| سلسلة انبياء الله ورسله من ادم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
نور الهداية
مســـاعد
الـبلد : المهنة : طالبة المزاج : حلاوة الايمان التسجيل : 04/01/2009 عدد المساهمات : 430 معدل النشاط : 189 التقييم : 48 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سلسلة انبياء الله ورسله من ادم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم السبت 28 فبراير 2009 - 12:58 | | | هده اضافة مني وهي قصة سيدنا آدم واستخلافه في الارض حسب تفسير الآيات (30-39) من سورة البقرة:
وإذ قال ربك للملائكة:إني جاعل في الأرض خليفة . اذن فهي المشيئة العليا تريد أن تسلم لهذا الكائن الجديد في الوجود ، زمام هذه الأرض ، وتطلق فيها يده ، وتكل إليه إبراز مشيئة الخالق في الإبداع والتكوين ، والتحليل والتركيب ، والتحوير والتبديل ؛ وكشف ما في هذه الأرض من قوى وطاقات ، وكنوز وخامات ، وتسخير هذا كله - بإذن الله - في المهمة الضخمة التي وكلها الله إليه .
وإذن فقد وهب هذا الكائن الجديد من الطاقات الكامنة ، والاستعدادات المذخورة كفاء ما في هذه الأرض من قوى وطاقات ، وكنوز وخامات ؛ ووهب من القوى الخفية ما يحقق المشيئة الإلهية .
وإذن فهنالك وحدة أو تناسق بين النواميس التي تحكم الأرض - وتحكم الكون كله - والنواميس التي تحكم هذا المخلوق وقواه وطاقاته ، كي لا يقع التصادم بين هذه النواميس وتلك ؛ وكي لا تتحطم طاقة الإنسان على صخرة الكون الضخمة ! وإذن فهي منزلة عظيمة ، منزلة هذا الإنسان ، في نظام الوجود على هذه الأرض الفسيحة . وهو التكريم الذي شاءه له خالقه الكريم هذا كله بعض إيحاء التعبير العلوي الجليل: إني جاعل في الأرض خليفة . . حين نتملاه اليوم بالحس اليقظ والبصيرة المفتوحة ، ورؤية ما تم في الأرض على يد هذا الكائن المستخلف في هذا الملك العريض !
قالوا:أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ؟ . ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم من شواهد الحال ، أو من تجارب سابقة في الأرض ، أو من إلهام البصيرة ، ما يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق ، أو من مقتضيات حياته على الأرض ؛ وما يجعلهم يعرفون أو يتوقعون أنه سيفسد في الأرض ، وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم - بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق ، وإلا السلام الشامل - يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له ، هو وحده الغاية المطلقة للوجود ، وهو وحده العلة الأولى للخلق . . وهو متحقق بوجودهم هم ، يسبحون بحمد الله ويقدسون له ، ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته ! لقد خفيت عليهم حكمة المشيئة العليا ، في بناء هذه الأرض وعمارتها ، وفي تنمية الحياة وتنويعها ، وفي تحقيق إرادة الخالق وناموس الوجود في تطويرها وترقيتها وتعديلها ، على يد خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا ، وقد يسفك الدماء أحيانا ، ليتم من وراء هذا الشر الجزئي الظاهر خير أكبر وأشمل . خير النمو الدائم ، والرقي الدائم . خير الحركة الهادمة البانية . خير المحاولة التي لا تكف ، والتطلع الذي لا يقف ، والتغيير والتطوير في هذا الملك الكبير .
عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء ، والخبير بمصائر الأمور:
قال:إني أعلم ما لا تعلمون .
وعلم آدم الأسماء كلها ، ثم عرضهم على الملائكة ، فقال:أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين . قالوا:سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا . إنك أنت العليم الحكيم . قال:يا آدم أنبئهم بأسمائهم . فلما أنبأهم بأسمائهم ، قال:ألم أقل لكم:إني أعلم غيب السماوات والأرض ، وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون .
ها نحن أولاء - بعين البصيرة في ومضات الاستشراف - نشهد ما شهده الملائكة في الملأ الأعلى . . ها نحن أولاء نشهد طرفا من ذلك السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري ، وهو يسلمه مقاليد الخلافة . سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها - وهي ألفاظ منطوقة - رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة . وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض . ندرك قيمتها حين نتصورالصعوبة الكبرى ، لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات ، والمشقة في التفاهم والتعامل ، حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه . . الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة ! الشأن شأن جبل . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل ! الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . . إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . فأما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية ، لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم . ومن ثم لم توهب لهم . فلما علم الله آدم هذا السر ، وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء . لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص . . وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم ، والاعتراف بعجزهم ، والإقرار بحدود علمهم ، وهو ما علمهم . . وعرف آدم . . ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم:
قال:ألم أقل لكم:إني أعلم غيب السماوات والأرض ، وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ؟ . وإذ قلنا للملائكة:اسجدوا لآدم . فسجدوا . إنه التكريم في أعلى صوره ، لهذا المخلوق الذي يفسد في الأرض ويسفك الدماء ، ولكنه وهب من الأسرار ما يرفعه على الملائكة . لقد وهب سر المعرفة ، كما وهب سر الإرادة المستقلة التي تختار الطريق . . إن ازدواج طبيعته ، وقدرته على تحكيم إرادته في شق طريقه ، واضطلاعه بأمانة الهداية إلى الله بمحاولته الخاصة . . إن هذا كله بعض أسرار تكريمه . ولقد سجد الملائكة امتثالا للأمر العلوي الجليل . . إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين .
وهنا تتبدى خليقة الشر مجسمة:عصيان الجليل سبحانه ! والاستكبار عن معرفة الفضل لأهله . والعزة بالإثم . والاستغلاق عن الفهم . ويوحي السياق أن إبليس لم يكن من جنس الملائكة ، إنما كان معهم . فلو كان منهم ما عصى . وصفتهم الأولى أنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . والاستثناء هنا لا يدل على أنه من جنسهم ، فكونه معهم يجيز هذا الاستثناء ، كما تقول:جاء بنو فلان إلا أحمد . وليس منهم إنما هو عشيرهم وإبليس من الجن بنص القرآن ، والله خلق الجان من مارج من نار . وهذا يقطع بأنه ليس من الملائكة . والآن . لقد انكشف ميدان المعركة الخالدة . المعركة بين خليقة الشر في إبليس ، وخليفة الله في الأرض . المعركة الخالدة في ضمير الإنسان . المعركة التي ينتصر فيها الخير بمقدار ما يستعصم الإنسان بإرادته وعهده مع ربه ، وينتصر فيها الشر بمقدار ما يستسلم الإنسان لشهوته . ويبعد عن ربه:
وقلنا:يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ، وكلا منها رغدا حيث شئتما ، ولا تقربا هذه الشجرة ، فتكونا من الظالمين .
لقد أبيحت لهما كل ثمار الجنة . . إلا شجرة . . شجرة واحدة ، ربما كانت ترمز للمحظور الذي لا بد منه في حياة الأرض . فبغير محظور لا تنبت الإرادة ، ولا يتميز الإنسان المريد من الحيوان المسوق ، ولا يمتحن صبر الإنسان على الوفاء بالعهد والتقيد بالشرط . فالإرادة هي مفرق الطريق . والذين يستمتعون بلا إرادة هم من عالم البهيمة ، ولو بدوا في شكل الآدميين !
فأزلهما الشيطان عنها ، فأخرجهما مما كانا فيه .
ويا للتعبير المصور: أزلهما . . إنه لفظ يرسم صورة الحركة التي يعبر عنها . وإنك لتكاد تلمح الشيطان وهو يزحزحهما عن الجنة ، ويدفع بأقدامهما فتزل وتهوي !
