عسكرة الفضاءمن هذه الأمثلة وغيرها يتبين أن عصراً جديداً في الحروب قد بدأ أو أوشك
على البدء، هو عصر حرب الفضاء، مع ما يعنيه من عسكرة الفضاء، واستعداد
لاستخدام أسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية لتدميرها، أو أسرها، أو حرفها عن
مدارها، أو سرقة تقنياتها ... إلخ.
واستناداً للأمثلة السابقة التي
ذكرناها وغيرها كثير نستطيع القول إن آفاق الأسلحة المضادة للأقمار
الاصطناعية قد بدأت تتضح ملامحها منذ حقبة الحرب الباردة بين الولايات
المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي السابق، وهذه الأسلحة عملياً هي
موضع اختبارات مكثفة من جانب الدول الكبرى، والأمر لا يتعلق هنا بتدمير
أقمارالتجسس فقط، بل بتحقيق التفوّق في كافة صنوف الأسلحة الأخرى، لأن
معظم الأسلحة المتطورة الحالية المستعملة في الجيوش تعتمد في توجيهها على
الأقمار الاصطناعية، أضف إلى ذلك أن تدمير الأقمار الاصطناعية أو شلها
سيؤدي إلى اضطراب في نظم القيادة والسيطرة، وعجز الخصم عن توجيه الأسلحة
الباليستية والقنابل الذكية، وشل الإنذار المبكر.. أي أن من يستطيع تحقيق
التفوق في الفضاء عبر تدمير أقمار الخصم يستطيع حتماً تحقيق التفوّق في
الأرض.
ونعود إلى السؤال عن الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية الموضوعة في الخدمة حالياً، وسنجد أن أهمها ما يلي:
الأقمار الانتحارية: وهو نهج تركز عليه روسيا وتسعى إلى تطويره بعد نجاح
تجاربها على أقمار كوزموس التي ذكرناها، وبنية القمر من هذا النوع لا
تختلف عن بنية وتقنية الأقمار الأخرى، لكنه مزوّد بعبوة متفجرة شديدة
الانفجار وكاميرات حساسة تتيح له تصوير الأقمار الأخرى عن بعد وإرسالها
بسرعة فائقة إلى الأرض، وفي الأرض يكون لدى مرسلي القمر إمكانية اختيار
القمر الذي يريدون تفجيره، فيوجهون القمر إليه ليلتحم به ويفجّر نفسه، ما
يؤدي إلى تدمير القمرين معاً.
وقد تم تطوير هذا القمر بحيث يستطيع
الانتقال من مدار إلى أي مدار آخر يتم اختياره، ويُقال إن روسيا (في عام
1999م) أرسلت سبعة أقمار انتحارية من هذا النوع إلى الفضاء كقوى مضادة
للأقمار الاصطناعية يمكن استعمالها في أي وقت، وهو ما شكّل قلقاً كبيراً
للولايات المتحدة والدول الأخرى، إذ عملياً لا يمكن تمييز هذه الأقمار
الانتحارية عن الأقمار الروسية الأخرى، وهو ما يعني بداية عصر زرع الفضاء
الخارجي بالألغام، مع ما يشكّله ذلك من خطر يشابه الخطر الكبير الجاثم على
الأرض، نتيجة زرع الألغام الأرضية، فقد يصادف أن يمر قمر ما قرب قمر
انتحاري أو يلامسه نتيجة خلل أرضي، مما يعني حدوث انفجار مكلف لأصحاب
القمرين، وقد نفى الجنرال (يوري ف. غروشكي) مدير الأبحاث الفضائية في
القيادة العسكرية الروسية هذه النظرية موضحاً أن انفجار قمر انتحاري لا
يمكن أن يتم إلاّ عبر أوامر من الأرض، مما ينفي صفة اللغم الفضائي عنه،
وكأنه بهذا النفي يثبت حقيقة أن روسيا قد أرسلت فعلاً أقماراً انتحارية
للفضاء الخارجي.
