أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.

أمة تتآمر على نفسها

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
الدخول
فقدت كلمة المرور
القوانين
البحث فى المنتدى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

 أمة تتآمر على نفسها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد*

عريـــف أول
عريـــف أول



الـبلد : أمة تتآمر على نفسها 01210
التسجيل : 28/12/2008
عدد المساهمات : 113
معدل النشاط : 18
التقييم : -1
الدبـــابة : أمة تتآمر على نفسها Unknow11
الطـــائرة : أمة تتآمر على نفسها Unknow11
المروحية : أمة تتآمر على نفسها Unknow11

أمة تتآمر على نفسها Empty10

أمة تتآمر على نفسها Empty

مُساهمةموضوع: أمة تتآمر على نفسها   أمة تتآمر على نفسها Icon_m10الأحد 15 فبراير 2009 - 14:55

أمة تتآمر على نفسها

الجزء الأول

الحمد لله القائل في محكم التنزيل: {... إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ (11) }الرعد .



والقائل:{ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)} يوسف .



ويقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ( إن النصر مع الصبر, وإن الفرجَ مع الكربِ, وإن مع العسر يسرا ) .



إخوتي في الله وأحبتي: أن تـُهزم أمة من الأمم في معركة, أو جولة سياسية, فهذا أمر طبيعي, وهو من سنن الله في خلقه. فالأيام دُولٌ بين الناس, يوم لك ويوم عليك, تـُساء يوماً, وتـُسر يوماً .



الإخوة الأفاضل: أن تختفي دولة أو حضارة لتحل مكانها أخرى فهذا أيضا أمر طبيعي كذلك . فالموت والفناء بحق الدول كما هو بحق الأفراد سواءٌ بسواء. ولكن الأمر الذي لا يقبله عقل, ولا ترضى به الفطرة هو أن تتآمر أمة على نفسها, وأن تحاول طمس حضارتها, فترضى لنفسها ما يخططه لها الأعداء, وتلقي بنفسها في مهاوي الردى! حين تلقيها بأحضان قاتليها, وهي متأكدة مقرة ! لا, بل وتحمل معهم معول الهدم, لتهدم ما بنته من بنيان شامخ, ومجد صارخ, وتطعن نفسها بسيف أعدائها, وهي ترى الدماء تقطر من كافة أنحاء جسدها المُثخن بالجراح, نعم تحمل السيف والقلم لتضرب نفسها بنفسها! فتقطـِّع أجزاء من جسدها بيد؛ وتدافع عن المؤامرة باليد الأخرى. أمة تقبل بهذا كله لا أظنها إلاَّ أمة ... متآمرة على نفسها !



أيها الإخوة العقلاء: إن الأمة الإسلامية ومنذ مائة عام ويزيد, قبلت بغالبيتها ما لم تقبله أمة من الأمم الواعية على مدى التاريخ حين قبلت بالهزيمة, ليس ذلك وحسب بل كانت جزء مما خطط لها عدوها اللدود, فقد غشيها ومنذ مطلع القرن الماضي مؤامرة استعمارية حاقدة على الإسلام والمسلمين, تزعمتها بريطانيا الماكرة وفرنسا الحاقدة واليهود الملاعين, فوجدوا لهم أعواناً وأنصارا وحلفاء من هذه الأمة ممن زعموا أنهم رعاة الحمى والحفاظ الأمناء للأمة ومصالحها, وما هم إلا خـُوانٌ متآمرون, فانطلت الحيلة عليهم, قاتلوا معهم, وأيدوهم وأثنوا على صنيعهم المتمثل بهدم دولة المسلمين, وتقسيم بلادهم إلى دويلات هزيلة غير قادرة على تأمين أدنى مقومات الحياة الكريمة لرعاياها, وبعضها حتى اليوم لم يُبتَّ في حدودها النهائية؛ لتظل صراعاتها مشتعلة كلما دعت الحاجة إلى ذلك . أمة تقبل بهذا كله لا أظنها إلاَّ أمة ... متآمرة على نفسها !



أيها المؤمنون: إن هذا الأمر ليس تاريخا ولـَّى؛ أو زماناً مضى؛ ولا سيرة تسرد للذكرى المجردة .