عندئذ تمت التجربة:نسي آدم عهده ، وضعف أمام الغواية . وعندئذ حقت كلمة الله ، وصرح قضاؤه:
وقلنا:اهبطوا . . بعضكم لبعض عدو ، ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين . وكان هذا إيذانا بانطلاق المعركة في مجالها المقدر لها . بين الشيطان والإنسان . إلى آخر الزمان.
ونهض آدم من عثرته ، بما ركب في فطرته ، وأدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوب إليها ويلوذ بها .
فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ، إنه هو التواب الرحيم . وتمت كلمة الله الأخيرة ، وعهده الدائم مع آدم وذريته . عهد الاستخلاف في هذه الأرض ، وشرط الفلاح فيها أو البوار.
قلنا:اهبطوا منها جميعا . فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون . والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون . وانتقلت المعركة الخالدة إلى ميدانها الأصيل ،وانطلقت من عقالها ما تهدأ لحظة وما تفتر . وعرف الإنسان في فجر البشرية كيف ينتصر إذا شاء الانتصار ، وكيف ينكسر إذا اختار لنفسه الخسار . . .
|
|
| |
نور الهداية
مســـاعد
الـبلد : المهنة : طالبة المزاج : حلاوة الايمان التسجيل : 04/01/2009 عدد المساهمات : 430 معدل النشاط : 189 التقييم : 48 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سلسلة انبياء الله ورسله من ادم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم السبت 28 فبراير 2009 - 13:11 | | | دروس واستنباطات من قصة آدم عليه السلام
وبعد فلا بد من عودة إلى مطالع القصة . قصة البشرية الأولى . لقد قال الله تعالى للملائكة: إني جاعل في الأرض خليفة . . وإذن فآدم مخلوق لهذه الأرض منذ اللحظة الأولى . ففيم إذن كانت تلك الشجرة المحرمة ؟ وفيم إذن كان بلاء آدم ؟ وفيم إذن كان الهبوط إلى الأرض ، وهو مخلوق لهذه الأرض منذ اللحظة الأولى ؟
لعلني المح أن هذه التجربة كانت تربية لهذا الخليفة وإعدادا . كانت إيقاظا للقوى المذخورة في كيانه . كانت تدريبا له على تلقي الغواية ، وتذوق العاقبة ، وتجرع الندامة ، ومعرفة العدو ، والالتجاء بعد ذلك إلى الملاذ الأمين . إن قصة الشجرة المحرمة ، ووسوسة الشيطان باللذة ، ونسيان العهد بالمعصية ، والصحوة من بعد السكرة ، والندم وطلب المغفرة . . إنها هي هي تجربة البشرية المتجددة المكرورة !
لقد اقتضت رحمة الله بهذا المخلوق أن يهبط إلى مقر خلافته ، مزودا بهذه التجربة التي سيتعرض لمثلها طويلا ، استعدادا للمعركة الدائبة وموعظة وتحذيرا . .
وبعد. . مرة أخرى . . فأين كان هذا الذي كان ؟ وما الجنة التي عاش فيها آدم وزوجه حينا من الزمان ؟ ومن هم الملائكة ؟ ومن هو إبليس ؟ . . كيف قال الله تعالى لهم ؟ وكيف أجابوه ؟ . . .
هذاوأمثاله في القرآن الكريم غيب من الغيب الذي استأثر الله تعالى بعلمه ؛ وعلم بحكمته أن لا جدوى للبشر في معرفة كنهه وطبيعته ، فلم يهب لهم القدرة على إدراكه والإحاطة به ، بالأداة التي وهبهم إياها لخلافة الأرض ، وليس من مستلزمات الخلافة أن نطلع على هذا الغيب . وبقدر ما سخر الله للإنسان من النواميس الكونية وعرفه بأسرارها ، بقدر ما حجب عنه أسرار الغيب ، فيما لا جدوى له في معرفته . وما يزال الإنسان مثلا على الرغم من كل ما فتح له من الأسرار الكونية يجهل ما وراء اللحظة الحاضرة جهلا مطلقا ، ولا يملك بأي أداة من أدوات المعرفة المتاحة له أن يعرف ماذا سيحدث له بعد لحظة ، وهل النفس الذي خرج من فمه عائد أم هو آخر أنفاسه ؟ وهذا مثل من الغيب المحجوب عن البشر ، لأنه لا يدخل في مقتضيات الخلافة ، بل ربما كان معوقا لها لو كشف للإنسان عنه ! وهنالك الوان من مثل هذه الأسرار المحجوبة عن الإنسان ، في طي الغيب الذي لا يعلمه إلا الله .
ومن ثم لم يعد للعقل البشري أن يخوض فيه ، لأنه لا يملك الوسيلة للوصول إلى شيء من أمره . وكل جهد يبذل في هذه المحاولة هو جهد ضائع ، ذاهب سدى ، بلا ثمرة ولا جدوى .
وإذا كان العقل البشري لم يوهب الوسيلة للاطلاع على هذا الغيب المحجوب ؛ فليس سبيله إذن أن يتبجح فينكر . . فالإنكار حكم يحتاج إلى المعرفة . والمعرفة هنا ليست من طبيعة العقل ، وليست في طوق وسائله ، ولا هي ضرورية له في وظيفته !
إن الاستسلام للوهم والخرافة شديد الضرر بالغ الخطورة . ولكن أضر منه وأخطر ، التنكر للمجهول كله وإنكاره ، واستبعاد الغيب لمجرد عدم القدرة على الإحاطة به . . إنها تكون نكسة إلى عالم الحيوان الذي يعيش في المحسوس وحده ، ولا ينفذ من أسواره إلى الوجود الطليق .
فلندع هذا الغيب إذن لصاحبه ، وحسبنا ما يقص لنا عنه ، بالقدر الذي يصلح لنا في حياتنا ، ويصلح سرائرنا ومعاشنا . ولنأخذ من القصة ما تشير إليه من حقائق كونية وإنسانية ، ومن تصور للوجود وارتباطاته ، ومن إيحاء بطبيعة الإنسان وقيمه وموازينه . . فذلك وحده أنفع للبشرية وأهدى . وفي اختصار يناسب ظلال القرآن سنحاول أن نمر بهذه الإيحاءات والتصورات والحقائق مرورا مجملا سريعا .
إن أبرز إيحاءات قصة آدم - كما وردت في هذا الموضع - هو القيمة الكبرى التي يعطيها التصور الإسلامي للإنسان ولدوره في الأرض ، ولمكانه في نظام الوجود ، وللقيم التي يوزن بها . ثم لحقيقة ارتباطه بعهد الله ، وحقيقة هذا العهد الذي قامت خلافته على أساسه . .
وتتبدى تلك القيمة الكبرى التي يعطيها التصور الإسلامي للإنسان في الإعلان العلوي الجليل في الملأ الأعلى الكريم ، أنه مخلوق ليكون خليفة في الأرض ؛ كما تتبدى في أمر الملائكة بالسجود له . وفي طرد إبليس الذي استكبر وأبى ، وفي رعاية الله له أولا وأخيرا . .
ومن هذه النظرة للإنسان تنبثق جملة اعتبارات ذات قيمة كبيرة في عالم التصور وفي عالم الواقع على السواء .
وأول اعتبار من هذه الاعتبارات هو أن الإنسان سيد هذه الأرض ، ومن أجله خلق كل شيء فيها - كما تقدم ذلك نصا - فهو إذن أعز وأكرم وأغلى من كل شيء مادي ، ومن كل قيمة مادية في هذه الأرض جميعا . ولا يجوز إذن أن يستعبد أو يستذل لقاء توفير قيمة مادية أو شيء مادي . . لا يجوز أن يعتدي على أي مقوم من مقومات إنسانيته الكريمة ، ولا أن تهدر أية قيمة من قيمه لقاء تحقيق أي كسب مادي ، أو إنتاج أي شيء مادي ، أو تكثير أي عنصر مادي . . فهذه الماديات كلها مخلوقة - أو مصنوعة - من أجله . من أجل تحقيق إنسانيته . من أجل تقريروجوده الإنساني . فلا يجوز إذن أن يكون ثمنها هو سلب قيمة من قيمه الإنسانية ، أو نقص مقوم من مقومات كرامته .
