قاتل عدوك قبل أن يغزوكمفكرة الإسلام : لم يكن رحمه الله ممن يعتمد سياسة ردود الأفعال في جهاده بل كان رحمه الله يكرر قول : قاتل عدوك قبل أن يغزوك ، فلا ننتظره حتى يغزونا ، ثم نصيح كما تصيح النساء ؛ بل متى ما رأينا أنه قد همَّ بنا فإن كان لنا قدرة أوقفناه حتى لا يتجرأ على بقية بلاد المسلمين ، ولهذا غضب رحمه الله لما لامَه بعض الصالحين في غزوه لداغستان مما أشعل فتيل معركة الشيشان الثانية ؛ بل ورماه البعض بالعجلة وإلقاء المسلمين إلى التهلكة ، وهو من هذه التهمة براء ؛ حيث ذكر أن الروس قد جمعوا العزم على حرب هذه البلد مرة ثانية من خلال نشرهم لاستخباراتهم ، وكذلك صنعهم للتفجيرات في موسكو وغير ذلك من الأسباب التي تعطي الروس الضوء الأخضر لغزو الشيشان مرة أخرى ، فأراد رحمه الله أن يجعل الشيشان وداغستان بلداً واحدة كما كانت قديماً من أجل كسب مساحة أكبر في قتال العدو ، وكذلك إثارة أكبر عدد من المسلمين لمحاربة عدوهم .
وفعلاً تبين صحة رأي خطاب بعد أشهر ، وأظهرت روسيا نواياها وأطماعها ، وقامت بغزو الشيشان تحت مسمى " حرب الإرهاب " ، حتى قال رحمه الله : إلى متى ونحن الدعاة نجلس ننتظر العدو ؟ ونعلم أنه يجهز العدة لإبادتنا حتى يغزونا ويهلكنا ، فنقف على المنابر نشكو هتك الأعراض ، وقتل الأنفس ، واحتلال البلدان .
خطاب يبحث عن الموت!! مفكرة الإسلام : يخطئ من يظن هذا العنوان مبالغا فيه بل هي عين الحقيقة ، وعندما نقول خطاب يبحث عن الموت فهو في نظر الكثيرين أما هو فيبحث عن الحياة الكاملة إنه يبحث عن الشهادة.
لم يجدها في أفغانستان رغم بحثه المضني ومحاولاته الدءوب فالتمسها في طاجكستان ولم ينلها أيضا فلم ييأس فغادر إلى الشيشان ولازال يبحث عنها في مظانها حتى بلغه الله مراده نحسبه كذلك، نسأل الله أن يتقبله في الشهداء.
ولم تكن رحلة الموت أو البحث عن الشهادة لم تكن مفروشة بالورود وإنما هي جراحات ومعاناة وبطولات أدهشت الأبطال أنفسهم قبل أن تدهش الروس الذين ربما سيبقون مدة طويلة غير مصدقين أن تغتال يد الغدر هذا البطل الذي أذاقهم الموت والذل سنوات طويلة.
بدأ رحمه الله رحلته منذ أربعة عشر عاما في أفغانستان وكان ذلك عام 1988 وحضر أغلب العمليات الكبرى في الجهاد الأفغاني منذ عام 1988 ومن ضمنها فتح جلال آباد وخوست وفتح كابل في عام 1993.
يصف أحد المجاهدين كيف أصيب بطلق ناري في بطنه بواسطة مدفع رشاش ثقيل من عيار 12.7 مم في أفغانستان (الطلقات عيار 12.7 مم تستخدم لاختراق الفولاذ والدروع ، وكما يقول الخبراء أنها لو أصابت إنسانا فإنها تحول اللحم البشرى إلى عجين من اللحم والدم.) .
