برز شبه إجماع لدى العديد من المسؤولين والقائمين على عدة شركات فرنسية وهيئات بحث على أن الجزائر تمثل سوقا وشريكا هاما لا يمكن تجاوزه، ولكن المستجد في الأمر هو إبداء العديد من هذه الشركات لاستعدادها الكامل للتصنيع الجزئي بنسبة إدماج عالية في الجزائر، وعلى أن قاعدة 51 و49 بالمائة من الناحية المبدئية لا تشكل عائقا إذا تم توفير الإطار العام الواضح وتبسيط الإجراءات المتصلة بالاستثمار. وكمحصلة لسلسلة اللقاءات التي نظمتها وزارة الخارجية الفرنسية في إطار برنامج خاص بالتكنولوجيا الحيوية والطاقات المتجددة بالعاصمة الفرنسية باريس، شدد المتدخلون من مختلف المؤسسات والهيئات المتخصصة على استعداد كامل لنقل المعارف والتكنولوجيا والتكوين، بل والذهاب أبعد من ذلك من خلال تصنيع جزئي للمعدات والمدخلات محليا في الجزائر، لاسيما فيما يتعلق بالتقنيات والتكنولوجيات الخاصة بالطاقة الشمسية، على غرار السيد ”جوزي بيريو” مسؤول تنمية المشاريع بقسم الطاقة الشمسية لمجموعة ”سويتك” التي أبدت استعدادا ورغبة لنقل التقنيات والتكنولوجيا والمساهمة في تطوير الطاقات المتجددة وفقا لتقنيات مستحدثة تتم بفعالية أكبر، خاصة وأن الشركة الفرنسية الرائدة في توليد وإنتاج مواد أشباه الموصلات، ترغب في اقتراح توفير تكنولوجيا جديدة لمجمع سونلغاز تتمثل في أنظمة شمسية مركزة أكثر فعالية من الألواح الشمسية التقليدية التي تستخدم السيلسيوم.
على صعيد متصل، تقترح شركة ”سنة” المتخصصة في الإنارة العمومية بالطاقات الشمسية مشاريع مدمجة في الجزائر، من خلال تصنيع جزء كبير من نظام الإنارة في الجزائر حسب ما يؤكده ”صاموئيل توماس”، إضافة إلى التحضير للمساهمة في مشاريع إنارة بتقنيات أقل تكلفة وبمزايا متعددة في المناطق النائية والبعيدة في الجنوب الجزائري، لاسيما في الطرق أو التجمعات السكنية الصغيرة، فضلا عن برامج اعتمدتها الحكومة الجزائرية والمتعلقة بتعميم استخدام الإنارة عن طريق الطاقة الشمسية ذات قدرات عالية ونسبة استقلالية كبيرة في منطقة عين أمناس والمطارات بالجنوب. ونفس التوجه والاستعداد أبرزه ”جون مارك فابيوس” المدير التجاري لشركة ”ايكزو سان”، و”جون بيار جولي” المدير العام للمعهد الوطني للطاقة الشمسية، إلى جانب ”مارك لوفور” مدير التنمية لشركة ”سي أش باور”، فلا اعتراض مبدئيا لنقل جزء من النشاط الصناعي لضمان إنتاجه محليا في الجزائر أو ضمان تطوير شراكة مباشرة للمساهمة في مشاريع تنويع مصادر الطاقة الجزائرية عبر الطاقة الشمسية والرياح والتقنيات الهجينة.
الشراكة ونقل التكنولوجيا والتكوين والتصنيع الجزئي محليا هي أهم العناصر التي طورها ممثلو الشركات الفرنسية والمعاهد المتخصصة، لأن المبدأ الأساسي هو تموقع الشركات الفرنسية في سوق تنافسي ومفتوح يمكن أن يوفر مزايا كبيرة، بالنظر لبرامج كبيرة في الطاقة الشمسية لبلوغ توفير 2200 ميغاواط في آفاق 2030، وبلوغ نسبة استهلاك يتراوح ما بين 30 إلى 40%.
العملاق الفرنسي ”أريفا” مستعد لتصنيع جزئي للتجهيزات في الجزائر
على صعيد متصل، أبدى مسؤولو مجموعة أريفا استعدادا كاملا لتحويل التكنولوجيا والتقنيات الجديدة في مجال الطاقة الشمسية إلى الجزائر وتوفير أحدثها في السوق، وأكد ”فلاوران بروني” المسير السامي لتنمية الأعمال في فرع أريفا للطاقة الشمسية والطاقات المتجددة على اعتبار السوق الجزائري أهم الأسواق في المنطقة، وتستعد أريفا لتقديم عروض خاصة لمجمع سونلغاز في سياق المناقصات التي أطلقتها بقدرة لا تقل عن 150 ميغاواط، حيث تعتزم الشركة تقديم منتجات بتقنيات عالية التركيز في الطاقة الشمسية مع نسبة تركيز للطاقة تتجاوز المعدلات المعمول بها وقدرات تخزين عالية، مضيفا أن أريفا تضمن 15 إلى 20% من التصنيع المحلي ولكن يمكن أن يصل في الجزائر إلى 80% من هياكل المنتوج تماشيا مع رغبة سونلغاز في التصنيع المحلي. وترغب الجزائر في تشجيع الطاقة الحرارية وضمان التخزين لاستغلال واسع للطاقة الشمسية في الشبكة الكهربائية دون انقطاع، كما تقترح أريفا آخر التقنيات الخاصة بالطاقة الهجينة.
http://www.elkhabar.com/ar/economie/342476.html