أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
الـبلد : العمر : 38المهنة : طالب جامعي-ماجيسترالتسجيل : 16/02/2009عدد المساهمات : 1405معدل النشاط : 552التقييم : 39الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: الصواريخ الإيرانية تحظى بالمزيد من الإهتمام الجمعة 27 فبراير 2009 - 19:03
على الرغم من أن الاهتمام بالقُـدرات الإستراتيجية الإيرانية قد تركّـز خلال 2007 على البرنامج النووي لتخصيب اليورانيوم في إيران، إلا أن العام قد شهد تطورات لا تقل أهمِـية على مستوى تطوير الصواريخ متوسِّـطة المدى.
ربّـما يتضح في المستقبل القريب أن الإنجاز الحقيقي، الذي أحرزته إيران كان "صاروخيا"، وليس نوويا، إلا أنه إنجاز يثير أيضا – مثل خيارها النووي – أسئلة محيِّـرة، حيث يوجد على الأرجح، قَـدر من المُـبالغة بهذا الشأن أيضا.
إن أهمية الصورايخ الباليستية في الشرق الأوسط لا تأتي فقط من انتشارها على نطاق واسع لدى حوالي 7 دول في الإقليم، هي إسرائيل ومصر وسوريا وليبيا والسعودية وإيران واليمن، لكن لأنها قد استُـخدمت فعليا في المعارك الإقليمية 5 مرات على الأقل، بصورة بدَت مدمّـرة أحيانا، كما حدث بين إيران والعراق في الثمانينات، أو مُـرعبة كما حدث بين العراق وإسرائيل عام 1991، فهي – بمنطِـق الشرق الأوسط – أسلحة للاستخدام، وليس للتهديد.
يُـضاف إلى ذلك، أن إستراتيجيات استخدام الصواريخ ظلّـت تلقي بمفاجآت مستمرة، قياسا على ما هو مستقِـر نظريا بشأنها، كما حدث عندما استُـخدمت في صراع سلطة داخلي في عدن عام 1986 أو عندما بدا أن مجرّد صواريخ مدفعية قصيرة المدى، مثل كاتيوشا، يمكن أن تُـستخدم كسلاح إستراتيجي، كما جرى في حرب لبنان عام 2006، وبالتالي، ظلّـت الصواريخ تطرح تساؤلات طوال الوقت.
إن إيران تحديدا، تعرِف جيِّـدا ما الذي تعنيه الصواريخ متوسِّـطة المدى، فقد عانت من تجربة قاسية خلال حرب الـ 8 سنوات مع العراق، عندما قرّر الطرفان استخدامها بصورة مكثفة ضدّ عاصمتي الدولتين، ممّـا أدى إلى خسائر فادحة، قادت إلى نزوح واسع إلى خارج طهران، كما أن الأطراف الأخرى المعنِـية بقُـدرات إيران العسكرية، تُـدرك جيدا ما الذي تعنيه تلك الصواريخ، على ضوء ثلاث عوامل رئيسية، هي:
1 – أن برامج تطوير الصواريخ الإيرانية، تتّـسم بالطابع المحلي. فقوة إيران الصاروخية لا تعتمد على الشِّـراء من الخارج، وإنما على التطوير من الداخل، ومن الصّـحيح أنها تعتمد على نماذج خارجية وتعاون خارجي، لكنها اكتسبت القُـدرة على التطوير المحلي، بما يفتح آفاقا واسعة تتعلّـق بأعداد الصواريخ ومديّـاتها الجغرافية ورؤوسها الحربية.
2 – أن أعمال التطوير الصاروخية في إيران، قد توازت مع ما قيل عن سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، ومن هُـنا أتت كل المخاوف. فالصواريخ الحاملة لرؤوس عادية، لا تمثل في حد ذاتها – في معظم الأحوال – سوى سلاح تقليدي يتمتّـع بقُـدرة واسعة على الاختراق والوصول للهدف، لكن إذا تم تحميلها برؤوس نووية، تتحول إلى سلاح مُـرعب.
3 – أن أعمال التطوير الصاروخية الإيرانية تجري في ظل حالة حرب مُـحتملة في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران، وبالتالي، تطرح مشكلات الاستخدام الفعلي لها، في منطقة ذات أبعاد جغرافية ضيقة، وتتمَـركز فيها مصالِـح حيوية قابلة للاشتعال، كحقول النفط والقواعد العسكرية والمُـدن الحديثة.
