كشف وزير السياحة التونسي، جمال قمرة، عن تواصل التنسيق الأمني بين الجزائر وتونس، خصوصا ما تعلق بمحاربة الإرهاب، حيث تتواصل وزارتا داخلية البلدين من أجل تنسيق الجهود في محاربة الجماعات الإرهابية بجبال الشعانبي، مؤكدا أن الجزائر لم تدّخر جهدا في دعم تونس حكومة وشعبا لاجتياز هذه المرحلة التي وصفها بالصعبة.
وقال قمرة أمس، في تصريح مقتضب لـ"الشروق" أن تونس تعيش في الوقت الحالي ظروفا مستقرة عدا الظروف الاستثنائية بجبال الشعانبي، حيث يواصل المواطن التونسي النشاط على غرار جميع المسلمين في معايدة الأهل، في الوقت الذي تواصل القوات الأمنية عملها في محاربة الجماعات الإرهابية بدعم لوجستي من الجزائر، لافتا إلى أن الحديث عن الأمور السياسية تتكفل به الصحافة، وأن ما تكتبه هذه الأخيرة ليس بالضرورة اهتمام الرأي العام، ومعلوم أن الجزائر أكدت تمسكها بدعم تونس في ظروفها الحالية دون التدخل في شؤونها الداخلية، في رده على الحملة الشرسة التي أطلقتها بعض الأبواق الإعلامية في محاولة للزجّ بالجزائر في ما يحدث بتونس.
وعلى صعيد متصل تعلق بتطوير العلاقات بين الشعبين والبلدين، قال الوزير أن الشعبين الجزائري والتونسي يبقيان شقيقين وتربطهما أواصر الأخوة والصداقة التي لن تؤثر فيها الإشاعات، مشيرا إلى أنه ومن باب إثبات وطادة هذه العلاقات أطلقت السلطات التونسية ممثلة في وزارة السياحة، حملة "عالسلامة" موجهة أساسا لتطوير ظروف استقبال الوافدين الجزائريين، إذ سيتم إطلاق أول مبادرة على مستوى معبر ملولة، الرابط بين طبرقة وولاية عنابة، سيتم من خلاله استقبال المواطنين الجزائريين الوافدين على تونس، مع إقرار تسهيلات في الدخول وحسن الاستقبال، إلى ذلك تقرر بالمناسبة تنظيم مهرجان بالمنطقة للتونسيين والجزائريين على حد السواء.
وأشار الوزير إلى أن كل النزل والمحطات مهيأة للمواطنين الجزائريين الذين يعتبرون من أكثر زبائن السياحة التونسية، حيث يعمل أصحاب النزل على استقطابهم من خلال تقديم أحسن الخدمات، في وقت توفر السلطات الأمنية كل ظروف الإقامة والإيواء التي من شأنها إقناع الجزائريين بالعودة من جديد وعلى غرار كل سنة.
وتسعى تونس في الوقت الراهن لاستدراك تأخر موسم الاصطياف الذي أملته الظروف الأمنية، مقترنة بحلول شهر رمضان المعظم الذي يفضّل الجزائريون قضاءه في أرض الوطن، إذ تسعى حسب ما أعلنه الوزير لبلوغ 7 ملايين سائح العام الجاري، بعد أن تم تسخير كل الإجراءات للعودة بالسياحة التونسية إلى سابق عهدها، من خلال برنامج قصير المدى هدفه إنجاح الموسم السياحي، ومن ثمة تشخيص الوضعية ووضع قاعدة واضحة للقطاع، إذ تقرر اعتماد أربعة مناهج لبلوغ الأهداف المسطرة، تكمن في العمل على تحسين الجانب البيئي بتنظيف الشوارع والمدن العتيقة، توفير الأمن واستتبابه والاهتمام بجودة الخدمات في المؤسسات السياحية، بالإضافة إلى اعتماد سياسة ترويجية كافية لاستقطاب السياح.
الأوضاع انقلبت في ظرف 24 ساعة
جزائريون يتدافعون عند المراكز الحدودية بين الجزائر وتونس
شهدت بوابات المراكز الحدودية بالجهة الشرقية للوطن، بين الجزائر وتونس أمس، تدفقا كبيرا لطوفان بشري من الجزائريين الراغبين في مغادرة أرض الوطن، باتجاه الأراضي التونسية لقضاء أيام ولو قليلة مما تبقى من العطلة الصيفية. وقد شهدت المراكز الحدودية بولاية الطارف، تدافعا للمسافرين الذين جاؤوا من مختلف ولايات الوطن، قاصدين الأراضي التونسية قصد تغيير الأجواء، مع اقتراب نهاية العطلة الصيفية وبداية الدخول الإجتماعي. ولم تختلف الصورة التي امتدت فيها طوابير السيارات لمسافات طويلة بين مركزي أم الطبول والعيون وغيرها من المراكز الحدودية الأخرى، التي انتظر أمامها ألاف المسافرين لساعات طويلة تحت رحمة أشعة الشمس الحارقة وحرارة الجو المرتفعة، على الرغم من التسهيلات التي قدمتها مصالح شرطة الحدود والجمارك لهذه الفئة من المواطنين، في إجراءات التنقل بين البلدين.
وقد كشف بعض أصحاب الوكالات السياحية في عديد ولايات الشرق الجزائري، بأن العديد من العائلات الجزائرية حجزت رفقة أطفالها في اليومين الأخيرين فقط في مختلف الفنادق المتواجدة بالشريط الساحلي التونسي، خاصة منها المدينة السياحية الحمامات ونابل وسوسة وصفاقس وغيرها من المدن التي اعتاد الجزائريون على النزول في فنادقها والاستجمام على شواطئها مع موسم كل صيف، إلى درجة عدم وجود غرف شاغرة، بالنظر إلى التخفيضات والعروض التي وفرتها هذه الفنادق لاستقطاب أكبر عدد من السائحين الجزائريين، وإنقاذ الموسم السياحي في تونس، والذي تزامن هذه المرٌة أيضا وللعام الخامس على التوالي مع حلول شهر رمضان المعظٌم، والأوضاع الأمنية المتدهورة بالجهة الغربية لتونس. قبل أن تتضح الصورة في المناطق السياحية، وعمل السلطات التونسية على توفير كل الأجواء لراحة السيٌاح الجزائريين من خلال توفير الأمن وإبعادها عن حالة الاحتقان السياسي الذي ظلٌت تعاني منه تونس على مدار السنتين الماضيتين، رغم أن يومي العيد الأولين أدخلا الشك في نفوس التونسيين وخافوا من تردد الجزائريين.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/174771.html