والاعتبار الثاني هو أن دور الإنسان في الأرض هو الدور الأول . فهو الذي يغير ويبدل في أشكالها وفي ارتباطاتها ؛ وهو الذي يقود اتجاهاتها ورحلاتها . وليست وسائل الإنتاج ولا توزيع الإنتاج ، هي التي تقود الإنسان وراءها ذليلا سلبيا كما تصوره المذاهب المادية التي تحقر من دور الإنسان وتصغر ، بقدر ما تعظم في دور الآلة وتكبر !
إن النظرة القرآنية تجعل هذا الإنسان بخلافته في الأرض ، عاملا مهما في نظام الكون ، ملحوظا في هذا النظام . فخلافته في الأرض تتعلق بارتباطات شتى مع السماوات ومع الرياح ومع الأمطار ، ومع الشموس والكواكب . . وكلها ملحوظ في تصميمها وهندستها إمكان قيام الحياة على الأرض ، وإمكان قيام هذا الإنسان بالخلافة . . فأين هذا المكان الملحوظ من ذلك الدور الذليل الصغير الذي تخصصه له المذاهب المادية ، ولا تسمح له أن يتعداه ؟ !
وما من شك أن كلا من نظرة الإسلام هذه ونظرة المادية للإنسان تؤثر في طبيعة النظام الذي تقيمه هذه وتلك للإنسان ؛ وطبيعة احترام المقومات الإنسانية أو إهدارها ؛ وطبيعة تكريم هذا الإنسان أو تحقيره . . وليس ما نراه في العالم المادي من إهدار كل حريات الإنسان وحرماته ومقوماته في سبيل توفير الإنتاج المادي وتكثيره ، إلا أثرا من آثار تلك النظرة إلى حقيقة الإنسان ، وحقيقة دوره في هذه الأرض !
كذلك ينشأ عن نظرة الإسلام الرفيعة إلى حقيقة الإنسان ووظيفته إعلاء القيم الأدبية في وزنه وتقديره ، وإعلاء قيمة الفضائل الخلقية ، وتكبير قيم الإيمان والصلاح والإخلاص في حياته . فهذه هي القيم التي يقوم عليها عهد استخلافه: فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون . . . وهذه القيم أعلى وأكرم من جميع القيم المادية - هذا مع أن من مفهوم الخلافة تحقيق هذه القيم المادية ، ولكن بحيث لا تصبح هي الأصل ولا تطغى على تلك القيم العليا - ولهذا وزنه في توجيه القلب البشري إلى الطهارة والارتفاع والنظافة في حياته . بخلاف ما توحيه المذاهب المادية من استهزاء بكل القيم الروحية ، وإهدار لكل القيم الأدبية ، في سبيل الاهتمام المجرد بالإنتاج والسلع ومطالب البطون كالحيوان !
وفي التصور الإسلامي اعلاء من شأن الإرادة في الإنسان فهي مناط العهد مع الله ، وهي مناط التكليف والجزاء . . إنه يملك الارتفاع على مقام الملائكة بحفظ عهده مع ربه عن طريق تحكيم إرادته ، وعدم الخضوع لشهواته ، والاستعلاء على الغواية التي توجه إليه . بينما يملك أن يشقي نفسه ويهبط من عليائه ، بتغليب الشهوة على الإرادة ، والغواية على الهداية ، ونسيان العهد الذي يرفعه إلى مولاه . وفي هذا مظهر من مظاهر التكريم لا شك فيه ، يضاف إلى عناصر التكريم الأخرى . كما أن فيه تذكيرا دائما بمفرق الطريق بين السعادة والشقاوة ، والرفعة والهبوط ، ومقام الإنسان المريد ودرك الحيوان المسوق ! وفي أحداث المعركة التي تصورها القصة بين الإنسان والشيطان مذكر دائم بطبيعة المعركة . إنها بين عهد الله وغواية الشيطان بين الإيمان والكفر . بين الحق والباطل . بين الهدى والضلال . . والإنسان هو نفسه ميدان المعركة . وهو نفسه الكاسب أو الخاسر فيها . وفي هذا إيحاء دائم له باليقظة ؛ وتوجيه دائم له بأنه جندي في ميدان ؛ وأنه هو صاحب الغنيمة أو السلب في هذا الميدان !
وأخيرا تجيء فكرة الإسلام عن الخطيئة والتوبة . . إن الخطيئة فردية والتوبة فردية . في تصور واضح بسيط لا تعقيد فيه ولا غموض . . ليست هنالك خطيئة مفروضة على الإنسان قبل مولده - كما تقول نظرية الكنيسة - وليس هنالك تكفير لاهوتي ، كالذي تقول الكنيسة إن عيسى - عليه السلام - [ ابن الله بزعمهم ] قام به بصلبه ، تخليصا لبني آدم من خطيئة آدم ! . .كلا ! خطيئة آدم كانت خطيئته الشخصية ، والخلاص منها كان بالتوبة المباشرة في يسر وبساطة . وخطيئة كل ولد من أولاده خطيئة كذلك شخصية ، والطريق مفتوح للتوبة في يسر وبساطة . . تصور مريح صريح . يحمل كل إنسان وزره ، ويوحي إلى كل إنسان بالجهد والمحاولة وعدم اليأس والقنوط . . إن الله تواب رحيم . . |
|
| |
abnmoussa
رقـــيب أول
الـبلد : المهنة : مستشار تطوير النظم وإدارة التحفيز المزاج : مزاج الصقور الحاد فى الترحال التسجيل : 22/04/2008 عدد المساهمات : 387 معدل النشاط : 115 التقييم : 22 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سلسلة انبياء الله ورسله من ادم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم السبت 28 فبراير 2009 - 17:09 | | | اخوتى فى الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..اشكركم من قلبى على تلك المشاركات الرائعة من اخى الحبيب وايت فانج وايضا من اخى نور الهداية وحقيقة لقد تاخرت فى المداخلة لعطل اصاب الشبكة التى اشترك فيها طوال تلك المدة فارجو المعذرة كما انوه ان ماتم نشره كأولى عناصر القصة كانت بإشتراك مع اخ فى الله يدعى عاطف زكى وبسبب العجلة نسيت ذكر اسمه ولكن لايمكن ان انسى فضله فى إضفاء احاديث وبحث متميز فى السيرة العطرة للأنبياء على الموضوع وسنرى مداخلاته التى ادمجتها مع مانشر وتأكدوا اننى سأضيف مساهماتكم القيمة الى القصة لتزيد قوة وهذا سيكون لصالح اخوتنا الذين يتابعون الحلقات وبارك الله فيكم وسأرد غدا بإذن الله على اخى الحبيب وايت فانج واشكره لتثبيت الموضوع وجعل الله ثوابكم هذا - اخى وايت فانج واخى نور الهداية - فى ميزان حسناتكم وارجو ان تداوموا على المشاركة والتحاور لننول جميعا رضوان الله تعالى وارجو ان تعودا لفتح كتبكم التى لديكم ودعونا نأخذ الموضوع نقطة نقطة ولا نقفز للنقاط التالية إلا بعد ان ننهى ونتفق على كافة الجوانب للعنصر الذى تم طرحه وارجو من اخى وايت الموافقة على تولى مسئولية -كمشرف واعى - السماح بالإنتقال للنقطة التالية من عدمه فالهدف ان يتشارك الجميع ويتفاعل حتى نخرج عملا سويا فى النهاية ليكون هذا الموضوع نواة لمولد إتجاه جديد من المنتدى لصالح ابداع أعضاء المنتدى اتمنى وجوده فى كافة اقسام المنتدى الجميل هذا..هل توافقون على ذلك؟؟؟ |
|
| |
abnmoussa
رقـــيب أول
الـبلد : المهنة : مستشار تطوير النظم وإدارة التحفيز المزاج : مزاج الصقور الحاد فى الترحال التسجيل : 22/04/2008 عدد المساهمات : 387 معدل النشاط : 115 التقييم : 22 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سلسلة انبياء الله ورسله من ادم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم الأربعاء 4 مارس 2009 - 19:50 | | | |
|
| |
whitefang
عريـــف أول
الـبلد : التسجيل : 03/01/2008 عدد المساهمات : 187 معدل النشاط : 17 التقييم : 1 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سلسلة انبياء الله ورسله من ادم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم الأربعاء 4 مارس 2009 - 21:39 | | | |
|
| |
جحا العراقي
رائـــد
الـبلد : العمر : 114 المهنة : السّفَرُ مَعَ الكَلِمَةِ وَالفِكْرَةِ إلى مَساراتِ القُلُوبِ النّبِيلَةِ المزاج : غائمً .مُمطِرٌ مَصْحُوبٌ بَزَوابِعَ رَعْدِيّة.لذلكَ يُرْجى الإنتِباهْ ! التسجيل : 22/08/2007 عدد المساهمات : 942 معدل النشاط : 0 التقييم : 0 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سلسلة انبياء الله ورسله من ادم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم الخميس 5 مارس 2009 - 4:39 | | | أحسنت أخي في ايراد هذا الموضوع. بارك الله فيك.
