تتساءل مجلة الوطن العربي من يحرك شيعة الكويت ؟ بل لماذا كان الكويتيون يتوجسون من
مخاطر انتقال عدوى عودة الروح إلى شيعة العراق ويتخوفون من عبور الخلافات المذهبية
الحدود مقبلة من البصرة لتهدد بإحراق جميع .أبناء الكويت وإنجازاتهم . كما حذر رئيس
الحكومة الشيخ صباح الأحمد فإذا هم يفاجئون بالدليل القاطع على أن من يحرك مشروع
الفتنة الطائفية ليس مقتدى الصدر بل علي خامنئى مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية
. و تقول المجلة أن ما كشفته الأجهزة الكويتية من تفاصيل لمخطط الاختراق الإيراني
لشيعة الكويت وخفاياه بلغت من الخطورة والتهديد للأمن والاستقرار والسلم الأهلي حدا
أرغم مسئولي الإمارة الصغيرة المعروفين بدبلوماسيتهم الهادئة وتوجهاتهم المسالمة
وخصوصا تجاه الجار الإيراني الخطير على الخروج عن تقاليدهم والمغامرة بأزمة
دبلوماسية وأكثر مع ملالي طهران .للوهلة الأولى كان مفاجئا أن تلجأ الخارجية
الكويتية إلى استدعاء القائم بالأعمال الإيراني في غياب السفير أبو القاسم الشعشعى
للاحتجاج العلني المصحوب بحملة إعلامية . وكان مفاجئا أكثر أن يغتنم وزير خارجية
الكويت الشيخ محمد الصباح الأزمة التي تفجرت مع اتهام إيران بتنظيم لقاءات مع شيعة
كويتيين في سفارتها في الكويت إلى حد وضع النقاط على الحروف والتصريح بأن إيران
تشكل خطرا استراتيجيا على دول الخليج .
وكانت الأزمة قد اندلعت عندما تم تسريب خبر تنظيم السفارة الإيرانية في الكويت
للقاءات جمعت رموزا شيعية من بينهم أعضاء التحالف الوطني الإسلامي المعروف كويتيا
بحزب الله الكويت مع مسؤولين إيرانيين من بينهم ممثل الولي الفقيه المرشد خامنئى
الكلبايكانى.و في الأيام التالية بدأت تتكشف معلومات إضافية عن مخطط الاختراق
الإيراني للساحة الشيعية الكويتية واللقاءات العديدة التي تحصل منذ أكثر من سنة مع
مبعوثين إيرانيين باسم خامنئى بينها لقاءات دورية في منزل السفير الإيراني. ولعل
أخطر ما تعلق بتدخل إيراني في الانتخابات الأخيرة في الكويت حمل عنوان مساعي وساطة
لتوحيد الشيعة وحل الخلافات بين مجموعات متنافرة وهو تعبير دبلوماسي لما يعتبر
بمثابة عملية وضع يد إيرانية على شيعة الكويت في مواجهة مساعي السلطة لاحتوائهم
وتقريبهم منها . وفي رأى مصادر كويتية مطلعة أن عملية الاختراق الإيرانية هذه لم
تكن أقل من عملية تعبئة لشيعة الكويت في إطار المشروع الإيراني الأكبر الذي انطلق
من عملية فرض نفوذ إيران على شيعة العراق ومحاولات أخرى جرت ويقال إنها مازالت تجرى
على خط شيعة البحرين .
وعلى الرغم من حرص البلدين على التأكيد أن الأزمة الأخيرة لن تؤدى إلى توتر
العلاقات بين البلدين وأنها زلة و غيمة عابرة إلا أن الأوساط المطلعة في الكويت
والخليج وخصوصا تلك المراقبة لحملة الاتهامات و الهجمات التي شنتها صحف إيران
التابعة للمرشد والتيار المحافظ والراصدة لمخطط إيران التوسعي في الخليج تتخوف من
انعكاسات خطيرة في المستقبل . وفي رأى هؤلاء أن حكام الكويت أحسنوا فعلا هذه المرة
بعدم السكوت على التدخل الإيراني في شؤونهم وتفجير الأزمة وكشف المخطط من بدايته
وخصوصا تحذير الكويتيين والدول العربية الأخرى مما تعده إيران لمرحلة ما بعد العراق
.والسؤال الذي يطرحه الكويتيون الآن هو: هل يتوقف خامنئى وجماعته عن تصدير الفتنة
وشق صفوف المسلمين وهل يعي الكويتيون أهداف الساعين لاستغلالهم والتغرير بهم وتهديد
الأمن والاستقرار في بلادهم . . قبل فوات الأوان ؟