أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
الـبلد : العمر : 35المهنة : طالب المزاج : محلل التسجيل : 12/03/2008عدد المساهمات : 1519معدل النشاط : 562التقييم : 18الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: نحو وكالة فضاء عربية الثلاثاء 3 فبراير 2009 - 18:23
في أكتوبر الماضي احتفل العالم بذكرى مرور خمسون عام على غزو الفضاء ـ ففي أكتوبر 2007 يكون قد مضى خمسون عام على إطلاق القمر الصناعي السوفييتي سبوتنيك1 ـ في أكتوبر 1957 ـ يوم أن تحولت أحلام الإنسان القديمة في الوصول إلى القمر والكواكب واستكشاف الكون، والتي انعكست في التراث الشعبي والقصص ومسلسلات الخيال العلمي، من خيال وأحلام ومشروعات إلى واقع علمي معيش وتقنية مثمرة يمكن لمس نتائجها والكلام عن فوائدها وتكلفتها.
والآن بعد خمسين عاما من بداية عصر الفضاء نستطيع أن نقول إن ارتياد الإنسان للفضاء خرج من مرحلة البحث العلمي إلى مرحلة التطبيق الفعلي، ومن سرية المعامل إلى علانية التصنيع والتطبيقات التجارية، ومن كونه مجالا ينتمي بأغلبيته إلى المجالات العسكرية والاستراتيجية إلى مجال تحتل منه التطبيقات المدنية السلمية التي تتصل برفاهية الإنسان النصيب الأكبر.
ولقد احتفلنا بهذه الذكرى الخمسين لغزو الفضاء في برنامج الفضاء المصري يوم 17 أكتوبر 2007 بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة، ثم احتفالنا به يوم 25 أكتوبر 2007 بمكتبة الإسكندرية بعد انتهاء المؤتمر العلمي الثالث للبيئة الفضائية WSEF 2007 بالمكتبة والذي عقد لأول مرة في إفريقيا والشرق الأوسط، ثم كان احتفالنا بهذه الذكرى للمرة الثالثة في الجامعة المصرية ـ الروسية بمدينة الشروق يوم 31 أكتوبر 2007 بحضور ومشاركة رائد الفضاء الروسي جربتكو والذي صعد للفضاء ثلاث مرات.
والآن ـ ماذا كان عطاء العرب في علوم وتكنولوجيا الفضاء خلال خمسين عام؟!!! في أكتوبر 1957 ـ يوم أن انطلق سبوتنيك1 .. ومع بداية عصر الفضاء لم يكن هناك للعرب إلا قسم واحد في مجال علوم الفضاء الأساسية وهو قسم الفلك والأرصاد الجوية بكلية العلوم ـ جامعة القاهرة، ولم يكن هناك للعرب إلا قسم واحد في مجال هندسـة الطيران والفضاء، وهو قسم هندسة الطيران والفضاء بكلية الهندسة جامعة القاهرة ـ ولم يمكن هناك للعرب مرصد فلكي واحد ـ إلا مرصد حلوان .
في عام 1963 تم افتتاح مرصد القطامية بتلسكوب عاكس قطر مرآته 74 بوصة وكان يومها أكبر تلسكوب في الشرق الأوسط والعالم العربي ولم يكن له نظير في إفريقيا إلا تلسكوب مماثل بجنوب إفريقيا.
ونظراً لصفاء سماء القطامية حيث يمكن الرصد لمدة ثلاثمائة ليلة في العام فقد كان مرصد القطامية قبلة لعلماء الفلك في أوروبا الغربية والولايات المتحدة خلال الستينيات من القرن العشرين، كما ساهم هذا المرصد في اختيار المواقع الذي سيهبط عليها الإنسان في مشروع أبوللو الأمريكي في ذلك الوقت. كما أنه كان المحفل العلمي الذي تدرب وتعلم فيه شباب الفلكيين العرب على طرق الرصد الفوتومتري والطيفي للأجرام السماوية في خلال السبعينات من القرن العشرين سواء لطلاب المرحلة الجامعية أو طلاب الدراسات العليا بالعراق والسعودية مثلهم مثل أشقاؤهم المصريين تماماً، بل والحصول على الأرصاد الفلكية اللازمة لأبحاثهم في الدكتوراه.
