يمكن تعريف الحرب النفسية بأنها الاستعمال المخطط للدعاية ومختلف الأساليب النفسية للتأثير على أراء و مشاعر

وسلوكيات العدو بطريقة تسهل الوصول للأهداف. والحرب النفسية متأصلة في جذور التاريخ الإنساني، فحقيقة لا نعلم

من هو أول من عرفها ولكن يمكن أن نجد أمثلة كثيرة لها في تاريخ الجنس البشري ومن أمثلة ذلك: المولف مؤيد الغزيل تمهيد
إننا في كل دقيقة تمر نكتشف أن أبعاد هذا الكون العقلية أكثر منها ظاهرية فالقوانين الظاهرية قد تصدق احيانا وتبطل أخرى أما القوانين الداخلية فصحيحة دائما ومن تلك القوانين التي لامجال للشك بها أن شخصية الانسان مبنية على 1- جانب روحي معنوي 2- جانب حسي مادي نلاحظ أن الجانبين هامين لتكوين الماهية الانسانية حتى يقال إنه"إنسان" فإذا فقد الروح وأصبح جسدا بلا روح فهو انسان ميت لا إرادة لا قيمة له في مجتمعه كأحمق ينطلق للهاوية إما إن كان روحا

بلا جسد فهو كمن يريد أن يطير دون أجنحه ولذلك فإنه منذ الأزل ويحاول الانسان معرفة نقطة ضعف صاحبه وبما أن عامة الفكر الانساني كان ظاهريا غير متعمق فقد رأوا أن التعذيب الجسدي أشد وقعا وأثرا من أي شئ آخر ولذلك كانت أغلب الصراعات في الصور القديمة دموية عنيفة ولكننا لاننكر أن النوع الآخر كان موجودا وإن كان له أثر أكبر من الأول إلا أنه لم يكن سائدا كالأول

أمثلة تاريخية
من أشهر الأمثلة التاريخية في الحرب النفسية هي فتوحات جنكيز خان,فالسائد أن جنكيز خان قد

أستخدم أعدادا هائلة من المقاتلين واجتاح بهم أغلب مناطق العالم, إلا أن الدراسات الحديثة اثبتت أن أراضي وسك اسيا لا يمكن ان تعيل أعدادا كبيره من السكان في ذلك الوقت الذين بإمكانهم غلبة

سكان المناطق المجاورة المكتظة بالسكان, فأمبراطورية المغول بنيت بأبداع عسكري ليس إلا,

بأستخدام قوات مدرية سريعة الحركة واستخدام العملاء و الجواسيس مع الاستخدام الصحيح للدعاية, فقد أشاع المغول أن أعدادهم خرافية و أن طباعهم شرسة وقاسية بغرض إخافة أعدائهم

وخفض معنوياتهم ومن الرجوع للتاريخ لايمكنا معرفة من هو أول من عرف التعذيب النفسي ولكن

يمكن القول أنه ظهر بصورة مشتته لا يصلح أن نطلق عليها أنها طريقة سائدة من طرق الحروب

البشرية ومثال لذلك غزوات التتار فنجد أنهم لم يقوموا بهذه الأمور الوحشية في البلاد التي استولوا

عليها لمجرد القتل والسلب والنهب والحرق وخاصة أنهم ليست بينهم عداوة سابقة ولكنها رغبة في ترهيب باقي الأمم إذن إنها الحـــــرب النفــــــــســـــــــية

ما مدى تأثير الحروب النفسية؟
في الماضي كنا نعتقد أن تعذيب الانسان أقصى تعذيب هو تعذيبه جسديا بالقتل، أو قطع الا

عضاء.....الخ لكن مؤخراً اكتشف أن هناك نوعا معروفا أشد من ذلك إنه التعذيب النفسي الروحي


حين يحس الانسان أن ارادته وقوته الداخلية محطمة وليس بها حول ولا قوة حينما يحس أن
ينبع من داخله وليس للآخر آثر فيه بخلاف التعذيب الجسدي فإنه يشعر الرء بحقه الذي

اغتصب منه ظلما فربما زاده ذلك قوة ودافعا أما التعذيب الداخلي فهو يصيب الانسان بالاستسلام

الداخلي والخارجي وهذا يختلف أيضا عن الشعور بالنقص من أجل ظلم خارجي فإنه قد يقوده

للأمام كالأعسر مثلا أما في الحرب النفسية فإنها تدفع المرء للركون للواقع المرير والاستسلام له

دون محاولة تغييره وهذا هو ما يدفع الخصم إلى هذا الطريق من ألوان الحروب فهو أقل تكلفة من الناحية المادية

قد تقتل انسانا برصاصة فقد تقتل روحة وجسده بكلمه
ولكن هل الحرب النفسية حرب شريفة كأي حرب نسمع عنها؟؟

بالطبع ليست كذلك؛ الحرب النفسية هي اذلال للكرامة الانسانية هي تدمير للإرادة الداخلية للمجتمع

عامة والفرد خاصة إننا لو نظرنا إلى نتائج الحروب المادية سنجدها نتائج محسوسة قد تؤدي إلى الاستقرار مع مرور الزمن ويمكن طي صفحاتها بكل سهولة أما الحروب النفسية فهي مجال آخر

يقوم فيه الانسان بإذلال كرامة أخيه الانسان يجعله ميت الإرادة قليل الحيلة.

