القوات الجوية المصرية :
القوات الجوية المصرية هي فرع الطيران العسكري في القوات المسلحة المصرية.ساهمت القوات الجوية المصرية منذ إنشائها في العديد من المعارك والنزاعات التي دارت أحداثها في الشرق الأوسط، معظمها إن لم يكن كلها كان في إطار الصراع العربي الإسرائيلي. شعارها: "إلى العلا... في سبيل المجد".أنشأت القوات الجوية المصرية بطلب مقدم من البرلمان المصري إلى الحكومة عام 1928، وفي ذلك الحين كانت لا تزال جزءًا من الجيش المصري، قبل أن يَصدر قرار ملكي بتحويلها إلى فرع مستقل، ومنذ ذلك الحين شاركت في معظم نزاعات المنطقة مثل حرب سنة 1948، حرب اليمن، حرب سنة 1967، حرب الاستنزاف، حرب أكتوبر في سنة 1973، والمناوشات المصرية الليبية.
تاريخ القوات الجوية المصرية :
تأسيس :
طلب البرلمان المصري من الحكومة في عام 1928 إنشاء قوات جوية مصرية، وقامت وزارة الحربية بإعلان احتياجها لمتطوعين لهذا السلاح الجديد وقام حينها مئتا ضابط بالتطوع لهذا السلاح الجديد. بعد اختبارات طبية وفنية متعددة صارمة نجح ثلاثة منهم، هم: عبد المنعم ميجاويتي، أحمد عبد الرازق، وفؤاد عبد الحميد حجاج. ثم أرسلوا إلى مدرسة الطيران الملكية البريطانية في أبو صوير قرب قناة السويس لتدريبهم على الطيران وبعد التخرج من مدرسة الطيران سافروا إلى بريطانيا للتدريب المتخصص. في 30 نوفمبر قام الملك فؤاد الأول باتخاذ قرار إنشاء سلاح الجو المصري تحت اسم "القوات الجوية للجيش المصري". قامت شركة دي هافلاند البريطانية في 30 سبتمبر بالفوز بعقد توريد 10 طائرات دي إتش - 60 تايجر موث. أرادت الشركة البريطانية شحن الطائرات في سفن إلى الإسكندرية ولكن الإصرار المصري أدى إلى عودة الطائرات إلى بريطانيا. في 23 مايو 1932 أقلعت 5 طائرات تايجر موث مصرية من أصل عشرة من قاعدة هاتفيلد الجوية شمال لندن. حلق الطيارون المصريون الثلاثة، واثنان بريطانيان بالطائرات وهبطوا في قاعدة ألماظة الجوية شمال شرق القاهرة في يوم 2 يونيو وسط احتفال شعبي كبير بحضور الملك. كان تلك هي بداية سلاح الجو المصري الذي كان يُشكل جزءًا غير مستقل من الجيش المصري، أما أول قائد لسلاح الجو المصري فكان فيكتور هيربيرت تايت الكندي الجنسية، الذي بدأ في انتقاء الأفراد وتدريبهم وبناء القواعد الجوية واختيار الأسلحة بنفسه، حيث كانت المهام الأساسية للقوات الجوية في الجيش المصري في ذاك الوقت وحتى عام 1937 هي مكافحة تجارة المخدرات والتصوير الجغرافي.
وافقت بريطانيا في عام 1934 على توريد 10 طائرات أفرو 626 التي تعتبر أول طائرة عسكرية مصرية. اشترت مصر بعد ذلك 17 طائرة أخرى من نوع أفرو 626 وبذلك أصبح عدد الطائرات أفرو 626 سبعة عشر، استمرت بالخدمة حتى عام 1944، حيث استبدلتها الحكومة المصرية بعدّة قاذفات قنابل خفيفة من نوع هوكر هارت وطائرات أفرو أنسون. شملت طائرات القوات الجوية في تاريخ 26 أبريل 1937 ما يلي:16 طائرة أفرو 626، 6 طائرات دي هافلاند 6، 6 طائرات هوكر أودكس، طائرة أفرو 642، طائرة أفرو 652، وطائرة ويستلاند أفرو.
علم القوات الجوية الملكية المصرية.
