حضرتك بتتحدث عن الأسرة 25 وتحديدا الفرعون طهارقا وله انتصرات على الفرس وأذاقهم طعم الهزيمة
وهزم الملك الأشورى أسحريدون فى معركة حدثت بشرق الدلتا فى مصر وفر الملك الأشورى من الهزيمة النكراء
الا أن تدهور احوال الفرعون المصرى طهارقا مكن أسحردون الأشورى من معاودة الكرة بعد هزيمتة بعامين
وتمكن من أسقاط طهراقا وأحتلال مصر ثم التحرير على يد الملك أبسماتيك الأول  .

وطهراقا كان ملقب بحامى أورشاليم " القدس " من هجمات الفرس والأشورييين أيضا
فسلسلة أنتصاراتة احق بأن تغفر له هزيمة واحدة .. ولم يدم الامر كثيرا حيث قام الملك ابسماتيك الأول
بتلقين الأشوريين درسا مؤلما عن معنى الحرب .

يا عزيزى التاريخ لا يخذ بلقطة معينة
بل يؤخذ شاملا من البداية والنهاية وتسلسل الأحداث


مثل الذى يقول أن أسرائيل هزمت مصر فى 1967 ويسكت
ولا يتحدث عنما أصابهم بعد 40 يوم من وقف القتال بغرق المدمرة أيلات والمدمرة يافوو
فى يوم واحد وصولا لحرب الأستنزاف ثم أنتصار 1973 .

لو أخذت لقطة أن أسرائيل أنتصرت وأحتلت سيناء
قد تكون فكرا للقارئ أن مصر دولة ضعيفة .. لكن عندما توضح البداية والنهاية مروا
بالأحداث تكتشف معنى القوة معنى الصلابة ولا أقصد بالصلابة أعلان فياجرا لكن اعنى
التماسك لتلك القوة حتى فى اوج أزمتها ..

الأمر ذاته سلسلة أنتصارات لمصر على ملوك الفرس واللأشوريين
ثم سقطة لملك مقاتل له من الانتصارات ما يكفية وفى المسيحية يحمل لقب
يتوافق مع حجمة بحامى أورشاليم .. وبعد تلك السقطة يأتى أنتصار

ما المشكلة فى هذا يا أخى الكريم ..

بعد هذا السرد المطول وتعارض وجهات النظر
حول القوى العسكري الكبرى فى التاريخ

للأسف عنوان الموضوع يحمل خطئ هيكلى وضوح
لأنه يهمل تماما البعد الزمنى للتصنيف .

كل حقبة زمنية تكون لها متغيرات ومؤثرات واضحة
على الشعوب ومنها عوامل بيئية وتغيرات مناخية

قوة عظمى ضربتها اعصاير سببت فيها خراب ودمار

قوة عظمى تاريخيا ضربت أرضها جفاف لفترة زمنية أحدثت فيها من المعاجات
وتسببت فى هجرات الى الخارج وحدثت معها حالة فقر وخراب ودمار .

أى البعد الزمنى هو عامل مؤثر للغاية
ولا يمكن أهمالة .

يعنى مثلا الدولة الفرعونية فى الأسرة الحديثة عموما هى قوة عظمى
جارفة .. ونجد فى أواخرها صعود للفرس وهذا الصعود صاحب أنهيار للقوة الفروعنة
وصعود قوى للأغريق واسطورة أسكندر المقدونى والامبراطورية الرومانية .

ثم قيام الدولة الأسلامية وانهيار الفرس وقايم الدولة الأسلامية أمام روما
ثم الفتوحات الأسلامية على مستعمرات روما فى الشرق وتزداد التوسعات شرقا وغربا من حدود
الصين الى الأندلس .. فيأتى صعود الصليبيين موازى للقوة الأسلامية وتظهر فى الشرق الأقصى
قوة التتار وتجتاح العالم الأسلامى وتصبح لحقبة زمنية قوة موازية للصليبيين الأوربيين على حساب
قوة العالم الأسلامي .. ثم انهاير التتار وصعود جديد لقوة الدولة الأيوبية امام الصليبيين ثم أرتفاع
شان الدولة العثمانية أمام الصليبيين ويتفكك التحالف الصليبى وتأتى مرحلة  الدولة العثمانية القوية المعاصرة
لبريطانيا العظمى ثم انهاير الدولة العثمانية وتحمل لقب رجل أوربا المريض وتحدث التوسعات على مستعمراتة
وأستمرار بريطانيا العظمى ومعاصرتها للسوفيت ثم تفكك المستعمرات البريطانية وصعود القوةالأمريكية
أمام السوفيت ثم انهيار السوفيت وتصبح الولايات المتحدة قوة عظمى ويحدث صعود جديد
لقوة قادمة أسمها الصين أمام الولايات المتحدة الأمريكية
فى حالة أنحدار وسقوط  متسارع أقتصاديا وسياسا
وأقرب ليكون عسكريا ..


لا يمكن أبدا تحديد دولة بعينها بصفة القوة العظمى المطلقة
بل يجب تحديد أطار واضح لا يمكن أهمالة وهو البعد الزمنى
وهذا هو دور التاريخ فى تحديد الأطار لهذا البعد الهام
بدون التاريخ ان تفقد عنصر الزمن أهميتة .


لذا الخطئ لم يكن من المحاورين
بل الخطة فى صيغة طرح الموضوع وأهمالة للبعد الزمى
لتحديد معنى كلمة القوة العسكرية التاريخية .



تحياتى لكم جميعا


كابوو