وهناك برنامج الأقمار القاتلة للأقمار الاصطناعية
الذي تطوره روسيا أيضاً، وقد تم إدخالها في الخدمة عام 1997م، ويضم هذا
البرنامج الذي يقع مركز قيادته في ضواحي موسكو الأقمار الاصطناعية التي
تعترض الأقمار الاصطناعية المعادية، وهو مزوّد بصواريخ (
b-36)
المخصصة لوضع قتلة الأقمار الاصطناعية في مداراتها، وقد تم تجريب هذه
الأقمار أكثر من مرة بنجاح، حيث أكد (أناتولي سافين) مدير البرنامج بأن
الأقمار قاتلة الأقمار الاصطناعية تستطيع اللحاق بالأهداف المطلوبة
وتدميرها منطلقة من مدارات منخفضة نسبياً أو مهاجمتها على المدار نفسه
وجهاً لوجه.
صواريخ م- أرض: في عام 2001م، وربما كرد على الأقمار
الانتحارية الروسية، أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية أنها قد نجحت بتصنيع
صواريخ خاصة مضادة للأقمار الاصطناعية تُطلق من طائرات
F-15 وهي تحلق على ارتفاعات عالية وتوجه بالأشعة تحت الحمراء وتستطيع إصابة أي قمر مستهدف.
أشعة الليزر: يعلق العسكريون آمالاً واسعة على استخدام أشعة الليزر كأهم
سلاح للأقمار الاصطناعية، وقد رصدت وزارة الدفاع الأمريكية ميزانية ضخمة
لمؤسسة
S.I.O المتخصصة بتطوير استخدامات أشعة الليزر لتطوير إمكانية استخدام منصات تحمل مصادر توليد الليزر
space-born-laser لتدمير الأقمار
S.I.O،
والدراسات الحالية تهدف بشكل رئيس إلى تصنيع أجهزة تتيح وضع مكونات الليزر
في المدار بواسطة مكوك، ثم تجميع هذه الأجهزة لتصبح سلاحاً فعّالاً في قتل
الأقمار المعادية.
سلاح المرايا: تجري الولايات المتحدة الأمريكية
بشكل حثيث أعمال تنفيذ مشروع (سلاح المرايا)، وهو يعتمد على تعليق مرايا
كبيرة في الفضاء يبلغ قطر كل منها نحو 30 كلم، حيث يمكن تجميع هذه المرايا
بواسطة المكوك في منصات فضائية تُعلّق على مدارات محددة، ثم تُوجّه إليها
حزم من أشعة الليزر من مواقع متعددة على الأرض لتنعكس على بعض من هذه
المرايا متوجهة بتحكم أرضي نحو الأقمار الاصطناعية المعادية .
المضخات
النووية: وبشكل حثيث أيضاً، تجري روسيا والولايات المتحدة الأمريكية تجارب
على سلاح (المضخات النووية)، وهو سلاح يتركز أداؤه على توجيه حزم من
الأشعة السينية فوق شعاع الليزر لإحداث انفجار نووي محدود في الفضاء،
ليطيح بالصواريخ المعادية على الارتفاعات العالية.
سلاح الصواعق: تقوم
فكرة هذا السلاح على توليد شعاع من الجسيمات أو الجزئيات المشحونة بشحنات
عالية الطاقة من مصادر معلقة في الفضاء، وإذا وجهت نحو الأهداف المعادية،
فإنها تحدث فيها عند ملامستها مثل ما تحدثه الصواعق الجوية من انفجارات
عند وصولها للأرض.
ويتم توليد أشعة الجسيمات من تسارع البروتونات
والأيونات في ذرات بعض المواد فتنطلق منها الأشعة عالية الطاقة، ومثل هذه
الصواعق العالية يلزمها طاقة كهربائية قوتها لا تقل عن (50) مليون فولت،
لكي يكون تدفقها مؤثراً، ويتم أداؤها من خلال جزء من الثانية، وهي ذات
فاعلية تدميرية أكبر عشرات المرات من أشعة الليزر ضد الأقمار الاصطناعية.
