مشروع مدينة القمر يمهد لنقلة نوعية على الصعيد السياحي بالأغوار
تحظى منطقة الأغوار الفلسطينية والبحر الميت بأهمية بالغة لدى الشعب الفلسطيني نتيجة موقعها السياسي والاقتصادي والجغرافي، ووفرة مصادرها الطبيعية ومناخها الملائم للزراعة، والفرص الاستثمارية المتمثلة بوفرة الأراضي حيث تبلغ مساحتها حوالي 2,400 كم2، أي ما يعادل حوالي 30% من مساحة الضفة الغربية، كما أن الأغوار تعتبر من أغنى المناطق الفلسطينية بالموارد الطبيعية نظراً لوفرة مجموعة من العناصر الطبيعية فيها، ومناخها المتميز وخصائصها التاريخية والثقافية الغنية.
وقد انصبت الجهود مؤخراً على التركيز على التطوير والاستثمار في مناطق (ج)، والتي تشكل ما يزيد عن 60? من مساحة الضفة الغربية، ويعيش فيها قرابة 150 ألف فلسطيني، وتشمل أكثر من 542 تجمعاً سكانياً، من بينها 281 تجمعاً تقع بالكامل في المناطق (ج)، والباقي على الحدود الوهمية بينها وبين المناطق (ب)، وذلك بحسب أرقام صادرة عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة. وإلى جانب ذلك، فإن مناطق (ج) تشكل الثروة الطبيعية لفلسطين، والمعالم السياحية للدولة الفلسطينية المستقبلية، لأنها تتضمن مناطق الأغوار بالكامل، ومنطقة البحر الميت، والتي تعد من أبرز الوجهات السياحية والعلاجية في العالم.
وفي ظل تلك المعطيات، عملت مجموعة عمار العقارية – الذراع الاستثماري لصندوق الاستثمار الفلسطيني في القطاع العقاري - على تنفيذ مشروع (مدينة القمر) شمال مدينة أريحا، وهو عبارة عن مشروع متكامل للتطوير التنموي في منطقة الأغوار، سيمتد على قطع أراضٍ تبلغ مساحتها حوالي 2,500 دونما في منطقة النويعمة شمالي مدينة أريحا تملكها مجموعة عمار، وستضم هذه المساحات عدداً من التجمعات السكنية والتجارية والمنتجعات السياحية والمراكز الترفيهية بالإضافة إلى المشاريع الزراعية، إلى جانب ذلك سيضم المشروع متنزهاً ترفيهياً وبحيرة مائية ومعاهد أكاديمية زراعية وفنادق وألواح شمسية لتوليد الطاقة النظيفة، كما ستشمل مدينة القمر حقول نخيل واسعة وشاليهات ومرافق تجارية وسياحية. وسيتم تطوير هذا المشروع على مراحل، حيث تقوم مجموعة عمار بتطوير المرحلة الأولى منه على حوالي 500 دونم والتي بوشر العمل بها.
مدينة القمر ... خطوة نحو تطوير اقتصاد الأغوارفي ظل ما تعانيه منطقة الأغوار الفلسطينية من إجراءات إسرائيلية ساهمت في تراجع الاقتصاد في المنطقة على مختلف المستويات، يعمل صندوق الاستثمار الفلسطيني على تنفيذ استراتيجية تقوم على أساس توجيه الاستثمارات في المنطقة من خلال مجموعة من المشاريع، ومشروع مدينة القمر يندرج ضمن هذه الاستراتيجية كونه سيساهم في توفير الآلاف من فرص العمل في قطاعات البناء والسياحة وغيرها من القطاعات المصاحبة لها، إلى جانب توفير فرص استثمارية واعدة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجالات الزراعة والصناعة والسياحة والخدمات.
وحول مشروع مدينة القمر، يقول المهندس منيف طريش، الرئيس التنفيذي لمجموعة عمار العقارية، "نعمل في منطقة الأغوار لأننا ندرك في مجموعة عمار مدى الأهمية الجيواستراتيجية لمنطقة الأغوار والبحر الميت، لذلك، تنفذ مجموعة عمار مشروع مدينة القمر الذي سيكون بمثابة تجمع استراتيجي لمجموعة من المشاريع السياحية والسكنية، وسيعمل على استغلال الخصائص المناخية والجغرافية للمنطقة، والاستفادة منها في تنفيذ "مدينة القمر"، ليكون المشروع هو الوجهة السياحية الأولى للسياحة الداخلية والخارجية".