ولا نستطيع أن نقول أن الأمة قد تعافت من مصيبتها, وألقت بالمتآمرين بعيدا عنها, وعن كيانها, بل هو واقع لا يزال ماثلا أمام أعيننا, بأشكال مختلفة, وألوان متجددة.

وأمتنا اليوم تحمل الحربة الموجهة إلى نفسها؛ والموجهة إلى صدور أبنائها, وحضارتها وثقافتها, وقِيَمها وثرواتها. فبالأمس كان المندوب السامي, واليوم الحاكم المدني . كان استعمارا وأصبح احتلالاً, وكانت جيوشاً عربية يقودها لورانس, واليوم يقودها الكفار الأوغاد أو عملاؤهم القاعدون على كراسي الحكم . أمة تقبل بهذا كله لا أظنها إلاَّ أمة ... متآمرة على نفسها !

أمة قبلت أن يُنحى دينها جانباً, وأن تحكم بالطاغوت, وأن تكون سياستها, واقتصادها, وتعليمها, وأمنها, بعيداً عن الإسلام, وأصبحت غريبة عن قيمها, غربية ثقافتها, تستقي أفكارها من الغرب تارة, ومن الشرق تارة أخرى. ولم يبق لها من دينها في واقع الحياة إلاَّ ما يتعلق ببعض ٍمن عبادات, وأحوال شخصية . أمة تقبل بهذا كله لا أظنها إلاَّ أمة ... متآمرة على نفسها !



وها همُ اليوم يطاردونها لينزعوا عنها الحجاب, ففي كل يوم يبحث الباطل عن مبررات جديدة للإنقضاض على أحكام الإسلام وتشويهها, ومطاردة أصحابها, وينعق الناعقون من أبناء الأمة بهذه الدعاوى فيدافعون عنها, ويحملون الناس على الأخذ بها ترغيبا وترهيبا .

فأمة تخلت عن شرع ربها ... تقبل بهذا كله لا أظنها إلاَّ أمة ... متآمرة على نفسها !



أمة نامت قرناً من الزمان على احتلال يهود لأرض فلسطين, وتشريد أبنائها, وذبحهم في كل يوم كالشياه, وكأن دماءهم أرخص من الرصاصات التي تطلق عليهم؛ وقد أراها الله بأمِّ أعينها آياتٍ ساطعاتٍ, وبراهين قاطعاتٍ, في غزة اليوم, وقبلها في جنين, وقبل هذا كله في دير ياسين, أراها خيانة حكامهم ونذالتهم وخذلانهم عن نصرة إخوانهم في كل موقع, وفي كل مصيبة, وفي كل آن ٍوفي كل حين! في فلسطين والعراق وأفغانستان والسودان والبلقان وبلاد الأفغان وغيرها الكثير الكثير! أمة تقبل بهذا كله لا أظنها إلاَّ أمة... متآمرة على نفسها !

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد*

عريـــف أول
عريـــف أول



الـبلد : أمة تتآمر على نفسها 01210
التسجيل : 28/12/2008
عدد المساهمات : 113
معدل النشاط : 18
التقييم : -1
الدبـــابة : أمة تتآمر على نفسها Unknow11
الطـــائرة : أمة تتآمر على نفسها Unknow11
المروحية : أمة تتآمر على نفسها Unknow11

أمة تتآمر على نفسها Empty10

أمة تتآمر على نفسها Empty

مُساهمةموضوع: رد: أمة تتآمر على نفسها   أمة تتآمر على نفسها Icon_m10الأحد 15 فبراير 2009 - 14:57

الجزء الثاني


أمة تقبل باحتلال العراق وأفغانستان والسودان؛ بل وتشارك فيه؛ وتأخذ الغاصبين بالأحضان والقـُبل, وتستقبلهم بالولائم والابتسامات, وتسارع إلى مشاريع التطبيع بأنواعها الإقتصادية والأمنية وما يسمى بالثقافية والعلمية وعلى كافة الأصعدة, على الرغم من النزيف اليومي لدماء المسلمين المهراقة على الأرض, وفي كل مكان على أيدي هؤلاء الكفار المستعمرين, أمة تقبل بهذا كله لا أظنها إلاَّ أمة ... متآمرة على نفسها !

