الهدف: قاعدة فايد
قائد سلاح الطيران الاسرائيلى الاسبق:افيهو بين نون.
قمت بترجمة هذا النص من النسخة التشيكية لكتاب طيارين بنجمة داوود
لكل من ميراف هالبيرين و اهارون لابيدوت.
ابدا لن استطيع ان انسى هذه المهمة المحفورة فى ذاكرتى.هذه المهمة التى ايقظت بداخلى شعور قوى بالمسئولية و الحذر.
فلقد كنت قائد لاحد التشكيلات التى اقلعت فى صباح يوم الخامس من يونيو 1967.لقد كنا نتدرب بشكل جماعى خلال الاسبوعين او الثلاثة السابقين على هذا التاريخ داخل التشكيل على تنفيذ نفس المهمة بنفس الاجراءات.و وصلنا لدرجة اقنعتنا بقدرتنا على تنفيذ هذه المهمة ونحن مغمضى الاعين.كل شيئ سيسير بسهولة كالسكين فى الزبد.يتعين علينا ان نطير على ارتفاع منخفض فوق سطح البحر ثم نجتاز بحيرة البردويل ثم نهاجم قاعدة فايد الجوية,حيث يتمركز هناك ثلاثة اسراب ميج21, ميج19 و سوخوى7,والتى كانت بمقايس تلك الايام طائرات حديثة و متقدمة جدا.وكان علينا ان ننفذ المهمة بطائرات الميستير الاقل منهم قدرة.
كان تشكيلى الرباعى من ضمن اولى التشكيلات التى اقلعت يوم الخامس من يونيو.رقم 2 و رقم4 كانا حديثى السن و تقريبا بلا خبرات. كنا نطير على ارتفاع منخفض لدرجة ان طائراتنا كانت تحدث تموجات على سطح البحر.و قد ادى الحرص على الصمت اللاسلكى الى زيادة حالة التوتر.و كان كل منا غارق فى افكاره.و فجأة رأيت رقم 4 يتأرجح لاعلى و لاسفل.وبدء قلبى يخفق فى قوة,فأنا مسئول عنه.لقد كنا نطير على ارتفاع منخفض لدرجة انه من الممكن ان يصطدم بسطح البحر, و فى نفس الوقت لا استطيع ان اكسر الصمت اللاسلكى لكى احذره.كان يجب على ان أهدء و فى نفس الوقت كنت اتابعه بنظرات قلقة,نظرت مرة اخرى على الجانب الايمن لافاجئ بوجود طائرة واحدة فقط.لقد فقدنا الطائرة رقم 4.
استمررنا فى التحليق و اجتزنا بحيرة البردويل ولكن ليس فى الاتجاه الصحيح.انا الان تحت ضغط غير عادى فانا اطير بشكل خاطئ الى سيناء.و اكتشفنا اننا سنمر بسحاب منخفض و الذى سيمنعنا من التسلق لكى نهجم على القاعدة و قصفها بالقنابل كما هو مقرر فى الخطة,لاننا لن نتمكن من رؤية الهدف.
سنكمل تجاه القناة وبدأت تظهر السماء بين قطع السحاب, و لاحظت ان الرؤية بدات تتحسن حتى تحسنت تماما قبل وصولنا الى فايد.اذا فلنبدأ الهجوم.
عندما بدأت فى اختيار الاهداف لقصفها ,رأيت 4 مقاتلات طراز ميج فى الحالة الاولى و هم على استعداد للاقلاع.فبدأت باطلاق النار عليهم فاحترقت طائرتين منهم على الفور.بعدها اخذت اتابع التأم التشكيل, و فجأة ظهرت امامى طائرة كبيرة من طراز انتينوف 12 و التى كانت قد بدأت فى الهبوط.انتابتنى حالة من السعادة,فساتمكن من العودة الى القاعدة بالمزيد من الانتصارات.اخبرت الجميع على اللاسلكى انى اضع الطائرة فى دائرة التصويب ثم اطلقت النار و لكن شيئا لم يحدث. اخذت اطلق السباب و اللعنات على هذا الهدف السهل ثم تركت الانتينوف.و قبل عودتنا الى القاعدة اخذنا نحصى الاهداف الارضية المعادية التى قصفناها و احصينا ما مجموعه 16 طائرة ميج محترقة.
و على طول طريق العودة رأينا اعمدة الدخان تتصاعد من المطارات التى تم ضربها.و اثناء هبوطنا اخبرونى بان رقم 4 لم يفقد و انه عاد الى حاتساريم بسبب عطل اصابه.المهمة تمت بنجاح,و الشيئ الوحيد الذى ضايقنى هى الانتينوف التى لم اتمكن من تدميرها.و بعد الحرب بعدة سنوات نشرت مذكرات محمد حسنين هيكل و علمت انه كان على متن الطائرة التى انقذها القدر منى قائد عام الجيش المصرى المشير عامر و جميع قادته كانوا فى زيارة تفتيشية فى سيناء و ستنتهى الرحلة فى مطار فايد.و اكد هيكل على ان طيار الانتينوف قد حصل على اكثر من 17 تكريما لبراعته فى الافلات من الصواريخ التى اطلقتها عليه طائرة اسرائيلية.
اجتهد فى ترجمة النص
أحمد سعيد طه
المصدر
عدل من طرف :f22 raptor