المخابرات العامة الفلسطينية تتمكن من تحرير رهائن فلسطينيين من قطاع غزة في بوركينا فاسو نفذ جهاز المخابرات العامة الفلسطينية عملية استخبارية ميدانية وتمكن قبيل منتصف ليلة الاثنين 6/11/2006 من تحرير ثلاثة رجال أعمال من أبناء قطاع غزة تم اختطافهم فجر يوم الاربعاء 31/10/2006 في العاصمة البوركينية ( واغا دوغو ) على أيدي احدى عصابات الاجرام الدولية .
وكشفت مصادر مطلعة لدنيا الوطن عن تفاصيل تفاصيل العملية فقالت:في صباح الاربعاء 31/10/2006، وردت لمقر العام للمخابرات العامة معلومات متقاطعة من مصادرها السرية في الخارج تفيد بتعرض ثلاثة مواطنين فلسطينيين لعملية اختطاف في العاصمة البوركينية ( واغا دوغو )
وفور تسلم المعلومات قامت قيادة المخابرات العامة الفلسطينية بتشكيل خلية أزمة وصدر الاوامر بالتحرك الفوري للعمل على تحرير الرهائن الفلسطينيين وانقاذ أرواحهم بأي ثمن ، وأرسلت التعليمات لجميع ضباط الامن الخارجي في المخابرات العامة الفلسطينية لتركيز العمل بهدف الحصول على معلومات حول هوية الخاطفيين وأماكن تواجدهم .
واضافت المصادر:في اليوم الاول كان من الصعب جدا الحصول على أية معلومات عملياتية ذات قيمة تمكن من تحديد هوية الخاطفين خاصة أنه لا توجد في العاصمة ( واغا دوغو ) سفارة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وعلى وجه السرعة تم ارسال فريق من الجنود المجهولين المخابرات العامة الفلسطينية العاملين في الخارج الى بوركينا فاسو وبعض الدول الافريقية المجاورة للعمل عن كثب . وقد تمكن هذا الفريق في اليوم الثالث للعملية من خلق قناة للاتصال مع الخاطفين بهدف التفاوض .
طلب الخاطفين مبلغ مالي ضخم كفدية لاطلاق سراح المواطنيين الفلسطينيين الثلاثة ، وأعطوا مهلة أقصاها يوم الثلاثاء 7/11/2006 والا سيقوموا بقتلهم .
عمل ضباط المخابرات العامة بدون انقطاع ، وكان الوقت يمضي وحالة القلق تزداد في المقر العام للمخابرات العامة الذي كان مشرفا على العملية على مدار الساعة ، وفي يوم السبت 4/11/2006 ، بعد عملية جمع معلومات معقدة تمكن ضباط المخابرات العامة المتواجدين في الميدان من تحديد منطقة تواجد الرهائن الفلسطينيين وخاطفيهم في مربع تبلغ مساحته 3 كم . وهو عبارة عن منطقة سكنية مزدحمة وشبيه الى حد كبير بمعسكر . وكان من الصب جدا الوصول الى مكان تواجد الرهائن .
وبالتعاون مع أجهز الامن المحلية في بوركينا فاسو تم اغلاق المنطقة بالكامل وبدأت الشرطة بحملة تفتيش واسعة على أمل الوصول للمكان وتحرير المحتجزين الا أن الوضع أصبح يزداد خطورة مع انقضاء الوقت . وكان لا بد من استخدام وسيلة أكثر فعالية للوصول للهدف بدقة . لذلك قامت المخابرات العامة الفلسطينية بالاستعانة بجهاز الاستخبارات الفرنسية الصديق وتم التنسيق بين جهاز المخابرات العامة الفلسطينية والاستخبارات الفرنسية في محاولة لرصد الاتصال من قبل الخاطفين مع فريق المخابرات العامة الفلسطينية المتواجد في الميدان للتفاوض على مبلغ الفدية .
ويوم الاثنين 6/11/2006 ، اتصل الخاطفين مع فريق المخابرات الفلسطينية لتحديد آلية تسليم مبلغ الفدية ، وهنا أدار ضباط المخابرات الفلسطينية المحادثة بذكاء في محاولة لاطالة مدة الاتصال ، وأكدوا للخاطفين أنهم سيدفعون الفدية لكنهم بحاجة الى يومين لتأمين المبلغ ، وطلبوا من الخاطفين الاتصال بعد نصف ساعة للرد عليهم .
في هذه الاثناء كان أحد أقمار التجسس الفرنسية يرصد الاتصال في محاولة لتحديد المكان بدقة ، وبعد نصف ساعة اجري اتصال آخر من قبل الخاطفين تم من خلاله تحديد المكان بدقة ، وقد أطال فريق المخابرات المحادثة لاكثر من عشرين دقيقة كانت كافية لمداهمة المنزل من قبل قوات الشرطة البوركينية التي تعاونت بشكل كبير في هذه القضية .
تم تحرير المواطنين الفلسطينيين الثلاثة وهم يتمتعون بصحة جيدة جدا وغادروا مع فريق المخابرات العامة الى احدى الدول الافريقية المجاورة .
يذكر أن سفير دولة فلسطين لدى جمهورية مالي السيد أحمد عبد الرحيم ( أبو رباح ) قام بدور مشرف وشارك بفعالية في عملية تحرير المواطنيين الفلسطينيين الثلاثة وكان له دور أساسي للاتصال وتحريك أجهزة الامن البوركينية على أعلى المستويات وعلى مدار الساعة .
المصدر http://www.alwatanvoice.com/arabic/content/print/62216.html