اتمنى ان يكون الموضوع حاذ على اعجابكم

شكراا علي الموضوع

امير المصري كتب:

شكراا علي الموضوع

العفو مشكوور على مرورك

شكرا اخي بس انتا لية مش منسق الموضوع عملوا علي هيئة ردود

العريف كتب:

شكرا اخي بس انتا لية مش منسق الموضوع عملوا علي هيئة ردود

العفو اخى العريف بالنسبه لسؤالك اردت ان يكون به شئ مختلف

abnmoussa كتب:

شكرا اخى الفاضل على الموضوع ..الحقيقة الحرب النفسية كما ذكرت ليست حديثة بل قديمة قدم الزمن ويحدثنا التاريخ عن رسالة التهديد التى ارسلها ملك الشمال الهكسوسى لملك الجنوب والد البطل العظيم احمس ،كما تحدثنا آيات القرآن الكريم عن قصة سيدنا سليمان مع رسول مملكة سبأ واستعراضه لقواته من البشر والحيوانات والجن والمردة امامه ثم حمله برسالته الأخيرة للملكة وجميع قوادها وقال .. بسم الله الرحمن الرحيم {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ }النمل37.. وفى تفسير الجلالين فى شرح الآية جاء فى الشرح ..(ارجع إليهم) بما أتيت من الهدية (فلنأتينهم بجنود لا قبل) لاطاقة (لهم بها ولنخرجنهم منها) من بلدهم سبأ سميت باسم أبي قبيلتهم (أذلة وهم صاغرون) إن لم يأتوا مسلمين فلما رجع إليها الرسول بالهدية جعلت سريرها داخل سبعة أبواب داخل قصرها وقصرها داخل سبعة قصور وغلقت الأبواب وجعلت عليها حرسا وتجهزت للمسير إلى سليمان لتنظر ما يأمرها به فارتحلت في اثني عشر ألف فيل مع كل فيل الوف كثيرة إلى أن قربت منه على فرسخ شعر بها.
وكما جاء فى مقالتى عن المنهج الإستخبارى الذى ابدعه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فى هجرته الى المدينة المنورة فنجد فى الرويات ان النبى عليه افضل الصلاة والسلام وضع التراب على رأس الفرسان الأشداء الذين وقفوا يترصبونه عند خروجه كعادته فى الفجر ليقتلوه بضربة رجل واحد ..لقد احدث ذلك اثر سيئ جدا لدى نفوس تلك الفرسان معنويا وبث الرعب فى دواخلهم من قدرات محمد عليه الصلاة والسلام..وكما ذكرت انت فقد تفنن التتار فى إرهاب الشعوب قبل غزوها بإشاعة الرعب الشديد من انهار الدم التى اجروها مما جعلوهم يتقدمون ويكتسحون جميع البلدان التى وطأتها اقدامهم الى ان وصلوا لمشارف مصر وارسلوا رسلهم برسالة تهديد غبية لقطز العظيم الذى فطن بذكائه لأصول اللعبة فما كان منه ان قطع رؤوس الرسل وارسلهم لقائد الجيش التتارى كرد على حملة الترويع بحملة ترويع مضاد اكثر جرأة ولابد ان القائد التتارى فهم الرسالة واربكته تماما واربكت جميع حساباته لأنها كانت المرة الأولى التى يواجه ذلك الموقف الفذ وفعلا انتهت المعركة بقتله ومطاردة فلول التتار وتقتيلهم عن آخرهم حتى لم تقم لهم قائمة بعد ذلك.
وفى العصر الحديث برع الألمان فى الحرب النفسية وخصصوا لها فرع اساسى فى الجيش الألمانى وكان جوبلز على مااتذكر قائدا لها وشهدت البلاد التى كانوا يزمعون دخولها امطارا من المنشورات المكثفة التى تثبط من عزائمهم وتجعلهم يستسلمون دون قتال.
اما عن تعذيب الأسرى فبجانب التعذيب الجسدى وجدوا حديثا ان التعذيب النفسى اشد تأثيرا مثل إغتصاب الأم او الزوجة او الأخت او الأبنة امام الإسير او امتهان كرامته مثلما كان يحدث فى سجن ابو غريب بالعراق عندما كان
يتبولون ويتغوطون على الأسرى.
اتذكر قصة حدثت فى الستينات فكان هناك دكتاتورا يسمى حمزه البسيونى قائد السجن الحربى انذاك لعنة الله عليه وكان ينافس صلاح نصر فى الجبروت بدعوى حفظ النظام الجمهورى من اعداء الثورة .. ويروى احد جنوده لى كشاهد عيان ان حمزه هذا اراد فى يوم لنفسه ليلة حمراء مع فنانة معتزلة الآن وطلبها فتأخرت عليه فماكان منه بعد ان اشبعها اهانة وشتائم ان امرها ان تمارس الجنس مع كلبه الخاص "عنتر" ورضخت الفنانة لذلك لكى تنفد بجلدها من الطاغية واشاعت تلك الحادثة اثارا مرعبة لدى الآوساط فى مصر وسعى الكثيرون اليه تطوعا لتزويده بما يريده من معلومات وبالذات النساء وقد انتقم الله من هذا الطاغية بحادث سيارة ليلى ظل ينزف بعده ساعات كثيرة دون ان يراه احد فقد اعمى الله الجميع حتى يتركه يتعذب عذابا شديدا حتى مات غير مؤسوف عليه.
ارجو الا اكون قد اطلت عليكم..اشكركم وعلى تواصل بإذن الله.

العفو اخى كلامك صحيح 100%