شرعت الجزائر في مفاوضات مع فرنسا من أجل شراء بوارج حربية متعددة المهام السريعة من نوع "فريم" ضمن برنامج دعم وسائل الاداء للبحرية الجزائرية، وهي أول خطوة من هذا النوع في المجال العسكري بين البلدين.
وأفادت مصادر متطابقة أمس ان الجزائر تعتزم شراء أربع بوارج "فريم" التي تتمتع بتقنيات عالية والمحملة بالصواريخ تقوم بتصنيعها شركة الصناعات البحرية المختصة "دي سي أن سي" المنبثقة عن مديرية الصناعات البحرية التي انضمت إليها شركة تالس الفائزة بعدة عقود شراكة مع الجزائر. وتعرف الشركة بصناعة أنظمة الدفاع البحرية منها السفن والغواصات التقليدية والنووية والمدمرات والطرادات الى جانب كاسحات الالغام المحملة بالصواريخ.وقد تم التفاهم عن هذه الصفقة بين الطرفين الجزائري والفرنسي خلال الزيارة التي قام بها الى الجزائر شهر ديسمبر الفارط الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وكانت حينها مصادر رسمية فرنسية قد تحدثت عن صفقات تسلح بين الجزائر وباريس دون ان تحدد نوعيتها، في حين أشارت مصادر مقربة من الصناعات الحربية في بريطانيا وفرنسا الى انطلاق مفاوضات بين الجزائروفرنسا في مجال الصناعة الحربية البحرية. وتؤكد نفس المصادر أنه تم التطرق خلال زيارة ساركوزي الى إمكانية شراء الجزائر ثلاث بوارج قبل أن تقرر في آخر المطاف الى رفع العدد الى أربعة بعد الاتفاق على البطاقة الفنية للقطع الاربعة وثمن الصفقة. وأفادت ذات المصادر ان قيمة البارجة الواحدة تقدر بنحو 480 مليون أورو، وسيتم تصنيع أجزائها في بولندا، في حين يتم تسليحها في ميناء لوريان من قبل مجموعة سبي بغرب فرنسا المختصة في التكنولوجيا الحربية. وستشرع "دي سي أن سي" في بناء سبع بوارج من نوع "فريم 1 وفريم 2" ابتداء من هذه السنة، في حين يتم تزويد البحرية الجزائرية بهذه البوارج ابتداء من سنة 2012. وذكرت نفس المصادر أن فرنسا والجزائر تتفاوضان ايضا بشأن احتمال قيام مديرية الصناعات البحرية بإنجاز ورشة بناء السفن منها بوارج "فريم" في الجزائر يتم بفضلها تزويد البحرية الفرنسية بثماني قطع فضلا عن دول أخرى على رأسها الجزائر، الهند، ماليزيا والشيلي .. وسيتم تصنيع في هذه الورشة نوعين من "فريم الاول" موجه لمطاردة الغواصات والثاني لتوجيه ضربات البعيدة المدى نحو اليابسة.وتوصف بارجة "فريم" بأنها تتمتع بقدرة فائقة على توجيه الضربات ولها قدرات عالية على المناورة فضلا عن أنها تستطيع التستر على الرادارات. البارجة التي يبلغ طولها 142 متر وتتسع لـ108 بحار وتصل سرعتها الى 27 عقدة، قادرة ايضا على أداء عدة مهام منها الرد على الهجمات الجوية ومطاردة الغواصات ومواجهات البواخر الحربية، كما يمكنها إطلاق صواريخها نحو أهداف مختلفة على اليابسة حتى الملاجئ . وعليه وصفها الخبراء في مجال التسلح بأنها بارجة القرن الـ21.وتعد هذه الصفقة الأهم في العلاقات العسكرية الجزائرية والفرنسية، وتوضح مدى المنعطف الذي أخذه ملف التسلح منذ زيارة ساركوزي الى الجزائر.
المصدر
http://www.echoroukonline.com/ar/national/114.html