لم يكن هناك سوى سبب وحيد يبرر النشاطات الاستطلاعية الاسرائيلية المكثفة - معظمها سجّل في المنطقة قرب الموانئ السورية على المتوسط (اللاذقية وطرطوس) - ألا وهو الشحنات السرية للأسلحة الى
العراق عبر سوريا, والذي كان يعرف أنها وصلت الى الموانئ السورية عدة مرات خلال 2001,هذا يبدو على الأقل سببا مقنعا لتفسير الطلعات الاستطلاعية الاسرائيلية في تلك المنطقة تلك السنة.
بطبيعة الحال فإن آخر شحنتين تم التبليغ عن وصولهما اي سوريا كانتا في شباط 2002,ولم يتم الابلاغ عن أي شحنات أخرى - عدا المخصصة لسوريا - بعد ذلك.
في حال كان الاسرائيليون يبحثون عن الشحنات المخصصة للعراق فإن أفضل وقت لتصويرها كان حين تكون هناك قوافل كبيرة من الشاحنات تتحرك على طريق
بيروت-دمشق السريع في جنوب شرق سوريا.
ومع ذلك فإن هذا سيكون حوالي بعيدا 100كم شمال عن مكان حصول حادثة نيسان 2002,حين أسقطت طائرة MiG-23S طائرة الاستطلاع الاسرائيلية.
بالنظر الى أن الجزء الرئيسي من القوات العسكرية السورية متمركز في جنوب البلاد فإن مهمات الاستطلاع فوق الشمال الغربي لسوريا يبدو أقل خطورة, حتى ولو
كانت الصور المأخوذة هناك يمكن أن تكون مضللة بسبب أن أغلب المعدات الواصلة عن طريق الموانئ السورية - بغض النظر ان كانت مخصصة لسوريا أو
العراق - كان يجب أن تجلب الى منطقة دمشق.
وعلى العكس من ذلك فإن المناطق الجنوبية الغربية من سوريا كانت تعتبر الأكثر تحصينا وهي المناطق الأكثر سهولة للرد من قبل السوريين.
بالتأكيد فان هناك احتمالا دائما بأن الاسرائيليين كانو مهتمين فقط بما يدور في المناطق الأعمق من سوريا وخلف جبهة الجولان أو ببساطة ماكان السوريون
يستوردون لأنفسهم وليس كثيرا لما كان يجلبه العراقيون.
المصدر:
http://www.acig.org/artman/publish/article_437.shtml