ووصل تعداد الأفراد التابعين للقوات الجوية آنذاك إلى 27 ضابط مصري، 3 ضباط إنجليز، وبلغ إجمالي الفنيين 415 فنيًا. أما القاعدة الجوية الرئيسية فكانت قاعدة ألماظة الجوية، وفي وقت لاحق تم بناء قاعدة جديدة في منطقة قناة السويس، ومطار الدخيلة في الصحراء الغربية.
في عام 1937 فصل الملك فاروق سلاح الجو من الجيش المصري وجعله سلاحًا مستقلًا بذاته وأسماه "القوات الجوية الملكية المصرية". في عام 1938 اشترت القوات الجوية الملكية المصرية سربين من طائرات المقاتلة "جلوستر جلادياتور" وسرب من الطائرات المقاتلة "ويست لاند لاي ساندر" (بالإنجليزية: Westland Lysander). كانت القوات الجوية الملكية المصرية آخر سلاح جو يستخدم تلك المقاتلات، وكان ذلك في حرب فلسطين عام 1948.
الحرب العالمية الثانية :
مع زيادة تهديد القوات النازية والإيطالية للحدود المصرية اضطرت القوات الجوية لبناء المزيد من القواعد، بما أن الدول الأخرى كانت تنظر للقوات الجوية الملكية المصرية بأنها جزء من سلاح الجو الملكي ينصاع للسياسة البريطانية. خلال الحرب قامت القوات الجوية الملكية المصرية بعمليات مراقبة على طول ساحل البحر الأحمر لمتابعة تحركات البحرية النازية وذلك بناءًا على طلب من بريطانيا.وصدت طائراتها غارات الطائرات الألمانية والإيطالية وأسقطت طائرة ألمانية هينكل هي الثالثة.زودت بريطانيا مصر بطائرات إضافية جديدة من الأنواع التالية:
4 طائرات هوكر هيريكانز (بالإنجليزية: Hawker Hurricanes).
6 طائرات توماهوك بيه-40 (بالإنجليزية: Curtiss P-40 Tomahawks).]
وبعد هذا أجرت الحكومة المصرية مفاوضات مع بريطانيا لشراء المزيد من طائرات توماهوك بي 40 لاستبدال جلوستر جلادياتور إم كيه-1، ولكن بريطانيا لم توافق على ذلك، وبدلاً من هذا وافقت على تطوير جلوستر جلادياتور إلى إم كيه-2. بعد الحرب منحت بريطانيا لمصر 30 طائرة سوبر مارين سبت فاير (بالإنجليزية: Supermarine Spitfire) زائدة عن حاجتها. ثم اشترت القوات الجوية الملكية المصرية طائرات مقاتلة وتدريبية إيطالية من نوع ماتشي كاستولدي الرابعة (بالإنجليزية: Macchi Castoldi V).
حرب سنة 1948 :
بعدما قامت قوات الاحتلال البريطاني بالانسحاب من فلسطين واحتلال القوات الإسرائيلية لها في 14 مايو 1948، أعلنت الدول العربية الحرب على الدخيل الجديد في المنطقة. ساهمت القوات الجوية المصرية في هذا النزاع بطائراتها المقاتلة سوبر مارين سبت فاير وسي 47 سكاي تران (بالإنجليزية: Douglas C-47 Skytrain) التي أسقطت طائرتين إسرائيليتين لكنها تعرضت إلى الكثير من الخسائر الفادحة نتيجة لقلة التدريب بسبب عدم سماح بريطانيا بتطوير كفاءة الطيارين المصريين. ففي 22 مايو سنة 1948 قامت خمسة طائرات سوبر مارين سبت فاير المصرية بالهجوم على نفس النوع من الطائرات التابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية في قاعدة رامات ديفيد شمال حيفا اعتقادا منها بأن بريطانيا أعطتها إلى إسرائيل. كان الهجوم على غارتان: كانت الغارة الأولى مفاجأة للقوات الجوية الملكية البريطانية حيث تم تدمير العديد من طائراتها على الأرض وتدمير تلك القاعدة ومقتل العديد من الطيارين والعاملين بها، وقد أعلنت بريطانيا أنها لم تكن متأكدة مما إذا صدر الهجوم من مصر أم من إسرائيل؛ أما الغارة الثانية فوقعت مباشرة بعد الغارة الأولى، وقامت بها خمس طائرات سوبر مارين سبت فاير مصرية، لكنها لاقت دفاعًا جيدًا، فأسقطتها جميعا طائرات سوبر مارين سبت فاير بريطانية. كان تلك المرة الوحيدة التي قاتلت الطائرات سوبر مارين سبت فاير طائرات من نفس النوع. عادت العلاقات المصرية البريطانية سريعًا إلى ما كانت عليه، لكنها استمرت في حالة حرب مع إسرائيل، مما حدا بمصر أن تجلب المزيد من السلاح.
