دراسة المبادئ الرئيسية للإستراتيجية العسكرية1. تعتبر
مبادئ الإستراتيجية العسكرية تقديم لأهم و جهات النظر بخصوص تحضير و إدارة الصراع
المسلح بطريقة مختصرة و مركزة لإحراز النصر.
2. إن
مبادئ الإستراتيجية التي تنبثق من مبادئ السياسة (العقيدة) العسكرية التي حددتها
الدولة تعتبر أساس وضع المراجع و قوانين خدمة الميدان و التعليمات و التوجيهات
التي تنظم بناء و إعداد و استخدام قوى القوات المسلحة و الأسلحة المقاتلة و القوات
المسلحة ككل و باعتبار السياسة العسكرية للدولة هي الأساس فان مبادئ الإستراتيجية
تبنى عليها.
3. لما
كانت مبادئ الإستراتيجية العسكرية تخضع لتأثير عوامل سياسية و دبلوماسية واقتصادية
و عسكرية و متغيرة فان المبادئ الإستراتيجية تتغير تبعا لذلك و من العوامل التي
تؤثر على مبادئ الإستراتيجية العسكرية الأتي:
أ. التقدير
الموضوعي للقوات المسلحة للدولة.
ب. مستوى
تطور وسائل الصراع المسلح
ج. النظرية
العسكرية للعدو المسلح.
د. إمكانية
العدو العسكرية و الاقتصادية و المعنوية و السياسية والدبلوماسية.
ه. وجهة
نظر العدو في إدارة الصراع المسلح.
تحديد الأهداف و المهام الإستراتيجية للقوات المسلحة1. بناء
على التحليل الدقيق للظروف السياسية و العسكرية للموقف الدولي تحدد القيادة
السياسية عدة اهداف سياسية عسكرية لتحقيقها خلال الحرب, و بناء على ذلك تحدد اهداف
و مهام إستراتيجية للقوات المسلحة.
2. يتطلب
تحقيق الهدف الاستراتيجي تدمير العدو خلال الصراع بدرجة تحدث تغيرات جذرية في
الموقف السياسي و العسكري تؤثر على تطور الصراع المسلح ككل.
3. يستغرق
تحقيق الهدف الاستراتيجي طوال فترة الحرب و يلزم لتحقيقه تنفيذ عدة عمليات
استراتيجية باستخدام تجميعات من القوات المسلحة في مسارح عمليات مختلفة.
4. خلال
الصراع المسلح ضد عدو قوي تستطيع القوات المسلحة تحقيق عدة أهداف استراتيجية مثل
احباط هجوم العدو المفاجئ وذلك بصد ضرباته المركزة ثم توجيه ضربة انتقامية ضد
اهداف المعتدي الحيوية و إرباك مؤخرته و تدمير تجميعاته الاستراتيجية في مسارح
العمليات.......الخ.
5. المهمة
الاستراتيجية تسبب تدمير العدو خلال الصراع المسلح تدميراً ينتج عنه تغيرا حادا في
الموقف الاستراتيجي في منطقة معينة من مسارح العمليات اة الاتجاه الاستراتيجي و
تمثيل مرحلة في سبيل تحقيق الهدف الاستراتيجي.
6. يحدد
للمهم هدف تدمير او احداث خسائر في تجميعات القوات المسلحة للعدو و تدمير اهدافه
الحيوية و الاستيلاء على منطقة معينة و التي ينتج عنها خلق الظروف المناسبة في
الموقف الاستراتيجي لتطوير نجاح العمليات و تحقيق المهمة الاستراتيجية التالية.
7. يحقق
هدف استراتيجي معين بواسطة القوات المسلحة اما بتحقيق عدة مهام استراتيجية على
التوالي أو في وقت واحد و بمعنى أخر قد يجزئ الهدف الاستراتيجي الى اجزاء كل منها
يعتبر مهمة استراتيجية و قد يتحقق الهدف الاستراتيجية مباشرة دون تقسيمه الى مهام
كما هو الحال عند استخدام الاسلحة النووية في الحرب الشاملة.
مقترحات تكوين و بناء القوات
المسلحة1. بناء
على دراسة طبيعة الحرب المقبلة و مهام القوات المسلحة تجهيز مقترحات تكوين و بناء
القوات المسلحة و انسب تطور لقوى و تشكيلات القوات المسلحة و وسائل الصراع المسلح
و تشمل الأتي:
أ. تنظيمات
القوات المسلحة.
ب. الترابط
أو العلاقة بين القوى و القوات المسلحة و الأسلحة المقاتلة المختلفة.
ج. تسليح
و إمداد القوات المسلحة بالمعدات و وسائل القتال.
