تحليل : احمد عبد المنعم زايد
المجموعه 73 مؤرخين - يناير 2010
-----------------------------------
اللواء الاول الميكانيكي هو احد الويه الفرقه السادسه مشاه ميكانيكي نسق ثان الجيش الثالث الميداني ، وقد وضعت له في خطه لتنفيذها بعد بدء الحرب مباشرة .
خطه اللواء الاول ميكانيكي :
* عبور القناه ليله 6/7 أكتوبر ( اول ايام القتال ) علي معابر الفرقه 19 مشاه اقصي الطرف الجنوبي لقناه السويس .
* الاندفاع جنوبا في اتجاه رأس سدر – كمهمه مباشرة له تليها مهمه تاليه وهي الاندفاع جنوبا تجاه ابو زنيمه وابو رديس
* الالتقاء مع كتائب الصاعقه التي تم ابرارها يوم 6 اكتوبر لتمهيد الطريق لوصوله وحمايه اجنابه
* من لحظه خروج اللواء من دفاعات الفرقه 19 مشاه يصبح اللواء تحت السيطرة المباشره لقياده البحر الاحمر العسكرية في الغردقه
أهداف اللواء :1- حمايه الجنب الايمن للجيش الثالث الميداني من تجاه الجنوب
2- جذب انتباه احتياطيات العدو بعيدا عن الجبهه وتشتيت جهوده
3- حرمان العدو من ابار بترول ابو زنيمه وابو رديس التي يعتمد عليهم
سير الاحداث:
نظرا لظهور عامل مفاجئ في قطاع الفرقه 19 مشاه وهو يتمثل في وجود ترسبات كلسيه في الساتر الترابي ، فقد ادي ذلك الي تأخر فتح ثغرات في الساتر الترابي الخاص للفرقه ، واعتماد الفرقه 19 علي جسور الفرقه السابعه مشاه ( الجار الايسر لها ) في عبور دبابات وعربات الفرقه ، مما ادي بالتبعيه الي تأخر دفع اللواء الاول ميكانيكي من اول ليله قتال الي ثالث ليله في القتال وهي ليله 8/9 أكتوبر .
بدء اللواء الاول عبورة القناه في ليله 8/9 اكتوبر ، وبدأ تقدمه لتنفيذ الخطه الساعه العاشرة صباح التاسع من اكتوبر تجاه رأس سدر
وبعد حوالي الساعه من تقدمه استطاع اللواء احتلال وتطهير نقطه عيون موسي الحصينه التي انسحبت منها القوات الاسرائيليه ذعرا ، فور رصدهم اقتراب دبابات اللواء الاول الميكانيكي وعرباته المدرعه ، وكان ذلك علي بعد عشر كيلو مترات من نقطه تحرك اللواء داخل رأس جسر الفرقه 19 مشاه .
واستكمل اللواء تحركه جنوبا تجاه رأس سدر كهدف مباشر له وهي تقع جنوب منطقه رأس مسله بـ 25 كيلو متر .
وفي حوالي الرابعه عصرا وبعد سته ساعات من تحركه ، اصطدمت كتيبه المقدمه في اللواء بسريه دبابات اسرائيليه مدعمه ببطاريه مدفعيه متوسطه ومجموعات من مقذوفات مضاده للدبابات عيار 106 ملم ، ونظرا لتحكم القوه الاسرائيليه الفقيرة عددا في الطريق الوحيد لرأس سدر ، ونظرا لطبيعه الارض التي تحدها غربا خليج السويس وشرقا اراضي سبخيه ، فقد اضطر اللواء للاشتباك مع القوه الاسرائيليه المدافعه لاختراق دفاعتها واستكمال السير نحو الهدف .
لكن نظرا لان اللواء قد تحرك خارج مظله حائط الصواريخ المصري ، فقد تدخل الطيران الاسرائيلي بحريه تامه في العمل ضد كتيبه المقدمه .
ونظرا لعدم وجود دفاع جوي عضوي فعال في اللواء او وجود مظله جويه مصريه فقد منيت كتيبه المقدمه بخسائر اضطرتها للتوقف وفشلها في اختراق الدفاعات الاسرائيليه رغم التوقف العددي المصري.
كما ادي ذلك الي توقف بقيه اللواء خلف الكتيبه بحوالي خمسه كيلو مترات .
