الإنتاج الحالي من النفط في الجزائر لا يعبر عن قدرات البلاد الحقيقية حسب كثير من الدراسات الأجنبية التي تأكد قدرة البلاد على أنتاج 1.5 مليون برميل من النفط يوميا في الخمسين سنة القادمة دون معوقات وحتى ولو لم يتم كشف احتياطات اضافية ،مع العلم أنه يوجد عدة مناطق شاسعة من الوطن لم يتم دراستها كالمناطق الحدودية الجنوبية التي تأكد وجود النفط بها من ناحية الطرف الأخر من الحدود و البحر المتوسط .
في الحقيقة الجزائر تعتبر دولة غازية لقدرتها الإحتياطية الحالية من الغاز الطبيعي و تأكدها عدة دراسات مما يسمح لها بالوصول الى 126 مليار متر مكعب سنويا عكس الإنتاج الحالي المقدر في متوسط 60 مليار متر مكعب سنويا ، فالجزائر بأعتمداها على العقود طويلة الأجل يمكنها من تحقيق مكاسب هامة من الغاز الطبيعي بأسعار بين 8-12 دولار للمتر المكعب عكس قطر التي تبيع بالإعتماد على أسواق "سبوت " فلا يتجاوزسعر غازها 4 دولارات للمتر المكعب .
كما تعتبر الجزائر رقم 2 في العالم بالإحتياط الغاز الصخري بعد الأرجنتين و رغم مايروج عن المعوقات التي تحول دون امكانية استغلال الغاز الصخري بشكل واسع و آمن و كلفة أقل في العالم فأن الجزائر بدأت في مشرو ع لدراسة هذا النوع من الغاز بالشراكة مع عدة شركات عالمية و لن يسبب استغلال الغاز الصخري مشاكل للجزائر لوجود أكبر 7 تجمعات للغاز الصخري في الصحراء من اليزي الى تندوف و ما لا يعلمه الكثير هو توفر الجزائر على احتياطات مائية كبيرة جدا كالكتلة المائية الباطنية المقدرة بـ 3 ترليونات متر مكعب شرق الصحراء الجزائري (حدود ليبيا تونس) بتجدد 1.4% سنويا أي 40 مليار متر مكعب .
كما أن الجزائر تعتبر رقم 2 في انتاج غاز الهليوم بعد الولايات المتحدة الأمريكية و ستصبح رقم 1 بعد شهر أو اثنين لتصويت الكونغرس الأمريكي لوقف الإنتاج الأمريكي لهذه المادة المرافقة لأنتاج الغاز الطبيعي خوفا من استنزاف المخزونات الأمريكية و يتوقع أن يرتفع سعر غاز الهيليوم في السوق بالضعف لتوقف أكبر مورد .
الثروات الباطنية موجودة وبوفرة تكفي لقرون قادمة و لا أساس لصحة ما يروج من أعداء الوطن المدعومين بلوبيات الشركات الكبرى للضغط على الجزائر لإقتناص عقود بأسعار مخفضة . يبقى على القيادة الجزائرية حسن التدبير و التسيير لتحقيق الأهداف المرجوة خاصة بوجود منافسة قوية على أسواق الغاز الطبيعي كروسيا و العملاق القادم أذربيجان بأفتتاح بئر "شاه دنيز 2 " المقرر تمويله للأسواق الأوروبية ب16 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في حدود 2022 .
كما أريد أن أشير الى اهتمام الجزائر مؤخرا بمفاعلات نووية روسية عائمة
(محمولة على سفن ) تمكن من توفير الطاقة و المياه العذبة لـ 200 ألف ساكن بكل سهولة .