أكد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، اليوم السبت، أن العراق ينتظر موافقة الكونغرس الاميركي على إمتلاك العراق طائرات من دون طيار وإباتشي و (اف 16)، وأشار إلى أنه أطلع اعضاء الكونغرس على الاهمية القصوى لتلك الاسلحة "لكسر شوكة الإرهاب"، وفيما اعرب عن امله بأن يكونوا "قد اقتنعوا بحاجة البلد اليها، شدد أن التعاقد عليها "سيأخذ وقتا طويلا".
وقال نوري المالكي في تصريحات صحافية في طريق عودته من واشنطن، إن "وفدنا العراقي عقد مباحثات مع الجانب الاميركي وتمت مناقشة حاجة العراق للأسلحة والخبرات والمعلومات التي تدخل في مجال مكافحة الإرهاب وليس على الأسلحة الاستراتيجية أو الثقيلة"، مبينا أن "الحديث كان حول تفعيل القدرات العراقية وقدرات الشراكة الموجودة في ملاحقة الإرهاب والإرهابيين وكسر شوكته".
وأضاف المالكي أنه "سيكون هناك مساعدات متعلقة بالسلاح الذي يستخدم لمكافحة الإرهاب، إلى جانب تعاون أمني على مستوى المعلومة الاستخبارية والتدريب والتعاون المتبادل"، مشيرا إلى أن الوفد اوضح "الضرورات لاستخدامات طائرات الأباتشي، ونعتبرها من الأسلحة التي تدخل في صلب مكافحة الإرهاب وضرب أوكارهم ودك معسكراتهم، وهي ليست سلاحا استراتيجيا".
ولفت المالكي إلى أن "الأباتشي ومثل هكذا أسلحة نوعية تحتاج إلى وقت طويل، ونحن لدينا عقد ونتفاوض على إجرائه وسنستمر به لحاجتنا الماسة لمثل هكذا أسلحة، لكن الأسلحة التي نريدها على وجه السرعة هي تلك المتوسطة وذات الطابع الهجومي التي سنستخدمها في مواجهة القاعدة، إلى جانب حاجتنا للتعاون بقضايا الاتصالات والمعلومات والاستخبارات"، مؤكدا أن "العراق لا يريد أن يعود إلى حروب إقليمية".
وتابع المالكي "لدينا صفقات أخرى مع الجانب الاميركي منها طائرات (اف 16) والأباتشي و(بل) الهليكوبتر المقاتلة وأبرامز"، مشيرا إلى أن "الصفقات تأخذ وقتا طويلا وهي سائرة في طريقها، ضمن السياقات المعمول بها في الإدارة الاميركية والملزمة بموافقة الكونغرس".
واكد المالكي أن "من الأمور التي طلبناها ضمن التقاعد على السلاح هي طائرات بلا طيار، لأنها ضرورية جدا لمنطقة شاسعة من الصحراء التي تتخذ منها الخلايا الإرهابية بعض الملاجئ والملاذات، ولقد ساعدتنا تلك الطائرات بالكشف عن بعض معسكرات القاعدة وخلايا الإرهاب والتي وجهنا لها ضربات موجعة".
ووأشار المالكي إلى "وجود موقف اميركي إيجابي وتعاون واضح"، مبينا أن "أخر معسكر كبير كانت الولايات الاميركية قد ساعدتنا في الكشف عنه، إلى جانب مساعدتها بمرحلة سابقة في الكشف عن مواد كيمياوية مهربة للعراق، لكن طبيعة التحدي وحجمه للقاعدة وانتشارها يحتاج إلى مزيد من التعاون".
وأوضح المالكي "نحن ألتقينا بأعضاء الكونكرس وحاولنا أن نوضح لهم الضرورات والأهمية القصوى، ونرجو أن يكونوا قد اقتنعوا، بضرورة الموافقة ودعم إرادة الإدارة الاميركية بمساعدتنا بهذه الأسلحة".
وكان المالكي أكد في التصريحات ذاتها، أن المملكة العربية السعودية او غيرها ممن يعتقد بقدرته على دعم "النار الموجودة في سوريا لن يسلموا منها"، وشددأن من تعامل مع الحدث السوري بالدعم والتسليح والتجهيز "لن يجني من هذا العمل إلا مزيد من التدهور والانعكاسات في دولهم، وفيما نصحهم بـ"الكف عن دعم الحركات المتطرفة فيها"، أشار إلى أن العراق هو من "أول الدول المتأثرة بالأوضاع في سوريا".
وشدد الرئيس الاميركي باراك أوباما خلال لقائه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، مساء أمس الجمعة،( الاول من تشرين الاول 2013)، على ضرورة أن يتخذ العراق مزيدا من الخطوات نحو بناء نظام ديمقراطي شامل لحل الخلافات "من خلال السياسة بدلا من العنف"، وفيما أشار إلى حاجة القوات العراقية الماسة لمعدات إضافية للقيام بعمليات ضد تنظيم القاعدة وخاصة في المناطق النائية، أبدى المالكي رغبت بغداد في شراء عتاد أميركي "كوسيلة" لتعزيز العلاقات مع واشنطن، مؤكدا التزامه "الصارم بالقوانين والقواعد الاميركية المنظمة لاستخدامه".
http://www.almadapress.com/ar/NewsDetails.aspx?NewsID=20629