2. يجب أن
تتمشى هذه المقترحات مع التقدم السريع لوسائل الصراع و التغيرات المحتملة في
الموقف السياسي _ العسكري.
التجميع و الفتح الاستراتيجي1. عند
تقرير أهداف الحرب و وسائلها المنظرة للفريقين المتصارعين عند بداية الحرب يجب أن
نفترض انه سوف يحاول كل من الفريقين ان ينهي الحرب في اقل وقت ممكن و بناء عليه يبني
التجميع و الفتح الاستراتيجي للقوات و الوسائل كما تحدد طرق الاستخدام على أساس إنهاء
الحرب في اقصر مدة و تجنب الحروب الطويلة.
2. في
نفس الوقت دراسة و تجهيز آراء عمليات عسكرية مدروسة يمكن تطبيقها لخلق القاعدة الاقتصادية
اللازمة و تكوين الاحتياطات الإستراتيجية المختلفة و استخدامها خلال الحرب لمواجهة
الحرب طويلة الأجل إذا امتد الصراع.
إعداد خطط القوات المسلحة1. لتنظيم
الصراع المسلح بطريقة هادفة تخطط له القيادة العليا للقوات المسلحة و تعتبر
(النظرية الإستراتيجية العسكرية) فكرة العمليات الإستراتيجية هي أساس التخطيط
الاستراتيجي لأعمال القتال ككل و يتم التخطيط البري و الجوي طبقا للظروف المحلية
لكل مسرح عمليات مع وضع في الاعتبار وسائل الصراع المسلح الحديث.
2. يلعب
التخطيط الاستراتيجي المسبق للصراع المسلح دوراً خاصا في المراحل الافتتاحي للحرب
و الذي يشكل الأساس لخطة عمليات القوات المسلحة.
إعداد الدولة للدفاع1. يجب
أن توضع خطة لإعداد الدولة للدفاع لتحقيق الأتي:
أ. صد
المعتدي في أي لحظة
ب. إحراز
النصر في اقل فترة زمنية ممكنة
ج. خوض
حرب طويلة إذا لزم الأمر.
د. إجراءات
لتقليل حجم الخسائر نتيجة ضربة العدو الأولى و خاصة اذا استخدم أسلحة تدمير شامل.
ه. المحافظة
على الروح المعنوية العالية للشعب و تصميمه على النصر.
2. مع
مراعاة تطوير الصراع المسلح و التغيرات
المنتظرة في الموقف الدولي يتم إعداد الدولة للدفاع في خمس اتجاهات هي:
أ. إعداد
القوات المسلحة.
ب. إعداد
اقتصاد الدولة (صناعة – زراعة – نقل ....الخ).
ج. إعداد
الشعب.
د. إعداد
أراضي الدولة كمسرح عمليات.
ه. إعداد
سياسي و دبلوماسي.
الدفاع المدني1. نظرا
لاتساع القتال و احتمال وصول التدمير إلى اعماق الدولة في الحرب الحديثة ظهر نوع
جديد من المعاونة الاستراتيجية لمجالات نشاط الدولة المختلفة عرفت بالدفاع المدني
و لذلك نجد ان جميع الدول تبدي اهتماما زائدا بتنظيم الدفاع المدني ليس فقط بهدف
حماية أعماق الدولة و لكن لمعاونة التعبئة في المراحل الافتتاحية للصراع المسلح.
2. يهدف
الدفاع المدني الى تهيئة الظروف الملائمة لسير النشاط المعادي للدولة و اجهزتها و
كذا عمل الاقتصاد الوطني بطريقة ناجحة اثناء الحرب و يمكن تحقيق ذلك بالاتي:
أ. توفير
أقصى وقاية للشعب و الأهداف الحيوية للاقتصاد الوطني ضد أعمال العدو.
ب. تقديم
معاونة صادقة و فعالة للمصابين و السيطرة الفورية على أي عمليات تدمير تحدث.
3. إن مهام
الدفاع المدني متعددة و متشابكة كل منها ييسر تنفيذ باقي المهام و قد يختلف أسلوب
تنفيذ مهام الدفاع المدني كالأتي:
أ. قد
تتخذ بعض الاجراءات بناء على قرار الحكومة و تطبق تلك الاجراءات على اجزاء الدولة
بالكامل مثل:
(1) اخلاء
او تهجير جزئي لبعض الاهالي.
(2) اجراءات
تامين الاتصالات و وسائل السيطرة في الدولة.
(3) تكوين
قوات دفاع مدني خاصة.......الخ.
ب. تنفيذ
بعض الإجراءات الأخرى بتعليمات من الوزير المختص او الجهات المختصة ولكن تطبق على كل أجزاء الدولة.