بسبب الحرب المستمرة بين مصر وإسرائيل، اشترت القوات الجوية المصرية الطراز الجديد من سوبر مارين سبت فير وهو إم كي 22 (Mk22). في أواخر عام 1949 حصلت مصر على أول طائرة نفاثة وكانت جلوستر ميتور إف - 4 (بالإنجليزية: Gloster Meteor F4) بريطانية الصنع ثم على مواطنتها دي هافيلاند فامبير (بالإنجليزية: de Havilland Vampire)، والمقاتلات ماتشي إم سي 205 في (بالإيطالية: Macchi MC205V) من إيطاليا.
في أواخر عام 1951، جرت مفاوضات بين الطرفين المصري والبريطاني على تجميع المقاتلات فامبير في مصر، ولكنها انتهت إلى لا شيء، وذلك بسبب هجوم القوات المصرية على القواعد البريطانية خلال ثورة يوليو في 23 يوليو سنة 1952 قام جمال عبد الناصر بثورة يوليو 1952 على ملك مصر، وكانت القوات الجوية الملكية المصرية على طرف الحياد غير مشتركة فيها، ثم حول اسمها إلى القوات الجوية المصرية وهو الاسم الحالي.
خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 1953 و1954 حصل تعاون بسيط بين القوات الجوية وبريطانيا، وانحصر كل هذا التعاون في التدريب، وعلى الرغم من ذلك فإن سياسة الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر جعلت مصر تشتري طائرات من الكتلة الشرقية.
الطائرة المصرية بيست مان بي يو 181 "الجمهورية".
وصلت أول طائرة سوفيتية مصر عام 1955، وتكونت الشحنات الأولى مما يلي:
المقاتلات ميج 15.
قاذفات القنابل إليوشن إل 28.
ناقلات إليوشن إل 14.
طائرات التدريب ياكوفليف ياك-11.
بالإضافة إلى طيارين مدربين من تشيكوسلوفاكيا.
بدأت مصر في تلك الفترة تصنيع طائرات التدريب بيست مان بي يو 181 ذات تصميم تشيكي، وسُميت باسم "الجمهورية
أزمة السويس :
بعدما قام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس في عام 1956، تعرضت مصر لهجوم من قبل كل من إسرائيل وفرنسا وبريطانيا فيما عرف بالعدوان الثلاثي على مصر، فخسرت مصر في تلك الحرب الكثير، ولكنها بالمقابل انتصرت سياسيًا، وقد أدى ذلك العدوان إلى إعادة بناء القوات الجوية بدون مساعدة من بريطانيا.
مع نهاية العدوان، أسست مصر تحالف سياسي مع كل من سوريا واليمن فيما عرف باسم الجمهورية العربية المتحدة، وتحول اسم القوات الجوية المصرية إلى القوات الجوية العربية المتحدة.
في منتصف الستينيات، بدلت مصر جميع الطائرات البريطانية بأخرى سوفيتية. فقد كان الاتحاد السوفيتي آنذاك المورد الرئيسي للقوات الجوية العربية المتحدة وبعض الدول العربية، وقد منح ذلك القوات الجوية المصرية فرصة كبيرة لتطور نفسها مما أثر كثيرا في النزاعات والحروب التالية. فقد اشترت مصر من الاتحاد السوفيتي عدد من مقاتلات ميج 21 استمرت بصفتها الطائرة المقاتلة الرئيسية في سلاح الجو المصري طيلة العقدين التاليين. في منتصف الستينيات حصلت القوات الجوية المصرية على قاذفة القنابل سوخوي سو - 7، وفي عام 1967 امتلكت مصر 200 طائرة مقاتلة من نوع ميغ-21، كذلك أنتجت مصر أول طائراتها واسمها حلوان 300، وهي طائرة خفيفة أسرع من الصوت
حرب اليمن :
قامت ثورة 26 سبتمبر اليمنية ضد الحكم الملكي واندلعت حرب أهلية سنة 1962 بين الملكيين والجمهوريين، وحصل الجانب الملكي على الدعم من المملكة العربية السعودية والاردن وحصل الجانب الجمهوري على الدعم من مصر والإتحاد السوفيتي. بدأ القتال العنيف في المناطق الصحراوية والريفية بين الجانبين بقوات نظامية وغير نظامية. كانت الحرب فرصة كبيرة لإسرائيل، فقد قللت تلك الحرب وصول الإمدادات المصرية إلى سيناء (الجبهة الشرقية المصرية) وجعل أولوية وصولها إلى جبهة اليمن، بالإضافة إلى أن كل التركيز المصري كان على تلك الحرب.