|
|
| |
abnmoussa
رقـــيب أول
الـبلد : المهنة : مستشار تطوير النظم وإدارة التحفيز المزاج : مزاج الصقور الحاد فى الترحال التسجيل : 22/04/2008 عدد المساهمات : 387 معدل النشاط : 115 التقييم : 22 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سلسلة انبياء الله ورسله من ادم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم الخميس 5 مارس 2009 - 19:22 | | | - جحا العراقي كتب:
أحسنت أخي في ايراد هذا الموضوع. بارك الله فيك.
اخى جحا ياابن العراق البطل..مرحبا بك واسعد بشخصية عظيمة مثلك فى مداخلتها فى هذا الموضوع واطمع فى مشاركة قوية منك بما تحمله من ثقل ثقافى فالثواب من الله عز وجل..فهيا لنتشارك جميعا فى اغتنام الفرصة ولنول جميعا هذا الثواب العظيم فلن ينقص من اجر احدنا شئ .. بارك الله فيك وفى عمرك. |
|
| |
بطولات العرب
عمـــيد
الـبلد : العمر : 35 المهنة : طالب المزاج : محلل التسجيل : 12/03/2008 عدد المساهمات : 1519 معدل النشاط : 562 التقييم : 18 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سلسلة انبياء الله ورسله من ادم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم الخميس 5 مارس 2009 - 19:30 | | | انت لا تقصدني طبعا اخي لاني لست صاحب التعليق بخصوص سلسلتك نحن نتابعها واصل اخي ابن موسى |
|
| |
abnmoussa
رقـــيب أول
الـبلد : المهنة : مستشار تطوير النظم وإدارة التحفيز المزاج : مزاج الصقور الحاد فى الترحال التسجيل : 22/04/2008 عدد المساهمات : 387 معدل النشاط : 115 التقييم : 22 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سلسلة انبياء الله ورسله من ادم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم الخميس 5 مارس 2009 - 21:29 | | |
ثالثا:سجود الملائكة لآدم:
من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم.. سواه بيديه سبحانه، ونفخ فيه من روحه سبحانه..فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له.. ما عدا إبليس الذي كان يقف وسط الملائكة، ولكنه لم يكن منهم و لم يسجد.. وكما قال شهر بن حوشب : إن إبليس كان من الجن الذين سكنوا الأرض وطردتهم الملائكة وأسره بعض الملائكة فذهب به إلى السماء . ورويَ عن سعيد بن مسعود ذلك ..أما كيف كان السجود؟ وأين؟ ومتى؟ كل ذلك في علم الغيب عند الله معرفته لا تزيد في مغزى القصة شيئاً.. فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس: قَالَ" يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ". .فردّ بمنطق يملأه الحسد والكبر والتعالى: قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍوَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ.. هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد وعاقبه الله بان مسخه وجعله قبيحا فى كل شئ:"قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ".. وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين.. ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه { مِنْهَا } فهل هي الجنة؟ أم هل هي رحمة الله..هذا وذلك جائز.. ولا محل للجدل الكثير.. فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .. قَالَ تعالى " فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ" ..سورة ص ..هنا تحول الحسد إلى حقد. وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس: "قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب، وأن يمنحه الفرصة التي أراد، فكشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: "قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ" ويستدرك فيقول: "إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ" فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين..وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه، إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان، لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايته فيهم، وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده، والعاصم الذي يحول بينهم وبينه.. إنه عبادة الله التي تخلصهم لله. هذا هو طوق النجاة وحبل الحياة .. وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة، فأعلن - سبحانه – إرادته، وحدد المنهج والطريق:" لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ " فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم، يخوضونها على علم، والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين. وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم بعد هذا البيان.. وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين، فأرسل إليهم المنذرين. تعليق ابن موسى: فى هذا الجزء يتحدث الكاتب عن ابليس وعن منزلته قبل معصيته لله.. نستخلص من ذلك ان ابليس وصل بإجتهاده انه اصبح مع الملائكة ووسطهم وانه لكبره لم يسأل نفسه مرة كيف يجاور الملائكة - الجنس الارقى والأسمى - وهو من الجنس الادنى فى محبة وتسامح طيلة مكوثه معهم..ظل الحال هكذا الى ان شاءت مشيئة الله بتجسيد الأرواح النوراية التى خلقها سلفا واودعها فى عالم الذر فى قوالب طينية وامر الملائكة وابليس ان يسجدوا سجود طاعة لأدام الإنسان ..لقد ثار ابليس "عزازيل سابقا" وابى ان يسجد لمخلوق ادنى منه كما اوضحنا.." قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ"..لقد نسى نفسه انه كان الجنس الأدنى الذى يعيش مع الجنس الأرقى وهم الملائكة وكان الأولى ان يذعن لأمر الله والا يتكبر ويتعالى..ولكنه الكبر الذى يورد صاحبه مورد التهلكة فطرده الله . هنا يثار سؤال جديد هام جدا وهو من اى شئ تم طرد ابليس منه كما اشارت الآية الكريمة..هل المقصود الطرد من رحمة الله ام الطرد من الجنة ؟؟ فى مداخلة مع صديقى العزيز عاطف زكى قال: تضمن الموضوع سؤال وهوالجنة التي أخرج منها آدم هل هى جنة الخلد أم لا ؟..وقد تناول الإمام ابن تيمية هذه المسألة بما قيل ..قول انها كانت فى السماء وقول آخر انه لم تكن فى السماء ..فقال أن الجنة التي أخرج منها آدم عليه السلام ليست جنة الخلد وقال في كتاب النبؤات :قال تعالى " انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون ولقد رآه بالافق المبين وما هو على الغيب بضنين وما هوبقول شيطان رجيم فاين تذهبون ان هو الا ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين"..