ج. اجراءات
تنفيذ بطريقة لا مركزية داخل المدن و المنشآت و الاجهزة الاخرى.
4. اذا
استخدم العدو اسلحة التدمير الشامل فان كل الجهود توجه لتقديم المعونة الطبية
للشعب. و لاخماد الحرائق و تنظيم عمليات الانقاذ و ازالة العوائق من الطرق, و خلاء
الخسائر من المناطق الملوثة ومنع لاالاهالي من الاقتراب و المحافظة على النظام و
عند تنظيم تلك المساعدات و خاصة الطبية منها يجب تقدير الحجم الكبير للخسائر مع
مراعاة ان المساعدات عادة تقدم من خارج المنطقة المصابة أي من المناطق التي لم
تتعرض للهجوم وان و سائل الانقاذ في المنطقة المصابة سوف تتكبد هي الاخرى بخسائر.
التأمين المادي للصراع المسلح1. بناء
على توزيع العمليات الإستراتيجية تقدر الاحتياجات المطلوبة للحرب و تنظيم الشؤون الإدارية
بما في ذلك توزيع المنشآت الإدارية و وحدات المعاونة الإدارية للقوات المسلحة و
يتم التخطيط و تتخذ كافة الإجراءات للتأمين المادي للصراع المسلح.
2. لزيادة
الإمكانيات العسكرية للدولة (وخاصة اذا كان من المتوقع ان تستمر الحرب لفترة
طويلة) فان الإستراتيجية العسكرية تقدم توصيات عملية مدروسة بخصوص الأتي:
أ. تطوير
قوى الاقتصاد الوطني و العلوم و التكنولوجيا التي تتحكم في القدرات الاقتصادية
العسكرية للدولة.
ب. التوزيع
الجغرافي لوسائل انتاج الدولة و خاصة تلك المنشآت الصناعية الحيوية للمجهود
الحربي.
ج. انشاء
طرق المواصلات الت تربط بين مناطق الانتاج الصناعي الحربي و مسارح العمليات
المنتظرة.
د. التطوير
الاقتصادي للمناطق المتاخمة لمسارح العمليات.
تنظيم القيادة والسيطرة على العمليات الحربية للقوات
المسلحة.
- تتضمن القيادة
و السيطرة على القوات المسلحة نشاط القيادات الاستراتيجية في مجال إعداد و
إدارة الصراع المسلح و في هذا المجال يجب التفكير في الاتي:
أ. تحديد
الاهداف و المهام الاستراتيجية طبقا للاهداف السياسية العسكرية و طبيعة الحرب
المنتظرة.
ب. السيطرة
على القوات المسلحة اثناء الاعداد _ التعبئة _ الفتح الاستراتيجي _ تنظيم اعمال
القتال _ المعاونة الشاملة للقوات / التامين الشامل للقوات.
ج. يجب
ان تكون عناصر القيادة و السيطرة للقوات المسلحة قادرة على اثناء ادارة الصراع على
دراسة الموقف و الاحتمالات المنتظرة خلال فترة زمنية معقولة تمكنهم من اتخاذ
القرار و تنفيذه بكافة الوسائل في الوقت المناسب.
د. تختلف
عناصر و وسائل السيطرة من دولة الى اخرى و لكنها تسعى لتحقيق افضل صور السيطرة
طبقا لطبيعة الحرب الحدجيثة مع ايجاد قيادة موحدة في المجالات السياسية و
الاقتصادية و العسكرية للدولة.
دراسة العدو التقليديلما كان الصراع المسلح صراع بين طرفين او اكثر فان قدرات و امكانيات و
اسلوب العدو تلعب دورا حاسما في الصراع و لذلك نجد ان الإستراتيجية العسكرية تدرس
و تأخذ في الاعتبار الأتي:
- امكانية العدو
( وحلفاؤه ان وجدوا).
- درجة الاستعداد
للحرب.
- تمركز قواته
المسلحة.
- الاهداف
السياسية العسكرية المنتظرة للعدو في الحرب المقبلة.
- امكانية العدو
المعنوية لتحقيق تلك الاهداف.
- وجهات نظر
العدو عن طبيعة و اسلوب ادارته للصراع المسلح.
- بناء القوات
المسلحة للعدو.
- اعداد اقتصاد و
اراضي دولة العدو للحرب.
هذا هو مفهوم الاستراتيجية العسكرية و مجالات نشاطها و ان دراسة كل هذه
المواضيع بالتفصيل و العمق الكافيين تعاون المفكرين الاستراتيجين لتقديم توصياتهم
العملية المبينة على أساس علمي للسيطرة على القوات المسلحة أثناء إعداد إدارة
الصراع المسلح.