أجهزة التشويش على الأقمار الاصطناعية المعادية: وذلك من خلال وضع هذه
الأجهزة في طائرات، والطيران بها فوق المنطقة المُراد حمايتها من رصد
الأقمار المعادية، وهو برناج تتبناه بحماس الآن القوات الجوية الأمريكية
من خلال مختبر الليزر المحمول
all والموجود في طائرة اختبار من نوع "بيونغ إن كي سي 135".
الأسلحة المضادة للمحطات الأرضية: المتابعة للأقمار، مما يؤدي إلى انعدام
الاتصال بالقمر وفقدان السيطرة عليه، علماً أنه من الصعب توفير الحماية
الكاملة لهذه المحطات، نظراً لضخامتها وكثرة المنشآت فيها، وحالياً تُبذل
جهود بحثية أمريكية لتصغير حجم منشآتها المستقبلة للأقمار الاصطناعية أو
تحويلها إلى محطات متنقلة.
سيناريو قريب حقيقي اهتمام الدول الكبرى بحروب الأقمار الاصطناعية لم يعد يأتي من باب
الاحتياط أو الترف، بل صار ينبع من حقيقة أن حروب الفضاء قادمة قريباً، بل
قريباً جداً، وثمة سيناريو واقعي قريب التحقق تم الكشف عنه مؤخرا،ً مفاده
أن وزارة الدفاع الأمريكية قد وضعت مؤخراً خطة تشبه خطة الحرب الخاطفة
التي اعتمدتها آلة حرب ألمانيا النازية في الثلاثينيات، وترتكز على
الأقمار الاصطناعية والسلاح غير النووي دقيق التصويب.
وتنص الخطة التي
قدمها وزير الدفاع (وليام كوهين) إلى الرئيس الأمريكي والكونجرس الأمريكي
مؤخراً على تكوين القوات المسلحة القادرة على تدمير أي بلد من بلدان
العالم عبر القيام بضربات سريعة تستهدف تدمير المنشآت الهامة بحلول عام
2010م، وستشكل عشر مجموعات أو تشكيلات القوة الرئيسة لجيش الولايات
المتحدة الأمريكية في المستقبل، وتضم الواحدة منها الطائرات المزودة
بالصواريخ والطائرات والأقمار الاصطناعية التي تبحث عن الأهداف المطلوب
تدميرها وتدل على من يطلقون الصواريخ إليها.
وتضم شبكة الأقمار
الاصطناعية التي تدخل في آلة الحرب أيضاً أقمار الاتصالات التي تقرأ
البيانات الواردة من مصادر المعلومات الفضائية، والجوية، والأرضية،
والأقمار الاصطناعية التي تتنصت على اتصالات العدو، والأقمار الاصطناعية
التخصصة في شن حرب المعلومات عن طريق بث برامج المحطات الإذاعية
والتلفزيونية التي تستهدف هدم معنويات الشعوب والسيطرة على سلوكها، ويمكن
إطلاق الصواريخ ذات الرؤوس المدمرة أيضاً من الطائرات التي تنطلق من
حاملات الطائرات ومن السفن أو الغواصات بشكل مباشر.
وإذا تمكنت
الولايات المتحدة الأمريكية من تحقيق كل ما تخطط له، فإنها ستستطيع تدمير
الصواريخ النووية في مواقعها على الأرض بواسطة صواريخ كروز والطائرات
الخفية، ومن هنا رأي الجنرال (فالنتين روغ) وهو الخبير العسكري الروسي
الذي يهتم بسلاح الأقمار الاصطناعية أنه سيكون بإمكان الولايات المتحدة
الأمريكية في عام2009م إطلاق نحو (5،4) ألف صاروخ من صواريخ الكروز من
(98) سفينة، و (183) طائرة في وقت واحد، ولا مجال لإيقاف هذا الزخم إلاّ
بتعطيل الأقمار الاصطناعية التي توجهه، وهو ما يجب أن يحفز روسيا أكثر
لإيجاد أسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية، أي الأسلحة التي يمكن بواسطتها
تدمير الدروع الأسلحة بضرب عيونها وهي الأقمار الاصطناعية، وعندها لا يمكن
للمعتدي أن يقوم بضربات سريعة ذات أهداف محددة، وستتجنب روسيا سباقاً
جديداً للتسلح يرهق الخزينة العامة.