فالقرآن قول رسول أرسله الله ولم يرسله الشيطان وهو ملك كريم ذو قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين فهو مطاع عند ذي العرش في الملأ الأعلى والشياطين لا يطاعون في السماوات بل ولا يصعدون اليها وابليس من حين أهبط منها لم يصعد اليها ولهذا كان أصح القولين أن جنة آدم جنة التكليف لم تكن في السماء فإن إبليس دخل الى جنة التكليف جنة آدم بعد إهباطه من السماء وقول الله له "فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي الى يوم الدين" وقوله " قال فاخرج منها مذموما مدحورا " لكن كانت في مكان عال في الارض من ناحية المشرق ثم لما أكل من الشجرة أهبط منها الى الأرض كما قد بسط هذا في غير هذا الموضع ولفظ الجنة في غير موضع من القرآن يراد به بستان في الارض كقوله : " انا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة " وقوله : " واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب " الى قوله " كلتا الجنتين أتت أكلها ولم تظلم منه شيئا " الى قوله : " ودخل جنته وهو ظالم لنفسه " وقوله تعالى " ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة " الى قوله " أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب وقوله تعالى " لقد كان لسبأ في مساكنهم آية جنتان عن يمين وشمال " الى قوله : " وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل "وقوله : " كم تركوا من جنات وعيون " وقوله : " أتتركون فيما ههنا آمنين في جنات وعيون "وجنة الجزاء والثواب التي في السماء لم يدخلها الشيطان بعد أن أهبط من السماء وهو أهبط من السماء لما امتنع من السجود لآدم قبل أن يدخل آدم الى جنة التكليف التي وسوس له وأخرجه منها وجنة الجزاء مخلوقة أيضا وقد أنكر بعض أهل البدع أن تكون مخلوقة وقال ان آدم لم يدخلها لكونها لم تخلق بعد فأنكر ذلك من أنكره من علماء السنة وقد ذكر أبو العالية وغيره من السلف أن الشجرة التي نهي عنها آدم كان لها غائط فلما أكل احتاج الى الغائط وجنة الجزاء ليس فيها هذا لكن الله أعلم بصحة هذا النقل وإنما المقصود أن بعض السلف كان يقول إنها في السماء وبعضهم يقول كانت على الأرض فى مكان عال ولفظ الجنة في القرآن قد ذكر فيما شاء الله من المواضع وأريد به جنة في الارض وجنة الجزاء مخصوصة بمماتهم كقوله :" قيل ادخل الجنة قال ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين "فإن أرواح المؤمنين تدخل الجنة من حين الموت كما في هذه الآية و قال تعالى " وما أنزلنا على قومه بعده من جند من السماء وما كنا منزلين إن كانت إلا صيحة واحدة فاذا هم خامدون " وقال تعالى " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ".. وقال تعالى " لما ذكر أحوال الموتى عند الموت " فأما ان كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما ان كان من أصحاب اليمين فسلام لك من اصحاب اليمين وأما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم "والله أعلى واعلم..الخلاصة ان ما هو شائع عند الباحثين والمفسرين : اولا: قَالَ "اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ " فهذا دليل على ان الجنه ليست في الارض .. فقوله اهبطا دليل على انها كانت في السماء ..الجواب عليه الهبوط يأتي على نوعين: النوع الاول : هبوط مكاني كأن تهبط من الاعلى الى الاسفل. النوع الثاني : هبوط مقامي كقوله تعالى " قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ " البقره 61..اي من الاعلى والافضل الى الادون هنا كذلك لما قال الله لادم وزوجه اهبطا . بمعنى هبوط مقامي من الافضل الى الادنى والله الاعلى و أعلم ثانيا : حقيقة الجنة التي كان فيها آدم وزوجته –عليهما السلام ]وإنما الخلاف الذي ذكروه في أن هذه الجنة التي أدخلها آدم: هل هي في السماء أو في الأرض؟ هو الخلاف الذي ينبغي فصله والخروج منه. واتفق الجمهور على أنها هي التي في السماء، وهي جنّة المأوى؛ لظاهر الآيات والأحاديث؛ كقوله –تعالى-: " وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ" [البقرة:35]، والألف واللام ليست للعموم ولا لمعهود لفظي، وإنما تعود على معهود ذهني، وهو المستقر شرعاً من جنة المأوى. وكقول موسى -عليه السلام -لآدم -عليه السلام-: « علام أخرجتنا ونفسك من الجنة... ؟» الحديث وروى مسلم في «صحيحه» من حديث أبي هريرة وحذيفة قالا: قال رسول صلى الله عليه وسلم: « يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون حين تزلف لهم الجنة، فيأتون آدم، فيقولون: يا أبانا! استفتح لنا الجنة، فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم؟» وذكر الحديث بطوله..هذا فيه قوة جيدة ظاهرة في الدلالة على أنها جنة المأوى ولله اعلى و أعلم. ** تعليق ابن موسى: كانت تلك هى مداخلة اخونا عاطف زكى بارك الله فيه ..واعود واقول لمحاولة الإجابة على هذا السؤال وهو " من اى شئ تم طرد ابليس منه كما اشارت الآية الكريمة..هل المقصود الطرد من رحمة الله ام الطرد من الجنة ؟؟" ..اقول.. ان كان المقصود الطرد من رحمة الله فقد تم ذلك بمسخه وعقابه بالخلود الأبدى فى جهنم واما ان كان المقصود بالطرد من الجنة فأنا اميل بأنها ليست جنة الخلد لأن الله كان يعلم بعلمه الأزلى ماسيفعله ابليس مسبقا ..لذا ماكان الله ليرضى ان تنجس الجنة بوجود ابليس فيها حتى عندما كان ذلك العابد المطيع "عزازيل" وهو محرم عليه حتى ان يشم ريحها فان كان ملوك الدنيا لايرجع لهم امرا او قرارا حتى ولو كان على خطأ فما بالك بملك الملوك والذى يعلم كل شئ من ماضى وآت؟؟؟ .. فهم بتفكيرهم هذا كأنهم يقولون ان تلك الجنة فتحت مرة ثم اعيد غلقها لإكتشاف كفر ابليس وعدم طاعته فتم طرده منها ؟؟؟؟؟؟؟؟ تفكير ينفى عن الله علمه الأزلى بما فى السماء ومافى الأرض وبما مضى وبما هو آت ..انه تفكير يردى بصاحبه فى قاع جنهم والعياذ بالله ..ثم من ناحية اخرى ان الله امر جنة الخلد الا تفتح الا بأمر محمد صلى الله عليه وسلم ولايدخلها اول من يدخلها الا اشرف واطهر خلق الله وهناك حديث شريف يقرر فيه النبى صلى الله عليه وسلم قول رضوان خازن الجنة للنبى عليه الصلاة والسلام حين يدق ابواب الجنة لتفتح له وردا على سؤاله عن شخصه وقوله له "بك امرت ان افتح ابواب الجنة". نعود لأخونا عاطف فقد ذكرفى مداخلته " إن أرواح المؤمنين تدخل الجنة من حين الموت كما في هذه الآية و قال تعالى :" وما أنزلنا على قومه بعده من جند من السماء وما كنا منزلين إن كانت إلا صيحة واحدة فاذا هم خامدون " وقال تعالى :" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون "..وقال تعالى لما ذكر أحوال الموتى عند الموت : " فأما ان كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما ان كان من أصحاب اليمين فسلام لك من اصحاب اليمين وأما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم "والله أعلى وأعلم. واقول انه لاشك ان ارواح المؤمنين ستدخل الجنة برحمة الله تعالى وبعد حسابهم ولكن ليس حين الموت او بمعنى ادق حين الإنتقال الى الطور الأرقى وهو الطور الذى يتخلص فيه الإنسان من قالبه الطينى المتهالك المتعب المثقل بعذابات التجربة الأرضية ويعود الى نورانية الروح التى هى قبس من الله تعالى وروحه كما قال الله تعالى " فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا " الأنبياء91..اما عن المكان التى تسكن فيه الأرواح حتى تقوم الساعة فهو البرزخ كما قال الله تعالى " وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " المؤمنون 100 فالبرزخ جنة مصغرة - بمفهوم المكان الواسع المورف ذى الطبقات - تنتظر فيها ارواح المؤمنين والكافرين كافة لحين يوم الحساب الأكبر ولما وجب على المضيف ان يكرم ضيوفه لذا فالجميع برحمة منه تعالى يتمتعوا بضيافة الله حتى حين وحتى تكون الحسرة اشد على الكافرين وفى نفس الوقت لايمكن لتلك الضيافة ان تعنى ان يختلط الحابل بالنابل وان يجاور الكافر المؤمن او ان يجاور المسلم الغير مجتهد الأنبياء والصديقين والشهداء فلكل درجات ومنازل..وتحضرنى واقعة شاهدتها بنفسى فقد زرت ذات مرة سجن عادى بكندا وادهشتنى الحياة التى يعيشيها المساجين من رفاهية شديدة ويبدو ان دهشتى فهمها الضابط المرافق فقال وهو يبتسم ان تلك الرفاهية لاتمنعهم من تنفيذ حكم الإعدام فيمن حكم عليه بذلك عندما يحين الوقت فهم اولا واخيرا فى ضيافة الحكومة الكندية فأن كان هذا كرم ضيافة البشر للبشر فى الغرب المترف فمابالكم بكرم وضيافة ملك الملوك لمن خلقهم وهل يمنع كرم الضيافة الربانى من ان يورد الكافرين جهنم بعد التمتع القليل بتلك الضيافة حين يجئ الوقت المعلوم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يتبع ............................... |
|
| |
abnmoussa