مع نهاية السبعينات أيضا دخلت مقررات تدريس فيزيقا وديناميكا الفضاء والفلك إلى الجامعات العربية عن طريق كوادر وأعضاء هيئة تدريس مصرية في جامعات الخليج والمغرب العربي.
في عام 1972 أنشأ مركز الاستشعار عن بعد داخل أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بالقاهرة وكان هو الأول من نوعه في العالم العربي والذي تحول فيما بعد إلى الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء.
ومع بداية الثمانينات انتشرت مراكز الاستشعار عن بعد في البلاد العربية والتي تحول بعضها إلى هيئات وطنية.
أيضا انتشرت أقسام هندسة الطيران والفضاء في الجامعات العربية حتى أصبحنا نجدها في كليات أهلية ككلية الطيران المدني بدبي.
مع نهاية القرن العشرين لم يكن هناك للعرب في الفضاء الخارجي سوى قمرين للبث الإذاعي والتليفزيون هما عربسات ونايلسات ثم تبعهم قمر ثالث هو الثريا للاتصالات.
وكانت هذه الأقمار الثلاثة قد تم تصنيعها وإطلاقها عن طريق جهات أجنبية بطريقة "تسليم المفتاح". وبذلك خسر العرب فرصة نادرة لنقل جزء من تقنية الفضاء إلى العلماء والمهندسين العرب، وبالتالي التقدم خطوات على طريق امتلاك مفاتيح صناعات الفضاء والأقمار الصناعية.
نلجأ عادة في العالم العربي إلى الشراء للحصول على ما نريد، وفي عالم تقنيات الفضاء لا يصلح هذا الأسلوب مهما بلغت الأموال المنفقة في هذا الصدد، فهذه صناعة لا تُشترى. وقد يمكننا شراء قمر صناعي بتكلفة كبيرة، ولكن لا يمكننا شراء كيفية صنعه، وهو ما نريد. والقمر الذي نشتريه سرعان ما يصبح تكنولوجيا قديمة. صحيح أننا استفدنا من استخدامه، ولكن الشراء بأسلوب تسليم المفتاح ودون استفادة تضيف أو تغير في هيكل التعليم والبحث والصناعة هدر لا تسمح به موارد دول عربية نامية. والطريقة الوحيدة لنكون متابعين لتطور التكنولوجيا هو أن ننتجها بأنفسنا أو على الأقل أن نكون مشاركين في إنتاجها.
ومع مطلع القرن الحادي والعشرين اختار العرب طريقة المشاركة في إنتاج تكنولوجيا الفضاء. ولا نقصد من المشاركة الإنتاج بترخيص، لكن نقصد المشاركة الحقيقية في التطوير والتصنيع، وهي المشاركة التي ينتج عنها نقل التكنولوجيا. ونظراً لارتفاع تكلفة التطوير فإن الشركات الدولية الكبرى تلجأ لطريقة المشاركة مع دولة نامية، فعندما تجد الشركة الصانعة أنها لا تستطيع أو ترغب في تحمل هذه التكلفة العالية للتطوير ـ مع المخاطرة المتضمنة معها ـ فإنها تقبل إدخال شركاء يتحملون جزءا من التكلفة والمخاطرة مقابل اشتراكهم في التصنيع. وفي جميع الأحوال فإن المشاركة هي صيغة القرن الحادي والعشرين للصناعات المتقدمة.
في مطلع القرن الحادي والعشرين كان قد تم استنبات ثلاث برامج فضائية في التربة العربية في آن واحد بطريقة المشاركة وهم برنامج الفضاء المصري، برنامج الفضاء الجزائري ، برنامج الفضاء السعودي .
1ـ برنامج الفضاء المصري : وهو البرنامج الذي تبناه مجلس بحوث الفضاء بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء بالقاهرة بالمشاركة مع أوكرانيا في تصميم وتصنيع قمر صناعي من النوع ميكروستاليت للاستخدامات السلمية في مجال الاستشعار عن بعد EgyptSat-1 (مصر سات ـ1) والذي تم إطلاقه بصاروخ روسي في المطار الفضائي بكازاخستان يوم 17 إبريل 2007 بنجاح. ولقد تم الحصول على صور دقيقة وواضحة من هذا القمر لأجزاء مختلفة لمصر. ويجرى الأن تصميم وتصنيع القمر الصناعي الثاني مصر سات ـ2 لإطلاقه في 2012 والقمر الثالث المسمى Desert Sat لإطلاقه في عام 2017.
