الكعبة تغتسل‏..‏ بـ عطر قمصر





منذ تكفلت مصر بكسوة الكعبة التي كانت ترسل إليها علي ظهور الجمال حيث كان الظاهر بيبرس هو أول حاكم مصري سعي في كسوة الكعبة المشرفة
 

بعد انقضاء دولة العباسيين وكان المحمل من مظاهر الاحتفال بموسم الحج لنقل الكسوة الشريفة لمكة المكرمة حيث كانت تصنع وتطرز في مصر وكان أول من أجري هذه المراسم الملكة شجرة الدر ومن بعدها أصبح الأمراء المسلمون يرسلون الكسوة في كل موسم حج وكان المحمل يزين باللآلئ والجواهر والذهب وهو إطار خشبي مربع فوقه هرم يكسوه نسيج حريري أسود مطرز بزخارف من الذهب ونقوش مكتوبة في بعض الأجزاء علي أرضية الحرير الأخضر أو الأحمر وحوافه من الحرير ومثبت في أركان وقمة الهرم كرات من الفضة وفي مواجهة السقف الهرمي منظر للكعبة مطرز بالذهب وفي المحمل إناءان من الفضة يوضع فيهما مصحفان أحدهما مكتوب في قرطاس وملفوف والثاني كتاب مجلد وكان المحمل يوضع علي ظهر جمل رشيق متناسق الأعضاء له قوائم طويلة وكان هذا الجمل يعفي من القيام بأي عمل بعد عودته من الأقطار الحجازية وعند وصول المحمل إلي مكة كان يسير في موكب مهيب وفي الطرقات يصطف الناس علي جوانبها لاستقباله بمظاهر الفرح ثم يذهب مع الحجاج إلي عرفات.

أما غسل الكعبة فكانت تغسل بعطر القمصر برائحته العطرة المميزة فالعطر الذي يبعث في النفس جوا من السكينة والروحانية يأخذ الحاج بعيدا عن الدنيا ويشعره أنه قد دخل بستانا إلهيا يملأ نفسه بعبق الإيمان وعشق المسلمين للكعبة جعلهم يتوارثون الروايات عن أحجارها وأبوابها وكسوتها والعطور التي تستخدم في عطرها كل موسم حج ولعل ضاحية قمصر التي تحيا هانئة في ظل رياض الورود علي بعد35 كيلو مترا من مدينة كاشان الإيرانية حيث تحمل الرياح أجمل النسمات الساحرة في ربيع كل عام لتدعوا أبناءها لنيل شرف قطف زهور المحمدي الشهيرة وجمعها في مناديل زاهية تمهيدا لإرسالها إلي معمل تقليدي يضم أعدادا من القدور النحاسية الكبيرة وخلطها بقليل من الماء وإغلاقها حيث تمتد أنابيب شفافة خارج هذه القدور لتصل إلي قدر كبير تتجمع فيه قطرات المياه المتبخرة ليتم تقطيرها وتصنيفها وتعبئتها في قوارير مختلفة الأحجام والأشكال وهنا ينتهي دور زهرات المحمدي التي تتفتح مرة في ربيع كل عام تحمل لونا ما بين البنفسجي والجوزي, أما رائحتها فلا تتوقف وتنتقل من يد إلي يد ويجري الاحتفال بعملية الحصاد والتقطير وترسل كمية كبيرة من ماء ورد المحمدي في منطقة قمر إلي الديار المقدسة لتغسل بها الكعبة الشريفة وكي يكون هذا الماء هدية يقدمها أهالي قمصر كل عام للبيت العتيق الذي باركه الله وليحكي عطر ورود المحمدي لحجاج البيت حكاية ضاحية في شرق الأرض منحها الله شرف تعطير بيته الحرام.



http://www.ahram.org.eg/News/969/99/236406/%D9%85%D9%86-%D8%A8%D8%B1-%D9%85%D8%B5%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B9%D8%A8%D8%A9-%D8%AA%D8%BA%D8%AA%D8%B3%D9%84%E2%80%8F%E2%80%8F-%D8%A8%D9%80-%D8%B9%D8%B7%D8%B1-%D9%82%D9%85%D8%B5%D8%B1.aspx


-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
.