أكياس "الشيبس" كشفت تاريخ الحفر .. الجيش الإسرائيلي يسمح بنشر تفاصيل جديدة عن "نفق خانيونس" .. وأفيحاي درعي يُهدد المقاومة الفلسطينية من داخل النفق
رام الله - دنيا الوطن
سرّب الجيش الإسرائيلي لوسائل الاعلام الإسرائيلية المختلفة بعض تفاصيل النفق الذي تم اكتشافه الاثنين الماضي متجها من قطاع غزة إلى داخل الخط الأخضر.
وقال قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي الجنرال "سامي ترجمان" في حديث أجراه اليوم الأحد، مع المراسلين العسكريين الإسرائيليين ان النفق كان يمكن استخدامه لتنفيذ عملية تفجيرية كبيرة او القيام بعمليات اختطاف او بعمليات قتل باستخدام الأسلحة الرشاشة تستهدف التجمعات السكنية الإسرائيلية في المنطقة.
ورغم تأكيد الجيش الإسرائيلي بأن "أصحاب" النفق لم يتمكنوا من استخدامه لكنهم كانوا سيفعلون ذلك مستقبلا وكان سيشكل بنية تحتية هامة "للإرهاب" حسب تعبير الجيش الإسرائيلي.
ويقدّر الجيش الإسرائيلي أن عددا كبيرا من الحفارين عملوا في حفر واعداد هذا النفق في عملية استمرت سنة ونصف على الأقل، وانتهت قبل شهرين تقريبا، وذلك استنادا لتاريخ تعبئة بعض المواد الغذائية وأكياس الشيبس التي وجدت داخل النفق، حيث لوحظ ان هذه المواد تم إنتاجها نهاية شهر حزيران الماضي فقط.
ووفقا للتقديرات الإسرائيلية بدأت عملية الحفر ذاتها من داخل منزل في قطاع غزة وامتد النفق مسافة 1800 متر منها 300 متر ما وراء خط الحدود داخل الخط الأخضر، فيما قدّر ضباط كبار عمق النفق داخل منطقة القطاع بـ 22 مترا، فيما لم يكن عمق النفق داخل إسرائيل ثابتا ووصل في أعمق مكان نقطة 18 مترا.
ويضم النفق شبكة كهربائية خاصة به بقوة 220 فولت إضافة لخط هاتف ارضي "ثابت" يبدو ان الحفّارين كانوا يستخدمونه أثناء العمل وبناء النفق الذي بدأ كما يبدو عام 2011.
وشيّد النفق بعد الحفر من قطع وأقواس من الاسمنت المسلح غطت أرضية وجوانب وسقف النفق ووزنها وفقا للتقديرات العسكرية الإسرائيلية هي 800 طن من الاسمنت، ولعدم توفر إمكانية إنتاج الاسمنت داخل القطاع، يعتقد الجيش الإسرائيلي بأن هذه الكميات الكبيرة جاءت من مصر عبر الأنفاق ومن الاسمنت الذي تم نقله عبر المعابر لصالح المنظمات الدولية المختلفة أو من الاسمنت الذي تم نقله عبر المعابر مع إسرائيل للقطاع الخاص في غزة خلال الفترة الأخيرة.
وعلّق قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي على هذه الكمية والمبالغ المستثمرة في حفر الأنفاق قائلا " تستثمر حماس ملايين الدولارات في حفر الإنفاق بدلا من استثمارها لصالح تحسين حياة الناس وبدلا من بناء المدارس" حسب تعبيره.
وكشف الجيش الإسرائيلي مخرجان لذات النفق داخل الأراضي الإسرائيلية تبعد الواحدة عن الأخرى مسافة 100 متر، لكن فتحات الخروج لم تكن ظاهرة بل مدفونة على عمق عدة أمتار تحت الأرض، حيث انتظر الحفّارون وفقا لضابط إسرائيلي رفيع ليوم تلقي الأمر للكشف عن هذه الفتحات وإزالة التراب عنها خلال وقت قصير بما يسمح للمسلحين بالتسلل إلى إسرائيل أو زرع عبوات ناسفة قرب مواقع إسرائيلية عسكرية والعودة من حيث أتوا خاصة وان طريقة بناء النفق الفنية والمتطورة "طريقة صناعية" تسمح بمرور كتيبة كاملة من المسلحين بكل يسر وسهولة.
وفقا لمصادر العسكرية الإسرائيلية، فقد اكتشف النفق نفسه يوم الاثنين الماضي وعملت منذ ذلك الحين فرق هندسية وقوات تابعة للواء غولاني على كشف النفق بشكل كامل وبعد يومين وحين أدركوا في غزة بأن امر النفق قد افتضح قرروا تفجير المسار الذي يقود إلى داخل القطاع.
وأخيرا سيتخذ الأمن الإسرائيلي خلال الأيام القليلة القادمة قراره فيما اذا كان سيفجر النفق أو الحفاظ عليها قائما واستخدامه لأغراض التدريب ودراسة أعمق لطريق عمل الفلسطينيين في مجال حفر الأنفاق.
