انفراد للأهرام
د.رشيقة الريدي تكتشف دواء للبلهارسيا
مصطفي إمام
في هذا الحديث الخاص مع الأهرام تعلن دكتورة رشيقة للعالم التوصل لدواء مصري جديد لعلاج مرض البلهارسيا بدون آثار جانبية تقريبا حيث يعتبر مكملا غذائيا بالذات للاطفال الذين يعانون من فقر الدم بسبب البلهارسيا حيث تم تجربتة بنسبة نجاح تبلغ %70 علي أطفال مصريين بموافقة من وزارة الصحة المصرية, فيما توجه انتقادات علمية تنشرلاول مرة عن اللقاح الامريكي التجريبي المبدئي الذي اعلن عنه منذ فترة للوقاية من الملاريا.. في بداية حديثي معها في معملها الخاص بكلية علوم جامعة القاهرة للتحدث عن آخر تطورات نشر ابحاثها عن لقاح البلهارسيا, فاجأتني العالمة المصرية الدكتورة رشيقة الريدي بالقول: انني توصلت بمساعدة الدكتورة علا الصغير أحد اعضاء فريقي العلمي لدواء مصري جديد لعلاج البلهارسيا, وهو عبارة عن حمض الاراكيدونيك, وهو جزء من سطح الخلية البشرية, ولكن لايتم استخراجه من الخلية, ولكن يتم الحصول عليه من بعض انواع الفطريات بالتعاون مع شركة دي. اس. ام الهولندية التي تقوم بانتاجه, حيث نشرنا في ابحاثنا عن التأثير القاتل لهذا الحمض علي البلهارسيا, وتم تجربتة علي فئران تجارب كبيرة, ثم حصلنا علي موافقة وزارة الصحة المصرية لتجربتة علي 300 طفل مصري, وهو دواء جيد وآمن جدا ويعتبر مكملا غذائيا للاطفال الذين يعانون من فقر الدم الذي يعتبر احد التاثيرات المدمرة للبلهارسيا علي الاطفال وبالذات في الريف المصري حيث يعاني الاطفال من سوء التغذية نتيجة عدم الحصول علي اللحوم الحمراء, فهذا الدواء علاج وغذاء ودواء في نفس الوقت.
واضافت الدكتورة رشيقة الريدي ان الدواء يؤخذ علي شكل كبسولات عن طريق الفم وهو كورس لمدة خمسة ايام كحد اقصي وبنسبة فاعلية تبلغ 70% وهي نفس نسبة فاعلية الادوية المستخدمة حاليا في الادوية الاخري الا انه اكثر أمانا من الادوية السامة التي يتناولها المرضي حاليا, ولكننا سنواصل تجاربنا لنزيد نسبة فاعليته. وقالت انه بمجرد اعلان الشركة الهولندية في مؤتمر صحفي عالمي عن الدواء الجديد والبدء في انتاجه خلال ستة اشهر سندخل في مفاوضات قانونية لتامين حقوق الملكية الفكرية الخاصة بنا. واشارت الي ان حمض الاراكيدونيك يستخدم كدواء لنمو النظر والمخ في الاطفال وفي نمو العضلات للرياضيين, ولكن ابحاثنا توصلت الي قدرته القاتلة علي دودة البلهارسيا الخبيثة.
والجدير بالذكر ان اشهر الادوية المستخدمة حاليا لعلاج البلهارسيا هي البرازي كونتيل ويستخدم لمدة يوم واحد وبدائله اوكسامينكين, والميتروفونيات.
اللقاح المنتظر
اما اللقاح المنتظر للوقاية من مرض البلهارسيا فهو السلاح القوي الذي سيقضي علي طفيليات السيستوسوميا المسببة لمرض البلهارسيا من انواع المجاري البولية والمستقيم, والمعروفة باسم المانسونيا, والتي تنتشر بنسبة تتراوح ما بين 50% الي 70% من سكان افريقيا وتنتشر ايضا في شمال البرازيل وفي الصين وبعض الدول الاسيوية وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد المصابين بها بنحو 600 مليون شخص معظمهم في افريقيا وتسبب في وفاة الالاف كل عام, وتعتبر معوقا خطيرا ضد التنمية في افريقيا. وهذه الجراثيم او الطفيليات التي تحملها دودة البلهارسيا الخبيثة يمكن ان تعيش لعقود في كبد الانسان مسببة النزيف الدموي وسوء التغذية وفقر الدم وسرطان الكبد والفشل الكلوي والطحال وايضا السرطان.
