هسبريس - الأناضول
السبت 28 شتنبر 2013 - 15:30
حذر عزمي بشارة، مدير المركز العربي للأبحاث ودارسة السياسات بالدوحة، من أن ما وصفها بـ"الانقسامات" داخل بعض المجتمعات العربية بعد ثورات الربيع العربي ما بين "متدين" و"علماني"، أو "نحن وهم"، ستقود إلى "شرخ مجتمعي" بدلا من "التعددية السياسية".
وفي كلمته أمام الدورة السنوية الثانية لمؤتمر "الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي" الذي انطلقت أعماله اليوم في العاصمة القطرية الدوحة، حذّر بشارة من أن هذا التقسيم يجعل العلاقات داخل المجتمع قائمة على "التحريض ونشر الشائعات والآراء المسبقة بدلا من النقاش والحوار".
وطالب بضرورة إعادة النظر في الموروث الثقافي العربي الخاص بمفهوم المواطنة، مشيرا إلى أنه رغم التحولات الاجتماعية والديمقراطية الكبرى التي حملتها الأعوام الأخيرة، إلا أنها حملت أيضا نوعا من تعبئة الناس ضد "الخصم"؛ لإفشاله، أو الاكتفاء بمعارضته سياسيا.
وضرب مثالا على ذلك بأن الأحزاب المتنافسة وأواسط واسعة من النخب السياسية والإعلامية في خضم الصراع خلال مرحلة التحول "بتجهيل الناس بدلا من تنويرهم، وخاطبت غرائزهم بلا من عقولهم، ولم تتورع عن استخدام الكذب البواح إذا لزم الأمر لتجنيد الناس ضد التحول الديمقراطي".
من ناحية أخرى أشار بشارة إلى الأوضاع في مصر قائلا إن أسوأ الاحتمالات دوام ما وصفه بـ "الحكم العسكري"، ومحاولة قوى "الثورة المضادة" في دول هبت عليها رياح "الربيع العربي" استنساخ التجربة المصرية، واعتبر أن هناك "دين جديد وهو عبادة الجيش".
ومؤتمر "الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي"، الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (مؤسسة بحثية مستقلة بالدوحة)، لمدة يومين، يناقش التحولات الاجتماعية والسياسية ما بعد الربيع العربي، وخاصة ما يتعلق بالأسئلة التي ثارت حول مفاهيم الدولة والأمة والمواطنة، في حضور حشد كبير من الباحثين والمفكرين الإسلاميين.