الأقســـام العسكريـــة

بالصور تاريخ حرب المئة عام والملكة التي تم إحراقها بتهمة السحر وهي تردد المسيح William_Etty_-_Jeanne_dArc

حربُ الـ مئةِ عام ( 1337 - 1453 ) :

بدأت الحربُ تدقُ طبولها عندما نَصَّـبَ إدوارد الثالث - حاكمُ إنجلترا آنذاك - نفسه حاكماً على فرنسا عامَ 1337 .. لم يكن إدوارد الثالث راضياً عما يفعله فيليب السادس - ملك فرنسا - .. فهذا الأخير لم تكن عنده نيةُ إبقاءِ Guienne - وهي مقاطعة تقع في الجنوب الغربي من فرنسا - تحت الحكم الإنجليزي منذ أن أستولى عليها تشارلز الرابع ! لقد أراد فيليب أن يستأصل هذا السرطان حتى لا يمتد ويتغلل في جسد فرنسا ..
أما الشرارة التي بسببها اندلعت نارُ الحربِ كانت عامَ 1336 ، عندما قبض فيليب على التجار الإنجليز الذين كانوا يبيعون الصوف في Flanders - في الجهة المقابلة للقنال الإنجليزي - . جُـنَّ جنون إدوارد الثالث بعد هذه الحادثة وقرر أن يشن حرباً على الفرنسين ، سميت فيما بعد بـ Guerre de Cent Ans أو .. حربُ المئةِ عام !

بالصور تاريخ حرب المئة عام والملكة التي تم إحراقها بتهمة السحر وهي تردد المسيح Yearwar2

Joan of Arc :

وُلدت جان دارك ( Jehanne d'Arc أو Darc ) في السادس من يَـناير لعامِ 1412 ونشأت بين ربوع Domrémy circa - وهي قريةٌ صغيرةٌ تقع في عمق الريف الفرنسي - . ولدت هذه الفتاةً في عالمٍ أثخنته جراح الحرب وأرهقته سنوات الصراع المتواصلة مع الإنجليز ، والتي تجاوزت آنذاك السبعين سنة ! عندما بلغ عمرها سبعة عشر عاماً ، توجهت إلى تشارلز السابع - والذي كان كما يقال عنه ، ضعيفاً ولا يقوى على قيادة جيشه - وطلبت منه الإذن لتشارك في حرب التحرير .. فقبل تشارلز طلبها وسلمها قيادة أحدِ فيالق الجيش الفرنسي ! لم تشارك جان فعلياً في القتال ، ولكنها كانت تحمل الراية وتحرك الجيش .
توجهت جان دارك عامَ 1429 بالجيش الفرنسي إلى مدينة Orléans في معركة إذا سقطت فيها أورينيز .. ستسقط معها فرنسا كلها وتصبحَ في قبضة الإنجليزين ! واحتدم القتال بين الطرفين ، وسالت الدماء وأُسقِـط في يد الإنجليز فانسحبوا أمام هذه البسالة التي لم يعهدوها في الجيش الفرنسي والتي بثتها جان دارك في قلوبهم ، وهكذا انتصرت جان دارك في أولى معاركها وأنقذت مدينة أورينيز من السقوط !

مالذي دفع بفتاةٍ في مقتبلِ العمرِ أن ترمي بنفسها في ساحات القتال ؟! تقول جان دارك : عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري تقريباً ، بدأت تراودني رؤى .. أرى فيها القديس ميشيل يخبرني بأن أذهب لأحرر فرنسا ، وكان ما كان وأصبحت هذه الفتاة منقذة فرنسا وأملها في التخلص من الإنجليزين ! واصلت هذه الفتاة كفاحها واستعادت Jargeau و Meung-sur-Loire و Beaugency ثم جاء الدور على مدينة طروادة .. رابط الجيش الفرنسي المكون من 500 - 600 مجموعة على مشارف طروادة وبعثت برسالة تخبر شعب طروادة بأن يسلموا أنفسهم ومدينتهم إلى تشارلز الملك . تجاهلت طروادة هذه الرسالة مما دفع بجان أن تأمر الجيش بالمرابطة قرب المدينة فسيستولون على طروادة في غضون ثلاثةِ أيامٍ على الأكثر ، طوعاً .. أو رغم أنفِ طروادة ! نظمت جيوشها واستعدت للمعركة حتى إذا جاء صباح اليوم التالي رفعت طروادة العلم الأبيض معلنةً استسلامها ودون أي قتال ، وأكمل الجيش الفرنسي مسيرته حتى وصل إلى مشارف Chalons-sur-Marne والتي فتحت أبوابها للجيش الفرنسي !