4 – أن الصواريخ هي السلاح الوحيد تقريبا، الذي يتمتع بمِـصداقية عالية في استمرارية استخدامه في حالات الحرب، كما حدث في عام 1991 مع العراق، فقد توقّـفت كل أنظمة التسليح العراقية عن العمل، ما عدا الصواريخ التي ظل العراق يُـطلقها حتى أيام الحرب الأخيرة، وظلّـت تصِـل لأهدافها، رغم وجود أنظمة باتريوت المضادّة لها.
ترسانة مُـربِـكة
إن النقطة الأخيرة هي الأكثر أهمية، فهناك تقديرات متفاوتة بشأن الفعالية المحتملة لعناصر القوة النظامية الإيرانية وقُـدرتها على العمل في ظل خِـبرة حروب الخليج السابقة، التي جرت بين العراق وإيران أو بين الولايات المتحدة والعراق.
وتشير معظم التحليلات المتعلِّـقة بإيران، إلى أن عناصِـر قوّتها الحقيقية تتعلّـق بقُـدراتها العسكرية غير النظامية أو شِـبه النظامية من ناحية، وقُـدراتها الصاروخية من ناحية أخرى، فهي عناصر القوّة التي ستعمل أو تؤثر حتى النهاية، في ظل أية سيناريوهات عسكرية محتملة.
إن الفكرة التي لا يمكن تجاهُـلها، هي أن الصواريخ تُـمثل أهمية خاصة في حسابات ألعاب الحرب المتصوّرة مع إيران، لكن بعد تلك النقطة تبدأ التعقيدات، فلم يعُـد يمُـر شهر واحد، دون أن تُـعلن إيران عن امتلاكها نظاما صاروخيا جديدا أو جِـيل أكثر تطوّرا من نظام صاروخي قائم أو نوعِـية غير معروفة، شديدة التقدّم لنظم صاروخية مختلفة، لدرجة أصبح من الصّـعب معها، حتى بالنسبة للمتخصصين، أن يتِـم حَـصر أو تقييم ما لدى إيران بالفعل من صواريخ، وما إذا كان الأمر يتعلّـق بمشروعات وتجارب أو بأنظمة نهائية، دخلت الخدمة أو حتى إدراك الفارِق الدّقيق بين طرازات صواريخ شِـهاب المختلفة.
وبعيدا عن كل التفصيلات الفنية الخاصة بقوة إيران الصاروخية، يُـمكن الإشارة إلى ما يلي:
1- أن إيران تمتلِـك أعدادا كبيرة وطرازات متعدّدة من صواريخ المدفعِـية أو الصواريخ الساحلية قصيرة المدى، التي يتراوح مدَاها المؤثر بين 25 – 150 كلم، وهنا تأتي كل المُـسميات الشائعة أو المعدّلة، مثل فجر وشاهين أو رعد وزلزال وفتح وذو الفقار وشفق ونور، وغيرها من الصواريخ التي هدّد أحد قادة الحرس الثوري بإمكانية إطلاق 11 ألف صاروخا منها على الفور في حالة وقوع أية حرب ضدّ إيران.
2 – إن إيران تمتلِـك طرازا مُـطوّرا واحدا مؤكّـدا من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى "داخل الخدمة"، هو شهاب 3 - الذي يتراوح مداه بين 1000 - 1300 كلم، إضافة إلى الطرازات الأقل مدى منه، وقد تمّ تطويره فعليا فيما يبدو، ليتمكّـن من حمل رؤوس تقليدية تتكوّن من قذائف عنقودية، ولا يوجد تقدير محدّد لأعداد تلك الصواريخ ومنصّات إطلاقها، فهناك إشارات إلى عشرات أو مئات.
3 – أن إيران تقوم بتطوير صواريخ أكثر تقدما من شهاب-3 في اتجاه امتلاك صواريخ طويلة المدى، تصل إلى 3600 كلم أو كما يُـقال صواريخ عابِـرة للقارات، استنادا إلى طرازات تايبودونغ الكورية الشمالية أو س. س- 4 الروسية، لأغراض عسكرية أو مدنية خاصة بإطلاق الأقمار الصناعية، وهي لا تزال تحتَ الاختِـبار، ولا توجد مؤشِّـرات حول مدى اقترابها من ذلك.
