وبعد اسابيع قليلة نقلت من منصبى فى المخابرات الملكية وعينت كضابط فى فى سلاح الغواصات البريطانى . ولقد خسرنا 33%من ضباطنا ورجالنا وكنت انا من الذين قدر لهم ان يبقوا على قيد الحياة .

هذا ولم اكتشف مدى اهمية الصهيونية السياسية للذين يخططون للسيطرة على اقتصاديات العالم الا بعد فترة طويلة من الحرب وبعد ان بدات بفسى دراسة التاريخ المعاصر والاديان المقارنة والاحداث التالية تتكلم عن نفسها :

عندما اندلعت الحرب العالمية الاولى كان اسكويت رئيسا للوزراء وكان معاديا للصهيونية فقرر الممولون الدوليون ازاحة حكومة اسكويت واحلال حكومة ائتلافية محلها على ان يكون للويد جورج وونستون تشرشل عمل كبير فيها. وكان دافيد لويد جورج محاميا عن الحركة الصهيونية التى خططت لها ومولتها عائلة روتشيلد. اما ونستون تشرشل فكان مؤازرا للصهيونية السياسية منذ دخوله الى المعترك السياسى.

فى عام 1917 كان الممولون الدوليون يمدون فى نفس الوقت الحركتين البلشفية والنازية. وقد يبقى من غير المعقول ان يبقى المجلس النيالى البريطانى دون علم بما يجرى حوله خصوصا عندما وجدت الحكومة نفسها مضطرة  للتدخل لاخلاء سبيل تروتسكى ورفاقه الثوريين بعد ان القى القبض عليهم فى هاليفكس بينما كانوا فى طريقهم من نيويورك الى روسيا.

من المعروف تماما ان قوات الحلفاء كانت تعلم ان سقوط الامبراطورية الروسية سيؤدى الى انسحاب القوات الروسية من الحرب وان هذا العمل سيؤدى الى سحب القوات الالمانية من الجبهة الشرقية وارسالها لمساندة القوات الالمانية  فى الجبهة الغربية ومع هذه المعرفة الواضحة فان شيئا لم يحدث ليقف فى وجه مخططات الممولين الدوليين.

وقد شعرت الحكومة البريطانية بهذا الخطر بدليل ان القضية نوقشت داخل المجلس وقد تم الوصول الى قرار بارسال اللورد كاتشنز الى روسيا لاعادة تنظيم القوات الروسية وقد ابحلر اللورد كتشنز من سكابا فلو على السفينة الملكية هامبشير الا ان السفنة غلاقت فى الخامس من حزيران 1916 فى ظروف غامضة.  وفقد اللورد واكثر البحارة الذين لم ينج منهم الا اثنى عشر بحارا عادوا على طوافة،وقد اعلنت الحكومة عن غرق اسفينة الملكية هامبشير على يد القوات الالمانية بواسطة زوارق الطوربيد او الالغام ولكن هذه الكذبة الملفقة كشفها البحث فيما بعد. ولقد درست القضية بنفسى وبدقة وبرهنت بعد ان قرات كتاب "ملائكة الجحيم فى اعماق البحار"Hells Angels of The Deep  الذى نشر عام 1932 ان السفينة الملكية هامبشير لم تغرق بواسطة طوربيد العدو والغامه. فالسفينة لا بد قد غرقت بسبب الاهمال من قائدها او بسبب اعمال تخريبية جرت من داخلها لانى اقتنعت ان السفينىة اصطدمت بصخور شمالى شول العريضة وغرقت من جراء الاصطدام. ومن الصعب ان نصدق ان يكون هذا قد حدث بسبب اهمال قائدها المعروف بمهارته فلا بد ان يكون قد حدث نوع من التخريب للبوصلة لا سيما وان النوع الحديث للبصلة لم يكنواسع الانتشار آنذاك. ويؤكد استنتاجى ايضا الجنرال اريخ فون لودندروف (الذى شارك الجنرال لندمبرجغ قيادة القوات العسكرية الالمانية وكان رئيس التموين)فقد درس هو ايضا الظروف المحيطة بغرق هذه السفينة وموت اللورد كتشنز وهو يؤكد"ان غرق السفية الملكية هامبشير لم يكن عن طريق اى من زوارق الطوربيد او الالغام الالمانية". ويقول انه وصل الى استنتاج هو ان موت اللورد كتشنز (عمل من عند الله)لانه لو تمكن كتشنز من اعادة تنظيم القوات الروسية لوصل بها الى مستوى اعظم القوات  ولو استطاع "لتمكن البلاشفة من امتلاك اقوى الجيوش الضاربة التى عرفها العالم وبقوة كهذه كان يمكن للشيوعية اجتياح العالم باسره".