بدأت عمليات القوات الجوية المصرية بطائرات تدريب قامت بعمليات تمشيط وبحمل القذائف وانتهت بثلاثة أسراب من القاذفات المقاتلة، تمركزت بالقرب من الحدود اليمنية السعودية. وقام المصريون بطلعات جوية على طول ساحل تهامة وفي مدن نجران وجازان السعوديتين. وكان هدف هذه الطلعات قصف تشكيلات الملكيين الأرضية وتعويض قلة التشكيلات المصرية على الأرض بالقوة الجوية.
في يناير 1964، قام الملكيون بحصار العاصمة اليمنية صنعاء. فقامت ناقلات الأنتونوف إيه إن - 12 المصرية بعمل جسر جوي لنقل أطنان من الطعام والوقود إلى العاصمة المحاصرة. ثم بدأت القوات الجوية والبحرية المصرية في قذف وعمل الغارات على المدينتان السعوديتان نجران وجازان اللتان كانتا مركز انطلاق القوات الملكية اليمنية. وكرد على هذا، اشترت السعودية نظام ثاندر بيرد للدفاع الجوي من بريطانيا وأقامته في خميس مشيط. أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا سربًا من الطائرات المقاتلة النفاثة وقاذفات القنابل لقاعدة الظهران لحماية مصالحها في السعودية. سببت تلك الحرب خسائر كبيرة لمصر بالجنود والعتاد. وقد منح ما حدث في حرب اليمن إسرائيل الفرصة لدراسة التكتيكات المصرية وأساليب حربها والتكيف معها. كتب محمد حسنين هيكل يقول: «أن إسرائيل قامت بإعطاء شحنات من الأسلحة كما أرسلت المئات من المرتزقة الأوروبيين ليقاتلوا بجانب الملكيين في اليمن»، كذلك أنشأت إسرائيل جسرًا جويا من جيبوتي إلى شمال اليمن.
وبمقارنة الأداء المصري في هذه الحرب مع بقية الحروب التي خاضتها، فإن المصريين أظهروا مستوى عالي من المبادرة والابتكار العسكري. وعلى سبيل المثال، قام المصريون بتعديل طائرات التدريب والناقلات السوفيتية للعمل كطائرات تمشيط وقاذفات. وقاموا بتطوير تكتيكاتهم ولكنها تعثرت في حرب عصابات الفصائل الملكية. وقد أدرك مخططو الحرب المصريون بعد هذه الحرب أن مضيق باب المندب يعطي عمقًا إستراتيجيًا كبيرًا يمكنهم من منع وصول إمدادات النفط لإسرائيل، وهو ما حدث في حرب أكتوبر عام 1973.
