرج منه مشحونا بطاقة من الغضب, ليقود بعدها المظاهرات التي ترفض قرارات الاستبداد, ثم قرر الالتحاق بالجيش, بعد أن أيقن بعد التجربة التي مر بها في العمل السياسي واتصالاته برجال السياسة والأحزاب التي أثارت اشمئزازه منهم أن تحرير الوطن لن يتم بالخطب بل يجب أن تقابل القوة بالقوة والاحتلال العسكري بجيش وطني, ليصبح ضابطا كفء, ورسخت فكرة الثورة في ذهنه, ويذهب إلي حرب فلسطين ويجرح, وتتطور فكرة الثورة, ليكون قائدا لثورة1952 مع زملائه الضباط الأحرار لتجتاز مصر فترة عصيبة في تاريخها, هذا هو البكباشي جمال عبد الناصر الذي أصبح زعيم الأمة الخالد, ليقود مصر في لحظات وسنوات عصيبة متحديا أي قوي في العالم رافعا راية التحدي أمام العالم ليخلصنا من الاستعمار ويحرر قناة السويس ويحارب أمام العدوان الثلاثي الذي لم يستطع إيقاف هذا الزعيم, ويصبح نصير الفلاح والعامل ويتحدي مطامع واستبداد الإخوان المسلمين, ويصبح قائدا وزعيما للوطن العربي وملهما لكل ثائر وعلي رأسهم جيفارا ونيلسون مانديلا, وفي أصعب الظروف التي يتعرض لها الوطن أثناء النكسة رفض الشعب تنحي زعيمه ناصر, والتفوا حوله مرة أخري في حرب الاستنزاف العظيمة التي سطر فيها الجيش والشعب أسمي البطولات, حتي رحل ناصر في82 سبتمبر0791, وخرج الملايين لتوديعه تاركا التاريخ والشعب حكما علي نضاله وكفاحه.
الشعوب تلتف حول الزعماء أو من يتوسمون فيه المنقذ لهم.. لذلك لم يكن غريبا أن يشعر شعب ثائر بأن قائد جيشهم هو من سيخلصهم من حكم استبدادي وجماعة طاغية.. فانهالت التوكيلات التي تطالبه بالنزول للشارع علي مدار عام كامل, إلي أن كانت الدعوة للتمرد للخلاص من حاكم لم يكن علي دراية بأنه يحكم شعبا يأب الطغيان, وتعالت الأصوات والهتاف باسم هذا القائد الذي يبلغ من العمر59 عاما, وكان عند حسن ظن شعبه, وأعلنها صراحة قائلا نروح نموت أحسن لو مقدرناش نحمي الشعب, وعند نزول الملايين للشوارع انحاز للإرادة الشعبية ليعلن عن عزل الرئيس وبدء مرحلة جديدة, ويلتف الشعب حول قائده متحديا القوي العظمي في العالم وكل من يدعي بأن ما حدث انقلاب, وينزل الملايين مرة أخري بناء علي دعوته لتفويضه لمحاربة الإرهاب, وترفع صوره في كل ميادين مصر لتعلن الملايين أنه زعيم هذا الزمان الذي ينفي أي مطامع للوصول للسلطة, إنه الفريق أول عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي.
http://www.ahram.org.eg/News/899/102/224261/%D9%85%D9%84%D9%81/%D8%B2%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE.aspx