جماعة الجيش الاحمر Rote Armee Fraktion إحدى أبرز و أنشط الجماعات اليسارية المسلحة بألمانيا الغربية ما بعد الحرب العالمية الثانية, وهي في نظر الحكومة الألمانية إتحاد إرهابي ينتمي لليسار المتشدد بينما تصف ال RAF نفسها بأنها جماعة "مسلحة المدنية" شيوعية تشارك في مقاومة مسلحة ضد الإمبريالية, وقد نشطت على شكل حرب عصابات بالمدن الألمانية على غرار الحركات الجنوب أمريكية و مثلها الأعلى التوباماروس Tuppamaros بالأروغواي. RAF مسؤولة عن 34 عملية اغتيالية و العديد من عمليات السطو على البنوك والتفجيرات و سنة 1998 أعلنت الجماعة حل نفسها.
أسست RAF سنة 1970 من طرف أندرياس بادر Andreas Baader, كوندرون إنسلين Gudrun Ensslin, هورست ماهلر Horst Mahler, أولغيكه ماينهف Ulrike Meinhof وأشخاص آخرون وقد كانت تعرف أيضا باسم جماعة بادر نسبة لزعيمها بادر وهي مكونة في أساسها من الطلبة وقد عرف عليها كرهها الشديد لأمريكا خصوصا أنها كانت تخوض حربها بفييتنام, و تعاطفها مع القضية الفلسطينية.
كانت أول عملية خرجت بها الجماعة للوجود عملية تحرير مسلحة لزعيمها Baader حيث قامت بالعملية الصحفية Ulrike Meinhof التي هي أحد الأعضاء المؤسسين عندما ادعت أنها تريد كتابة كتاب معه وقد أصيب في هذه العملية أحد المسؤولين بمكان تنفيذ وهو المعهد المركزي الألماني للشؤون الإجتماعية ببرلين Deutsche Zentralinstitut fuer Soziale Fragen .
Ulrike Meinhof من أبرز مؤسسي RAF .
في نهاية سنة 1970 توجه الأعضاء المؤسسون مع عدد لايتجاوز 12 عضوا إلى الأردن حيث تلقوا تدريبا عسكريا في أحد المخيمات التدريبية لفتح.
بعد عودتهم بدءوا تحركهم المسلح لعل أبرزهما تفجير نادي Terrace خلف المقر العام للقوات الأمريكية بفرانكفورت وعملية الألعاب الأولمبية بميونخ Muenchen سنة 1972 التي ألقي القبض مباشرة بعدها على معظم أعضاءها
ووضعو بسجن شتوتكارت-اشتمهاين Stuttgart-Stammheim . نونبر 1974 توفي Holger Meins بعد إضراب عن الطعام كما وجدت أولغيكه ماينهف Ulrike Meinhof مشنوقة بزنزانتها ماي 1976 , ومايميز هذه الجماعة عن غيرها وهو كتم أسرارها وعناصرجيليها الثاني والثالث مازالو حتى الآن بالسجن كاتمين لأسرارهم رغم أنهم مفرقين عن بعضهم .
نادي Terrace بعد تفجيره.
من أجل الإفراج على أعضاءها المحتجزين قامت RAF سنة 1977 بعدة عمليات وقد سميت هذه الفترة بالخريف الألماني Deutscher Herbst أحدها اختطاف Hans Martin Schleyer رئيس هيئة التشغيل الألمانية والعضو السابق بالحزب النازي ووحدات ال SS وقد توفي في هذه العملية سائقه الشخصي وعناصر حرسه الخاص الثلاثة لكن الرئيس الألماني ساعتها رفض إطلاق سراح زملائهم المحتجزون, وبعد عملية الإختطاف للطائرة الألمانية من طرف الكوماندو الفلسطيني بموغادشيو بالصومال وانتهاء العملية بمقتل عناصر الكوماندو على يد القوات الخاصة الألمانية قامت RAF بإعدام Hans Martin Schleyer بثلاث رصاصات بالرأس وأرسلت الرسالة التالية ل جريدة Liberation الفرنسية :
" بعد 43 يوم, وضعنا حدا للحياة الحقيرة لHans Martin Schleyer . اشميدت (المقصود هنا الرئيس الألماني Helmut Schmidt ) الذي تلاعب منذ البداية بحسبة خاطئة بمصيرschleyer , يمكنه أن يأخذ طرده بشارع Charles-Péguy ب Mulhouse . موته هو بمقابل ألمنا الكبير بعد مجزرة موغادشيو. نحن لم نفاجئ بالوحشية الفاشية للإمبريليين لتدمير حركات التحرير. هذه فقط بداية المعركة "
Hans Martin Schleyer مختطف من RAF .
بعد ذلك أعلنت السلطات الألمانية إنتحار Andreas Baader, Gudrun Ensslin و Jan-Carl Jaspe حسب قولها !Irmgard Moeller لمسجونة بجانب أصدقائها والتي خرجت بإصابات خطيرة قالت أن السلطات هي التي قتلت أصدقائها ولم ينتحروا كما يدعون. Brigitte Mohnhaupt المتورطة في قتل Schleyer اعتبرت أخطر إمرأة بألمانيا و يوم 12 نونبر جاء الدور على Ingrid Schubert لتوجد مشنوقة بزنزانتها.
بدأت تتأكد فيما بعد فرضية أن السلطات الألمانية هي التي قامت بتصفية مؤسسي الحركة (أو كما يسمون الجيل الأول) خصوصا بعد شهادت Irmgard Moeller وبعد أعضاء RAF الذين ألقي عليهم القبض مع مؤسس الحركة Andreas Baader و Ulrike Meinhof التي تعرضت لمحاولة اغتيال ( خرجت إثرها بجروح خطيرة على مستوى البطن نتيجة الطعن ) يوم وفات رفقاءها والتي كما سبق لي وقلت وجدت مشنوقة فيما بعد بزنزانتها.
القصة لم تنتهي لأن هذا ليس سوى الجيل الأول حيث سيأتي الجيل الثاني والثالت فيما ليواصلوا كفاحهم حيث تحققت المصالحة مع ألمانيا التي منحتهم هويات جديدة. سنة 1984 دخلت RAF إلى جانب المجموعة الفرنسية Action directe لتوحيد الحركات التحررية بأوربا الغربية. 1988 تحالفت RAF مع تنظيم الألوية الحمراء Brigate Rosse الإيطالية .
سنة 1998 أعلنت RAF حل نفسها.
ينظر اليوم البعض ل RAF كتنظيم إرهابي لكن الأغلبية يرون أنها حركة احتجاج ثورية اختارو التضحية الفردية من أجل الأكثرية أي المجتمع الألماني وأنا شخصيا من رأي الأغلبية .