2ـ برنامج الفضاء الجزائري : وهو البرنامج الذي تنفذه الهيئة القومية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء الجزائرية بالمشاركة مع مركز بحوث الفضاء بجامعة سيري البريطانية لتصميم وتصنيع قمر صناعي ميكروستاليت Alger Sat-1 الجزائري ـ1 والذي تم إطلاقه في أكتوبر 2002 للأغراض العلمية ثم تبعه قمرين آخرين من نفس النوع.
3ـ برنامج الفضاء السعودي : وهـو البرنـامج الذي ينفذه معهد بحوث الفضاء بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنيـة بالريـاض بالمشـاركـة مع روسيا ولقد تم إطلاق القمر الصناعي الثاني Saudi 2 سعودي ـ2 في 17 إبريل 2007 على نفـس الصاروخ الروسي الذي حمل مصر سات ـ1 إلى الفضاء الخارجي.. وسعودي ـ2 هو قمر ميكروستاليت للاستشعار عن بعد للأغراض السلمية. بجانب أن السعودية أطلقت في ذات اليوم على نفس الصاروخ خمس أقمار صناعية صغيرة لأغراض علمية بحثية.
بجانب هذه البرامج الثلاث فإن هناك قمرين صناعيين يجرى تصنيعهم حاليا من النوع ميكروستاليت لأغراض سلمية أحدهما للمغرب بمشاركة فرنسية والآخر للإمارات بمشاركة روسية للاستشعار عن بعد وإجراء البحوث العلمية. ومن المنتظر إطلاق قمر الإمارات في عام 2008.
والآن .. فلقد أصبح من الواضح .. أن هناك طموحات عربية في امتلاك تكنولوجيا الفضاء وصناعة الأقمار الصناعية .. ويتضح أيضا أن دول المشرق العربي بما فيها مصر قد أخذت بأسلوب المشاركة مع دول شرقية (روسيا وأوكرانيا) بينما دول المغرب العربي قد أخذت بأسلوب المشاركة مع دول غربية (بريطانيا ـ فرنسا) وهذه خطوة إيجابية لتكامل تكنولوجيا الشرق والغرب عند بناء كيان عربي واحد يضم برامج الفضاء العربية المختلفة.
عندما نتحدث عن صناعة فضاء عربية لا يجب أن نقصر تفكيرنا على ثلاث دول من الدول الأكثر تقدما في التصنيع بين الدول العربية. إن صناعة مكلفة مثل صناعة الفضاء عبء لا يمكن أن تقوم به دولة واحدة، وإنما يحتاج إلى تكاليف موارد دول عديدة. غير أن هذا التعاون والتكاتف لكي ينجح ويستمر لا بد أن يكون على أساس من توزيع العائد الصناعي والتقني. فالدولة التي تنفق بضعة ملايين أو عشرات الملايين للمشاركة في مشروع فضائي ترغب أن ترى عائد هذا الإنفاق في صورة تقدم في مراكزها البحثية وفي مستوى تدريب علمائها ومهندسيها، وفي تقدم الجزء الخاص بها من تلك الصناعة داخل حدودها.
إن صناعة الفضاء مكلفة، فعلى سبيل المثال ميزانية وكالة الفضاء الأمريكية NASA هي 36 مليار دولار لعام 2006 وميزانية وكالة الفضاء الأوروبية ESA كانت منذ عشر سنوات ثلاثة مليار دولار في العام بخلاف البنية الأساسية وكذلك وكالة الفضاء الصينية كانت ميزانيتها منذ عشر سنوات هي ثلاث مليار دولار بخلاف البنية الاساسية.
ومن هنا تأتي أهمية وضرورة أن تكون هناك وكالة فضاء عربية والمثال الواضح والناجح على ذلك هو وكالة الفضاء الأوربية ESA والتي تضم خمس عشر دولة تتراوح مساهماتها بين 26% لفرنسا إلى 0.2% لإيرلندا. ويشجع نظام وكالة الفضاء الأوروبية الدول على المشاركة رغم اختلاف قدراتها المالية وحماسها لبرامج الفضاء، إذ تستطيع كل دولة اختيار البرنامج الذي تركز عليه وتهتم به وتخصص لهذا البرنامج القدر الأكبر من مساهماتها وفي المقابل تحظى بالنصيب الأكبر من العائد التقني لهذا البرنامج سواء عن طريق إسناد المشروعات لشركاتها أو إجراء البحوث والتطوير في معاملها أو تشغيل أكبر نسبة من مهندسيها وهكذا.