حرب الأيام الستة :
في عام 1967 وقعت النكسة، ودُمرَت معظم طائرات القوات الجوية المصرية على الأرض في هجوم مفاجئ من قبل القوات الإسرائيلية دام قرابة ثلاث ساعات. أسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 100 طيار مصري ودُمِرت أكثر من 300 طائرة من ضمنها:30 قاذفة قنابل توبوليف تو 16، 27 قاذفة قنابل إليوشن إل 28، 12 مقاتلة قاذفة سوخوى سو 7، أكثر من 90 مقاتلة ميج 21، أكثر من 20 مقاتلة ميج 19، 25 مقاتلة ميج 17، وحوالي 32 طائرة نقل ومروحية. وقُدِّرت خسائر إسرائيل بأربعين طائرة تعترف بها إسرائيل وغالبية هذه الطائرات دمرَت بسبب أخطاء ميدانية (حوادث اصطدام، أعطال ميكانيكية، إلخ) وتم إسقاط بعض الطائرات في معارك جوية منفردة لبعض الطيارين المصريين الذين استطاعوا الإقلاع من المطارات أثناء الغارة الإسرائيلية على المطارات المصرية وحققوا بعض الإصابات في الطائرات الإسرائيلية المُغِيرة وأسقطوا عددًا منها من نوع ميراج. أرسل الاتحاد السوفيتي على الفور عدد كبير من طائرات الميج-21 وطائرات تدريب جديدة لمساندة مصر وحصلت مصر أيضا على طائرات من ليبيا والقوات الجوية الجزائرية والقوات الجوية الملكية المغربية. وبعدها لم تقم القوات الجوية المصرية بأي ظهور في الحرب بسبب التدمير الكامل للمطارات وممرات الإقلاع والهبوط. ومن الجدير بالذكر أن الطيار المصري محمد عباس حلمي قام بعد تلك الهزيمة بالإقلاع بطائرته التدريبية ياكوفليف ياك-11 من مطار العريش والاصطدام عن عمد بمطار هاتزور محققا بعض الخسائر بالمطار.
حرب الاستنزاف :
بعد نكسة عام 1967 بدأت مصر حرب طويلة في استنزاف القوات الإسرائيلي. حيث كانت أهدافها تتمحور حول 3 نقاط وهي:
1) المشاركة في توفير المعلومات حول القوات الإسرائيلية في سيناء والبحر المتوسط والأحمر.
2) المشاركة في استنزاف القوات الإسرائيلية.
3) تأمين القوات البرية والمواقع الحيوية في العمق المصري.
يمكن تقسيم حرب الاستنزاف علي صعيد القوات الجوية المصرية إلى قسمين: من بداية الحرب حتي يوليو 1969، ومن يوليو 1969 حتى نهاية الحرب.
من بداية الحرب حتي 20 يوليو 1969
كانت المرحلة الأولى من حرب الاستنزاف، والتي استمرت حتى 20 يوليو 1969، فترة إعداد وتدريب وتنظيم للقوات الجوية المصرية بكافة التخصصات. حيث كانت القيادة العسكرية لا تريد الزج بالقوات الجوية في تلك الحرب حتى تكمل استعداتها. خصوصا أن في تلك المرحلة اقتصرت عمليات الجانب الإسرائيلي على أعمال الاستطلاع وعمل كمائن لاصطياد الطائرات وعدم الدخول في معارك جوية كبيرة. دارت بعض المعارك والاشتباكات علي الوجه التالي:
في أعقاب معركة رأس العش (1 يوليو 1967) تطورت الاشتباكات مع تنفيذ مهام القصف الجوي يوم 14 و15 يوليو على أهداف إسرائيلية بالجانب الشرقي من قناة السويس والتي أسفرت عن سقوط 3 طائرات ميراج إسرائيلية مقابل 3 أخرى مصرية دون إصابة الطيارين المصريين. ونتيجة لذلك القصف انسحبت إسرائيل لفترة قصيرة إلى خطوطها الأولى. ثم توقف اشتباك الطيران المصري مرحليًا واقتصر على اشتباكات فردية أو معارك جوية متباعدة.
كانت معارك يوم 23 أكتوبر و10 نوفمبر و10 ديسمبر 1968 من أهم تلك المعارك الجوية والتي نتج عنها سقوط طائرتي ميراج إسرائليتين وطائرتين ميج 17 مصريتين
من 20 يوليو 1969 حتي نهاية الحرب
بدأت المرحلة الثانية من حرب الاستنزاف على صعيد القوات الجوية المصرية في 20 يوليو 1969، حيث بدأ استخدامها كعنصر تفوق لاستنزاف المضاد ومجارات الجانب السياسي علي عدم توقيف الحرب. وقد أجبر هذا التطور القوات الجوية البدء في القتال والدفاع عن القوات البرية وأعمال الدفاع الجوي رغم عدم استعدادها الكامل لكل تلك المهام.