وكان أعلن رئيس هيئة الاركان الاسرائيلية موشي يعلون أن اكتشاف النفق الخميس الماضي ، من شرق خانيونس بعمق اثنين ونصف كيلو داخل اسرائيل هو دليل على استعداد حماس للمواجهة مع اسرائيل .
و أصيب الإسرائيليون القاطنين بمستوطنة "العين الثالثة" بالصدمة والهلع فور سماعهم خبر النفق الذي وصل إليهم، بالرغم من المسافة الطويلة التي تفصلهم عن حدود خانيونس الشرقية وهي 3 كم.
وعبر هؤلاء عن خشيتهم من محاولات التنظيمات الفلسطينية المستمرة لتنفيذ العمليات داخل مناطقهم.
وكانت الإعلام العبري أعلن أن الجيش الإسرائيلي اكتشف الخميس الماضي نفقًا كبيرًا يربط بين قطاع غزة وجنوب "إسرائيل"، لمسافة تصل إلى 2.5 كيلو متر، وأعد لخطف جنود.
وتحدثت مستوطنة من سكان "العين الثالثة" عن شعورها بعد سماعها للخبر بالقول "أصبت بهلع شديد ولا زلت أحاول استيعاب ما حصل، ولا زال الخوف يراودني من وجود المزيد من الانفاق تحتنا".
وتابعت بقلق "لا أعرف متى سيقرر الفلسطينيون استخدامها ضدنا، وهذا الأمر يقلق الكل هنا فلم يصدق أحد أن نفقاً بهذا الطول قد وصل إلينا".
وأشار مستوطن آخر إلى أن الجانب الفلسطيني بدا هادئاً مؤخراً، ولكنهم منشغلون على ما يبدو تحت الأرض، وأضاف " لم يكن هنا أي سلام، فوقت التصعيد يطلقون الصواريخ وفي الهدوء ينزلون إلى الأرض للتجهز لما بعد الهدوء".
أما رؤساء المجالس الاستيطانية في منطقة ما يسمى "غلاف غزة" فقد عبروا عن عدم اندهاشهم مما حصل "وصل النفق الى الحقول ولم يدخل إلى داخل الكيبوتس الأمر الذي حرمنا من سماع شيء تحت الأرض" قال داني كوهن رئيس طاقم الطوارئ لمستوطنة العين الثالثة.
وأضاف "أننا نعيش في هذا الوضع منذ 12 عاما ولا اعتقد أنه سينتهي غداً"، وأشار إلى أن "سكان الكيبوتس يعرفون في أي منطقة يعيشون فلسنا في شمال تل ابيب".
أما حاييم يلين رئيس المجلس الإقليمي "أشكول" فقد صرح أنه قد زار مكان النفق بعد وقت قصير من اكتشافه وقال إنه نفق خارج عن المألوف حيث التطور سيد الموقف من خلال القوالب الإسمنتية التي تغطي قلب النفق.
وأشار إلى أن حفره بحاجة للكثير من الوقت، ونوه إلى أنه نفق مهني، وبذل عليه الكثير الكثير من الجهد، "والأمر الذي فاجأنا هو تصميمه الداخلي الحديث". ونفى يلين الشائعات التي تحدثت عن سماع سكان الكيبوتس لأصوات حفر في الآونة الأخيرة.
وفي أعقاب انكشاف أمر النفق طالب رؤساء المجالس الاستيطانية القريبة من القطاع بالتراجع عن قرار سحب الحراسة عن المستوطنات، لأن الوضع الأمني قابل للانفجار في أية لحظة ووجود هذه الحراسة حيوي جدا.
يديعوت كتبت :
" حسب تقديرات الجهات الأمنية، فإن النفق البالغ طوله حوالي 1.50 كم أعد لتنفيذ عملية كبيرة الحجم في إحدى المستوطنات القريبة، بداية النفق كانت من عبسان الصغرى الواقعة بين خانيونس والجدار الفاصل على حدود قطاع غزة، في النفق وجدت أماكن يمكن تخزين كميات كبيرة من المتفجرات، النفق أعد بطرق هندسية متقدمة تمنع إنهياره".
"عندما يكون هناك صواريخ قسام تسقط نستمع لصفارات الإنذار ونأخذ حذرنا، ولكن في حالة النفق ليس بمقدورنا معرفة متى سيخرج مخرب لداخل المستوطنة، هذا ما قاله المستوطنون بعد الكشف عن النفق على الحدود من قطاع غزة".
" المستوطنون ورؤوساء مجالس المستوطنات في منطقة التفافي غزة احتجوا على الهدوء المزيف بعد اكتشاف النفق مع حدود قطاع غزة، وطالبوا الجيش بالعودة عن قرارة بوقف الحماية الأمنية للمستوطنات مع قطاع غزة، وقالوا من السهل الشرح لأطفالنا عن صواريخ القسام ومن الصعب الشرح لهم عن الأنفاق".
المصدر:
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2013/10/13/447121.html