http://www.aljazeera.net/NR/exeres/103CFC06-0195-47FD-A29F-2C84B5A15DD0.htm
طالبت جيشها بطاعة مطلقة للقيادة السياسية
الصين تتعهد بتعزيز ترسانتها العسكرية النووية والتقليدية للردع
أعلنت الصين عزمها تسريع بناء ترسانتها العسكرية من الأسلحة النووية والتقليدية
لتشكل رادعا إستراتيجيا، في الوقت الذي طالبت فيه قواتها المسلحة بالولاء
والطاعة المطلقة للقيادة السياسية لمواجهة التهديدات المحتملة لأمن البلاد.
ففي مقال شارك في إعداده ونشر الأحد في مجلة "كويشي" التابعة للحزب الشيوعي الصيني
الحاكم، شدد المسؤول عن القوة الصاروخية الإستراتيجية الفريق جينغ زهي
وان على نية الصين تسريع بناء قدراتها القتالية بشقيها النووي والتقليدي،
وتعزيز الأنظمة العسكرية وتطوير مستويات تدريب الأفراد.
وأضاف جينغ -وهو قائد الفيلق المدفعي الثاني- أن الصين
ستطور قدراتها الصاروخية النووية والتقليدية بما يتلاءم مع متطلبات تحقيق
النصر في ظروف متغيرة بفعل تقنية المعلومات الحديثة، مشددا على أن الفيلق
المدفعي الثاني "هو النواة الرئيسية للدرع الإستراتيجي للبلاد والركن
الأساسي الداعم والقوة المساندة للأمن القومي".
يشار إلى أن الفيلق المدفعي الثاني المزود بمئات من الصواريخ الإستراتيجية
والتقليدية، يعتبر فرعا مستقلا من القوات المسلحة الصينية ويخضع مباشرة
لأوامر اللجنة العسكرية المركزية.
ووفقا للسياسة الدفاعية الصينية، يتحمل هذا الفيلق مهام
ردع الدول الأخرى من استخدام السلاح النووي ضد الصين، والقيام بهجمات
نووية مضادة وتوجيه الضربات الدقيقة بواسطة الصواريخ التقليدية.
يشار إلى أن الولايات المتحدة دأبت منذ سنوات على
التعبير عن مخاوفها من التسلح الصينين واتهمت بكين بعدم اتباع مبدأ
الشفافية في الحديث عن معدلات الإنفاق الدفاعي.
يذكر أن الحكومة الصينية قالت في وقت سابق إن ميزانيتها
الدفاعية للعام 2008 بلغت 61 مليار دولار، أي بزيادة قدرها 17.6% عن العام
السابق.
طاعة مطلقة
وتزامن تشر المقال مع دعوة وجهت إلى القوات
المسلحة الصينية بالتزام مبدأ الوحدة الداخلية والطاعة المطلقة للقيادة
السياسية ممثلة في الحزب الشيوعي لمواجهة كل ما يتهدد أمن البلاد داخليا.
وجاءت الدعوة أثناء اجتماع للجنة المركزية العسكرية برئاسة رئيسها رئيس البلاد هو جينتاو، وذلك بعد أسابيع من تحذير الدولة من خطر الجماعات الانفصالية في الداخل.
شار إلى أن العام الجاري يحفل بالعديد من المناسبات السنوية الحساسة للقيادة
الصينية، منها الذكرى العشرون لقمع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في
ساحة تياننمين في بكين يوم 4 يونيو/حزيران 1989، والذكرى الخمسون لمغادرة
الزعيم الروحي لإقليم التبت الدلاي لاما إلى المنفى.
وقالت اللجنة في بيان أصدرته الأحد إنه "يتعين على كل
القوات العسكرية طاعة الحزب وقيادة اللجنة المركزية العسكرية دون جدال في
أي وقت وتحت أي ظرف"، مع التنويه بأن "بناء الدفاع الوطني والجيش واجه
تغيرات معقدة في البيئة الدولية والمحلية" منذ العام 2004 عندما خلف هو
جيانغ زيمين في أعلى منصب عسكري بالبلاد.
في هذه الأثناء ذكر مراقبون أن من أكبر التهديدات التي
تواجه استقرار الصين في الوقت الراهن الزيادة الحادة في عدد خريجي
الجامعات الذين يواجهون سوق عمل منكمشة ورواتب ضعيفة، بالإضافة إلى طوفان
العمال الذين فقدوا وظائفهم مع إغلاق المصانع التي تعتمد على التصدير بسبب
الأزمة المالية العالمية.