صدرت الأوامر في يوم 20 يوليو للواء طيار مصطفى الحناوي قائد لقوات الجوية المصرية آنذاك للرد على القصف الجوي الإسرائيلي المُعادي. فحلقت 50 طائرة مصرية معظمها من النوع ميج 17 من قاعدة المنصورة الجوية لقصف أهداف إسرائيلية علي الجانب الشرقي من قناة السويس، كانت عبارة عن مواقع صواريخ الهوك في الرمانة، ومحطة رادار شرق الإسماعيلية، وتجمعات تابعة للجيش الإسرائيلي مححقة بجميعها خسائر جسيمة. توالت بعدها الهجمات حتى بلغ عدد الطلعات الجوية المصرية من 20 يوليو حتى 31 ديسمبر 1969 حوالي 3200 طلعة جوية من أعمال هجوم وتأمين واستطلاع جوي.
تصاعدت الهجمات الجوية المصرية بعد ذلك كرد شبه يومي علي خطة "بريما" الإسرائيلية التي من خلالها يتم قصف عمق الأراضي المصرية بطائرات إف-4 فانتوم الثانية.
من البطولات التي حققها الطيارون المصريون في حرب الاستنزاف بطولة الطيار أحمد عاطف الذي أسقط 7 طائرات فانتوم إسرائيلية بطائرته الميج 21 في عصر يوم 9 ديسمبر سنة 1969، حيث اعتبر أول مصري وعربي يسقط طائرة إف-4 فانتوم الثانية.
في ليلة 23 و24 يناير 1970 اشتركت الطائرات أليوشن-28 المصرية في قصف جزيرة شيدوان عند احتلالها وكان ذلك أول استخدام لها في حرب الاستنزاف. وفي شهر أبريل ومايو من سنة 1970 وصلت طائرات الدعم السوفيتي التي استخدمت في حماية العمق المصري وتوجيه الأسراب المسؤولة عن ذلك للجبهة الغربية من القناة لدعم القوات بها مما أدي إلى زيادة الهجمات على الجانب الشرقي. وقد بلغ عدد الطلعات الجوية في المرحلة الأخيرة من حرب الاستنزاف حوالي 4000 طلعة، الأمر الذي جعل إجمالي عدد طلعات القوات الجوية المصرية في حرب الاستنزاف حوالي 7200 طلعة جوية.
حرب أكتوبر سنة 1973 :
في الثانية إلا خمس دقائق (بتوقيت القاهرة) أقلعت ما بين 212 و227 مقاتلة من 20 مطار وقاعدة جوية تطير علي ارتفاع منخفض تحت مستوى الرادار متفادية جميع الدفاعات. سبقت مجموعات قاذفات القنابل مجموعات المقاتلات بثوان قليلة حتى تشتبك مع المقاتلات الإسرائيلية قبل أن تضع مجموعة من تشكيلات المقاتلات المصرية بجوار القاذفات لحمايتها عند تنفيذ مهامها. عبرت جميع المقاتلات المصرية قناة السويس فيما لا يزيد عن دقيقتان ونصف حتى تكتسب عنصر مفاجأة القوات الإسرائيلية متجه إلى 35 هدف. استمرت الضربة الجوية الأولى 15 دقيقة تم فيها تدمير مركز القيادة الإسرائيلي في أمرهم ومركز الإعاقة والشوشرة في جبل أم خشيب، و3 ممرات رئيسية وأخرى فرعية في مطار المليز وبيرنمادا في سيناء. تم أيضًا تدمير 10 مواقع بطريات صواريخ هوك إسرائيلية وموقعي مدفعية ميدان وعدة مراكز إرسال إسرائيلية.
بعد ذلك الهجوم تحول تركيز الطائرات المصرية إلى مساندة الدفاع الجوي لمنع الطائرات الإسرائيلية من العبور إلى الجانب المصري من قناة السويس والتي تطير تحت مستوى الرادار.
بالرغم من كل تلك المتطلبات، قامت المقاتلات المصرية بعدة هجمات أخرى من حين إلى حين بالمشاركة مع قاذفة القنابل الإستراتيجية توبوليف تي يو - 16 والتي أحدثت زعزعة كبيرة في الخطوط الخلفية للقوات الإسرائيلية. قامت المقاتلات المصرية سوخوي إس يو - 7 طراز "Su-7BM" بالاشتراك مع المقاتلات ميراج الثالثة أي، التي تبرعت بها ليبيا، بهجمات عميقة في العمق الإسرائيلي بسيناء. حصلت مصر أيضًا على مساعدات (متعلقة بالطيران فقط) من الجزائر والتي كانت عبارة عن سرب طائرات ميج 17، وسرب طائرات ميج 21 وسرب طائرات سوخوي، وسرب طائرات هوكر هانتر من العراق. وحصلت أيضًا على 16 طيار من باكستان، وقوة عسكرية كوبيّة تعدادها 1500 قطعة عسكرية شاملة طائراتهم المروحية. مع ذلك فقد عبرت القوات الإسرائيلية إلى الضفة الشرقية بنقطة تسمى ثغرة الدفرسوار بين الجيشين المصريين الثاني والثالث الميدانيان ودمرت قواعد صواريخ سام التابعة لقوات الدفاع الجوي، لكنها اضطرت إلى التراجع نتيجة تهديد الاتحاد السوفييتي بالتدخل، فعملت اتفاقية وقف إطلاق النار مع مصر.
