سمحت السلطات الجزائرية بدخول 40 رعية مصريا عبر حدودها البرية المغلقة مع ليبيا، بعد وصولهم إلى الحدود الجزائرية، قادمين من طرابلس التي تشهد مواجهات دامية.
وجهّزت قوات الجيش الجزائري، التي تتوّلى مراقبة النقاط الحدودية مع ليبيا، بعد الوضع الأمني المتردّي التي تعرفه منذ أكثر من شهرين، إقامة خاصة للرعايا المصريّين، قبل نقلهم إلى العاصمة الجزائرية ومنها إلى القاهرة؛ وكانت الجزائر قد اتّخدت إجراءات تمثلت في غلق حدودها البرية مع ليبيا بسبب الأوضاع الأمنية المتردية، كما سحبت سفيرها من طرابلس وكافة موظفي الدبلوماسية، خاصة بعد محاولة اختطاف السفير الجزائري من طرف جماعات إرهابية في هاته المنطقة.
وقد رفعت قوات الجيش الوطنى الشعبى والأمن وحرس الحدود حالة التأهب الأمني والاستنفار إلى حالتها القصوى، على امتداد الحدود الجزائرية الليبية، إثر تفجّر الأوضاع فى الأراضى الليبية وحالة شبه انهيار الدولة، بسبب الميليشيات المسلّحة المرتبطة بتنظيم»القاعدة»، كما أن استعلامات الجيش الوطني الناشطة بكثافة وفعالية هذه الأيام توصّلت إلى معلومات تفيد بحالة تهديد جدّي من هذه التنظيمات، لتنفيذ عملية إرهابية فى الجزائر، مما دفعها إلى تجديد العمل بالمناطق العسكرية المغلقة، التي كان معمولا بها أثناء الأحداث في ليبيا قبل نحو 3 سنوات، قبل أن تهدأ الأوضاع قليلا فى السنتين الأخيرتين.
كما اعتمدت قيادة الجيش على 18 منطقة عسكرية مغلقة، على امتداد الحدود الليبية التى تقدّر المسافة الفاصلة بينها وبين الجزائر بـ974 كلم، أغلبها بولاية إيليزي وقليل منها بولاية تمنراست؛ وتقع هذه المناطق العسكرية المغلقة التي يحظر فيها تحرّك المدنيّين، ويتم التعامل فيها مباشرة باستعمال السلاح مع أي حركة غير معلومة مسبقا لدى قوات الجيش، بجنوب بلدية الدبداب وشمال وجنوب مدينة جانت، وفي المثلث بين ليبيا والنيجر والجزائر من جهة تمنراست.
وخصص الجيش ما لا يقل عن 100 ألف جندي ورجل أمن وحرس حدود، والقوات الخاصة متواجدة على امتداد الحدود الجنوبية، بما فيها الحدود المالية الشاسعة أيضا، كما حظيت منطقة إيليزي بشكل خاص بتكثيف طلعات طائرات الاستطلاع الجوية، والدوريات والانتشار المكثف للقوات الأمنية والقوات الخاصة، مع استحداث ثكنات مؤقتة على امتداد الحدود، ونقل المئات من الجنود من مناطق أخرى للجنوب، إضافة إلى تفعيل جهاز الاستعلامات العسكرية، الذي أبدى استعدادا كبيرا، خاصة بعد اكتشاف حادثة اختطاف السفير قبل وقوعها في العاصمة الليبية طرابلس وإنقاذ السفير والبعثة الدبلوماسية والجزائر بشكل عام من موقف صعب ومحرج، كما كثّفت قوات الأمن الوطني وحرس الحدود، من عمليات المراقبة على امتداد الحدود الشرقية مع تونس، لضمان تأمين شامل للحدود الجزائرية، دون التدخّل فى الأراضي الأجنبية، وهو مبدأ الجزائر الدائم، حيث ترفض التدخل العسكري فى شؤون الآخرين، وتكتفى بحماية أمنها وحدودها في حالة الخطر.
ياسمين بوعلي
http://elmihwar.com/index.php/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D8%AB/7488.html