كشف النائب المصري الدكتور جمال زهران في استجواب قدمه لمجلس الشعب "البرلمان" خلال الاسبوع الماضي عن انتحار 12 ألف شاب في مصر بسبب البطالة خلال 4 سنوات فقط.
وأكد النائب في استجوابه الذي تقدم به ضد د. أحمد نظيف رئيس الوزراء ووزراء التجارة والصناعة والقوي العاملة والاستثمار والتنمية الإدارية، أن عام 2005 شهد 1160 حالة انتحار وارتفع عدد الحالات إلي 2355 في 2006، ثم واصل ارتفاعه إلي 3700 حالة في 7002، فيما تضاعف عدد المنتحرين في 2008 لتصبح المحصلة النهائية 12 ألف حالة انتحار غالبيتها بين الشباب بسبب غياب الوظائف- حسب الاستجواب.
وحسب جريدة "البديل" المصرية المستقلة، اتهم زهران الحكومة المصرية بالتلاعب في أرقام ونسب العاطلين عن العمل في مصر لتغطي علي فشلها.
وقال النائب إن "الأرقام التي تعلنها الحكومة في بياناتها المختلفة تصر علي أن نسبة العاطلين لا تتجاوز 9% بينما يكشف الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء عن نسبة 12%، وكشف صندوق النقد الدولي عن ارتفاع النسبة إلي 18%، فيما أكد البنك الدولي أن النسبة 22%، فيما أشارت منظمة العمل العربية إلي أن النسبة 23% وتوقع النائب أن تكون النسبة نحو 30%.
وطالب زهران بسحب الثقة من الحكومة وإقالتها، وقال إن "هذا التلاعب في الأرقام يأتي في إطار محاولة من الحكومة للتغطية علي فشلها في حل أزمة البطالة".
أضاف: "الحكومة تعمل لصالح خريجي المدارس والجامعات الأجنبية الذين يحتكرون الوظائف المميزة".
في غضون ذلك، ذكر معهد بروكينجز الأمريكى إن زيادة أعداد الشباب فى مصر فى الآونة الأخيرة، تضع ضغوطاً متزايدة ليس فقط على النظام التعليمى، وإنما على سوق العمل والإسكان.
وأضاف المعهد في تقرير نشره بداية هذا الشهر ، أنه على الرغم من أن بعض الدول مثل مصر والمغرب والجزائر، حققت فى السنوات الأخيرة انخفاضاً فى معدل البطالة، فإن نسبة البطالة بين الشباب مازالت أعلى من نسبتها بين البالغين.
وأشار المعهد - فى التقرير الذى نشر تحت عنوان "الشرق الأوسط فى أعقاب عصر ازدهار النفط" - إلى أن معدلات البطالة بين الشباب فى مصر انخفضت عام 2006 إلى 16.9% مقارنة بـ 25.6% عام 1998، وقال "على الرغم من هذا التراجع فإن معدلات البطالة بها مازالت أعلى" من النسب العالمية البالغة 8.3%.
واوضح التقرير، إن البطالة تتركز بين الشباب المتعلم، مشيراً إلى أن 95% من بين 1.6 مليون شاب مصرى عاطل، أنهوا المرحلة الثانوية أو حصلوا على مؤهلات عليا، وقال: إن متوسط مدة البطالة بلغ عامين ونصفاً فى مصر، و3 سنوات فى إيران والمغرب.
وأشار إلى أن القادة العرب عبروا عن مخاوفهم إزاء تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على مواطنيهم، خاصة الشباب، وقال على الولايات المتحدة أن تلتفت إلى هذه النداءات العربية، وتعمل على دعم خطة جديدة للتنمية الاقتصادية.
كان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء أعلن في شهر ديسمبر الماضي عن تراجع معدلات البطالة وفقا لنتائج بحث القوي العاملة خلال الربع الثالث من العام المالي الحالي إلى 8.6 % من قوة العمل مقارنة بنسبة 8.9 % عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وصرح اللواء ابو بكر الجندي رئيس الجهاز بأن قوة العمل خلال تلك الفترة بلغت 24 مليون و807 ألف عامل بزيادة قدرها مليون و304 آلاف عامل عن نفس الفترة من عام 2007.
وقال الجندي أن معدلات الإعالة الاقتصادية شهدت خلال هذه الفترة ثباتا نسبيا حيث بلغ 2 مقارنة بـ2.1 في عام 2007 وكذلك بين الريف والحضر.
وأشار بيان الجهاز المركزي إلي أن اعداد المتعطلين بلغت نحو مليوني و 121 ألف متعطل بزيادة قدرها 26 ألف متعطل, وقد سجل حضر الوجه القبلي أعلي معدلات بطالة حيث بلغت 11.7 % تليها المحافظات الحضرية والتي بلغت 11.6 % وحضر الوجه البحري 10.6 %.