والأمة التي تقبل أن يقطـَّع جسدها إلى دويلات هزيلة تتناحر فيما بينها لأتفه الأسباب, وتحجم عن حماية أرواح أبنائها إذا اعتدى عليهم غاصب .

هذه الدويلات الهزيلة لم تحقق لشعوبها لقمة العيش الكريمة, فلا أمنٌ غذائيٌّ؛ ولا أمنٌ سياسيٌّ؛ ولا أمنٌ عسكريٌّ؛ هذه الدوديلات كلها تنتظر بلهفة القمح الأمريكي كلهفة جوعة الطفل الرضيع؛ حتى الدولُ الكبرى من بينها لا تستطيع أن تصمد أياماً معدودات دون المدِّ الأمريكي بلقمة العيش من حبة القمح؛ ولا تستطع أيٌّ منها حسم قضية داخلية سياسية واحدة لصالحها, دون تدخل الأجنبي الماكر.

دويدلات الضرار,لا وزن لها في السياسة الدولية حتى وهي مجتمعة في جامعتها العربية, أو مؤتمرها الإسلامي, أو قممها العربية, أو في اتحادها الخليجي؛ فدولة مثل غوانتمالا, أو تشيكا, أو بنما, أو لكسمبرغ, وحتى قبائل الزولو على سبيل المثال لا الحصر تملك من الكرامة السياسية أكثر من دويلات العرب والمسلمين مجتمعين!على الرغم من تعداد السكان الهائل, والثروات الضخمة, والموقع الجغرافي الهام الذي يُحسدون عليه . فأمة ملكت هذه الخيرات كلها وزيادة, ثمَّ مدت يدها لعدو الله وعدوها تتسول منه المال رشوة على الدين؛ أمة تقبل بهذا كله لا أظنها إلاَّ أمة ... متآمرة على نفسها !

والأمة التي تفتح أرضها لتكون قواعد عسكرية لأناس جاؤوا من أقصى الأرض لقتلها بقضهم وقضيضهم, فنزلوا أرضاً عربية وإسلامية على الرحب والسعة, ضيوفا كراما, لينطلقوا منها فيقتلوا ويروعوا, لا يرحمون شيخاً, ولا طفلاً, ولا امرأة, ينهبون خيرات الأمة, ويصرفون على جيوشهم من أموال المسلمين, إذن فالأمة تدفع أموالاً لقتل نفسها؛ أو ليست بهذا تتآمر؟!

فأمة تقبل بهذا كله لا أظنها إلاَّ أمة ... متآمرة على نفسها !

والأمة التي تفتح فضائياتها للفساد الأخلاقي, والفكري, والثقافي, هذه الفضائيات التي تدار من قِبل المؤسسات الرسمية في الدول العربية ودول العالم الإسلامي, وتغدق عليها الأموال الطائلة, في وقت يعيش فيه الملايين من أبنائنا لا يجدون الفتات ولا الرعاية الصحية, ولا العيش الهني الكريم .

وبهذا تكونُ الأمة قد تآمرت على قِيَمِـها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها . أمة تقبل بهذا كله لا أظنها إلاَّ أمة ... متآمرة على نفسها !