وفي الساعه الخامسه عصرا (1700) اصدر قائد اللواء اوامرة لقائد كتيبه المقدمه باحتلال الميول الجانبيه للطريق ودفع عناصر الاستطلاع للامام وللجانب الايسر لكتيبه المقدمه لاستطلاع قوة واوضاع العدو ، كما اصدر اوامرة بتوقف كتيبتي النسق الثاني للواء خلف كتيبه المقدمه ، كما اصدر تعليماته بمعاوده الهجوم صباح العاشر من اكتوبر .
اي انه قوة قتالTASK FORCE ونظرا لان اللواء كان يعتبر عسكريا
منفصله تماما عن الجيوش الميدانيه وخطط عملياتها وخطوط امدادها
فقد دخل داخل تنظيم اللواء كم هائل من العربات الاداريه الخاصه بدعم قوات اللواء مثل عربات الوقود والذخائر و التعيينات (طعام- مياه )
ونظرا لتدخل الطيران الاسرائيلي بحريه تامه فوق اللواء ، فقد اصدر قائد اللواء اوامرة بأرتداد الوحدات الاداريه كلها للخلف حتي لا تتعرض للضرب ، ورغم صحه هذا القرار عسكريا الا انه قد ادي لحدوث اضطراب وبلبله كبيرة اثرت سلبا علي معنويات الرجال الذين ظنوا انهم تنعرضوا لهزيمه مثل 1967مما ادي لحدوث خسائر بين صفوف اللواء
وخلال ليله 9/10 اكتوبر ، ارسل قائد اللواء تقرير خسائر لقياده البحر الاحمر التي يتبعها وكان كالاتي .
الدبابات – خسائر 50%
العربات المدرعه توباز خسائر 20%
مدفعيه مضاده للطائرات خسائر 25%
سرايا مضاده للدبابات خسائر 90%
الروح المعنويه مخنفضه جدا .
وفي تقريرة يطلب قائد اللواء .
1- تأجيل عمليات اللواء لحين استعاده كفاءته القتاليه واستعاضه الخسائر
2- تدخل القياده للحد من النشاط الجوي المعاي
3- تنظيم تعاون مع الفرقه 19 للقضاء علي شعور الافراد بالانعزال عن القوات المسلحه .
وبالطبع فأن تقرير كهذا يعني ان اللواء اصبح خارج العمليات ولا توكل اليه اي مهام قتاليه قبل ان تتم استعاده كفاءته القتاليه مرة اخري ، وايضا يوضح التقرير الاثر الهائل للتدخل الجوي المعادي بدون وجود مظله حمايه مصريه
ومر يوم 10 اكتوبر علي اللواء وهو في مكانه يتعرض لهجمات جويه قويه جدا بدون ان يتمكن من ازاحه الدفاعات الاسرائيليه من امامه او تصدر اليه الاوامر بالارتداد لمواقعه السابقه .
وفي الساعه الثالثه (300) صباح يوم 11 اكتوبر ، يعقد مؤتمر بحضور قائد منطقه البحر الاحمر المسئوله عن اللواء ومندوب من الفرقه السادسه ميكانيكيه التابع لها اللواء ورئيس عمليات الجيش الثالث ، وخلص الاجتماع الي اصدار التعليمات الجديده لقائد اللواء .
1- وضع اللواء تحت قياده الفرقه 19 مشاه
2- تأجيل دفع اللواء لاستكمال مهمته لحين استعاضه الخسائر واستعاده الكفاءه القتاليه .
3- استعواض الخسائر بالتنسيق مع الجيش الثالث الميداني .
4- تنظيم الدفاع عن منطقه عيون موسي – رأس مسله
5- رفع معنويات الجنود
6- تنظيم الاتصال مع قياده الجيش الثالث
وتلك القرارت تحمل معني واحد فقط ، وهو الغاء خطه دفع اللواء لاحتلال رأس سدر كمهمه مباشرة ثم ابو رديس كمهمه نهائيه .
التعليق علي ما حدث للواء الاول الميكانيكي
يمكن القول بأن ما تعرض له اللواء الاول الميكانيكي هو نتيجه خطأ كبير في التخطيط وفي وضع الاهداف ، ويمكن تحديد تلك الاخطاء الخططيه في النقاط التاليه .1- التقدم لمسافه 140 كيلو متر تقريبا في ظل عوامل تكتيكيه معاديه وغير مواتيه مثل
* تحرك اللواء خارج مظله الدفاع الجوي المصري وسيطرة العدو الجويه علي كل المناطق التي يتحرك فيها اللواء
* عدم وجود قوات صديقه قريبه تستطيع دعم اللواء مما يجعله جزيرة مستقله تماما عن الجيش المصري .
