الذى يرتكب الذنوب إنما ينجر إليها تسوقه خواطره وأفكاره والخيالات التى يتصورها فى ذهنه فهى التى تحرك شهوته ما يدعوه إلى ارتكاب هذا الذنب لأن الأفكار هى التى توجب التصورات والتصورات تدعو إلى الإرادات والإرادات تقتضى وقوع الفعل وكتكراره تعطى العادة
فصلاح هذه المراتب بصلاح الخواطر والأفكار وفسادها بفسادها وإصلاح الخواطر أسهل من إصلاح الأفكار وإصلاح الأفكار أسهل من إصلاح الإرادات وإصلاح الإرادات أسهل من تدارك فساد العمل وتداركه أسهل من قطع العوائد
ومعلوم ان الإنسان لم يعط القدره على إماتة الخواطر ولا القوة على قطعها فإنها تهجم عليه إلا أن قوة الإيمان والعقل تعينه على قبول أحسنها ورضاه بها ومساكنته لها وعلى دفع أقبحها وكراهته لها ونفرته منها
وجماع إصلاح ذلك كله أن تشغل فكرك فى باب العلوم والتصورات بمعرفة ما يلزمك من التوحيد وحقوقه وفى الموت وما بعده إلى دخول الجنة والنار وفى آفات الأعمال وطرق التحرز منها وفى باب الإرادات والعزوم وأن تشغل نفسك بإرادة ما ينفعك وطرح إراد ة مايضرك إرادته
لابد من مزاحمة الخواطر والأفكار الرديئة بأفكار وخواطر حسنة كالتفكير فى أعمال الخير وأنجح السبل إلى تحقيقها والتفكير فى آلاء الله ومخلوقاته ومحاسبة النفس والتفكير فى أوضاع المسلمين وطريق الخلاص وكذلك سبل تحقيق الرزق الحلال
هذا اساس العلاج هو اجتثاث الامر من جذوره والوقاية خير من العلاج .م