أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: خطة الاستدراج الكبير ، حنبعل يسحق روما ، معركة كاناي العظمى الجمعة 30 أغسطس 2013 - 2:25
معركة كاناي واحدة من المعارك الرئيسية في الحرب البونيقية الثانية، التي جرت يوم 2 أغسطس عام 216 ق.م بالقرب من بلدة كاناي في جنوب شرق إيطاليا. حيث استطاع الجيش القرطاجي تحت قيادة حنبعل تحقيق نصر حاسم بهزيمته الجيش الروماني تحت قيادة لوسيوس أميليوس باولوس وجايوس ترينتيوس فارو. التكتيك الذي استخدمه حنبعل في المعركة يعتبر واحدا من أعظم التكتيكات العسكرية في التاريخ العسكري، أما من حيث عدد القتلى، فهي ثاني أكبر هزيمة للرومان بعد معركة أراوسيو، في عام 105 قبل الميلاد. بعد خسائرهم السابقة في معركة تريبيا عام 218 ق.م ومعركة بحيرة تراسمانيا عام 217 ق.م، قرر الرومان مواجهة حنبعل في معركة كاناي، مع ما يقرب من 87،000 جندي من الرومان وحلفائهم. كثّف الرومان استخدامهم للمشاة في تشكيل أعمق بكثير من المعتاد، بينما استخدم حنبعل تكتيك الكماشة. حقق استخدام حنبعل لهذا التكتيك ناجحا مذهلا لدرجة أن الجيش الروماني دُمّر. بعد معركة كاناي، سقطت مدينة "كابو" والعديد من المدن الإيطالية. في بداية المعركة اصطف جنود حنبعل في خط مستقيم، جاعلا جنوده الإسبان والسلتك تحت قيادته في قلب الجيش، ثم تدريجيا بدأت تلك القوات في التراجع، وذلك لعمل تشكيل على شكل هلال، مما جعل خطوط جناحي الجيش أقل كثافة عددية نتيجة استطالة الخطوط، كما جعل جنوده الأفارقة قوة احتياطية. كان هدف حنبعل من هذا التشكيل هو احتواء ضغط المشاة الرومانية على القلب، وتأخير تقدمهم لكي تتمكن قواته الأفريقية من دعمه في بداية المعركة، شن فرسان حنبعل هجوماً عنيفاً على جناحي الجيش الروماني. عندما أصبحت الغلبة للفرسان الإسبان والغاليين على فرسان الرومان قاموا باستدراجهم ليعزلوهم بعيدا عن ميدان المعركة. في الجناح الآخر، شغل فرسان النوميديين فرسان حلفاء الرومان وعندما وصل الفرسان الإسبان والغاليين منتصرين، شن النومييديين هجومهم لدفع فرسان حلفاء الروم خارج ميدان المعركة في أثناء ذلك، التحم مشاة الجيشين في وسط الميدان. ومع تقدم الرومان، هبت الرياح القادمة من الشرق مثيرةً للغبار الذي نتج عن المعركة في وجوههم وحاجبةً لرؤية الرومان على الرغم من أن الغبار جعل من الرؤية صعبة، إلا أن الجنود لا زالوا قادرين على الرؤية بالقرب منهم. هناك عامل آخر أثر في سير المعركة. ألا وهو أن موقع المعركة كان بعيداً نوعا ما، مما اضطر كلا الجانبين للقتال ولم يكونوا قد أخذوا القسط الوافر من النوم. واجه الرومان مشكلة أخرى وهي نقص المياه بسبب هجوم حنبعل على المعسكر الروماني في اليوم السابق للمعركة. بالإضافة إلى، الضوضاء التي نتجت عن تقاتل هذا العدد الهائل من القوات. كل هذه العوامل، جعلت المعركة صعبة خاصة بالنسبة للجنود المشاة قاد حنبعل جنوده في القلب، نحو انسحاب تدريجي ليستوعب تفوق المشاة الرومان، وبالتالي يشكل قوساً حول القوات الرومانية المهاجمة. وبذلك، حوّل نقطة قوة المشاة الرومان إلى نقطة ضعفهم. مع التقدم التدريجي للرومان، فقد الجزء الأكبر من القوات الرومانية تماسكها، وبدأت في التزاحم في الفجوة التي أحدثها هجومهم. وسرعان ما تكدسوا في مساحة صغيرة لا تسمح لهم حتى بأن يستخدموا أسلحتهم تحت ضغط رغبتهم في تدمير القوات الإسبانية والغالية، اندفع الرومان متجاهلين (ربما بسبب الغبار التي سبق ذكره) أن القوات الإفريقية المتمركزة في أطراف جناحي الجيش القرطاجي لم تشارك في القتال حتى الآن مما أعطى الوقت للفرسان القرطاجيين لدفع الفرسان الرومان بعيداً عن جناحي الجيش، ثم مهاجمة المشاة الرومان في القلب. وهكذا، تجردت المشاة الرومان من أجنحتها، وشكلوا رأس حربة داخل القوس القرطاجي، واضعين أنفسهم في قبضة المشاة الأفريقيين المتمركزين في الأجنحة في هذه المرحلة الحاسمة، أمر حنبعل مشاته الأفريقيين بمهاجمة الأجنحة الرومانية، وتطويق المشاة الرومانية في ما يعرف الآن بتكتيك الكماشة. عندما هاجم الفرسان القرطاجيين الرومان في القلب، وهاجم المشاة الأفريقيون أجنحة الرومان، توقف تقدم قوات المشاة الرومانية فجأة. أصبح الرومان محاصرين بلا وسيلة للهرب. وعندئذ بدأ القرطاجيين في قهر الرومان. وهكذا لقي عدة آلاف من الرومان مصرعهم ذكر بعض المؤرخين أنه ما يقرب من ستمائة جندي ذبحوا كل دقيقة إلى أن وضع الظلام حداً لإراقة الدماء تمكن 14,000 من القوات الرومانية من الهرب. ذكر بوليبيوس أن الرومان وحلفائهم خسروا 70,000 قتيل، وأُسر 10,000 جندي، ولم ينجوا سوى 3,000 جندي من الموت. كما ذكر أنه لم ينج سوى 370 فارس فقط من 6,000 فرسان الرومان وحلفائهم بينما ذكر تيتوس ليفيوس أن 45,500 جندي مشاة و 2,700 فارس قتلوا من الرومان وحلفائهم كما ذكر أن 3,000 جندي مشاة من الرومان وحلفائهم و 1,500 من فرسان الرومان وحلفائهم أسروا من قبل القرطاجيين كان من بين القتلى القنصل باوليوس، والعديد من أعضاء مجلس الشيوخ وعظماء الرومان ذكر "تيتوس ليفيوس" أن خسائر حنبعل نحو 8,000 رجل. بينما ذكر "بوليبيوس" أنه نحو 5,700 قتلوا: 4,000 من الغاليين و 1,500 من الإسبان والأفارقة، و 200 من الفرسان.