والأمة التي تقبل أن تنهب ثرواتها وتباع إلى أعدائها بثمن بخس, وتـُحرَم هي من الإنتفاع الحقيقي بهذه الثروات بمردوداتها, فيباع البترول بأسعار تقل كثيراً عن أسعار الكوكا كولا؛ مع أن عائداته تقدر بالمليارات من الدولارات؛ ولكن الشعوب لا ترى منها إلاَّ القليل القليل, وفي المقابل نرى أنهم يبيعوننا قطع الأسلحة القديمة, أو التي عفا عليها الزمن بملايين الدولارات؛ ومع هذا التبذير والإسراف في أموال المسلمين, فإننا نسأل وحُقَّ لنا أن نسأل ؟! أين عائدات البترول؟! والفوسفات, والمنغنيز, والنحاس, والغاز؟! والذهبِ, وغيرها, هل استفادت منها الأمة ؟! أم أننا اكتفينا بتشييد المباني الشاهقة, والشوارع الواسعة , والشواطىء المكيفة, وجبال الجليد الخاصة برياضة التزحلق, إن هذا كله لا يجعل منها أمة ناهضة, ولا يجعلها أمة يحسب لها حساب, في أي قضية من القضايا, فنحن لا زلنا نأكل مما لا نزرع, ونلبس مما لا نصنع, ولا يوجد لدينا اكتفاء ذاتي في أي سلعة من السلع الضرورية الأساسية الهامة للحياة ... سوى الهواء, وحتى الكماليات لا نصنعها وإن قامت بعض الدول بصناعتها فإنما يكون بإذن الشركة الأم عن طريق ـ العولمة !

فأمة هذا حالها ورضيت بهذا كله وزيادة ! أليست أمة متآمرة ! أمة تقبل بهذا كله لا أظنها إلاَّ أمة ... متآمرة على نفسها !

وأمة لا تفكر في البحث العلمي, ولا بالإنتاج العلمي, ولا بالتقدم التكنولوجي, ولا ترصد له من ميزانياتها إلاَّ كما يُرصد لدوائر الشؤون الإجتماعية, أو أقل من ذلك, أمة قبلت لنفسها إن تكون صفراً في المجال العلمي والتكنولوجي, حتى أصبحت عالة على الأمم, لا بل أصبحت رهينة للأمم الأخرى في جميع المجالات, فجامعاتنا لا تعدو عن كونها مدارس كبيرة, لا تقارن ولا بحال من الأحوال بالجامعات الغربية, لا من حيث الإنتاج ولا من حيث الغاية والهدف, فجامعاتنا تسير في حلقة مفرغة: تدريس بهدف التخريج, وبحوث مبعثرة بهدف الترقية, حتى أصبحت هذه الجامعات, ومراكز الأبحاث عالة على المجتمع تنتظر منه الصدقة, بدلاً من أن تنهض بالمجتمع وترتقي به, وكأن حالها مقصود, وأمَرُها دُبر بليل, لتبقى الشعوب العربية الإسلامية متخلفة ونائمة أو عالماً ثالثاً كما يقولون ويزعمون, أو دولاً نامية إلى أن يشاء الله, على الرغم من التوسع الهائل الذي حدث في التعليم الجامعي العربي والإسلامي, وعلى الرغم من الزيادة الكبيرة في عدد الجامعات والمعاهد وخريجيها, إلاَّ أن حال المؤسسات الأكاديمية لا يزال عاجزاً من حيث الأداء والنتيجة .

وكما يقول الأستاذ: جابر العلواني: أصبحت هذه المؤسسات بوصفها الحالي تشكل عقبة من خلال أهدافها ومناهج البحث العلمي فيها, وآليات الدراسة التي تحكم مسيرتها والموضوعات المختارة لعملها, إضافة إلى الإختراع والإبتكار وخدمة قضايا المجتمع, فإذا كان هذا الحال في منابر العلم والنور, ورضيت الأمة بهذا الحال وسكتت عنه, أمة تقبل بهذا كله لا أظنها إلاَّ أمة... متآمرة على نفسها !

والأمة التي يُسبُّ دينها وينالُ من نبيها مرات ومرات, ويستهزأ بأحكام دينها في تصريحات المسؤولين وفي الكتب والمجلات والصحف وأقلام الكـُتاب الحاقدين, وأصحاب الإعلام, والأفلام والمسرحيات المبرمجة لتشويه الحقائق, إضافة إلى المغالطات من قِبل ِالمستشرقين المُدلسين, ورجال الدين الحاقدين من بلاد الغرب والشرق, وقد أعانهم على بغيهم حكام ٌمأجورون, وعلماءٌ مُضلـِّلونَ مُعممون .

