مشكلة البصر القصير: ضم إسرائيل إلى الحلف الأطلسي
شهدت مرحلة ما بعد الحقبة السوفيتية تهوينا من قدرات روسيا في حين لا تزال
روسيا - حتى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي - تحتل المرتبة الأولى بين دول
العالم في مساحة الأراضي. وتوجد 50% من احتياطي العالم من الثروات
الطبيعية في روسيا. ولا تزال روسيا تجاري الولايات المتحدة الأمريكية التي
تعتبر القوة الأعظم في العالم الآن، على صعيد السلاح النووي.. جاء ذلك في
الكتاب الذي صدر أخيرا في روسيا بعنوان "العالم بلا روسيا؟" من تأليف
الأكاديمي يفغيني بريماكوف.
وينبه الكتاب إلى أن واشنطن تسعى إلى إعادة إحياء التنسيق مع
حلفائها الأطلسيين بعدما فشلت جهودها المنفردة في العراق. إلا أن الاتحاد
الأوروبي يسعى بدوره إلى توطيد استقلاليته. ومن أجل رص صف الحلفاء عمدت
الولايات المتحدة إلى ضم بلدان الشرق الأوروبي إلى حلف شمال الأطلسي
(الناتو) ليساعدها الأعضاء الجدد الذين لا ينتقدون السياسة الأمريكية في
الشرق الأوسط وفي العراق، على إبقاء هذا الحلف تحت سيطرة واشنطن. ويتيح
ذلك لواشنطن نشر قواتها في أوروبا. وقد أعلنت واشنطن نشر 5 آلاف جندي
أمريكي في كل من رومانيا وبلغاريا.
ويشير الكتاب إلى أن سياسيي الولايات المتحدة ذوي البصر
القصير يتطلعون إلى ضم دول تقع في ملتقى أوروبا وآسيا مثل إسرائيل إلى
الناتو. وكانت الولايات المتحدة ترفض انضمام إسرائيل إلى الحلف حتى الآن
بحجة أن إسرائيل تنازع العرب. أما الآن، وبعدما ظهر "الخطر الإيراني"، فقد
تغيّر الولايات المتحدة موقفها.
ويرى الكاتب أن عملية توسيع الناتو تهدف إلى إضعاف روسيا
وإجبارها على الخضوع للضغوط الأمريكية. ولهذا تصر واشنطن على وجوب ضم
أوكرانيا وجورجيا إلى صف الدول الغربية المدعوة لمواجهة روسيا.
http://ar.rian.ru/articles/20090121/119732293.html