يقول :" خلال إحدى العمليات كنا نجلس في حجرة في الخط الخلفي كان الوقت ليلاً وكان القتال في الخطوط الأمامية شديداً . بعدها بعدة دقائق دخل خطاب علينا الحجرة وكان وجهه شاحباً ومع ذلك فقد كان يتصرف تصرفاً طبيعياً . دخل الحجرة ماشياً ببطء ثم جلس في الناحية الأخرى من الغرفة بجانبنا وكان هادئاً لا يتكلم على غير عادته ، فأحس الاخوة أن هناك شيئاً غير طبيعي على الرغم انه لم ينبس ببنت شفة (بكلمة) ولم يظهر أي حركة توحي بأي شيء من الألم ، فسألناه إذا كانت به إصابة ؟ فرد انه قد أصيب إصابة بسيطة أثناء وجوده في الخطوط الأمامية لجبهة القتال وأنها ليست إصابة خطيرة ، فاقترب منه أحد الاخوة ليرى إصابته فرفض خطاب أن يريه شيئاً قائلاً أنها ليست خطيرة ، فأصر هذا الأخ على رؤية إصابته ولمس ملابسه بيده ناحية البطن فوجد الملابس غارقة في الدماء ، والنزيف لا يزال مستمراً بشدة ، فأسرعنا ونادينا سيارة ونقلناه إلى اقرب مستشفى ، في الوقت نفسه كان خطاب يردد طوال الوقت أن أصابته لا تستدعي كل هذا الاهتمام وأنها إصابة بسيطة .
بعد هزيمة السوفيت وانسحابهم من أفغانستان سمع خطاب ومجموعة صغيرة من إخوانه عن حرب أخرى تدور ضد نفس العدو ولكنها هذه المرة كانت في طاجيكستان فأعد حقائبه ومعه مجموعة صغيرة من الإخوة وذهبوا إلى طاجيكستان في عام 1993 ، ومكثوا هناك سنتين يقاتلون الروس في الجبال المغطاة بالثلوج ينقصهم الذخائر والسلاح .
وهناك فقد أصبعين من أصابع يده اليمنى ، حين انفجرت قنبلة يدوية في يده مما نتج عنها إصابة بالغة استدعت قطع أصبعين ، وقد حاول إخوانه المجاهدون إقناعه بالعودة إلى بيشاور للعلاج ولكنه رفض وصمم على وضع عسل النحل على إصابته ، وضع العسل وربطها قائلاً أن هذا سوف يعالج هذه الإصابة وليس هناك حاجة للذهاب إلى بيشاور ، هذا الرباط لا يزال ملفوفاً على يده منذ ذلك اليوم .
بعد سنتين في طاجيكستان عاد خطاب ومجموعته الصغيرة إلى أفغانستان في بداية عام 1995 وكان في هذا الوقت بداية الحرب في الشيشان.
وصف خطاب شعوره عندما رأى أخبار الشيشان على محطة تليفزيونية تبث عبر القمر الصناعي في أفغانستان فقال : "عندما رأيت المجموعات الشيشانية مرتدية عصابات مكتوباً عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ويصيحون صيحة الله اكبر علمت أن هناك جهاداً في الشيشان وقررت انه يجب علي أن اذهب إليهم " .
رحل خطاب من أفغانستان ومعه مجموعة مكونة من ثمانية مجاهدين مباشرة إلى الشيشان كان ذلك في ربيع 1995 ، أربع سنوات مضت بعد ذلك جعلت تجربة خطاب في أفغانستان وطاجيكستان تظهر كأنها كانت لعبة أطفال في الحضانة . يقول المسؤولون الروس طبقاً لإحصائياتهم أن عدد الجنود الذين قتلوا في خلال ثلاث سنوات من الحرب في الشيشان فاق أضعاف عدد الجنود الذين قتلوا خلال عشر سنوات من الحرب في أفغانستان .
في يوم 16 أبريل 1996 قاد خطاب عملية من أجرأ العمليات وكانت عبارة عن كمين " شاتوى " وفيها قاد مجموعة مكونة من 50 مجاهداً لمهاجمة والقضاء على طابور روسي مكون من 50 سيارة مغادرة من الشيشان . تقول المصادر العسكرية الروسية أن 223 عسكرياً قتلوا من ضمنهم 26 ضابطاً كبيراً ودمرت الخمسون سيارة بالكامل . نتج عن هذه العملية إقالة ثلاثة جنرالات ، وقد أعلن بوريس يلتسين بنفسه عن هذه العملية للبرلمان الروسي . وقد تم تصوير هذه العملية بالكامل على شريط فيديو توجد منها بعض الصور في موقع عزام بشبكة الإنترنت .
بعدها بشهور نفذت نفس المجموعة عملية هجوم على معسكر روسي نتج عنه تدمير طائرة هليكوبتر بصاروخ AT- 3 Sager المضاد للدبابات ومرة أخرى تم تصوير العملية بالكامل على شريط للفيديو .
