الامريكان حاولوا التفاوض مع حركه طالبان من اجل الخروج الامن لقواتهم من افغانستان بمبادله المواقع بينهم و بين كرزاي .
مصدر
لكن هل هذا كافي , الماضي يعلمنا ان اي قوه تنسحب بدون تقيد العوامل المؤثره في المحيط العسكري يتحول الامر سريعا الى انتحار عسكري .
لديك مثاليين في جنوب لبنان بعد الهزائم على يد رجال المقاومه في حرب التحرير بعام 2000 .
والاخر الهجوم الكاسح على فيتنام الجنوبيه من الثوار الفيتكونغ الشماليين و ضرب جميع المكونات التي وضعها المحتل .
فلا يريدون الانسحاب من افغانستان و السقوط الحتمي لكرزاي على يد طالبان مما يؤدي الى تولد حكومه مناوئه لهم , وللجيران .
والان تريد اميركا الحصول على احد امرين مهمين .
الابقاء على مجموعه من القوات الامريكيه في الاماكن المهمة لهم , وهذا الامر رفضه كرزاي على اثر الفضيحه التفاوضيه بين اميركا و طالبان .
او و تبديل كرزاي بطالبان بالطبع و تفاوض مع جيران افغانستان حول هذا الامر , وبالطبع نقصد هنا باكستان وروسيا ,واذا استثنينا باكستان في هذا الامر لانها في قبضه الولايات المتحده لا يبقى لنا غير روسيا و حلفاء روسيا و جيرانها .
ماذا تمتلك روسيا لفاوض عليه اميركا بعد انسحابها من افغانستان .
اميركا عندما بدات حربها على ما يسمى بالارهاب في قاموسها بعام 2001 خصوصا على افغانستان كان لها 3 اهداف مهمة :
1- القضاء نهائيا على القاعده و طالبان .
2- اقامه حكومه مواليه لهم .
3- هدف شكلي وهو يتركز في عالم البناء و اعاده الاعمار و نشر ما يسمى بالديموقراطيه في البلاد .
حسننا لم تقضي على طالبان وهي بالبلاد ونصبت حكومه عميله و اجرت عمليات انتخابات على الطريقه الديموقراطيه .
لكن اذا انسحبت , سوف تعود طالبان الى كابول وتنهار الحكومه العميله و تتلاشى ما عملت من اجله خصوصا دعايه حقوق النساء و التعليم و كل البروباغاندا الامريكيه المعروفه .
حسننا كيف سوف يتم التفاهم على هذا الخروج الذي سوف يحفظ ماء الوجه الامريكي ولا يكون خروج مثل خروجهم من افغانستان او خروج اسرائيل من جنوب لبنان .
ان الناظر للخريطه الافغانيه يعلم تماما ان هناك 4 دول مؤثره في الشأن الافغاني .
هي روسيا الصين ايران و باكستان .
الغرب دائما ما يخرج ايران من هذا الامر , ونحن سوف نفعلها هنا لحين اشراكها في هذا الامر , لكن هناك دوله لديها دور مزدوج خطير لا يمكن التانبا به , باكستان .
باكتسان من جهة تحارب الارهاب (الحكومه) علنا في افغانستان ومن جهة اخرى فهي شريان الحياه للقاعده و طالبان , اذا كيف يستقيم هذا .
الغرب عرف تماما انه لا يمكن تغير الخريطه الاساسيه و القاعده الشعبيه لطالبان , فقالوا هيا ننصبها في الحكم .
لكن كيف يستطيعون ذلك و هناك دولاتان كبريتان في المنطقه , الصين و روسيا .
فالتفاهم مع روسيا يقود الى التفاهم مع الصين و ايران حول المساعده و القبول بحكومه لطالبان بجوارهم .
لذلك فان الورقه الاهم التي بحوزة روسيا هي شرعنه طالبان في المنطقه و كبح جموخها العدواني بعمليه تدجين سياسي تقوم بها باكستان و من ورائها اميركا .
ووضع اوضاع للبلاد لكي لا تعود لنفس الهيمنه القاعديه و الاهم اخذ التعهدات على ابقاء النمط الاقتصادي كما هو وان لا يعود كما كان في فتره طالبان و اسامه بن لادن .
فاما التفاهم و التفاوض مع الروس , والا ان ينسحب الامريكان من افغانستان ووضع قوات تحمي العاصمه في سيناريو يعيد للاذهان السيناريو الاثيوبي في الصومال و هو ما جعل الحكومه الصوماليه في البدايه تفقد اجزاء من العاصمه وحتى بعد تدخل القوات الافريقيه .