أفادت مصادر من قطاع الطاقة بأن مالي تقوم بمساعٍ حثيثة لضمان تثمين ثوراتها النفطية والغازية، خاصة في حقل تاوديني بالشمال الغربي للبلاد. وترغب السلطات المالية الجديدة في دعم جزائري لضمان إعادة بعث النشاط في المناطق الشمالية، مستفيدة من الخبرة التي تكتسبها الشركة الجزائرية وإن كانت قد واجهت منافسة مع عدة مجموعات دولية متخصصة.
ووضعت السلطة المالية الجديدة برئاسة إبراهيم أبوبكر كايتا إعادة بعث النشاط البترولي ضمن الأولويات في سياق دعم استقرار المناطق الشمالية ولكن أيضا تطوير قاعدة صناعية تضمن توفير موارد جديدة، وتعتبر الجزائر من خلال سوناطراك وفرعها ”سايبكس” من بين الفاعلين في هذا المجال.
واضطرت الشركة الجزائرية إلى تعليق نشاطاتها على خلفية أحداث تيڤنتورين بعين أمناس وتدهور الأوضاع الأمنية في شمال مالي، ما دفع كافة الشركات الدولية أيضا منها ”توتال” و«ايني” إلى توقيف النشاط مؤقتا.
وكانت سوناطراك ما بين 2007 و2012 قد كثفت نشاطاتها بالشراكة مع ”ايني” الإيطالية في محيط حقل تاوديني وكان مبرمجا حفر الآبار في غضون 2012، لكن العامل الأمني حال دون استمرار النشاطات في المنطقة، سواء من حيث الاستكشاف أو التنقيب، رغم دخول شركات كبيرة أوروبية وآسيوية في منافسة للاستكشاف بحقل تاوديني الذي يمتد على مساحة 1.5 مليون كلم مربع وتتقاسمه مالي والجزائر وموريتانيا بالخصوص.
وترغب باماكو في ضمان توظيف المؤشرات الأولية التي سبق أن كشفها جون فرانسوا أريغي دو كازانوفا، مدير منطقة شمال إفريقيا لمجموعة ”توتال” الفرنسية والتي أفادت بوجود احتياطات معتبرة للغاز في المنطقة، ما دفع الشركة الفرنسية إلى توسيع نطاق استكشافاتها بالاستعانة بالخبرة الصينية ودعم القطرية للبترول أيضا، فيما أقامت سوناطراك شراكة مع ايني في مجال الاستكشاف أيضا وتوسيعه نشاطاتها إلى دول الجوار مثل النيجر وموريتانيا أيضا في حقول ”كافرا” القريبة من الحدود بين النيجر والجزائر.
وباشرت سوناطراك، مع نهاية 2011 بالخصوص، إجراءات خاصة على مستوى الكتلة 20 و4 بحوض تاوديني للشروع في 2012 في عمليات حفر، بعد الاستفادة من ترخيص وزارة المعادن المالية يمتد إلى غاية 2013، إلا أن تدهور الأوضاع حال دون مواصلة نشاطات الشركة الجزائرية، إلا أن باماكو باشرت اتصالات لإعادة بعث نشاطات الشركة الجزائرية مجددا، علما أن الشراكة القائمة بين ”سايبكس” الفرع الدولي لسوناطراك و«ايني” الإيطالية قامت بالتخلي عن ثلاث كتل للاستكشاف هي 1 و9 وضمت الكتلة 2 و4 لضمان فعالية الحفر في أعقاب الانتهاء من كافة عمليات الاستكشاف.
وأشار نفس المصدر إلى أن سوناطراك استفادت من ترخيص وتمديد إضافي بسنتين بعد انقضاء مدة الترخيص الأول، وعليه يمكنها أن تعود إلى النشاط بسهولة في حال توفر كافة الترتيبات الضرورية لذلك، علما أن منطقة شمال مالي عرفت اهتماما كبيرا من قبل مجموعة كبيرة من الشركات منذ 2007، فإلى جانب ”توتال” و”ايني”، هناك شركات مثل ”وودسايد” و”دانا” الأمريكية و”أي بي جي” والشركة الصينية ”سي أن بي سي أي أم” و”ريبسول” الإسبانية والشركة المصرية ”فوكس أويل”.

الخبر