اﻷخ Mi-17 كفى ووفى. الجنرال غلوب (و المعروف بين اﻷردنيين باسم ابو حنيك) كان له افضال كبيرة على الجيش اﻷردني. حيث كان يرسل المدارس المتنقلة على ظهور البغال لأبناء البادية لتعليمهم القراءة و الكتابة و مبادئ الحساب ليستصلح منهم افرادا و ضباطا للجيش! و استطاع بناء قوات صغيرة اجتمعت فيها شجاعة ابناء البادية مع الصرامة البريطانية في التدريب. و اشرك العديد من الضباط اﻹنجليز لملئ كوادر الجيش العربي في القيادات المتوسطة و العليا.
استطاعت قوات غلوب بعد فترة الوقوف على قدميها و صد غارات الوهابيين على اﻷردن. و عندما بدأت حرب 1948 كان اﻷردن الدولة الوحيدة التي لديها جيش محترف بمعنى الكلمة و كانت الرواتب و ميزات الخدمة ممتاز لدرجة ان الناس كانت تتوسط عند علية القوم ليتم قبول ابنائهم بالجيش! وهو ما ثبت في الحرب. حيث تمكن اﻷردن من تحقيق انتصارات نجحت بإنقاذ اﻷراضي العربية التي دخلتها و صد هجوم الصهاينة المتكرر على القدس و الضفة رغم التفوق العددي للاسرائيليين! و يكفي مثالا معركة اللطرون. حيث ان اللطرون كان قلعة حصينة للبوليس، تركها اﻹسرائيلييون غير محمية. فأخذ اﻷردنيون المبادرة و احتلوها بسهولة. هذه القلعة كانت تحرس الطريق للقدس من تل أبيب! و حاولت اسرائيل احتلالها 3 مرات بقوات كبيرة و لم ينجحوا. و خسروا المئات من القتلى. ما يزال الغربيون حتى اليوم يعتبرون الجيش العربي اﻷردني في تلك الفترة افضل قوات عربية تدريبا و تسليحا حاربت اﻹسرائيليين في تاريخ العرب المعاصر. و يشير الكثير منهم الى تراجع مستوى الجيش بعد الخمسينات في الكثير من النواحي الفنية. طبعا الكثير من الأردنيين يلوم أبو جنيك على عدم تحقيق نتائج افضل في تلك الحرب. و لكن يجب ان نشير الى ان موقف بريطانيا كان القبول بقرار التقسيم. و بالتالي كانت اوامر الضباط اﻹنجليز هى الدفاع فقط عن حدود التقسيم.