وحسب التحليل العلمي للدكتورة رشيقة العالمة في علم المناعة ان الجهاز المناعي للانسان من المفروض ان يكون متوازنا بمعني يعرف متي يدافع ومتي يتوقف, وما تفعله هذه الدودة الخبيثة والطفيليات التي تحملها انها توجه الجهاز المناعي لجسم الانسان الوجهه الخاطئة عكس الوجهه التي يجب ان يتوجه اليها لحماية الجسم من الفيروسات ولذلك يحدث انحراف لهذا الجهاز عن الوجهه الصحيحة لمقاومة الفيروسات الكبدية والسل والسرطان, و الصمت المريب لاساتذة طب الكبد والكلي والسرطان في مصر من عدم الحديث عن الربط الاحصائي الواضح بين انتشار البلهارسيا وتفشي امراض الفيروسات الكبدية والفشل الكلوي والسرطان في مصر, يعتبر عائقا عن تشجيع التوصل الي لقاح ضد مرض البلهارسيا المسبب الاول لتدهور صحة نسبة كبيرة من المصريين مؤكدة انها هي فقط التي تقول بهذا الربط, في الوقت الذي لا تشجع فيه منظمة الصحة العالمية ابحاث التوصل للقاح ضد البلهارسيا, فان ابحاث النظرية العلمية التي توصلت اليها مع ابني الدكتور حاتم عبد المنعم تليمة, نشرت الجزء الاول منها في شهر ابريل الماضي في مجلة الطفيليات الامريكية وتم عقد مؤتمر صحفي حولها بمعني أنه اصبح متاحا للجميع قراءتها, وسأقوم قريبا بنشر الجزء المتبقي من هذه الابحاث لتأمين وحفظ الملكية الفكرية الخاصة بأبحاثنا. والنظرية مبنية علي استخراج جزء مفرز انتجين او مورث من دودة البلهارسيا بالاضافة الي مكمل يستطيع توجيه الجهاز المناعي للوجهه الصحيحة التي تمكنه من مقاومة الطفيليات التي تضعها الدودة في الاوعية الدموية للانسان مسببة له هذا المرض وتداعياته الخطيرة علي القدرة المناعية للجسم لمقاومة الفيروسات والميكروبات.
دور دالتون الكندي
وتضيف ولكن بالتعاون مع الدكتور جون دالتون عالم الهندسة الوراثية الكندي المعروف, والذي يعمل منذ نحو عشرين عاما حول هذا الموضوع, قدم لي مادة مفرزة من دودة البلهارسيا نفسها لاجراء التجارب عليها, وتبين لي قدرتها علي اعادة التوجيه الصحيح للجهاز المناعي للانسان المصاب بالبلهارسيا, وهذا يعني اننا في حاجة الي جزيء اوانتجين او جزءين مورثين, يتم تحضيرهما عن طريق الهندسة الوراثية سيقوم بها الدكتور دالتون حتي يمكن تحضير وانتاج لقاح نقي عملي رخيص السعر يتاح لجميع المصابين في انحاء العالم. واشارت الي انه في حالة انتاج هذا اللقاح علي المستوي الدولي فان دالتون سيحصل علي نسبة كبيرة من العائد, وقالت انها تتوقع مقاومة سياسية ووحشية ضد هذا اللقاح من اطباء الكبد والكلي والسرطان في مصر وذلك في حالة البدء في انتاجه.
الا انها اشارت الي ان انتاج مثل هذا اللقاح يعتبر سلاحا سياسيا مهما لمصر وسيساهم في حل مشكلة النزاع علي مياه النيل وخاصة مع الحبشة لان اكثر من نصف سكان الحبشة مصابون بمرض البلهارسيا, كما ان البلهارسيا تصيب نحو عشرين مليونا في الصين.
وبإعلان د. رشيقة عن نشر الجزء المتبقي من ابحاثها عن لقاح البلهارسيا تكون في انتظار البدء في الخطوات التجريبية والتطبيقية حول هذا اللقاح. ولكن منطمة الصحة العالمية تشير الي ان كل ابحاث اللقاحات التي اعلن عنها حتي الان لا تغطي كل الانواع المختلفة لمرض البلهارسيا بسبب ضعف الانفاق المالي علي الابحاث, واشارت الي ان لقاح العالمة البرازيلية تندلر ضد البلهارسيا المانسونية والمدعم عبر شراكة بين القطاعين العام والخاص سيدخل المرحلة التجريبية الثانية له خلال العام الحالي, كما ان لقاح بيلفاكس الذي يطوره معهد بستور الفرنسي ضد البلهارسيا الدموية والمجاري البولية الشائعة في افريقيا والشرق الاوسط لم تنشر عن نتائج تجاربه الا معلومات قليلة, كما يقوم العالم الامريكي بيتر هويتز من تكساس بتطوير لقاح ضد البلهارسيا يحمل اسم اس. ام. بي. بي 80.