أمة يحرق أقصاها ويدنس فلا تثور من أقصاها إلى أقصاها, ثم لا تنهض بمجموعها للدفاع عن أقدس ما لديها, بل تظل في سبات عميق, وعندما تصحوا لحظة تشجب ! وتستنكر! وتعود لتنام هانئة وكأن الأمر لا يعنيها, في حين أن الدول الحيَّة تـُجيش الجيوش وتحارب حتى من يفكر أن يغزوها, فتغزوهم في عقر دارهم وتبرر زحفها بأنه انتقامٌ وثأرٌ لمواطن من مواطنيها, أو مصلحة من مصالحها حتى لو لم تكن حيوية.

أمة يدنس شرفها وتسكت ولا تغضب ! أمة تقبل بهذا كله لا أظنها إلاَّ أمة ... متآمرة على نفسها !

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد*

عريـــف أول
عريـــف أول



الـبلد : أمة تتآمر على نفسها 01210
التسجيل : 28/12/2008
عدد المساهمات : 113
معدل النشاط : 18
التقييم : -1
الدبـــابة : أمة تتآمر على نفسها Unknow11
الطـــائرة : أمة تتآمر على نفسها Unknow11
المروحية : أمة تتآمر على نفسها Unknow11

أمة تتآمر على نفسها Empty10

أمة تتآمر على نفسها Empty

مُساهمةموضوع: رد: أمة تتآمر على نفسها   أمة تتآمر على نفسها Icon_m10الأحد 15 فبراير 2009 - 15:04

الجزء الثالث والأخير

والأمة التي لا تفكر في أن تكون خير أمة أخرجت للناس كما وصفها خالقها, وتقبل أن تكون مُهانة وذليلة لقرن من الزمان ولا يبدو على ملامحها بشكل عام, العمل الجاد لتغيير هذا الحال! ولا تعمل ولا تتلبس بعمل لإنقاذ نفسها من مهالك الدنيا, وعقوبة الآخرة, مع الأمل المتجدد والمتمثل في ثلة قالوا ربنا الله, لم يقبلوا حكم الطاغوت, ولديهم أمل

بأن يكون لدينهم جولة في يوم من الأيام مهما طال ليل الباطل واشتدَّ جبروته.
أمة تقوم بهذا كله ! فماذا بالله عليكم سيصفها التاريخ يا ترى بعد حين؟ سوى أنها صفحات سوداء مريرة مرَّت بليل بهيم, وسحابة صيف عصفت بأمة التوحيد وانقشعت. أمة تقبل بهذا كله لا أظنها إلاَّ أمة ... متآمرة على نفسها !

وقد يقول قائل: إن في هذا الحديث ظلماً للأمة ؟! فمن يقوم أو يقبله ليست الأمة بل جزء منها وهم الحكام, وليست الأمة بمجموعها! فكيف تتهم الأمة بجرم لم ترتكبه ؟! وكيف يمكن أن نتنكر لتضحيات الأمة ؟!

والجواب على هذا: ان من يقوم بهذا ويقبل به ليس الحكام بمفردهم, وإنما جيوشهم, ومخابراتهم, واستخباراتهم,ومجالس نوَّابهم, والمجالس المحلية, ومجالس الشعب, والوزارات, وعلماء السلاطين, والكتـَّاب, والمضبوعون, بالثقافة الغربية المتسلقون المنتفعون وهم كثر, وكلهم من أبناء الأمة عرقاً ونسباً, من دمها ولحمها, ويتكلمون بلسانها, هؤلاء هم مَن تآمر على الأمة وقـَتلها حين قتل التضحيات التي غرست في نفوسها.

وصنفٌ آخر غلب عليه الإستسلام والإستكانة وآثر الصمت فلم يحرك ساكناً لمنع المؤامرة أو على الأقل لم يأخذ منها موقفاً عدائياً مبدئياً ! إلا من رحم ربي .

أما تضحيات الأمة فقليل هي التي كانت خالصة صائبة نقية طاهرة, على الرغم من أنها لم تتمكن حتى هذه الساعة من الوصول إلى هدفها المنشود لردع المؤامرة, والحفاظ على نقاء أحكام الشرع, وحماية الأمة من الأخطار التي تتهددها مِن قِبَل أعدائها .