رقـــيب أول
الـبلد : المهنة : مستشار تطوير النظم وإدارة التحفيز المزاج : مزاج الصقور الحاد فى الترحال التسجيل : 22/04/2008 عدد المساهمات : 387 معدل النشاط : 115 التقييم : 22 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سلسلة انبياء الله ورسله من ادم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم الإثنين 16 مارس 2009 - 17:06 | | | رابعا:تعليم آدم الأسماء نتابع قصة ابو البشر وملخص ماكتب عن تعليم سيدنا آدم الأسماء: يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي الأعظم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري، وهو يسلمه مقاليد الخلافة: "وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا" سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات، سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها - وهي ألفاظ منطوقة - رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة. وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض. ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى لو لم يوهب الله الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات، والمشقة في التفاهم والتعامل حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته امامهم ليتفاهموا بشأنه.. على سبيل المثال ..فأذا كان الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة! مثال آخر..اذا كان الشأن شأن جبل..فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل! مثال ثالث.. اذا كان الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس... إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات. أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية، لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم. ومن ثم لم توهب لهم.. فلما علم الله آدم هذا السروعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء..لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص.. وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم، والإعتراف بعجزهم، والإقرار بحدود علمهم، وهو ما علمهم إياه .. ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء. ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم:" قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ" اراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه عَـلِـمَ ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود.. أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف.. وهذا أشرف شيء فيه.. قدرته على التعلم والمعرفة.. كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها.. بالعلم والمعرفة.. معرفة بالخالق.. وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام.. وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها.. ويدخل في هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض. إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل للآخر. وسؤالي هو : ما هي الأسماء؟؟.." وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِين".. ونتابع فى المرة القادمة تعليق صديقى العزيز المثقف الواعى عاطف زكى.
يتبع بإذن الله تعالى ............................................... 181
|
|
| |
abnmoussa
رقـــيب أول
الـبلد : المهنة : مستشار تطوير النظم وإدارة التحفيز المزاج : مزاج الصقور الحاد فى الترحال التسجيل : 22/04/2008 عدد المساهمات : 387 معدل النشاط : 115 التقييم : 22 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سلسلة انبياء الله ورسله من ادم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم الجمعة 27 مارس 2009 - 9:07 | | | لازلنا مع اخى عاطف زكى المجتهد وقد قال:لازلنا نتكلم عن تعليم الله تعالى لآدم الأسماء وكان السؤال السابق ماهى تلك الأسماء وارجو الا اطيل عليك فى الاجابة. 1- رأى الشيعة : الشيعه تقول بأنها هي اسماء اهل البيت عليهم السلام وطبعاً بمقتضى الايه يستحيل ان يكون المقصود هم الكائنات التي على الارض لان اسم الاشاره ( هؤلاء ) لا يطلق إلا على الذوات العاقلة المدركه فلا يمكن الاشاره الى الحيوانات وتقول .. هؤلاء الحيوانات بل لابد ان هذا الاسم وهو اسم الاشاره ( هؤلاء ) لابد ان يكون لأمر مدرك عاقل .. وهذا لا يتصور إلا لذوات اهل البيت (عليهم السلام) ولا يخفى عليكم ان لفظة) عرضهم ( في الايه تدل على ان هذه الامور مدركه وإلا قاقت الايه ( عرضها) التي أمر الله بها الملائكة تعليمها لآدم ؟؟ -2 رأى علماء السنة :علماء السنه يقولون بأنه هذه الاسماء هي اسماء الكائنات والحيوانات.. الشرح اولا : لمّا كان الأمر يتعلق بأهليّة الخلافة على الأرض، جاءت القدرة على تعلّم الأسماء والنطق بها لتحسم المسألة لصالح المخلوق الذي يملك هذه القدرة. وهذا يعني أنّ القدرة اللّغوية هي الركن الأساس في مسألة الخلافة، وبناء الحضارات. ومعلوم أنّ هذه القدرة لها أساس مادّي، يتمثل بالحنجرة واللسان وما يرافقهما. ولها أساس عقلي، ينمو بنمو الإنسان..ولا يزال الأساس العقليّ سراً من الأسرار، مما يجعلهُ محل جدل بين العلماء المختصّين. البداية تكون بتعليم الأسماء، ويكون ذلك عن طريق الربط بين الصوت والصورة الحسيّة؛ فإذا أردنا أن نُعلّم الطفل كلمة كأس، مثلاً، أحضرنا له كأساً، ثم كررنا على مسمعه كلمة كأس ونحن نشير إلى الكأس. هنا يقوم الطفلُ بالربط بين الصوت والصورة الحسيّة. فإذا تمّ التّعلم تكوّن لدى الطفل القدرة على لفظ كلمة كأس، وذلك عندما يُحسّ أو يتخيّل الكأس. وتكون لديه القدرة على تخيّل الكأس عندما يسمع لفظة كأس؛ فالصورة الحسيّة تستدعي اللفظة، واللفظة تستدعي الصورة،.. وهكذا. أمّا تعلّم الحرف والفعل فهو أكثر تعقيداً، فالحرف (في)، مثلاً، يستلزم عناصر عدّة؛ فإذا أردتَ أن تعلّم الطفل أنّ الماء في الكأس فإنّك تحتاج كأساً، ثمّ تُحضر ماءً، وتسكب هذا الماء في الكأس، ثم تقول للطفل: الماء في الكأس. وكذلك الأمر في الأفعال؛ فلكي يتعلم الطفل معنى كلمة (ضرب) لا بدّ أن يكون هناك ضارب ومضروب وأداة ضرب وفعل ضرب، كمقدمات ضروريّة لتفهيم الطفل معنى كلمة ضرب..جاء في الآيات (31، 32، 33) من سورة البقرة:(" وعلّم آدم الأسماءَ كلها ثم عرضَهُم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين. قالوا سبحانك لا علمَ لنا إلا ما علّمتنا إنّك أنت العليمُ الحكيم. قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم،فلمّا أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيبَ السماواتِ والأرض، وأعلم ما تُبدون وما كنتم تَكتمون" .) إذا أخذنا بظاهر النص القرآنيّ الكريم يمكن أن نقول إنّ الأسماء، في هذه الحادثة الجليلة، كانت لمُسمّيات عاقلة، وذلك لقوله تعالى في حق هذه المسمّيات:" عرضهُم.. هؤلاء.. بأسمائهم". وهذا قد يفسر لنا المقصود بقوله تعالى:"وعلّم آدم الأسماءَ كلّها"، أي أنّ آدم، عليه السلام، قد تعلّم كلّ أسماء المسميات العاقلة التي ستكون محل امتحان لآدم للملائكة، عليهم السلام. وقد استطاع آدم، عليه السلام، أن يخبر بجميع أسماء الكائنات العاقلة التي عُرضت في الامتحان،أي أنّه أنجز 100% ..وهنا قد يثور سؤال: ولكنّ الله تعالى هو الذي علَّم آدم، عليه السلام، فأين الفضل لآدم في ذلك؟! نقول:المقصود هنا قابليّة التعلّم والأداء، أي الاستعداد الفطري؛ جسديّاً، وعقليّاً، ونفسيّاً. ويبدو أنّ ذلك لا يتوفر للملائكة في أصل فطرتهم:"سبحانك لا علم لنا إلا ما علّمتنا". .