القيصر الروماني
عقـــيد
الـبلد : العمر : 38المهنة : طالب جامعي-ماجيسترالتسجيل : 16/02/2009عدد المساهمات : 1405معدل النشاط : 552التقييم : 39الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: الصواريخ الإيرانية تحظى بالمزيد من الإهتمام الجمعة 27 فبراير 2009 - 19:06
أمريكية - روسية
لقد أدى هذا الوضع إلى سيطرة تقييمات متبايِـنة حول قوة إيران الصاروخية، مثلما حدث بشأن قُـدراتها النووية، وساهمت المناورات والعروض العسكرية والتصريحات المُـتتالية في زيادة الارتباك، لكن المؤكَّـد أن إيران لديها قوّة صاروخية فعّـالة، فحتى تلك الصواريخ قصيرة المدى، يُـمكن أن تمثل أهمية في ظل سيناريوهات محدّدة، تتعلّـق بالقوات الأمريكية في الخليج أو مضيَـق هُـرمز الملاصِـق أو قواعد الكويت القريبة.
لكن الصواريخ الأطول مدى، هي التي كانت تُـثير عادَة ضجّـة أكبر من غيرها بفعل إمكانية استخدامها داخل الإقليم ضدّ إسرائيل أو إمكانية أن يتجاوز مداها حدُود المِـنطقة إلى مسرح عمليات أوروبا أو أنها – وِفقا لتقديرات الرئيس بوش – يُـمكن أن تصل إلى الأراضي الأمريكية بحلول عام 2015.
هنا تبدُو الصُّـورة معقَّـدة، فقد سبق وشهدت المنطقة مثل تلك الحالة عامي 1989 – 1990، عندما توالت الإعلانات العراقية عن وجود صواريخ مطوّرة، كالحسين والعبّـاس أو صواريخ مضادّة للصواريخ، مثل "تقاطع الفاو" أو صواريخ متعدِّدة المراحل مثل "العابد"، قبل أن يتّـضح أن الصواريخ المطوّرة ليست شديدة الفعالية، عندما استُـخدمت فعليا عام 1991 أو أن بقية الطِّـرازات المتقدِّمة، كانت مشروعات أو "دِعاية".
في حالة إيران، تميل الولايات المتحدة إلى التضخيم من قُـدرات إيران الصاروخية على النحو الذي أدّى بها إلى إثارة مُـشكلة برنامج الدِّرع الصاروخي في أوروبا أو مشروع إقامة نظام مُـضاد للصواريخ في الخليج، والحديث أحيانا عن احتمالات نشوب حرب عالمية ثالثة، بينما تؤكِّـد روسيا على ما تسمِّـيه ضرورة وجود "رؤية واقعية حول مدى توافر الخطر الصاروخي على أرض الواقع"، في ظل تقدير بأن الدِّرع الأوروبي يستهدف صواريخها هي وليس صواريخ إيران.
تحت الاختبار
إن مشكلة ترجيح وِجهة نظر على أخرى، لا تخلو من مشكلات، فكل من طهران وواشنطن معاً تُـبالغان، على الأرجح، في تقدير مدى فعالية أو خُـطورة قُـدرات إيران الصاروخية، ولكل منها هدفَـه الخاص، بينما تبدو روسيا – الأكثر قُـربا من الصناعة العسكرية الإيرانية – متحفِّـظة نِـسبيا في تقديراتها، ولديها هي الأخرى ما يدفعها إلى ذلك.
إن الحقيقة تُـوجد في منطقة رمادية ما بين هذين التقديرين، لكن ليس من الصّـعب اكتشافها. فمن المؤكّـد أن هناك صواريخا، فهي ليست كالقاهر والظّـافر الشهيرة في المنطقة، لكن هناك مِـصداقية لما تُـذكر حول الصواريخ قصيرة المدى، أكثر ممّـا يقال عن الصواريخ متوسطة المدى، ومصداقية أكبر لِـما يذكر بشأن الأخيرة مُـقارنة بما يُـثار بشأن الصواريخ طويلة المدى، فكلّـما زاد تقدّم النظام، قلَّـت مِـصداقية ما يُـطرح حوله.