بالصور تاريخ حرب المئة عام والملكة التي تم إحراقها بتهمة السحر وهي تردد المسيح 1429

تمت مراسيم تنصيب تشارلز ملكاً رسيماً على فرنسا ، ويومها ذرفت جان دارك الدموعَ وقالت للملك " أيها الملك النبيل ، لقد شاء الرب أن تتحرر أورينيز - أملُ فرنسا - وأن يجعلني أحيا لأشهد اليوم الذي أراك فيه ملكاً لفرنسا .. فأنت تستحق أن تحكمها وهي تفخر بحكمك ! " ..

كان الثامنُ من سبتمبر حين حاصرت جان دارك مدينة باريس وحاولت أن تقتحمها ، ولكنها أصيبت بسهمٍ في فخذها مما اضطرهم إلى حملها بعيداً ففشل الهجوم ، ولم يقوموا بأي هجماتٍ أخرى حينها ، حتى جاء فصل الشتاء وشن الجيش هجوماً صغيراً على Saint-Pierre-le-Moutier واستطاعوا الاستيلاء عليها في الرابع من نوفمبر .. وأعطاها تشارلز السابع مرتبة النبلاء هي وعائلتها ..

بعد هذا قام دوق الـ Burgundian بخيانة كل عهود السلام التي أقامها مع الفرنسين وقام بعدة هجماتٍ ناجحة كان آخرها أن قطع الإمدادات عن مدينة Compiegne وظل يحاصرها ! لم ترضى جان دارك بأن تسقط Compiegne التي أظهرت بسالةً نادرةً في الدفاع عن نفسها .. فأرسلت رسالة إلى الملك تشارلز تطلب منه النجدة ، ولكن بعض الخونة والحاقدين عليها قطعوا خط سير الرسالة وبهذا أُسقِط في يدها .. فقررت أن تبقى لكي تدافع عن المدينة ، وصلت ذاك اليوم وقالت للأطفال " ادعوا لي ، فقد تمت خيانتي " !

تمت مباغتة مجموعتها ومحاصرتها خارج المدينة وطلبوا منها الإستسلام لكنها أبت إلا أن تقاتل .. حتى أسقطها سهمٌ من حصانها ووقعت في الأسر .!.

الخاتمة :
وهكذا وجدت جان دارك نفسها أسيرةً للجيش الإنجليزي وهي ابنة الـ 19 عاماً .. كانت هناك محاولةٌ لإنقاذها من الأسرِ ولكنها باءت بالفشل وزُجت جان في معتقلٍ مظلم بمدينة Crotoy قبل أن يتم إحضارها إلى Rouen - مركز الحكومة الإنجليزية - . كان من المفروض أن يتم حبس جان دارك في سجن الكنيسة وأن تتم حراستها من قبل الراهبات هناك .. لكن تم حبسها في سجنٍ عام وقام رجالٌ على حراستها
قامت بعد ذلك سلسلةٌ من الجلسات لمحاكمتها .. والغريب أنه لم يكن هناك شهود سوى المتهمة نفسها - جان دارك - فحاولوا الإيقاع بها وجعلها تتفوه بأخطاءٍ تُحسب ضدها .. طالبت المتهمة ببعض حقوقها لكن تم تجاهل طلبها !
وفي النهاية .. تمت التهمة عليها بسبب الراية المميزة التي كانت تحملها أثناء المعارك ،
وتم الحكم عليها بالإعدام .!.

يوم الإعدام .. تُـليت عليها موعظة من قبل رجال الكنيسة ، استمعت لها بهدوء لكنها انهارت باكية وأخبرتهم أنها قد سامحتهم على فعلتهم وطلبت منهم الدعاء لها .. يقال إن عدداً من القضاء وبعض الحاضرين بكوا بصمت وأحسوا بغصة فلم يتفوهوا بكلمةٍ واحدة في حين شعر البعض الآخر بنفاد صبر وطالب بتعجيل الحكم !

بالصور تاريخ حرب المئة عام والملكة التي تم إحراقها بتهمة السحر وهي تردد المسيح Joan-old