واريد ان اؤكد ان الممولين لم يكونوا ليتحملوا ان يروا الجيش الروسى قد  اعيد تنظيمه الا بعد ان تتم انتفاضة فينسفيك وتسقط حكومة كيرنيسكى الاقليمية . ولو استطاع اللورد كتشنز اعادة تنظيم القوات الروسية لكان من غير المحتمل ان يستطيع لينين وتروتسكى ان يفعلا ما فعلاه. ويسجل التاريخ ايضا ان تشرشل واللورد كتشنز اختلفا حول الخطة العسكرية بين 1914 و1916 فقد كان كيتشنز ضد فكرة تشرشل ارسال القوات البحرية الى الانتوارب Antwerp عام 1914 كما عارض خطة اتشرشل لاحتلال الدردنيل وقد برهنت الاحداث ان المغامرتين المذكورتين كانتا خطاين فادحين . وقد كان من الممكن ان تؤدى نتيجتها الى انهاء الحرب فى عام 1916 لو ان تشرشل انتظر حتى تستطيع كلا القوتين البحرية والبرية ان تنضم الى بعضهما البعض وتعملان معا ،لذلك كان اصرار تشرشل على احتلال الدردنيل واهمال نصائح كتشنز اشارة الى العدو بان هناك خططا مبيتة . وبعد الهجوم العشوائى الذى ارتكبه تشرشل اضطر الجيش الى المساندة وكانت قوات الحلفاء غير كافية من الناحية العددية كما انها لم تكن حسنة التدريب وتنقصها التجهيزات والمساعدات الطبية والامدادات. وفى المقابل كان للعدو جيش من الطراز الاول يقوده قادة عارفون بالاخطار المحيطة به وكان الجيش البريطانى فى امس الحاجة الى قوات حليفة بالاضافة الى القوات بحرية وهو الشئ الذى لم يكن حاضرا فى ذلك الوقت الذى امر به بالهجوم الاول وكتب لعملية الدردنيل الفشل منذ بدايتها.

وقد تبين لى انه كلما درسنا الاساليب التى تستعملها "القوى الخفية" فى القضايا الدولية كلما صار واضحا لدينا انهم يتوصلون الى جعل عمليات الاغتيال تبدو وكانها عملية انتحار او حادث ويصورون التخريب وكانه حادث سببه الاهمال او الخطا فى الحسابات ويبررون الاخطاء بالظروف خالقين لها كافة الاعذار.


اما بالنسبة لبريطانيا عام 1916 تجاه روسيا فان المبرر الوحيد لها هو ان الحكومة البريطانية كانت تعلم ان المساعدة المالية العسكرية ل تقدم من قبل امريكا حتى تسقط الحكومة الروسية ،وقد يبدو هذا التحليل سخيفا ولكن الحقائق التالية تؤكده.


بدات الثورة الروسية فى شباط 1917 وعزل القيصر فى الخامس من آذار من نفس العام . مباشرة بعد ذلك رفع يعقوب شيف . ه. شيف الشريك فى مؤسسة كوهن ـ فى نيويورك القيود المالية المعروضة على الحلفاء وامر ابنه مورتيمر بارسال برقية الى السير ارنست كاسل تقول :"بسبب الاعمال الاخيرة التى تقوم فى المانيا والتطورات فى روسيا لن نستمر فى حظر الاموال عن حكومات الحلفاء".


وفى الخامس من نيسان من نفس العام اعلنت الحكومة البريطانية عن ارسال ارثر جيمس بلفور وزير خارجيتها الى الولايات المتحدة للاتصال بممثلى المصارف الاميركية وابلاغهم رسميا بان الحكومة البريطانية ستتولى رسميا مشاريعهم المتعلقة بالصهيونية مقابل تعهدهم بادخال اميركا الى جانب الحلفاء. وهكذا دخلت اميركا الحرب وهبطت الكتائب الاميركية الاولى فى فرنسا فى السابع من حزيران 1917. وفى 18 تموز كتب اللورد روتشيلد الى السيد بلفور ما يلى :


عزيزى السيد بلفور 
اخيرا اصبح بامكانى ان ارسل لك الصيغة التى طلبتها ،فاذا تلقيت ردا ايجابيا من حكومة صاحب الجلالة ومنكم شخصيا ساقوم بابلاغ ذلك الى "الاتحاد الصهيونى"فى اجتماع خاص سوف يدعى اليه لذلك الغرض خصيصا. 


وجاء فى النسخة الاولية للنص ما يلى :
1-تقبل حكومة صاحب الجلالة بمبدا وجوب اعادة تاسيس فلسطين كوطن قومى لليهود-قال فى الهامش :نلاحظ ان الوثيقة اتخذت اسم فلسطين وليس اسرائيل ا.ه 
2-سوف تبذل حكومة صاحب الجلالة كل طاقتها لتامين الوصول الى ذلك الهدف وسوف نتناقش فيما يتعلق بالطرق والوسائل التى يتطلبها تحقيق هذا الهدف مع المنظمة الصهيونية-فى الهامش :استشهد بهذه الرسالة السيد ستروكس فى البرلمان البريطانى فى 11 كانون الاول 1947 خلال مناقشة قضية فلسطين ا.ه

وهكذا خضعت الحكومة البريطانية ممثلة بالمستر بلفور دون قيد او شرط للشروط التى وضعها اللورد روتشيلد وزملاؤه،زعماء المنظمة الصهيونية. ويتبين لنا ارتباط هذه الحكومة بهؤلاء من قبولها لطلباتهم الاخرى ولا سيما تعين اللورد ريدينغ Reading رئيسا للبعثة الاقتصادية البريطانية فى الولايات المتحدة فى حين ان اللورد ريدينغ هذا ليس سوى السير روفوس اسحاق الذى اقترن اسمه بفضيحة فاركونى الشهيرة. وقد تبنى اقناع الحكومة البريطانية بهذا المنصب الحساس ،اللورد روتشيلد ذاته وزملاؤه من الزعماء الصهيونيين السير هربرت صموئيل (الذى اصبح فيما بعد اول مندوب سام لبريطانيا فى فلسطين )والسير الفرد موند (الذى منح ايضا لقب لورد فيما بعد).




يتبع...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
www.waqfeya.com/book.php?bid=6114‏

http://www.mediafire.com/?adnqityvkku6vlm

دافيد لويد جورج











ونستون تشرشل











اسكويت







كتشنز







بلفور

بلفور