من جانب آخر، فإنه من المؤكّـد أن ما يُـثار بشأن طرازات تلك الصواريخ وأعدادها المحتملة لدى إيران ومدياتها الجغرافية، وربّـما وزن رؤوسها الحربية، أكثر مِـصداقية ممَّـا يُـثار بشأن خصائصها الأكثر تطوّرا، كنُـظم التوجيه أو دقّـة الإصابة أو تعمية الرادارات أو توازن رؤوسها الحربية، إذا ما تم تحميلها بشحنات غير تقليدية، وغيرها.
وتظل في النهاية، أن ثمّـة مشكلة تتعلّـق بإستراتيجية استخدام تلك الصواريخ في لحظات الحقيقة، فقد كُـتِـب على أحد طرازاتها في أحد عروض إيران العسكرية "شطب إسرائيل من الخريطة"، ومن المُـمكن الجدل طويلا حول مثل تلك التوجّـهات، لكن المُـهم، أنه إذا لم تكن هناك إستراتيجية استخدام منضبِـطة لها، فإن تلك القوة يمكن أن تعاني من فُـقدان الهدف.
لم يكن أحد يتصوّر أن صاروخا لا يمثّـل، وفـقا للمعايير العسكرية التقليدية، سوى سلاح إزعاج يمكن أن يؤدّي إلى تأثيرات إستراتيجية في حرب واسعة النطاق، كحرب لبنان.
إلا أن ذلك قد حدث بالنسبة لصواريخ "كاتيوشا"، التي تصنّـف عادة على أنها "مدفعية صاروخية"، وليست صواريخ بالمعنى المعروف.
هذا التتطور يُـشير إلى أن بعض المفاهيم السائدة لإدارة العمليات العسكرية قد تتغيّـر في الشرق الأوسط، فيما يتعلّـق بامتلاك واستخدام الصواريخ على الأقل، فما هي القصة؟
لقد كانت كل من إسرائيل ومصر قد حاولتا إنتاج الصواريخ أرض - أرض في الستينات عبر الاستعانة بتصميمات دولية أو "خِـبرة ألمانية" تحت مسمَّـيات مُـختلفة مثل "جيركو" أو القاهر والظافر، إلا أنهما لم تتمكّـنا من ذلك، فاستعانت إسرائيل بشركات السلاح الفرنسية لإنتاج صاروخها الذي قامت بتطويره محليا بعدها، لتقوم بتطوير صاروخها المعروف "جيركو – 2"، الذي يُـعتقد أنه يحمِـل رؤوسا نووية، بينما لجأت مصر وقتها إلى الإتحاد السوفيتي، ليظهر في الساحة صاروخ "سكاد – بي"، وليبدأ السباق في المنطقة.
.
القيصر الروماني
عقـــيد
الـبلد : العمر : 38المهنة : طالب جامعي-ماجيسترالتسجيل : 16/02/2009عدد المساهمات : 1405معدل النشاط : 552التقييم : 39الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: الصواريخ الإيرانية تحظى بالمزيد من الإهتمام الجمعة 27 فبراير 2009 - 19:08
غابة من الصواريخ
كان "سكاد – بي" هو أشهر صواريخ الشرق الأوسط قبل "كاتيوشا". ففي السبعينات، تمكّـنت عدّة دول عربية من الحصول عليه، لينتشر على نطاق واسع لدى سوريا والعراق وليبيا واليمن الجنوبي "السابق"، وإيران فيما بعد، بأعداد كبيرة، وهو صاروخ متوسّـط المدى، يبلغ مداه حوالي 300 كلم، لكن عصر "سكاد – بي" لم يستمر طويلا. فقد تحوّلت ساحة الإقليم إلى غابة من الصواريخ، فهناك 10 دول تمتلك حاليا ما لا يقل عن 12 طراز رئيسي من الصواريخ، التي يتراوح مداها بين 3600 كلم ومجرّد 70 كلم.
لقد كانت مُـعظم "دول سكاد" قد حصلت على صواريخ قصيرة المدى مثل فروج 7 (70 كلم) أو إس إس – 21 (120 كلم)، التي تحمِـل رؤوسا حربية تصل إلى 450 كلم، كما قام بعضها، مثل سوريا وإيران بالحصول على الطراز الأكثر تطوّرا من "سكاد"، وهي الفئة سي التي يصل مداها إلى 500 كلم، وحصلت السعودية على صواريخ "سي إس إس – 2" الصينية، التي يصل مداها إلى 2600 كلم، وعمل كثير منها على امتلاك أعداد كبيرة من منصّـات الإطلاق التي تُـتيح توجيه ضربات مكثفة للأعداء المُـفترضين.