نعم، هذا هو الأساس المطلوب للخلافة على الأرض، وهذا هو الاستعداد الفطري الأولي الذي لا بدّ منه، ثم يقوم الإنسان بالإبداع؛ فيفرّع، ويولّد، ويستنبط،... بحيث تبقى اللغة لديه مواكبة لتطوره وحاجاته..لقد أدرك الإنسان أهمية اللغة، إلى درجة أن نجد بعض الفلسفات المعاصرة تبالغ في القول بأهمية اللغة، فتزعم أن لا تفكير من دون لغة. ويبدو أننا بحاجة إلى دراسات أوفى تعطي اللغة مكانتها في البناء الحضاري الإنساني. ثانيا :سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم.) (1: سورة الحديد) وهنا نشير الى أنك فى اللغة العربية حينما تقول: (رأيت من فى الحديقة) فأنت تعنى البشر الموجودين بها لأن (من) للعاقل , ولكن حين تقول:(رأيت ما فى الحديقة فأنت لا تعنى الإنسان ولكنك تقصد ما بها من تربة وأشجار وثمار وتجهيزات لرى الأرض بالماء وحيوانات الحديقة وخلافه من الكائنات التى نعتبرها نحن البشر كائنات غير عاقلة..ولكن الآية هنا لا تلتزم بهذه القاعدة لأن التسبيح يستلزم إدراك المسبح بقدرة الخالق الذى نرفع تسبيحنا إليه وقد وردت هذه الصيغة مرتان بصيغة واحدة فى مطلع سورتى الحشر وسورة الصف مع تكرار (ما) قبل كلمة السماوات مرة وقبل كلمة الأرض مرة ثانية (سبح لله ما فى السماوات وما فى الأرض وهو العزيز الحكيم) (1: سورة الحشر) و(1: سورة الصف), فكل ما في السماوات وما في الأرض من كائنات تسبح لله الخالق الذي يقصر الإنسان في التسبيح له. تلك الكائنات التي نقول عنها عناصر كالحديد والنحاس والذهب والأكسجين ....الخ والتي نقول عنها مركبات كالماء والأحماض والقلويات...... ألخ وغيرها من السوائل والأحجار والغازات ليس هناك شكل ثابت للمادة الغاز يتجمد والنحاس يتبخر والماء يتجمد ويتبخر ,الماء يسبح الله والنار تسبح الله ..الشمس والقمر والنجوم والكواكب والذرات والمجرات ومجموعات المجرات , ومكونات الذرات إلكترونات وبروتونات ونيوترونات .. كل الكتل الصماء والزجاج الشفاف والإشعاع الخارق لها والإشعاع الغير قادر على الإختراق الكل يسبح الله ..وكذلك غيرنا من الحيوانات والنباتات شغالة نحلة العسل الضعيفة والنسر القوى و النملة والفيل , الطحلب والحوت العظيم والملائكة وجميع خلق الله الجميع يسبح لله العزيز الحكيم ..حتى الإنسان والشيطان وكل الجن لهم أجساد تذكر الله وتسبح له ولهم أنفس أمارة بالسوء , أطاع أكثرهم أنفسهم هواهم فكفروا بالله وضل بعض هؤلاء الطريق إلي الله بسبب كفرهم فأضلهم الله ومد لهم في طغيانهم لكى يسقط عنهم الحجة يوم يقوم الناس لرب العالمين..والآية 44 من سورة الإسراء يقول الله سبحانه فيها ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن( ..وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم.)(44: سورة الإسراء) جميع الأشياء تسبح بحمد الله وليس فقط من نعتبرهم كائنات عاقلة كالبشر والملائكة والجن (ومن فيهن) فالعقل والإدراك موجود عند الأشياء وكذلك الانضباط في العبادة طبع جبلت عليه تلك الأشياء ولكنها لم تعط تعدد الطرق وحق الاختيار وواجب لنجاح في الاختبار والثواب والعقاب كما أعطى الثقلين والثقلين هما الإنسان والجن. ويقول الله فى سورة الحشر ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله . وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون.) (21 : سورة الحشر) . الخلاصة أن كل المخلوقات تعرف خالقها وتخشع فى عبادتها له وتخشاه وتمجده وتسجد له وتسبح بحمده لأنه الله العزيز الحكيم وكل من اسم الله العزيز واسم الله الحكيم تكرر في معظم مواضع تسبيحالكائنات لله والتى ترتبط بصورة مباشرة أو غير مباشرة بآيآت قتال أو بأس شديد وكلمة البأس عند العرب تطلق على الحرب والقتال الشديد ومهما كانت قوة الأمم وعزتها وحكمتها فإن الله هو العزيز الحكيم الذي يضعف أمام قوته كل قوى ويذل أمام عزته كلعزيز ويحتار أمام حكمته كل حكيم(جميع الأشياء تسبح بحمد الله وليس فقط من نعتبرهم كائنات عاقلة ... ولا شكأن التسبيح لله العزيز الحكيم لا يتأتى إلا من الكائنات العاقلة.) . . انتهت مداخلة صديقى الحبيب عاطف زكى وموعدنا القادم مع سكن آدم وحواء في الجنة و هبوط آدم وحواء من الجنة بالتفصيل وايضا سنرى مداخلة عاطف فى تلك النقطتين فعلى تواصل بإذن الله. . . ..يتبع...........................................................
|
|
| |
abnmoussa
رقـــيب أول
الـبلد : المهنة : مستشار تطوير النظم وإدارة التحفيز المزاج : مزاج الصقور الحاد فى الترحال التسجيل : 22/04/2008 عدد المساهمات : 387 معدل النشاط : 115 التقييم : 22 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سلسلة انبياء الله ورسله من ادم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم الجمعة 3 أبريل 2009 - 7:35 | | | اليوم موعدنا مع حلقة جديدة فى قصة سيد البشر آدم عليه السلام وستكون عن سكن آدم وحواء وذلك من خلال مانشر فى تلك النقطة..بارك الله فيكم. خامسا: سكن آدم وحواء في الجنة كان آدم يحس الوحدة.. فخلق الله حواء من أحد اضلاع منه، فسمّاها آدم حواء. وأسكنهما الله جنة..لا نعرف مكان هذه الجنة. فقد سكت القرآن عن مكانها واختلف المفسرون فيها على خمسة وجوه. 1- قال بعضهم: إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء. 2- ونفى بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى لحرم دخولها على إبليس ولما جاز فيها وقوع عصيان. 3- وقال آخرون: إنها جنة المأوى خلقها الله لآدم وحواء. 4- وقال غيرهم: إنها جنة من جنات الأرض تقع في مكان مرتفع. 5- وذهب فريق إلى التسليم في أمرها والتوقف.. ونحن نميل لهذا الرأي. إن العبرة التي نستخلصها من مكانها لا تساوي شيئا بالقياس إلى العبرة التي تستخلص مما حدث فيها. لم يعد يحس آدم الوحدة. كان يتحدث مع حواء كثيرا. وكان الله قد سمح لهما بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء، ما عدا شجرة واحدة. فأطاع آدم وحواء أمر ربهما بالابتعاد عن الشجرة. غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } طه115 ..واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره، واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير في نفسه يوما بعد يوم. راح يوسوس إليه يوما بعد يوم: {هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى}..تسائل أدم بينه وبين نفسه. ماذا يحدث لو أكل من الشجرة. .؟ ربما تكون شجرة الخلد حقا، وكل إنسان يحب الخلود. ومرت الأيام وآدم وحواء مشغولان بالتفكير في هذه الشجرة. ثم قررا يوما أن يأكلا منها. نسيا أن الله حذرهما من الاقتراب منها. نسيا أن إبليس عدوهما القديم. ومد آدم يده إلى الشجرة وقطف منها إحدى الثمار وقدمها لحواء. وأكل الاثنان من الثمرة المحرمة..ليس صحيحا ما تذكره صحف اليهود من إغواء حواء لآدم وتحميلها مسئولية الأكل من الشجرة.. إن نص القرآن لا يذكر حواء. إنما يذكر آدم -كمسئول عما حدث- عليه الصلاة والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء، وأخطأ آدم بسبب الفضول. لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشفا أنهما أصبحا عرايا .. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما سوءته العارية..هنا عاتب الله تعالى ادام قائلا: {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ }الأعراف22 وهنا استغفر ادام وحواء ربهما على تلك المعصية فتاب الله عليهما أصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة التى عصوا فيها ربهما. . . . يتبع فأنتظرونا ................................................
