انظمة مراقبة وقاذفات فضائية وطائرات جسس خفية
شكلت
الاحداث العالمية في الولايات المتحدة وما تلاها من حرب افغانستان،
الشرارة الاولى لانطلاقة عدد من التقنيات العسكرية الحديثة لميدان المعركة
ضد الارهاب، فالتقنيات السابقة لم تعد مجدية في حرب باتت ترتكز على انظمة
المراقبة والرصد من ارتكازها على القنابل والصواريخ. وباتت برامج
الكمبيوتر والطائرات المسيرة من دون طيار، وانظمة التجسس، ضرورية في حرب
لم تعد قائمة بين طرفين، انما خلف ظلال وبين اهداف غير مرئية تجرس على
الارض او في الفضاء معاً.
اسلحة المستقبل
يرى
خبير الشؤون الاستراتيجية بول بيفير أن المعدات العسكرية في السمتقبل
ستكون اكثر خفية واكبر حنكة واقل تكلفة... وحجم التطور المهم في اعتقاد
هذا الخبير سيكون في حقل التكنولوجيا العسكرية الجوية. ويرى الخبراء
لعسكريون الاميركيون انه في بداية منتصف العقد الثالث من القرن القادم
سيصبح اكثر من نصف سلاح الجو الاميركي مكوناً من طائرات بدون ملاحين.
ويصبح التطور التكنولوجي في هذه الطائرة على درجة من التعقيد والتمويه
يصعب على العدو اكتشافها. وستطبق صفات الخفية (عدم قدرة الرادار على
اكتشاف الوسائل العسكرية) على تطويرات المعدات العسكرية الاخرى كالسفن
الحربية والدبابات وغيرها.
أن
صعوبة ايجاد المشبوهين على الارض توازي صعوبة كشف الرسائل المخفية على
الانترنت. ففي الحروب، يعتبر رصد العدو ومراقبة آلاته العسكرية امراً
هسلاً. لكن في حرب الظل، قد يختبئ العدو في كهوف جبلية او في مخيمات نائية
يصعب اكتشافها من مسافة بعيدة. وقد لا تمتلك الطائرات العسكرية القدرة
اللازمة للدخول في اعماق حدود الاعداء. لذلك يجب الاستعانة بوسائل بديلة
للقيام بهذا العمل.
وهذا
ما يأم البنتاغون توفيره من خلال استخدام طائرات من دون طيار قادرة على
الهبوط في مناطق وعرة بشكل عمودي من دون استخدام مدرج الهبوط.
وسبق لوكالة ابحاث العلوم والتقنيات العسكرية أن رسمت جسماً اولياً لهذه الطائرات التي تسير مسافة طويلة ( تسمى Quiet Super sonic Platform)
وباستطاعتها التحليق على مسافة 6000 ميل وبسرعة 2،4 ماخ (الماخ يعادل سرعة
الصوت ومقدارها 860 ميلاً/ الساعدة) كما تستطيع نقل حمولة تصل حتى 20000
باوند من المواد المتفجرة، ويتوقع الباحثون اطلاق النموذج الاولي لهذه
الطائرات في العام 2005.
طائرات الرصد الخفية
في الحرب الاخيرة، امتلأت سماء افغانستان بالطائرات التي تعمل من دون ملاحين (والتي تسمى - Unmanned Aerial Vehicles)
وقد تكفلت تصوير معاقل ونشاطات العدو ونقل المعلومات للطائرات المقاتلة
المحيطة بها. ويؤكد كولونيل في القوات الجوية الاميركية والسيناتور
العسكري في معهد الدراسات الاستراتيجية في واشنطن بو ستيفان، أن الطائرات
التي تعمل من دون ملاحين مفيدة جداً لانها لا تعرض حياة احد للخطر، خصوصاً
خلال القيام بمهمات صبة كالمراقبة والاستطلاع، ويمكن لها الاتصال بأجهزة
مخبأة تحت الارض، ما يجعل الجيش قوة جوالة واكثر فعالية.
كذلك
تعتقد ريناتا برايس، نائبة رئيس فريق البحث والتطوير في قيادة الجيش
الاميرك في الكساندريا فيرجينيا "أن ما تراه هو مجموعة فائقة من اجهزة
التجسس المنتشرة في مناطق نائية، ويمكن لهذه الاجهزة تحديد شكل وصوت وسرعة
حركة عابر سبيل يمشي في الجبال النائية".
وتضيف
برايس: "يمكن نشر بعض هذه الاجهزة على الارض، ويمكن لبعضها الآخر أن يعمل
اوتوماتيكاً من دون الحاجة إلى مشغلين، أن تحمل على بالونات او طائرات
صغيرة غير مأهلوة".
وتعد طائرة الرصد الخفية اقابلة للحمل والطي والمسماة "عين التنين" (Dragon eye)
خير مثال على هذا النوع من اجهزة الرصد. فوزنها 4،5 باوندات، وهي بشكل
طائرة مصغرة، مزودة بكاميرات فيديو مع محدد للمواقع الجغرافية (GPS)، ويمكنها بالتالي نقل الصور لاسلكياً إلى محطات مراقبة ارضية تبعد مئات الكيلومترات عن مو قع الرصد، وهذه الطائرات مزودة بمراوح تسمح لها بالتحليق فوق اي مكان.