لكن التطور الحقيقي في انتشار الصواريخ، ارتبط بمحاولات التطوير المحلية لها. فقد بدأ العراق في تطوير نُـسخ معدّلة من سكاد، لتظهر صواريخ الحسين والعباس، كما قامت إيران بنفس العملية تقريبا، لتظهر سلسلة "شهاب"، وكذلك فعلت سوريا ومصر في فترة ما، لتظهر وقتها مسميات مثل كوندور، لكن طموحات بعض الدول تجاوزت ذلك بكثير، وتحديدا إسرائيل والعراق وإيران، فقد حاولت تلك الدول إنتاج صواريخ متعدّدة المراحل، فضائية أو شبه عابرة للقارات، كشافيت والعابد، وبدأت بعد ذلك مسيرة أنظمة الصواريخ المضادّة للصواريخ مثل "أرو"، ومشروعات أخرى لم تكتمل.
إستراتيجيات محيّـرة
لقد كانت الصواريخ تُـعتبر دائما أسلحة محيّـرة في المنطقة، فلم تكن هناك مشكلة بشأن استخدامات الصواريخ قصيرة المدى، مثل فروج ولونا وصقر وفجر وزلزال، فهي أسلحة قِـتال يُـمكن استخدامها في المعارك بدون حساسيات كبيرة، إلا إذا تمّ استخدامها ضدّ أهداف مدنية في عمق الدول الأخرى، ولم تكن هناك مشكلة بالطبع في التعامل مع "المدفعية الصاروخية"، مثل كاتيوشا، فلم تكن تشكّـل سوى أسلحة عادية، لا تؤثّـر بشدّة في المعارك النظامية في ظل انتشار الوحدات العسكرية على مساحات واسعة، إلا كقوة نيران إضافية، بل كانت مشكلتها أنها تكشِـف عن مصدرها بسهولة في الصحراء.
لكن بالنسبة للصواريخ متوسِّـطة المدى، كانت هناك إشكاليات كبرى فرضَـت نفسها على نِـقاشات المؤسسات العسكرية بشأن إستراتيجية استخدامها، أول تلك النقاشات ارتبط بما إذا كانت تمثل أسلحة ردع إستراتيجية أم أسلحة قتال في المعارك، وقد بدت مسألة محسومة.
فالنصائح السوفيتية، التي ترافقت مع إتاحة صواريخ سكاد للدول العربية والجدالات العربية ذاتها، أكّـدت أنها أسلحة "ردع إستراتيجي" لا تُـستخدم سوى في حالات قصوى، تتعلّـق تحديدا بالحرب الشاملة.
عندما بدأت أسلحة التدمير الشامل في الانتشار، كانت هناك مشكلة ما إذا كانت الصواريخ تمثِّـل في حدِّ ذاتِـها سلاحا مستقلا، إذا تمّ استخدامها محملةا برؤوس تقليدية أم أن فعاليته الحقيقية ترتبط بتحميلها برؤوس غير تقليدية، كيماوية أو نووية، ولأن مسارح عمليات الأقاليم تختلف عن مسرح العمليات الدولي، كانت هناك تصوّرات مختلفة. فإسرائيل حمّـلت بعضها برؤوس نووية، و"عراق صدام حسين"، حمّـل بعضها برؤوس كيماوية، واحتفظ الطرفان وأطراف أخرى بها، محمّـلة برؤوس تقليدية، وكان المِـحكّ هو ما يمكن أن يحدُث فعليا.
استخدامات متكررة
وفي الواقع، لم تكن مُـشكلة الشرق الأوسط مع الصواريخ ترتبط فقط بسعي دول الإقليم لامتلاكها أو حتى وجود بعض "النقاط المعلقة" حول إستراتيجية استخدامها، وإنما في الأساس بقيام بعض الأطراف باستخدامها فِـعليا خلال المعارك، في حالات عديدة، وِفق قواعد اشتباك، طالما أثارت التساؤلات حول الطريقة التي تفكَّـر بها "الدول" في الصواريخ.