كانت معظم اشتباكات طائرات الميج المصرية (بجميع أنواعها) مع طائرات نيشر ولم يكن للطائرات الإسرائيلية حرية الحركة كما كان في حرب عام 1967 فقد تطورت القوات الجوية المصرية كثيرا وتعلمت تكتيكات كثيرة في حرب الاستنزاف. حاولت القوات الجوية الإسرائيلية تدمير قواعد الطائرات الكبيرة بدلتا النيل في كل من طنطا والمنصورة والصالحية لكي تحصل على الأغلبية في المجال الجوي فتستطيع التغلب على القوات الأرضية المصرية، ولكن الطائرات المصرية تصدت لها، وكان أكبر تصدى لها في مدينة المنصورة في أكبر معركة جوية بعد الحرب العالمية الثانية في يوم 14 أكتوبر الذي أصبح بعد ذلك عيد القوات الجوية المصرية السنوي. أطلقت إسرائيل في معركة المنصورة الجوية غارة كبيرة الحجم تتكون من مائة طائرة مقاتلة من نوع إف - 4 فانتوم الثانية وإيه - 4 سكاي هوك لتدمير قاعدة المنصورة الجوية. استمرت المعركة طوال 53 دقيقة. طبقا لمصر فقد اشتبكت في تلك المعركة 180 طائرة مقاتلة في نفس اللحظة والأغلبية تعود لإسرائيل. في الساعة العاشرة مساء (توقيت القاهرة المحلي) أذاع راديو القاهرة البلاغ رقم 39 والذي جاء فيه:
دارت اليوم عدة معارك جوية بين قواتنا الجوية وطائرات العدو التي حاولت مهاجمة قواتنا ومطاراتنا وكان أعنفها المعركة التي دارت بعد ظهر اليوم فوق شمال الدلتا. وقد دمرت خلالها للعدو 15 طائرة وأصيب لنا 3 طائرات. كما تمكنت وسائل دفاعنا الجوي من إسقاط 29 طائرة للعدو منها طائراتا هيليكوبتر. وبذلك يكون إجمالي خسائر العدو من الطائرات في المعارك اليوم 44 طائرة منها طائرتا هيليكوبتر
على نفس الصعيد ادعى الراديو الإسرائيلي في اليوم التالي أن القوات الجوية الإسرائيلية أسقطت 15 طائرة مقاتلة مصرية وتضائل هذا الرقم إلى سبعة مع مضي الوقت. بعد الحرب والتدقيق والدراسة تبين أن نتائج معركة المنصورة الجوية الحقيقية كالتالي:
أسقطت 17 طائرة مقاتلة إسرائيلية بما فيها 7 طائرات ميج.
أسقطت 3 طائرات مقاتلة مصرية بالإضافة إلى تدمير طائرتان بسبب نفاذ الوقود منهما وعدم مقدرة طيارهما الرجوع للقاعدة الجوية، وأخرى ثالثة دمرت بعد مرورها وسط حطام طائرة فانتوم متطاير والتي أسقطت بواسطة تلك الطائرة
الحرب الليبية المصرية :
في 21 يونيو 1977، كرد على القصف الليبي لمدينة السلوم المصرية، قام سربان مصريان من طائرات سوخوي سو - 20 وميج 21 بمهاجمة قواعد عسكرية في شرق ليبيا، مما أدى إلى تدميرها. كما هاجم الطيران المصري أيضًا قاعدة جوية رئيسية بالقرب من بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا وموقع صاروخي ليبي.
