لندن ـ طالب وزير الدفاع البريطاني جون هاتون الدول العربية الثرية بالمساهمة في تغطية نفاقات عمليات القوات البريطانية في أفغانستان، واتهم شركاء بلاده في الإتحاد الأوروبي بقتل الجنود البريطانيين هناك.
كما اتهم حلفاء بريطانيا في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) بوضع جهود الحرب في أفغانستان رهن الخطر بسبب رفضهم إرسال المزيد من المروحيات للمساعدة في الحرب الدائرة ضد قوات طالبان.
وابلغ وزير الدفاع البريطاني صحيفة “نيوز أوف ذي وورلد” الصادرة الاحد إن حلف الأطلسي “يمتلك مئات المروحيات من دون استخدام بينما يكافح البريطانيون مع ثماني مروحيات فقط من طراز ‘تشينوك’ وبعض المروحيات القديمة من طراز ‘سي كينغز’ في إقليم هلمند الأفغاني”.
وحذّر هاتون، الذي عاد للتو من زيارة إلى أفغانستان، أوروبا من “أن حركة طالبان ستقتل المزيد من الجنود البريطانيين ما لم تعمد إلى تعزيز مساهماتها العسكرية في أفغانستان"، وتعهد بأن حكومته ستعمل على زيادة عدد المروحيات العسكرية المتوفرة لدى قواتها في أفغانستان بمعدل ثلاث مرات وحماية حياة جنودها من موجة الهجمات المتنامية التي تشنها حركة طالبان بالألغام والعمليات الإنتحارية، وإرسال قوات اضافية وتقنيات متطورة إلى أفغانستان خلال الشهر المقبل لتصيد العبوات الناسفة المحسنة التي تزرعها قوات طالبان على جوانب الطرق”.
وطالب هاتون الدول العربية الثرية بتغطية ما وصفها بـ “بجهود الحرب الضخمة التي تمارسها بريطانيا في أفغانستان"، محذّرا من أن الحرب هناك “دخلت الآن مرحلة حرجة وحان الوقت أمام أوروبا لتقديم مساهمات أكبر” لاعتقاده بأن 2009 “يمثل عام الحسم بالنسبة لأفغانستان”.
وقال “إن تلك الجهود تحتاج إلى دعم عالمي أكبر وخاصة من قبل الدول العربية الثرية التي تسمح لمواطنيها بتمويل حركة طالبان كما فعلت السعودية والكويت حين غطتا الجانب الأكبر من تكاليف العمليات العسكرية البريطانية في حرب الخليج الأولى، ولكن هذه المرة لم تدفع أي دولة عربية لجهود إحلال السلام في واحدة من أكبر المناطق خطراً في منطقتها”.
ودعا هاتون جميع الحلفاء الدوليين إلى “بذل المزيد للإنخراط في المعركة ضد التطرف في أفغانستان وبأفضل طريقة ممكنة مثل إرسال المزيد من القوات والمساهمة في تأمين المروحيات المطلوبة أو إرسال وحدات من الشرطة للمراقبة أو التبرع بالمال”.
واضاف “يتعين علينا إحداث تقدم أكبر في مجال تحسين الأمن والسماح بتطوير عمليات اعادة الأعمار وتوفير المناخ الأمني الصحيح للإنتخابات المقررة هذه العام في أفغانستان، لكن هذا التقدم أُصيب بالشلل الآن لأن القادة العسكريين لا يستطيعون تحريك قواتهم بسرعة تضمن سلامتها بسبب أخطاء حلف الأطلسي وتنصل اعضائه الأوروبيين عن تقديم المساهمات المطلوبة”.
وشدد هاتون على أن توفير المزيد من المروحيات العسكرية في أفغانستان سيجعل المهمة أكثر فاعلية، مشيراً إلى “أن حلف الأطلسي يمتلك هذه المصادر، لكن الدول الأعضاء لا تريد نشرها في أفغانستان”.
وحذّر من “أن الدول الغربية التي تتسابق الآن لتصبح أفضل صديق للرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما ستواجه التجاهل ما لم تعمد إلى وضع ثقلها خلف جهود احلال السلام في أفغانستان"، مشدداً على أن حلف الأطلسي “يحتاج لكسب هذه الحملة لحماية مصداقيته في المستقبل”.