لا بد إذاً من البحث عن صيغ عملية للتعاون العربي المشترك في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء .. وأعتقد أن وكالة فضاء عربية تحت مظلة جامعة الدول العربية هي القاسم المشترك الأعظم لإنجاز هذا التعاون العربي.
لقد تأسس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك عام 1997 بدعوة من الجمعية الفلكية الأردنية، وبدعم من الأمير حسن بن طلال ومقره عمان، ولو أن بدايته كانت متواضعة إلا أنه خلال العشر سنوات الأخيرة نما بسرعة مضطردة وأصبح يضم الآن معظم العلماء العرب في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء ، وفي مجال بحوث الفلك. ولقد أصبح الآن واحد من الاتحادات النوعية التابعة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابع للأمانة العامة لجامعة الدول العربية منذ عام 2002 .
إن التكامل بين البلاد العربية ضرورة في مجال صناعة وتكنولوجيا الفضاء، وأيضا لتبادل المعلومات والصور الفضائية العربية أهمية بالغة فيكفي أن نعلم بأن الاتحاد الأوروبي في تقرير له مؤخراً عن شراء الدول النامية للصور والبيانات الفضائية ذكر أن مصر قامت بشراء بيانات وصور فضائية خلال الفترة من عام 2000 حتى عام 2006 بمقدار مائتي مليون يورو (أي بما يقارب ثلاثين مليون يورو في العام الواحد). وهو ما يفوق تكلفة تصميم وتصنيع وإطلاق القمر الصناعي مصر سات 1 (21 مليون دولار). ومن هنا تأتي أهمية دخول العرب في صناعة الفضاء وتبادل المعلومات والصور الفضائية.
وفي نهاية المؤتمر الدولي الثالث للبيئة الفضائية والذي عقد بمكتبة الإسكندرية وفي الاحتفالية بالذكرى الخمسين لغزو الإنسان للفضاء يوم 25 أكتوبر 2007 بالمكتبة كان هناك قيادة برنامج الفضاء المصري لعرض البرنامج وأهدافه وكذلك كان هناك ممثلين للاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك لعرض نشاطاته وأهدافه. كما كان هناك مندوبة عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لعرض المشروع الذي تقدمت به الجزائر لإنشاء المنظمة العربية للأقمار الصناعية لمراقبة البيئة العربية والذي كانت تمت الموافقة على إحالته إلى اللجان الفنية في نهاية القمة العربية بالجزائر عام 2005.
وقد اتفق الجميع على أن تتم مناقشة مقترح إنشاء وكالة فضاء عربية في مؤتمر يضم العديد من العلماء والمهندسين العرب في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء يعقد تحت رعاية الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تحت مسمى (المؤتمر العربي الأول لعلوم وتكنولوجيا الفضاء) على أن تعقد بمبنى جامعة الدول العربية (بيت العرب) في أكتوبر 2008 وأن يقوم برنامج الفضاء المصري والاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك بالدعوة والإعداد له وتنظيمه مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
تحمس زملاء عرب ومصريين في التقاط صورة جماعية للمجتمعين وقالوا لعله يكون 25 أكتوبر 2007 بالإسكندرية هو يوم ميلاد وكالة الفضاء العربية.
حلم كبير .. نتمنى من الله أن يصبح حقيقة في يوم ما .
الأستاذ الدكتور / مسـلّـم شلتوت أستاذ بحوث الشمس والفضاء نائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك
بطولات العرب
عمـــيد
الـبلد : العمر : 35المهنة : طالب المزاج : محلل التسجيل : 12/03/2008عدد المساهمات : 1519معدل النشاط : 562التقييم : 18الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: نحو وكالة فضاء عربية الثلاثاء 3 فبراير 2009 - 19:15
ايران يا اخوة اطلقت اليوم قمرها الاصطناعي اوميد بجهود ايرانية وحتى في الاطلاق انجاز كبير بصراحة والدول العربية للاسف بكل امكانياتها البشرية والمادية مازالت هذه الامور عندها مجرد كلام فقط