* جناح اللواء الايسر دائما معرض ومكشوف لهجمات العدو المدرعه
* جناح اللواء الايمن دائما معرض ومكشوف لهجمات العدو البحريه ، حيث يسيطر العدو علي خليج السويس بحريا وله حريه التحرك به .
* صعوبه الاحتفاظ بالاراضي التي قد يحررها اللواء نظرا لطول المواجهه التي تمتد الي 140 كيلو متر والتي تحتاج الي فرق كامله من المشاه للاحتفاظ بالارض والسيطرة عليها ومن المعروف عسكريا ان احتلال الارض شئ والتمسك والسيطرة عليها شئ اخر
* تعرض خطوط امداد اللواء لخطر القطع نظرا لاستحاله تحكم اللواء في كل المناطق .
2- وضع اللواء تحت قياده البحر الاحمر في الغردقه بعد تحركه مباشرة بعد ان كان تحت قياده الفرقه السادسه مشاه ميكانيكي مباشرة يعرض اللواء للتشتيت ، حيث ان قياده البحر الاحمر تبعد علي الاقل 150 كيلو متر عن ارض المعركه مما يجعلها غير متصله باللواء ويجعل قراراتها بعيده عن الواقع لبعد المسافه وعدم المامها بما يحدث وكذلك توقع اعتراض المراسلات اللاسلكيه بين القياده واللواء .
3- غياب الاستطلاع تماما .
فاللواء الاول ميكانيكي او قياده البحر الاحمر التابع لها ، لم تدفع عناصر استطلاع لاستطلاع الطريق واكتشاف دفاعات العدو ، وتصرف قائد اللواء متأخرا في دفع عناصر استطلاعه بعد فشل كتيبه المقدمه في اختراق دفاعات العدو.
تعليق عاملا اعرف تماما او علي وجهه الدقه من الذي خطط وصدق علي خطه اللواء الاول الميكانيكي لان الخطه لا تقوم علي مبادئ عسكريه سليمه ولا تضع اهداف واقعيه او قابله للتحقيق .
فاذا كانت ابار بترول ابو رديس من الاهميه بحيث يجب السيطرة عليها فقد كان الاولي ان يتم ذلك عبر ابرار بحري او جوي لقوات صاعقه مدعمه بعناصر مضاده للدبابات وعناصر مضاده للطائرات وان يتم ابرارها فوق الهدف تماما لضمان وصولها للهدف .
لكن دفع لواء ميكانيكي لمسافه 140 كيلو متر في اراضي معاديه في ظل عدم وجود دعم جوي او بحري للواء فهو كان خطأ كبيرا جدا من القياده
فأذا علمنا مثلا ان علي طول خط المواجهه في قناه السويس التي تمتد 160 كيلو متر ، تمركزت 5 فرق مشاه اي ان قطاع عمليات كل فرقه يمتد حوالي حوالي 30 كيلو متر تقريبا ، وفي كل فرقه مشاه 2 لواء في النسق الاول ولواء احتياطي ، مما يعني ان مواجهه اللواء في جبهه قناه السويس تمتد حوالي 15 كيلو متر ، فكيف يخصص للواء الاول الميكانيكي مواجهه 140 كيلو متر ؟؟؟؟؟
واذا كانت القياده تري مبررا لدفع اللواء الاول الي ابو رديس فما هي القوات التي ستتحكم في الطريق المؤدي الي ابو رديس لتأمينه من هجمات العدو الجويه والبريه لقطع طريق امداد اللواء ؟
وبفرض نجاح اللواء في الوصول الي ابو رديس ، فكيف ستتم عمليه امداد اللواء بالمعدات والمؤن لاستعواض خسائرة ؟
ولماذا لم يتم توفير دعم جوي للواء الاول يتمثل في طائرات مقاتله قاذفه لقذف دفاعات العدو الفقيرة كما وكيفا مقارنه بقوة اللواء ؟ ولماذا لم تتدخل المقاتلات الاعتراضيه المصريه لتكوين مظله فوق منطقه عمليات اللواء خارج نطاق حائط الصواريخ ؟
ولماذا لم تتدخل المقاتلات المصريه لمنع الطائرات الاسرائيليه من قصف اللواء بكل سهوله ويسر ؟
إن الهدف الذي وضعته قياده القوات المسلحه من الضخامه بحيث يجب ان يخصص له علي الاقل فرقه خفيفه وليس لواء ميكانيكي فقط ويجب توفير دعم جوي وبحري مستمر لهذه الفرقه الخفيفه خلال تحركها علي طول الطريق وكذلك وضع قوات مناسبه للسيطرة علي الطريق الممتد من عيون موسي حتي ابو رديس علي طول خليج السويس .