كما شاركت أيضا مجموعة من مقاتليه في هجوم غروزنى الشهير في أغسطس 1996 الذي قاده القائد الشيشاني شامل باسييف.
وقد ظهر اسمه مرة أخرى على الساحة في يوم 22 ديسمبر 1997 عندما قاد مجموعة مكونة من مائة مجاهد شيشانى وغير شيشاني ، وهاجموا داخل الأراضي الروسية وعلى عمق 100 كيلو متر القيادة العامة للواء 136 الآلي ودمروا 300 سيارة وقتلوا العديد من الجنود الروس وقد استشهد في هذه العملية اثنان من المجاهدين من ضمنهم أحد كبار القادة (من مصر) في جماعة خطاب هو أبو بكر عقيدة رحمه الله .
بعد انسحاب القوات الروسية من الشيشان في خريف 1996 اصبح خطاب بطلاً قومياً في الشيشان وقد منح هناك ميدالية الشجاعة والبسالة من قبل الحكومة الشيشانية . وقد منحوه أيضا رتبة لواء في حفل حضره شامل باسييف وسلمان رودييف القادة العباقرة في حرب الشيشان . وقبل مقتل جوهر دودايف كان خطاب يحظى لديه باحترام ناله بعمله وليس بالكلام .
كان رحمه الله يؤمن إيمانا راسخاً أن أجله سوف ينتهي في الوقت الذي كتبه الله له لا يتقدم لحظة ولا يتأخر لحظة . وقد نجا من محاولات عديدة لاغتياله أقربها عند قيادته لشاحنة روسية كبيرة انفجرت وأصبحت حطاماً ومات من كان بجانبه وهو لم يصب بخدش .
و يقول أبو عمر النجدي في مقالاته عن الانحياز من جروزني ، و الصعاب التي واجهوها في ذلك : " قام القائد خطاب حفظه الله برصد الطريق بنفسه لضمان سلامة الطريق وسهر الليالي الطوال المتواليات يفكر في أمرالجرحى والمرضى والأصحاء على حد سواء ، ولا غرابة في ذلك فقادتنا يسيرون على نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم ويقتدون بأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين " ، و يقول في موضع آخر : " كان القائد العام حفظه الله يبحث لنا عن طريق سهل علينا يحافظ فيه على قوانا وطاقتنا فعرض نفسه للخطر أكثر من أربع مرات كل ذلك حتى يجنبنا الإرهاق وذلك بصعود جبل شاهق كان يعرف أنه سينهك قوانا لو سلكناه أولاً فحاول الاستبقاء على قوانا ولكن دون جدوى ، فأمرنا أخيراً بعد المحاولات مضطراً الصعود إلى الجبل الذي تجنبه أولاً ".
رحم الله فقيد أرض الشيشان .. الذي أبلى بلاء حسنا وكبيرا في قتال أعداء الله في مواطن عدة، واقتضت حكمة الله عز وجل أن يكون موته على فراشه ليصدع بأعلى صوته بعد موته :فلا نامت أعين الجبناء.
اللهم ارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين وتقبله في الشهداء والصالحين وأخلف على الأمة الجريحة المكلومة من هو خير منه وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بين مصعب وخطاب : خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا [/size]مفكرة الإسلام :رحمك الله ياخطاب كلما رأيت صورتك وأنت مسجى على فراش الموت تذكرت مصعب بن عمير وهو مسجى أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولئن بكى رسول الله من رؤية مصعب فإن الأمة كلها من شرقها وغربها بكت لما رأتك صريع فراشك مسموماً وشهيداً بإذن الله ، وقد مت مجاهداً في غير أهلك ووطنك .
كان رحمه الله في شبابه وقبل جهاده مصلياً وصائماً ولكن كعادة أغلب الشباب فالثوب مسبل والمعازف تسمع واللحية تحلق ولما تمكن الإيمان في القلب رأينا منه العجب وكان يقول: خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا .
لقد أعطانا رحمه الله درساً في واقع حياتنا ينبغي للدعاة والمجاهدين أن يعوه جيداً وهو أن في أمتنا أناساً لهم معادن كمعادن الذهب خالطها الرمل وعلاها الغبار تحتاج إلى من يكتشفها ويهذبها وكم من رجل احتقرناه واستصغرناه وأظهر الله على يديه الخير العظيم فهذا عمر من عابد شجر وحجر إلى رجل ماسلك طريقاً إلا سلك الشيطان طريقاً غير طريقه .