ويتوفر
لدى الولايات المتحدة حالياً عدد كبير من طائرات " عين التنين " التي تكلف
صناعة الواحدة منها 5000 دولار اميركي فقط . وتعمل شركةDARPA على تنفيذ مجموعة أكثر تطوراً تتميز بالقدرة على الهبوط والاقلاع العموديين.
وتقدمت
سبع شركات خلال عام واحد بعروضها للجيش الاميركي في ما يختص بالمركبة
الجوية التكتيكية غير المأهولة على مستوى الكتيبة, فالجهود السابقة الخاصة
بشراء نظام واحد يفي بمتطلبات الجيش والبحرية ومشاة البحرية لم تكن ناجحة
. ويهدف النظام المزمع تحقيقه الى تأمين المراقبة لقادة الكتائب حتى 50
كلم خلف خطوط العدو.
لذلك, قرر مركز نظام الفضاء والصواريخ (SMC
) التخلي عن عقد مع شركة " بوينغ" لبناء 33 قمراً اصطناعياً واستبدال ذلك
بمجموعة أقمار جديدة محسنة تأميناً لاستمرار نظام المجموعة الجديدة على
مدى عقود مقبلة, خاصة وأن برنامج إعادة هيكلة نظام تحديد الموقع عالمياً,
الذي سيكلف بلايين الدولارات, قد بوشر فيه بتحديث أقمار مجموعة معينة .
كما يجري وضع اللمسات النهائية على تحديد موعد وتمويل هيكلية برنامج
الاقمار الجديدة, الذي سيجري أول اطلاق لباكورة أقماره في مطلع عام 2007 .
وستكون "بوينغ" و"لوكهيد مارتن" الشركتين المتنافستين الرئيسيتين على الاقمار الجديدة ومحطات الاستقبال الارضية.
إستخدامات أنظمة الرؤية
تبث
أنظمة الرؤية الليلية الجديدة نبضات من أشعة اللايزر قصيرة الموجة (
أطولها نحو 1.9 ميكرون), فائدتها تصوير المواقع والافراد ليلاً من دون ان
يتمكن العدو من كشفها.
وتستخدم
هذه الانظمة كاميرا خاصة حساسة لاستلام هذا الطول الموجي وذلك لتكوين صورة
فيديوية متحركة للموقع المطلوب مهما كانت درجة حلكة الليل. وتكون الصورة
واضحة بحيث يستطيع الجندي تحديد نوع السلاح الذي يحمله الشخص المستهدف ومن
مسافة بعيدة.
ويؤكد فيرل اي, رئيس مجموعة Photonics Division of Inteva العسكرية في سانتا كلارا –كاليفورنيا, ان هذه الانظمة ليست بالضرورة زهيدة الاثمان, فنظام واحد منها قد يكلف 100 ألف دولار أميركي.
ويتميز
نظام الرؤيا الليلية لقائد المركبة عن نظارات الرؤيا الليلية المستخدمة
حالياً, بارتفاع كفاءته في الاداء, وبتقليله من مشاكل إجهاد العين التي
تنتج عن إستخدام نظارات الرؤية الليلية, بحيث يستخدم ماسحاً رقمياً
حرارياً.
وتقوم شركة هيوز (Hughes ) الاميركية بتطوير نظام للرؤية من الجيل الثاني للدبابة "M1",
لزيادة كفاءة التصويب, ويشمل التطوير استبدال الجيل الاول من جهاز التصويب
بالجيل الثاني الذي يستخدم الالكترونيات الرقمية, واستبدال جهاز قياس
المسافة الليزري بجهاز آخر يؤمن سلامة عين المستخدم من أشعة الليزر.
وما زالت تقنية تكثيف الصور في نظارات الرؤيا الليلية هي الاكثر انتشاراً, وخاصة مع افراد المشاة. فشركة" IT T" الاميركية,
تنتج وحدها 12 ألف نظارة سنوياً من الطراز الذي يستخدم " أرسنيد الجاليوم"
كمادة ضوئية ذات حساسية عالمية تنبعث منها الالكترونيات عند التعرض لشعاع
الضوء الخافت . وهذا الجيل من النظارات تزيد كفاءته على كفاءة الجيل
السابق, مما دفع الولايات المتحدة الى حظر تصديره خارج دول حلف شمال
الاطلسي واستراليا واسرائيل وكوريا الجنوبية .
ان
تقنيات الحرب الحديثة تطرح نفسها مستقبلاً في ميدان حروب الظل, بعدما باتت
الحرب ضد الارهاب شكلاً جديداً غير معهود من الحروب السابقة.
المراجع
- بوبولار ساينس 14/12/2001.
- مجلة الجندي الإمارات العربية المتحدة - أيلول 2001.
- نشرة فورين ريبورت - مجموعة جينز البريطانية - مقتطفات الإنترنت.
- الشرق الأوسط 16/11/2001.
- Janes Defence Review - November 2001.