‘’ولد الرومية’’ أكد بعد توقيفه بالشلف أنه تلقى أمرا بتصفية الشاب حسني «إضربه في حنجرته الذهبية».. ليصمت شذى عندليب الجزائر
مرت 19 سنة على اغتيال عندليب الجزائر وأمير أغنية الراي الأكثر شعبية في الجزائر، الشاب حسني، الذي اغتالته كتيبة «الأهوال» التابعة حينها لما يسمى بالجماعة الإسلامية المسلحة في 29 سبتمبر من عام 1994، ولا تزال أشرطته تسجل أعلى المبيعات في بورصة الغناء الجزائري.
حينها سار الآلاف في جنازة الشاب حسني من تاء تمنراست إلى تاء تلمسان غربا ومن تاء تيزي وزو وسطا إلى تاء تانزروفت لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الشاب حسني، الذي اعتر بمثابة أحد وجوه المقاومة في وجه الآلة الإرهابية الأصولية التي كانت تعصف بالجزائر، إلى درجة أن أمير الجماعة الإسلامية المسلحة أمر في تلك الفترة بتصفية عدد من المطربين، فكان أن استهدفت الشاب حسني، ثم الشاب عزيز، في حين نجا الكثير منهم من الموت بعد لجوئهم إلى فرنسا، حيث نشطوا حملات تضامن مع الجزائر من خلال تعبئة الرأي العام الدولي حول حقيقة الأوضاع في الجزائر ودعم المواطنين لمقاومة الإرهاب.
وتنفرد المحور اليومي بنشر تفاصيل عن فاجعة اغتيال مغني الراي الأكثر شعبية في الجزائر الشاب حسني، الذي اغتالته الجماعة الإسلامية المسلحة، في 29 سبتمبر العام 1994 وفي منتصف النهار، ووضعت أيدي الغدر حدّا لحياة أحّب مغني راي في الجزائر، الذي كان آنذاك في أوجّ شهرته، وقد أوكلت المهمة القذرة لاغتيال الفقيد حسني لإرهابي أمي يطلق عليه اسم ‘’ولد الرومية’’ كون والدته فرنسية الجنسية، وهو ما تؤكده ملامحه الأوروبية، إلى درجة أن المرحوم حسني ظنه أحد المعجبين به حينما كان بالقرب من مقر دار التسجيل التابعة لديسكو مغرب.فبمجرد اقترابه منه وضع الشاب حسني يده على كتف ولد الرومية، لكنه لم يكن يدري أن ذلك سيكون آخر يوم في حياته، إذ أخرج هذا الإرهابي بندقية صيد مقصورة أو ما يسمى لدى عامة الناس بـ ‘’المحشوشة’’ ليطلق عليه النار ويرديه قتيلا، ثم يفر الإرهابي ولد الرومية رفقة إثنان من مساعديه على متن سيارة من نوع ‘’رينو’’25، وقد طلب حسني النجدة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهو ما فعله الكثير من الناس الذين حضروا الجريمة الشنعاء، التي راح ضحيتها أحب المطربين على الإطلاق للآلاف من الشباب، مطرب ينقل يوميا معاناتهم وآلامهم•
مع مرور الشهور ألقت مصالح الأمن القبض على الإرهابي ولد الرومية، وكان ذلك بولاية الشلف، التي كان ينشط بها رفقة كتيبة «الأهوال» التي انضوت تحت لواء حماة الدعوة السلفية التي أعلنت في السابق انضمامها للجماعة الإسلامية المسلحة، التي كان يتزعمها جمال زيتوني، وقد ألقي القبض على ولد الرومية بمقهى بالشلف، حيث كان متنكرا في لباس يوحي بأنه شاب عادي، وقد اعترف ابن الرومية أنه طُلب منه أن يضرب الشاب حسني في حنجرته، مؤكدا أثناء التحقيق معه أنه كان يعلم بشعبية الشاب حسني، لكن الأوامر الصادرة عن قيادة التنظيم الإرهابي أمرت بتصفيته كونه يساهم ‘’في انحراف الشباب••ويعطل مشروعهم».
وأكد ولد الرومية أن هذه الحادثة زادت من تعلق الجماهير بالمغدور الذي كانت بدايته كأحد نجوم كرة القدم، مارسها بإحدى الجمعيات بمدينة وهران المنتمية للقسم الثاني والجمعية الأولى بالمدينة، ثم اعتزل حلمه ليصبح فنانا بل ملكا للأغنية الرومانسية، لقب كذلك بعندليب الراي الجزائري، انضم بعدها لإحدى الفرق الكورالية وشارك في حفلات الزفاف والسهرات المنظمة بمدينة وهران، وذاع صيته خاصة بأدائه لأغاني التراث الجزائري كأغنية ‘’ذاك المرسم عيدلّي ما كان، فيك أنا والريم تلاقينا’’ المعروفة والمحفوظة لدى أغلب الجزائريين، إذ أداها قبله كل من الزهوانية الشاب نصرو، الشاب خالد والشاب مامي وبلاوي الهواري وهوراي بن شنات وغيرهم.
http://www.info-algerie.com/lire-elmihwar-132.html