وأشار طريش إلى أن "مجموعة عمار العقارية تنفذ استراتيجية صندوق الاستثمار الفلسطيني الهادفة إلى التركيز على مناطق (ج)، فلطالما عانت تلك المناطق من التهميش والإجراءات الإسرائيلية التي تسببت بتراجعها اقتصادياً، الأمر الذي دفع بالصندوق إلى توجيه اهتمامه لتطوير تلك المناطق وتنفيذ مشاريع حيوية فيها، كونها جوهر التطوير الاقتصادي لما تمتلكه من فرص استثمارية واعدة على صعيد قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة والإسكان وغيرها".
تجمعات ترفيهية في مدينة القمر ... للنهوض بالسياحة في الأغواربما أن منطقة الأغوار الفلسطينية تنعم بالمناخ المناسب للسياحة على مدار العام تقريباً، فقد ركز مشروع مدينة القمر على تنفيذ مجموعة من التجمعات السياحية والترفيهية، والتي ستكون بمثابة الوجهة السياحية الأولى في المنطقة، حيث قال المهندس طريش: "ستضم مدينة القمر حديقة مائية سيتم تنفيذها على غرار الحدائق العالمية، إلى جانب مجموعة من الفلل والشاليهات بتصاميم تحاكي طبيعة المنطقة، لتشكل المشتى الأمثل للباحثين عن الرفاهية، مستهدفة السياح الفلسطينيين والأجانب على حد سواء".
الجانب السكني في "مدينة القمر" سيخدم الموظفين في القطاعين العام والخاصوفيما يخص الجانب العقاري لمشروع مدينة القمر، أكد طريش أن "مدينة القمر تستهدف المطورين والمستثمرين الفلسطينيين من أجل الاستثمار في تطوير وحدات سكنية على اراض مطورة ومخدومة بالبنية التحتية الاساسية ضمن المخطط الهيكلي الحديث الذي أعدته مجموعة عمار، وإلى جانب ذلك، يستهدف المشروع صناديق ادخار الموظفين في مؤسسات القطاعين العام والخاص، وجمعيات الإسكان التعاونية، وذلك من أجل الاستثمار في تطوير وحدات سكنية في مدينة القمر لتوفير مسكن ملائم للموظفين المنتسبين لتلك الصناديق، الأمر الذي سينعش اقتصاد المنطقة التي عانت من هجرة سكانها خلال السنوات الماضية، من خلال توفير مزيد من فرص العمل ليساهم المشروع في زيادة عدد سكان منطقة الأغوار، وتثبيتهم على أراضيهم".
وأضاف طريش: "يمثل مشروع مدينة القمر نموذجاً مثالياً لدور القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية، فالمجال مفتوح الآن أمام شركات التطوير العقاري الفلسطينية للمشاركة في تنفيذ مدينة القمر، وسيوفر مئات فرص العمل لتلك الشركات ودخلا إضافياً يساهم في تطوير نشاطاتها، كما أن مدينة القمر ستساهم في تعزيز مكانة المنتجات المحلية، وذلك من خلال استخدام المنتجات الفلسطينية في تنفيذ كافة مراحل المشروع".
وحول دور صندوق الاستثمار الفلسطيني في تنمية المنطقة وتطويرها، وضح طريش أن "الصندوق يعمل على تهيئة المناخ لتنفيذ مشاريع تنموية وإقامة شراكات مع المهتمين بتطوير المنطقة على وجه الخصوص، وجذب الاستثمارات العربية والأجنبية للاستثمار في الأغوار الفلسطينية،
حيث ينفذ في الوقت الراهن مجموعة من المشاريع في المنطقة منها: منطقة أريحا الزراعية الصناعية، وصندوق شراكات الذي يستهدف الاستثمار في مجموعة من المشاريع العاملة في المنطقة، ومدينة سياحية على شواطئ البحر الميت سيتم البدء بتنفيذها فور الحصول على موافقات الجهات المختصة، إلى جانب مدينة القمر".المصدر http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=647998
فالعمل نبني فلسطين