كانت مصر تنظر لها كأسلحة رَدع إستراتيجي، ووضح ذلك في حرب أكتوبر 1973، عندما أمر الرئيس السادات بإطلاق صاروخين من طراز "سكاد – بي" في اتجاه الصحراء، على ما يبدو، في إطار رسالة تفيد في تثبيت وقف إطلاق النار الذي كان قد تمّ الاتفاق عليه، لكن سوريا قامت في نفس الحرب باستخدام صواريخ "فروج" باتِّـجاه شمال إسرائيل، وكان الرد الإسرائيلي ضد دمشق مباشرة، لتستقر "قواعد الاشتباك" في الحروب النظامية على أن "العمق بالعمق".
بعد ذلك بسنوات، جرى أسوأ استخدام للصواريخ بالمنطقة في ظل ما سُـمي "حرب المُـدن" بين العراق وإيران في نهاية حربهما، التي استمرت 8 سنوات. فقد قامت إيران بقصف بغداد بالصواريخ، ثم تمكّـن العراق من إغراق طهران وبعض المدن الإيرانية بما لا يقِـل عن 160 صاروخا من طرازات سكود المعدّلة، التي أثارت الرُّعب وأدّت إلى خسائر بشرية فادِحة، ممّـا أدّى في النهاية إلى قبول الإمام الخميني وقف إطلاق النار، الذي كان بمثابة "تجرّع للسم" بالنسبة له، حسب تعبيره.
في نفس المرحلة تقريبا، وفي يناير عام 1986، شهِـدت المنطقة أكثر استخدامات سكاد – بي إثارة، خلال صراع السلطة في اليمن الجنوبي، عندما استُـخدمت بعض تلك الصواريخ داخل العاصمة عدَن، وعندما أطلقت ليبيا صاروخا من طراز سكاد – بي أيضا باتجاه إيطاليا إثر تعرُّضها لهُـجوم أمريكي، وتكرّر الموقف في حرب اليمن عام 1994، التي كانت تتراوح بين كونها صراع سلطة وحرب أهلية وحرب انفصالية، حيث أطلقت الصواريخ مرّة أخرى على العاصمة صنعاء، وهو نوع من الاستخدام الداخلي لتلك الصواريخ.
تكرّر استخدام تلك الصواريخ في حرب الكويت عام 1991، حيث أطلقت القوات الأمريكية أعدادا هائلة من الصواريخ الموجّـهة هذه المرة من طرازات كروز ضدّ أهداف عراقية، بينما قام العراق بردّ مُـثير أيضا، من خلال إطلاق 39 صاروخا ضد إسرائيل، وعدد آخر من تلك الصواريخ ضد الرياض ومناطق أخرى في السعودية، وبينما لم تؤدّ الصواريخ التي أُطْـلِـقَـت على إسرائيل إلى خسائر تُـذكَـر، أدّى أحد الصورايخ التي أطلقت باتِّـجاه السعودية إلى خسائر كبيرة، وهو ما أدّى إلى تقليل تحليلات مُـختلفة من فعاليتها المفترضة، رغم قدرتها على الاختراق، مع وجود النظم المضادّة لها.
عهد الـ"كاتيوشا"
في هذا الإطار، كان من المُـمكن دائما قراءة الدّروس المتعلّـقة باستخدام الصواريخ في الشرق الأوسط، فيما يتّـصل بالحروب النظامية بين الدول أو داخل الدول، لكن المعادلات بدت دائما شديدة التعقيد ومربكة، فهي "واضحة" عام 1973 وواضحة أيضا عام 1988، لكنها تطرح دروسا متناقضة بشأن ما حدث في سنوات 1986 و1991 و1994، وهنا، يبدو أن تقْـييم تأثيرات استخدام الصواريخ يرتبِـط بظروف كل حالة على حِـدة، وتُـشير الملابسات المتعلّـقة باستخدام الكاتيوشا في حرب لبنان إلى وجود "درس خصوصي".
لقد انتشر استخدام تلك الصواريخ قصيرة المدى، غير الموجّـهة، التي تحمِـل رؤوسا حربية صغيرة، مؤخّـرا على نِـطاق واسع، إذ استخدمت حركة حماس صواريخها المحلية من طراز القسّـام ضد إسرائيل، وكانت مؤثرة، واستخدم تنظيم القاعدة صواريخ كاتيوشا ضد ميناء العقبة الأردني، وكان تطوّرا نوعيا، واستخدم حزب الله أخيرا صواريخه ضدّ المدن الإسرائيلية، وكانت مُـرعبة، على الرغم من أن كل تلك الصواريخ تُـعتبر بمنطق الحروب النظامية "ألعابا نارية".
