- Syrian Armed Forces كتب:
ولكن من هذه الناحية الصهاينة يمتلكون مقعدا دائما في مجلس الأمن و يمتلكون الفيتو و يمتلكون شبكات الميديا العالمية
اي يمتلكون حلا لما ذكرت
الحلول المؤقتة دائما ما تعطي الصهاينة الوقت و الإمكانية ليجدوا حلولا لمنع الفلسطينيين من امتلاك و تطوير عناصر القوة
ولكم عبرة في ما بعد اوسلو و كيف قطعوا اوصال الضفة الغربية
لكم عبرة كيف انتهت الانتفاضة الفلسطينية
لكم عبرة في حماس التي بنت قوتها دون مرجعية او دور للحلول المؤقتة
بالمناسبة العمل السياسي يعتبر مقتلا لحركات المقاومة
الموضوع شائك قليلا فسأحاول طرح بعض الجوانب دون كثير من اﻹستفاضة أو الدخول في جوانب غير استراتيجية:
1- الصراع له 3 قنوات للحل: العمل العسكري (أو المقاوم او غيره من اﻷسماء المطروحة)، أو العمل السياسي و المدني القائم على التظاهر، حركات مقاطعة، تحدي اﻹحتلال و تعريته بالسبل المدنية، و أخيرا عمل يقوم على الجمع بين اﻹثنين.
2- الحقيقة ان الصراع العربي اﻹسرائيلي وصل لنوع من التعادل. فلا اسرائيل قادرة على التوسع ككيان، و لا الدول العربية قادرة على انهاء المشروع الصهيوني. سلسلة امور من نهاية الحرب العالمية اﻷولى، إلى سلسلة الهزائم العربية إلى اتفاق السلام المصري و اﻷردني مرورا بحروب لبنان و خروج منظمة التحرير منه و كذلك اﻹنتفاضة اﻷولى كلها ادخلت المجتمع الدولي في قناعة بوجوب الحل على اساس الدولتين. فالحل العسكري قد فشل. و لا اتصور ان اي جهة تستطيع ان تقول ان عندها ما يمكن ان يغير توازن القوى خلال ال 5 او 10 سنوات القادمة بشكل واقعي. فلا يبقى من خيار غير الصراع السياسي. وهو صراع صعب مرير يكسب بالنقاط و الصبر و الحكمة. و يكفي ان نذكر بأن اﻹنتفاضة اﻷولى (التي كانت سلمية في غالبها اﻷعم) هي التي امنت للفلسطينيين الحصول على جزء من وطنهم. و ليس 40 عاما من الكفاح المسلح (مع احترامي لكل من ضحوا في سبيله).
3- مع اﻷسف الشديد، لم يكن مستوى نجاح الفلسطينيين على المستوى السياسي و التفاوضي افضل من نجاحهم على المستوى العسكري. و قد سال حبر كاﻷنهار في اخطاء الوفد الفلسطيني المفاوض في اتفاقات اوسلو، و كيف ورث الجانب الفلسطيني عيوب منظمة التحرير و زعيمها ياسر عرفات من اهمال في التفاصيل و عدم مشاورة اهل الخبرة في هذه اﻷمور المعقدة. فأهملت اﻹتفاقة موضوع المستوطنات رغم تحذير الكثير حول هذا الموضوع. و لكن كان هم م.ت.ف الحصول على كيان دولة و العودة و مراسيم رسمية و بعدها بفرجها الله. و حتى اﻷرض البسيطة التي حصلنا عليها و السلطة المحدودة ضاعت ارباحها بالفساد و المحسوبية و امراض سائر الدول العربية اﻷخرى.
4- ما تقوله عن سيطرة امريكا و إسرائيل و قدراتهم اﻹعلامية و السياسية صحيح. لكن حتى امريكا لا تستطيع ان تواجه العالم الخارجي و الرأي العام الداخلي سياسيا لفترة طويلة. و المنظمات و الحركات اﻷهلية في الغرب الداعمة للحق الفلسطيني في وطن على حدود 1967 تتزايد يوما بعد يوم و لها من الداعمين (حتى اليهود) الكثيرين. و الحل هو استخدام نفس اسلوب محاربة التمييز العنصري في جنوب افريقيا. و لك ان تعلم ان امريكا -ايام ريغان - كانت من اواخر الدول التي رفضت مقاطعة نظام الأبارتايد و اجبر الكونجرس الرئيس اﻷمريكي (الذي حاول استخدام الفيتو ضد قرار الكونجرس) ان يقر مقاطعة ج. افريقيا. و لكن لتكسب هذا النوع من الخيار يجب عليك ان تثبت انك الطرف المحق في الصراع و الطرف الذي يطالب بحقوق دون هدر دماء. و تبدأ الأمور بنبذ العنف اﻷعمى الذي ينفر منه العالم (قتل غير العسكريين او القتال خارج حدود الضفة - على فكرة، حتى امريكا تدين العنف الذي يتم خارج حدود 1967 بشكل اكبر بكثير من الذي يتم في الداخل ضد اهداف عسكرية). و كسب الحلفاء الطبيعيين للقضايا العادلة، مثل شباب الجامعات الذين هم كانوا من اجبر حكوماتهم على مقاطعة ج.افريقيا اقتصاديا و سياسيا و منظمات المجتمع المدني و ممثلي اﻷديان العالميين.
5- لم يتم تجربة الخيار المدني بشكل جدي الا منذ سنوات قليلة، و كما ترى في الضفة، فإن اسوأ شيء يحصل هو خسارة اﻷرض و ترسيخ اﻹحتلال و اﻹعتداء على مياه الفلسطينيين ( وهو امر صعب و لكن يمكن استرجاعه كما تم تفكيك مستوطنات سيناء و غزة من قبل)، لكن هل تقارن هذا بجحيم الحرب المستمرة لسنوات؟ التظاهر و اﻹعتصام و اﻹضراب امور صعبة، لكنها تحرج عدوك اما القتال فسهل عليه. و لك ان تقارن الخسائر في اﻹنتفاضة الثانية و حروب غزة لتعلم ان الخيار العسكري هو اسهل شيء عند اﻹسرائيليين.