قال خطاب : كلمات خالدة قالها خطاب مفكرة الإسلام : إن الكلمات التي يرويها أصحابها بدمائهم هي وحدها التي تبقى لتبعث الحياة في النفوس بعد ذهاب أصحابها، ولفقيدنا كلمات كثيرة رواها بدمه الطيب نذكر طرفا منه لعل الله يحي بها موتى الأحياء!!
قال رحمه الله:
من عاش صغيراً مات صغيراً ، ومن عاش لأمته عظيماً مات عظيماً .
قاتل عدوك قبل أن يغزوك ، فلا ننتظره حتى يغزونا ، ثم نصيح كما تصيح النساء ؛ بل متى رأينا أنه قد همَّ بنا فإن كان لنا قدرة أوقفناه حتى لا يتجرأ على بقية بلاد المسلمين .
إلى متى ونحن الدعاة نجلس ننتظر العدو ، ونعلم أنه يجهز العدة لإبادتنا حتى يغزونا ويهلكنا ، فنقف على المنابر نشكو هتك الأعراض وقتل الأنفس واحتلال البلدان .
إن هؤلاء " يقصد الشيشانيين " لا يعرفون لغتكم ، ولا ينبغي أن يكون هذا حاجزاً بينكم وبينهم ؛ بل أروهم صدق أفعالكم .
أخاف أن أموت فَطِيساً ( أي جثة لا قيمة لها ) بسرطان أو حادث ؛ ولكني أريد أن أموت شهيداً .
يا ليت الواحد منا يصنع أو يساهم في صنع الحدث بدلاً من أن يكون جزءاً من الحدث .
ماذا نفرق عن صحابة الرسول . هم بشر ونحن بشر . نأكل كما يأكلون ، ونشرب كما يشربون ؛ ولكنهم بَشَر غيَّروا مجرى التاريخ ، فلابد أن نغير التاريخ كما غيروا حتى نشبههم وإن كنا لسنا بمثلهم .
أين القائد ؟ القائد هو الذي يعيش في الخنادق وليس من يعيش في الفنادق .
بكيت عندما سألت عجوزاً طاعنة في السن . ماذا تريدون من قتال الروس ؟ فقالت العجوز لي بلغة الواثقة : نريد أن نخرج الروس حتى يرجع إلينا الإسلام . فسألتها هل عندكِ شيء تقدمينه للجهاد ؟ فقالت وقد كُسِر خاطرها : ليس عندي سوى هذا الجاكيت ( المعطف ) أجعله في سبيل الله .
كان جوهر دوداييف يقول لأصحابه وأنا موجود : لماذا لا يأتينا أناس كثيرون أمثال خطاب ، فقضيتنا قضية إسلامية .
نحن المذنبون . جلسنا في بلادنا نأكل ونشرب وتركنا الشعوب المسلمة تحت ظلم الشيوعية عشرات السنين
إن كان الروس استطاعوا قتل عربي براييف فالشيشان كلها عربي براييف .
يعود سبب وقوفنا في وجه هذه الآلة العسكرية وانتصاراتنا عليهم لفضل لله - عز وجل – أولاً ، ثم إلى الرسالة الصادقة التي يحملها المجاهدون في الدفاع عن عقيدتهم وأرضهم ؛ حتى يحققوا الخلاص من الحكومة الروسية المتهالكة . أما عن السلاح فعندنا سلاح الإيمان والتوكل على الله وحده أولاً .
لا شك أن الموقف الإسلامي الشعبي له تأثير كبير على القضية كما كان في قضايا المسلمين السابقة ، فيكفي دعاؤهم ومساندتهم بما يستطيعون ، ونحن نعلن من هنا أننا مدينون لإخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على هذا الدعم المتواصل والدعاء المستمر ، وليعلموا أن ما حققناه من انتصارات إنما هو بفضل من الله أولاً ثم بفضل وقفتهم المشرفة والتي نأمل أن تستمر حتى النصر والتمكين .
نشكر المولى العزيز الجبار القهار الذي قهر الملاحدة الروس ، ورد كيدهم في نحورهم ، ومنَّ علينا بهذا الجهاد وهذه الانتصارات التي بينت أن الآلة العسكرية والمادة وحدها لا تساوي شيئاً أمام قوة الإيمان واليقين بنصر الله القائل ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ) .