إن القضية في تلك الحالات، ليس نوعية الصواريخ المستخدمة، كما هو واضح، لكن نِـطاق مسرح العمليات الذي تُـستخدم فيه، وطبيعة الأهداف التي توجّـه إليها، فأي سلاح يُـمكن أن يُـمارس تأثيرات إستراتيجية إذا كان من الممكن أن يصل إلى عمق الدولة الأخرى، وإذا كان من الممكن أن يتسبب واحد من كل 80 صاروخا يتم إطلاقها منها مثلا في خسائر من نوع ما، وبالتالي، يمكنه أن يؤثر في سلوك الطرف الآخر، بصرف النظر عن مداه وشُـحنتِـه، لكن ثمة شرطا إضافيا وهو أن يتمتّـع الطرف الذي يُـطلقه بقُـدرة ما على احتمال الخسائر الناتجة عن الردّ المُـضاد، مع قدرته على الاستمرار في عملياته.
هنا، سوف تختلف التقييمات المتعلقة بمدى ما تمثله "الكاتيوشا" في إطار تطوّر عمليات الصواريخ في الشرق الأوسط. فالدرس المُـهم هو أن العِـبرة ليست بمدى تطوّر الصارخ أو مَـداه أو وزن رأسه الحربي، وإنما بالقُـدرة على الاختراق والوصول إلى الهدف وإستراتيجية الإغراق التي ستُـحدِث في النهاية خسائِـر، لكن الجزء المكمّـل لذلك، هو أن ما يَـحدُث في حرب لبنان يمثل حالة خاصة ترتبط بمسرح عمليات ضيّـق وضربات توجه إلى المدن وكثافة في الاستخدام، والأهم "قوة شِـبه عسكرية" لديها حِـسابات مختلفة عن جيوش الدول ويُـمكنها أن تتجاهل نِـسبيا نتائج الردّ المُـضاد ضد المُـدن أيضا بصورة ما.
وبالتالي، فإن درس الكاتيوشا يُـمثّـل بالفعل فصلا مُـهمّـا في قصة الصواريخ بالمنطقة، وسيُـؤدّى يَـقيناً إلى نوع من إعادة التفكير في سياسات امتلاك الصواريخ وإستراتيجيات استخدامها في المنطقة، لكنه سيظل محكُـوما بأوضاع مسرحِ العمليات في لبنان (وفلسطين بالنسبة لصواريخ القسام)، ويصعُـب تكراره في مسارح عمليات أخرى تمثل الكاتيوشا فيها مجرد "مدفعية صاروخية" مُـزعجة، لكنها غير مؤثرة، وحتى في حالة لبنان، كان ثمن التأثير كبيرا.
فليس هناك من يمكنه أن يتجاهل ببساطة دُموع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، لكن أحدا في إسرائيل أيضا لن يُـمكنه نسيان صوت صفّـارت الإنذار لفترة طويلة قادمة.
موضوع: رد: الصواريخ الإيرانية تحظى بالمزيد من الإهتمام الإثنين 16 مارس 2009 - 20:58
القيصر الروماني كتب:
يا اخواتي انا من وضع هذا الموضوع ولم ارد التدخل بينكم لاني رايت خروج عن الموضوع و لم اشىء التورط فيه...لكن يا اخواتي صدام قد ذهب الى رحمة ربه ولايجوز الى الترحم عليه ودعاء الله ان يغفر له اخطاءه < اذكروا محاسن امواتكم> وانتم قاعدين جيبين واخذين الرجل يمين وشمال....اتقوا الله في انفسكم...
عذرا اخي و سامحني انا بالذات سأقفل المضوع و صدام الله يرحموا رجل لا مثيل له حامي البوابة الشرقية العربية و لك كامل اعتذاري
موضوع: رد: الصواريخ الإيرانية تحظى بالمزيد من الإهتمام السبت 21 مارس 2009 - 7:52
aboud-2 كتب:
حلو هالكلام ولكن ما هي خيارات الردع لدى دول الخليج العربي فيما اذا وجهت هذه الصوارخ اليها
انا لن اتكلم عن دول الخليج جميعها ساتكلم عن السعوديه الدوله الاكبر مساحه وسكان وجيش وخبره وتاريخ وخيار الردع القوات الجويه والبحريه وصواريخ رياح الشرق التى ستحرق ايران وهذا سيسبب لايران خسائر فادحه