في 22 يونيو هاجمت طائرات سوخوي سو - 20 وميج 21 المصرية القواعد الليبية الجوية جنوب طبرق ونجحت الدفاعات الجوية الليبية من طراز سام-7 في إسقاط طائرة ميج 21 مصرية. لاحقًا في ذلك اليوم هاجمت الطائرات المصرية المواقع العسكرية الليبية بواحة الكفرة، ونقلاً عن مصدر عسكري مصري قد فوجئت المدافع الليبية الخاصة بالدفاع الجوي باستخدام المروحيات المصرية لتكنولوجيا "ECM" وطبقًا لنفس المصدر العسكري فقد تم إسقاط مظليين مصريين خلف الحدود الليبية.
في 23 يونيو هاجمت الطائرات المصرية قاعدة العدم الجوية الليبية جنوب طبرق، وتم استدعاء جميع المقاتلات الليبية إلى طبرق مما أدى إلى معارك جوية عنيفة بين الطائرات المصرية والليبية. تم إسقاط بضع طائرات ليبية حسب تقديرات الاذاعة الليبية، ثم نجحت الطائرات المصرية من الانسلال إلى داخل ليبيا وتدمير قاعدة طبرق تدميرًا كاملاً. نجحت طائرات ليبية في قصف قاعدة مرسى مطروح الجوية المصرية لكنها لم تدمرها.
في 24 يونيو حاولت قوات جوية ليبية مهاجمة قواعد عسكرية مصرية بالصحراء الغربية المصرية، لكن أغلبها أسقط ونقلاً عن وكالات الأنباء المصرية نجحت القوات الجوية المصرية في تدمير ثكنات جنود ليبيين على بعد 35 كيلومتر من الحدود المصرية الليبية.
وفي إحدى هذه المناوشات اشتبكت طائرتا ميج تابعتان للقوات الجوية الليبية مع اثنتان أخرتان تابعتان للقوات الجوية المصرية. قامت إحدى الطائرات الليبية بالمناورة مع طائرة مصرية، فأسقطت أرضا وانسحبت الطائرة الليبية الأخرى.
مناورات النجم الساطع :
تعتبر مناورات النجم الساطع أكبر تدريب متعدد الجنسيات في العالم، ويقام في مصر كل عامين، ويُشارك فيها كل عام قرابة 43 ألف جندي مصري. بدأت تلك المناورات عام 1980 كعملية تدريب ثنائية بين القوات المسلحة الأمريكية والجيش المصري بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد في سنة 1979، ثم توسعت وشملت عدة دول بالإضافة إلى مصر والولايات المتحدة. وشاركت ثلاث دول عربية بقوات الأمن، وست من دول حلف شمالي الأطلسي بما فيها ألمانيا. ولقد دعيت ثلاث وثلاثون دولة بما فيها الصين وأوزبكستان وكازاخستان وروسيا والهند وباكستان وفرنسا وبريطانيا واليونان وتركيا وألمانيا وإيطاليا والكويت واليمن والأردن وسورية، وتسعى دول أفريقية لإرسال مراقبين
الشعار : إلى العلا... في سبيل المجد
الحجم : 1،268 طائرة
50،000 الموظفين
بما في ذلك 20،000 في الاحتياط.
القائد الحالي : يونس السيد حامد المصري
تسليح القوات الجوية:
- الطائرات :
1) إف-16 فايتنج فالكون بعدد 240
2) داسو ميراج 5 بعدد 82
3) داسو ميراج 2000 بعدد 18
4) ميكويان جيروفيتش ميج-21 بعدد 63
5) شينج دو جا - 7 بعدد 57
- طائرات التدريب :
1) ألفا جت بعدد 54
2) PAC MFI-17 Mushshak
بعدد 54
3) إيه إم بى 312 بعدد 54
4) جروب جي 115 بعدد 74
5) كاه-8 هونج دو بعدد 120
6) Aero L-39 Albatros بعدد 10
7) Aero L-59 Super Albatros بعدد 47
8) Hiller OH-23 Raven بعدد 17
9) Z-142C بعدد 48
-الطائرات بدون طيار :
1) TAI Anka بعدد 10
2) Teledyne Ryan Scarab بعدد 52
3) BAE Systems SkyEye بعدد 48
4) Schiebel Camcopter S-100 بعدد 4
5) ASN-209 بعدد 21
خريطة توضح بعض مواقع القواعد الجوية التابعة للقوات الجوية المصرية
يتبع