|
|
| |
abnmoussa
رقـــيب أول
الـبلد : المهنة : مستشار تطوير النظم وإدارة التحفيز المزاج : مزاج الصقور الحاد فى الترحال التسجيل : 22/04/2008 عدد المساهمات : 387 معدل النشاط : 115 التقييم : 22 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سلسلة انبياء الله ورسله من ادم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم الأربعاء 8 أبريل 2009 - 21:35 | | | سادسا: هبوط آدم وحواء من الجنة كما قلنا هبط آدم وحواء من الجنة.. واستغفرا ربهما وتاب إليه. فأدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوب إليها ويلوذ بها {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } البقرة37 جاء فى التفسير الميسر: تلقى آدمُ بالقبول كلماتٍ, ألهمه الله إياها توبة واستغفارًا, وهي قوله تعالى: (ربَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِن الخَاسِرِينَ) فتاب الله عليه, وغفر له ذنبه إنه تعالى هو التواب لمن تاب مِن عباده, الرحيم بهم .. وأخبرهما الله أنهما سيسكنان وسيسيحان فى الأرض.. يعيشان فيها، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث..يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا التصور غيرمنطقي لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة..لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله. كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض الفسيحة. أما تجربة السكن في ضيافة الله وجنته فكانت ركنا من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى جنة الله والخلود فيها يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.
تعليق ابن موسى: عاد الكاتب لعدم التفكرفى موضوع سكن ادام وحواء وتبنى موقف " التسليم في الأمورلله والتوقف" ..انا عن نفسى اخترت الرأى الرابع وهى " إنها جنة من جنات الأرض تقع في مكان مرتفع" وسأدلل على ذلك..فكما اتفقنا انه لايمكن لأبليس تواجده فى جنة الخلد ثم يعصى الله فيها فهذا معناه ان الله فوجئ بمعصية ابليس !!!!! الحقيقة ان الملائكة هم الذين فوجئوا بعصيان ابليس الذى كان وسطهم ولما له من منزلة وعلم ولكنه كان مختلفا عنهم فى امتلاكه لحرية الإختيار..ولما كان علم الله ازلى فبالتالى فهو سبحانه وتعالى يعرف ماكان وماسيكون ولكن برحمته ترك للبشر والجن حرية الإختيار وخوض التجربة بأنفسهم حتى لاتكون على الله حجة بالجبرية والتسيير. ماهى تلك الجنة وماذا عنها؟؟؟ ..كانت تلك الجنة صورة مصغرة لجنة الخلد حيث يعيش الإنسان فيها فى ضيافة الله وأسبابه فلايجوع ولايعرى ولايتألم ولايكابد فكل طلباته مجابة بمجرد التفكير فى اى شئ وكان ذلك هو الدرس الأول للإنسانية متمثلا فى ابو البشر لينقل تلك التجربة العملية المريرة القاسية لمن بعده..كان ادام وحواء فى معية الله ورغم ذلك عصوا الله لأنهم لم يقدروا العواقب ولم يعرفوها لحداثة عهدهم وتجربتهم الإنسانية فكان الدرس الخالد ان يهبطا من الجنة التى كل شئ فيها مذلل بأمر الله ليسيحا فى الأرض ويحيا بأسبابهما فيكابدون ويجوعون ويعرون ويمرضون ويتألمون ويخوضون تجربتهم واختباره الأرضى كاملا حتى اذا مافرغوا من تلك التجربة لوقت محدد بأمر الله حصدوا مازرعوه فى تلك التجربة فان خيرا فخير وان كان شرا فشر..لقد تحسر ادام وحواء كثيرا من تجربتهم المريرة القاسية ونقلوا تلك الحسرة بالتبعية لأولادهم واحفادهم . رحمة الله شاءت ان يتمتع جميع البشر مهما كانت اعمالهم وافعالهم ودرجات إيمانهم بنفس نوعية تلك الجنة ولكن بعد انتقالهم لحياة البرزخ انتظارا ليوم القيامة فتعصر الحسرة والندم قلوب من عصوا الله فى التجربة الأرضية كلما يعرضون على اماكنهم فى جهنم صباحا ومساء كما قال رب العزة {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } غافر46.. وقد صورت آيات القرآن الكريم حالهم ومحاولاتهم اليائسة للإفلات من العقاب الذى ينتظرهم والذين رأوه عين اليقين { لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا { المؤمنون100 . . . يتبع ............................................................. 209-8-4
|
|
| |
abnmoussa
رقـــيب أول
الـبلد : المهنة : مستشار تطوير النظم وإدارة التحفيز المزاج : مزاج الصقور الحاد فى الترحال التسجيل : 22/04/2008 عدد المساهمات : 387 معدل النشاط : 115 التقييم : 22 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سلسلة انبياء الله ورسله من ادم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم الأربعاء 15 أبريل 2009 - 17:52 | | | سابعا:قصة هابيل وقابيل: لا يذكر لنا المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير عن حياة آدم عليه السلام في الأرض. لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض.. وكانت قصتهما كالتالي. كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا،فقدم هابيل احسن ماعنده من شاة وقدم قابيل اردئ محصول لديه فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل..قال تعالى في سورة (المائدة): {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28)}. لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا.. قال القتيل في هدوء: {إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29)}... (سورة المائدة)..انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا.. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله بحجر كبير. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل). جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت..وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ..اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه..قال آدم حين عرف القصة: {هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ} وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه. . . . يتبع .................................................. 212-15-4 |
|
| |
abnmoussa
رقـــيب أول
الـبلد : المهنة : مستشار تطوير النظم وإدارة التحفيز المزاج : مزاج الصقور الحاد فى الترحال التسجيل : 22/04/2008 عدد المساهمات : 387 معدل النشاط : 115 التقييم : 22 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: سلسلة انبياء الله ورسله من ادم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم الخميس 23 أبريل 2009 - 17:59 | | | ثامنا:موت آدم عليه السلام: وكبر آدم.. ومرت سنوات وسنوات حتى بلغ 930 عاما.. وعن فراش موته، يروي أبي بن كعب، فقال: إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال: فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قضي أبوكم. فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل. فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم. وفي موته يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته). . . . يتبع ................................................................. 222-23-4
|
|
| |
| سلسلة انبياء الله ورسله من ادم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم | |
|