وقالت صحيفة (نيزافيسيا) الروسية
التي أوردت هذا التقرير أن روسيا بناء على هذا السيناريو الأمريكي صارت
تعطي أهمية قصوى لنظام الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية، وهو النظام
الذي أطلق عليه صُنّاعه اسم: (قاتل الأقمار الاصطناعية) ودخل الخدمة في
عام 1979م، وكان قاتل الأقمار الاصطناعية في البداية عبارة عن قنبلة طائرة
تدمّر الهدف بشظاياها وقت الانفجار، ومن ثم تم تصنيع قمر اصطناعي يحمل
أربعة صواريخ من فئة فضاء-فضاء يستطيع إصابة أربعة أهداف، وكان النظام
الروسي العسكري في البداية يعترض الأهداف على ارتفاع يصل إلى ألفي كيلومتر
ثم أصبح قادراً إسقاط الأقمار الاصطناعية على ارتفاع يصل إلى أربعة آلاف
كيلومتر.
ويمكن لهذا النظام أن يوفّر الحماية للسماء فوق روسيا
اعتباراً من العام 2006م، كما يمكن تطويره حتى يستطيع محاربة الأقمار
الاصطناعية على ارتفاع يصل إلى (36) ألف كيلومتر، ولأن الإلكترونيات
الحديثة أقل وزناً من الإلكترونيات العائدة إلى السبعينيات، فإنه يمكن
للقمر الاصطناعي الروسي المضاد للأقمار الاصطناعية أن يحمل مزيداً من
الوقود والأسلحة ويمكن نقله من (بايكونور) بكازاخستان إلى القواعد
الفضائية داخل روسيا ويمكن أن ينطلق الصاروخ الذي يحمل قاتل الأقمار
الاصطناعية من المنصات المخبأة تحت الأرض التي تنطلق منها الصواريخ
الاستراتيجية.
ويمكن لروسيا أيضاً أن تستفيد من نظام
e-13،
وهو نظام الصواريخ المضادة للصواريخ، الذي يقي موسكو في محاربة الأقمار
الاصطناعية التي توجه الصواريخ إلى الأهداف المطلوب تدميرها على الأرض،
وتقع لوحة التحكّم في إطلاق الصواريخ الروسية المضادة للصواريخ في محطة
(دون 2م) التي يتوجب عليها أن تكشف عن الصواريخ المهاجمة.
حماية الأقمار الاصطناعيةإذن، وبحسب ما ذكرناه، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستقاتل في المستقبل
القريب جداً من الفضاء وعبر الأقمار الاصطناعية كخطوة أولى، وروسيا، وربما
الصين أيضاً، تتحدثان بقوة عن مشروعية تطوير نظم الأسلحة المضادة للأقمار
الاصطناعية مع اعترافهما أنه حالياً لا يمكن نشر الأسلحة المضادة للأقمار
الاصطناعية بتسارع نشر الأقمار الاصطناعية نفسه، ومع ذلك فإن الولايات
المتحدة الأمريكية تأخذ بشكل جدي الاستراتيجيات الأخرى في الدول الكبرى
الهادفة إلى تطوير الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية، وضمن هذا الاهتمام
تأتي الإعلانات الأمريكية المتكررة بأن الولايات المتحدة وصلت إلى مراحل
متقدمة جداً في الرد بالأسلوب نفسه على أية دولة تفكر بالتعدّي على
أقمارها الاصطناعية، ومن هذه التصريحات تصريح (مالكولم كوري) مسؤول
استراتيجيات الفضاء في البنتاجون بتاريخ 10-4-2005م، بأن الولايات المتحدة
الأمريكية لن تتوانى عن الرد بعنف على أية دولة تحاول المساس بالأقمار
الاصطناعية الأمريكية، وعندما سُئل إن كان يعني الرد عبر الأسلحة الأرضية،
فأجاب: "بل بالأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية التي ستفاجئ الدول الكبرى
إذا استعملتها الولايات المتحدة ذات يوم".