عجباً لبعض الناس سلم منه الملاحدة والنصارى ولم يسلم منه إخوته المسلمون.
قصة الخيانة!! [/size]مفكرة الإسلام: لم يقتلوه في أرض المعركة ولم يجرءوا على مواجهته في ساحات الوغى -رغم ما يملكون من عدة وعتاد- كما يفعل الشرفاء ,وإنما لجأوا إلى سلاحهم المعهود سلاح أهل الغدر والخيانة أرباب اليهود من المنافقين ؛سلاح الخسة والوضاعة والجبن.
نعم فبعد أن عجزت القوات الروسية بل الحكومة الروسية بكل قواتها البرية والجوية والبحرية أن تقتل القائد الهمام خطاب في ساحات النزال وقد أذاقها مرارا كأس الذل ومرارة الهزيمة وقاد المعارك الطاحنة لتخرج القوات الروسية خاسرة في الحرب الأولى و هاهي أوشكت على الانسحاب في الثانية تجر معها أذيال الذل والهزيمة- لم تجد تلك الشرذمة سبيلا للوصول لرجل يطارد الموت في مظانه منذ أربع عشرة سنة لم تجد لذلك سبيلا سوى سلاح الغدر والخيانة ذلك السلاح الذي تجرعت الأمة وتتجرع بسبب المرارات وعن طريقه فقدت جملة من أعظم قادتها وخلفائها ممن أعجز أعداءها على مر التاريخ.
فالرسول صلى الله عليه وسلم سمته يهود وعمر قتله أبو لؤلؤة المجوسي وعثمان قتلته يد الغدر وعلي وغيرهم ممن أغاظ أعداء الله وأذاقهم صنوف العذاب والهوان في ساحات النزال،وعلى طريق الغدر والخيانة فقدت الأمة زمرة من مجاهديها وعلمائها في عصرها الحديث فقتل عزام وعياش غدرا وخيانة وغيرهم كثير ، ثم كان فقيد الأمة خطاب رحمه الله وتقبله في الشهداء .
الخلاف في كيفية قتله بالسم:
وأما تفاصيل استشهاده رحمه الله نحسبه كذلك والله حسيبه فقد اختلفت الرواية في ذلك وإن كانت لاتخلو الروايتان عن أن قتله كان غدرا :فبينما موقع وا إسلاماه وتناقلته أكثر من جهة أن قتله كان على يد واحد من أولئك الخونة المنافقين ممن وثق بهم خطاب رحمه الله وقربه منه حيث سلمه رسالة مسمومة مات على إثرها رحمه الله.
وكان أحد القادة الميدانيين العرب قبل أسبوعين قد أرسل رسولاً إلى القائد خطّاب يحمل إليه رسالة خطّيه وفي وسط الطريق أرسل خطّاب رسولاً من عنده ليتسلم الرسالة , ولكن ذلك الرسول الذي من عند خطّاب كان خائناً (عميلاً وثق به المجاهدون ) فوضع سماً في الرسالة وفور تسلم القائد خطّاب لها وملامسة السم ليده لم يلبث سوى خمس دقائق وفاضت روحه رحمه الله وتقبله من الشهداء.
وكان ذلك من حوالي أسبوعين تقريبا.
إلا أن هناك رواية أشار إليها إجمالا موقع القوقاز أن قتله كان بسم دس في طعامه غدرا، وقد ذكرت بعض الجهات الخاصة أن ذلك كان من حوالي 32 يوما تقريبا وليس أسبوعين كما ذكر وأن السم وضع له بينما كان يتناول طعام الغداء في دعوة خاصة حيث وقع الغدر به.
إلا أن المجاهدين تكتموا خبر استشهاده لمصلحة الجهاد ولحين ترتيب الأوضاع إلا أن الله سبحانه وتعالى شاء لحكمة يعلمها أن تتسرب أنباء استشهاده حيث وقع شريط الفيديو الذي صوره المجاهدون لجثمان الفقيد رحمه الله عندما وقع حامله إلى القائد أبي الوليد حفظه الله في أيدي القوات الروسية وقتل رحمه الله أيضا وبادرت القوات الروسية بنشر الشريط وادعاء بطولة لم تحققها، وهي ومجد لم تحلم به.