أمة بهذه الصفات لا أظنها إلا وقد شاركت في المؤامرة التي دبرت لها, ولدينها وعقيدتها وشريان حياتها ! لا بل وتآمرت على نفسها حقاً, فيا ليتها تصحو من غفوتها, وتصحو من كبوتها, لتعيد لنفسها مجداً أعزها قرونا من الزمان. أمة تقبل بهذا كله لا أظنها إلاَّ أمة ... متآمرة على نفسها !

وللإنصاف فإننا لا نقول بأن الأمة بمجموعها متآمرة على نفسها ... لا يمكن أن يخطر هذا على بالنا ! لأن الأمة المحمدية هي الأمة الخيرية, ولن تخلوا أبدا من الخيرين, والخير فيها إلى يوم الدين .


أمة كانت مهابة الجانب, يحسب لها ألف حساب, مواطنها عزيزة, وكرامتها مصانة, وحقوقها محفوظة, وثرواتها تسخر لها لا لأعدائها! علماؤها مشاعل هدى, وجيشها يحمي ثغورها, وحكامها من جنسها, ودستورها منبثق من عقيدتها, فعاشوا سعداء, وماتوا شرفاء, وما بدلوا تبديلا .


ورُبَّ قائل يقول: ما هو طريق الخلاص لهذه الأمة مما هي فيه من ذل وهوان, وضنك واستكان, ومن تكالب الكفار على أحفاد خير الأنام ؟!.

نقول وبالله التوفيق: إن كثيراً من الناس لا يجهلون أنهم يعيشون إمرة السفهاء التي أعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منها كعب ابن عجرة يوم قال له: (يا كعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء، أمراء يكونون من بعدي لا يقتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، فمن دخل عليهم وصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردون على حوضي، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضي يا كعب بن عجرة الصوم جنة والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار والصلاة قربان أو قال برهان يا كعب بن عجرة، إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت النار أولى به يا كعب بن عجرة الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها وبائع نفسه فموبقها. )


أيها الناس: كان هذا التحذير من النبي النذير قبل أربعة عشرَ قرناً من الزمان, ولكننا اليوم بحاجة ماسَّة لتوعية الأمة أن طريق الخلاص الوحيد مما هم فيه لا يسمعونه عبر الفضائيات, ولا في الإذاعات, ولا يقرؤنه في الجرائد, ولا في المجلات, ولا يسمعونه في المحافل, ولا يذكره الخطباء على المنابر إلاَّ من رحم الله. رغم أن هذا الطريق الواضح قد دلنا عليه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم, إنه الخلافة على منهاج النبوة, وهو يعني الرجوع إلى ما كان عليه محمدٌ صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن اقتدى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين .

ومهما بحث المسلمون عن طريق للخلاص غيره, أو التخلص من هذا الذل بدون رجوع ٍإلى الخلافة على المنهاج الموعودين بها بإذن الله, فإنهم تائهون حائرون مستمرون في الجري وراء سراب, مُضللون بالأفكار التي زيَّنها لهم شياطين الإنس والجنِّ.

فإلى الطريق القويم ، والصراط المستقيم الذي أرشدكم إليه نبيكم صلى الله عليه وسلم ندعوكم أيها المسلمون, فلا تضيعوا جهودكم عبثاً, فهذا هو الطريق الوحيد والسبيل الرشيد .

وفقكم الله لما يرضيه عنكم ورزقكم تحقيق وعده على أيديكم بإذنه, إنه سميع مجيب عليم .
انتهى بفضل الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه :الداعي الى الله
20 من صـفر 1430
الموافق 2009/02/14م
[/right]
[/td][/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

أمة تتآمر على نفسها

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» هل ال SU-32 هي نفسها SU-34 ؟
» ليبيا تتحدث عن نفسها بالصور
» كيف ترى إسرائيل نفسها عام 2020
» الجزائر حمت نفسها من الأزمة المالية لكن الخطر قائم
» الأدلة تتكلم عن نفسها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقســـام الاداريـــة :: الأرشيف :: مواضيع عامة-
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة الموقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

Powered by Arab Army. Copyright © 2019