حقيقة اللقاح الامريكي ضد الملاريا
ومن الواضح دخول الولايات المتحدة الأمريكية علي الصراع الدولي لانتاج لقاحات لاخطر الامراض انتشارا في هذا العصر وخاصة في افريقيا وهما الملاريا والبلهارسيا, وقد اعلنت مؤخرا شركة سناريا الامريكية المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية عن تحضير لقاح ضد مرض الملاريا من بعوض تم تحضيرة في المعمل وتعريضه للاشعاع لاضعاف قدرة الطفيليات الحية قبل حقن المريض بها واطلق عليه بي. اف. اس. بي. زد, وتمت التجربة علي 57 متطوعا, حصل 40 منهم علي جرعات متفاوتة من اللقاح بينما لم يحصل الـ17 الباقون علي شيء وتم تعريض الجميع لبعوض يحمل طفيليات الملاريا, وتبين ان الافراد الذين لم يحصلوا علي جرعات للوقاية وكذلك الافراد الذين حصلوا علي جرعات اقل من اللقاح اصيبوا جميعا بالمرض بينما الذين حصلوا علي جرعات اكبر اصيب ثلاثة منهم ايضا بالمرض, وتم تجربة هذا اللقاح في عدد من المراكز الصحية الامريكية منهم معهد وولتر ريد العسكري ومركز الابحاث الطبية التابع للبحرية الامريكية.
وتعليقا علي هذا اللقاح تقول الدكتوره رشيقة الريدي ان هذا اللقاح موجه لبعوض الملاريا من النوع الاخضرالحامل لطفيل البلاسموديوم المسبب للملاريا المخية والتي تؤدي عادة للوفاة بسبب انسداد اوعية الدماغ بهذه الطفيليات, وتري ان اللقاح عبارة عن تجربة مبدئية, ويعتمد علي استخدام طفيل مخفف او تم اضعافه في المعمل, ويتم اعطائه للمريض عن طريق الحقن في الوريد بمعدل ست حقن او جرعات متتالية, وفشلت محاولات اعطائه في العضل, ولم يتمكن تحضيره في شكل تطعيم, كما ان مدة الوقاية من المرض ثلاثة اشهر, وبالتالي فالشخص المطعم به معرض لاصابة بالمرض بعد سته اشهر, عكس كل التطعيمات او اللقاحات التي تدوم وقايتها طول العمر, ولا يمكن اعطاؤه لطفل علي شكل ست حقن, فهو في الواقع ليس لقاحا بالمعني العلمي المتعارف عليه, وكان من المفروض تحضيره عن طريق الهندسة الوراثية لانتاجه بكميات كبيرة وباسعار رخيصة ليساهم في القضاء علي مرض الملاريا الخبيثة, ومن الواضح انه مجهز لاعطاؤه لفترة مؤقتة للجنود الامريكين الذين يمكن ان يذهبوا الي افريقيا السوداء او الدول التي تنتشر فيها الملاريا المخية القاتلة. وبالتالي فان شركة سناريا الامريكية لاتسعي لانتاج لقاح عالمي ضد الملاريا, ولا تشجع شركات الدواء متعددة الجنسيات انتاج مثل هذه اللقاحات كما لا تتوافر الارادة السياسية الغربية لانتاج مثل هذه اللقاحات رغم وجود ابحاث كثيرة حول ذلك, لان هدف الغرب عدم اخراج افريقيا من الوضع الصحي والاقتصادي و الاجتماعي السييء الذي تعيشه بسبب تفشي الملاريا والبلهارسيا, لانه لوتخلصت افريقيا من هذين المرضين لاصبحت مثل اوروبا خلال نصف قرن.
http://www.ahram.org.eg/News/941/99/231532/%D9%85%D9%86-%D8%A8%D8%B1-%D9%85%D8%B5%D8%B1/%D8%A7%D9%86%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D9%84%D9%84%D8%A3%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%AF%E2%80%8F%E2%80%8F%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D9%8A-%D8%AA%D9%83%D8%AA%D8%B4%D9%81-%D8%AF%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%84%D9%87%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D9%8A.aspx