ترجمة: مركز الناطور للدراسات والابحاث 12/09/2013إعداد: بنحاس عنبريمعهد القدس للشؤون العامة والدولة في 11 /9/ 2013.روسيا أعطت للولايات المتحدة السلم من أجل أن تنزل عن شجرة الهجوم على سوريا.
الولايات المتحدة ستحصل بكل تأكيد على السلم في نهاية الأمر.
السبب لا يعود إلى أن الأسد سينقل فعلا أو يدمر السلاح الكيماوي وأنه سيحني الرأس وسيتعاون، أكثر من ذلك يكاد يكون من المؤكد أنه إذا ما تدحرج إلى حالة صعبة ومزمنة فإنه سيستخدم السلاح الكيماوي مرة أخرى.
السبب هو أنه ليست لدى الولايات المتحدة إستراتيجية خروج، وأنه من الأفضل أن يكون هذا السلاح في يد الأسد ويستخدمه أيضا لتدمير العلويين والشيعة والمسيحيين في سوريا ومن هناك يواصل نشره على مستوى العالم بأسره.
الخيار هو بين السيئ والأسوأ وليست هناك خيارات جيدة.
السؤال هو أي درس ستتعلمه الولايات المتحدة من هذه الورطة هل ستدرك أن جذور المشكلة كامنة في سياسة المصالحة والمهادنة مع الإسلام السياسي التي تستهدف بالمصطلحات العملية مساعدة الإخوان المسلمين على الاستيلاء على السلطة في الشرق الأوسط؟
صحيح أنه بالنسبة لهذا الادعاء أن هناك جوانب شرق أوسطية، لكن الجوانب الكونية والتوتر مع روسيا هي واحدة من بينها.
روسيا أدركت أن مد اليد للإسلام كحليف أمريكي سني هو ضدها فقد ردت بتوطيد العلاقات مع إيران التي دعمتها في الحرب ضد القاعدة في الشيشان والتقارب مع الصين وهو ما أدى إلى تداعيات صعبة على أمن الحلفاء للولايات المتحدة في الشرق الأقصى مثل اليابان وكوريا الجنوبية.
من خلال النظرة الأولى يبدو أن الحذر بالنسبة لسوريا فسر في إيران على أنه جبن وهذا بالطبع يمكن أن يحدث لكن ليس بالضرورة، إذا ما سارت التفاهمات مع روسيا على الطريق الصحيح فيمكن توسيع الإطار ليشمل إيران أيضا.
في نهاية الأمر فإنه ليست لدى روسيا مصلحة في إيران نووية حيث أن حدودها تلامس الأقليات الإسلامية في روسيا.
وإذا كانت الولايات المتحدة ستسحب يدها أو ستتخلى عن سياستها المؤيدة للإسلام السياسي فإن العلاقات بين الدولتين الكبيرتين ستتحسن إلى حد كبير، وكذلك فإن نقل المشكلة السورية إلى الكونغرس هي لمصلحة إسرائيل فبينما تحفظات المشرعين الأمريكان من الهجوم على سوريا مفهومة فإن الأمر فيما يتعلق بإيران سيكون موقفهم مختلفا تماما، إسرائيل برهنت على المقولة القائلة بأن التهديد العسكري الفعال يؤدي إلى نتائج، الرئيس أوباما بكل تأكيد سيفتخر في هذا الجانب من الأزمة السورية وسيكون من الصعب عليه إلغائه ضد إيران، ضعفه في مواجهة الكونغرس قد يتضح ويفسر بأنه مفيد لوضع تحدي عسكري في مواجهة إيران.
لكن هل تدرك إدارة أوباما الخطأ الإستراتيجي؟ من الصعب أن نفهم.
إن أحد الامتحانات سيكون رؤية ما إذا كان يمكن أن ينظر إلى فشلها في سوريا سيدفعها إلى التوازن مع تصعيد الضغوط من أجل التسوية الإسرائيلية الفلسطينية، ربما ستفعل ذلك.
http://natourcenter.info/portal/2013/09/12/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%AA%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%AC%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84/