وبعيداً عن التصريحات،
اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية ميدانياً إجراءات وقائية مضادة للأسلحة
المضادة للأقمار الاصطناعية، منها: إقامة مركز عمليات الدفاع الفضائي
Space Defence Operations Centerفي مجمع (جبل شيلان بمدينة كولارادو) عام 1979م، مع الإعلان بأن الدفاع
الفضائي جزء لا يتجزأ من الدفاع القومي الأمريكي، وأحد أهم مهام المركز
حماية الأقمار الاصطناعية الأمريكية من أية أسلحة مضادة للأقمار
الاصطناعية، والتحكّم في نظام التسليح الأمريكي المضاد للأقمار
الاصطناعية، وبشكل عام، تتحدد أهداف المركز بتنسيق العمليات المتعلقة
بالدفاع عن الأقمار الاصطناعية.
وضمن الإجراءت الأمريكية أيضاً تم
إنشاء سد راداري في المحيط الهادي على جزر (كواجلين، والفيليبين، وغوام)،
للتعرف على الأجسام الفضائية. وفي عام 1999م أنشأت وزارة الدفاع الأمريكية
مركز التفتيش والتتبع للأنشطة الفضائية ويتبع قيادة الدفاع الجوي والفضائي
في (كوالارادو)، ومهمة المركز هي توفير العلومات الموثوقة عن كافة الأجسام
الفضائية من أقمار اصطناعية، وتسكوبات، ومحطات فضائية، ومختبرات فضائية،
ومركبات وسفن فضائية.
وفي الأجيال الحديثة من الأقمار الاصطناعية روعي
تزويدها بأجهزة إنذار خاصة تقوم بإبلاغ محطات المتابعة الأرضية عن أي هجوم
تتعرّض له حتى بعد تدميرها، كما يتم الآن من قِبَل الدول الكبرى إطلاق
أعداد من الأقمار الاصطناعية الزائفة إلى جانب الأقمار الحقيقية، بحيث
يصعب على الخصم رصد الأقمار الحقيقية واستهدافها.
ونتيجة التطور
المتسارع في تقنية الأقمار الاصطناعية تم التوصّل مؤخراً إلى أجيال متطورة
من هذه الأقمار يمكن وضعها في حالة سكون على ارتفاعات عالية جداً بعيداً
عن متناول نظم الرصد والكشف المعادية ولا يمكن الاهتداء إلى أمكنتها إلاّ
بأجهزة مقامة في منصات فضائية تعتمد على موجات طويلة للأشعة تحت الحمراء،
كما تم التوصّل إلى أقمار تمتلك ميزة الدفاع الإيجابي عن نفسها في حال
تعرضها للاعتداء، كتزويدها بوقود إضافي كافٍ لتجنّب الأسلحة المضادة
للأقمار الاصطناعية ورفع نفسها بسرعة إلى مدارات عالية تجنبها
الأقمارالمضادة لها أو الصواريخ أو أشعة الليزر، وهناك خطط لإخفاء الأقمار
الاصطناعية وراء المخلفات الفضائية من أقمار اصطناعية تالفة قديمة.
وبحسب بعض الصحف العسكرية الفرنسية المتخصصة، فقد تم التوصّل إلى تصنيع
أقمار اصطناعية من مواد خاصة لا تعكس الإشعاعات الرادارية، مما يجعل أمر
كشفها صعباً من قِبَل المحطات الأرضية المعادية.
وبعد.. إنها حروب
الأرض من الفضاء، بدأت تجرّ الدول الكبرى إلى حروب الفضاء من الفضاء عبر
الأقمار الاصطناعية، والأسلحة المضادة لها؛ والمشكلة أنه لا توجد حتى الآن
معاهدة دولية حول تنظيم استغلال الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية، مما
بدأ يعيد العالم فعلياً إلى حرب باردة جديدة قد تتحول فجأة إلى حرب ساخنة،
وعندها من يدري!!