لماذا تواجه اوكرانيا صعوبة في التفاوض مع اوروبا
ينتظر وصول الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الى فيلنوس ليس لتوقيع اتفاق مع الاتحاد الاوروبي، بل لمناقشة مسألة المحادثات الثلاثية بمشاركة روسيا. إن توتر الاوضاع بشأن انضمام اوكرانيا الى "الشراكة الشرقية" وهذا دليل واضح على ان انعدام نهج سياسي محدد، يحرم السياسي حتى من القيام بمناورة بسيطة. يبدو ان الكثيرين قد نسوا ان "الشراكة الشرقية" لا تعني ابدا الحصول على تأشيرة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، بل هي احدى آليات تنظيم علاقته مع شركائه السياسيين والاقتصاديين، الذين يبلغ عددهم حاليا 26 شريكا بينهم مصر واسرائيل ولبنان وفلسطين وتركيا التي مازالت في هذا الموقع منذ عام 1960. ماذا تعني "الشراكة الاقتصادية" بالنسبة لاوكرانيا اذا؟ قبل كل شيء امكانية تحديد النهج السياسي لفترة مستقبلية بعيدة الامد، وهذا يخلق مشاكل كبيرة امام يانوكوفيتش. العلوم السياسية الغربية تميز بين السياسة والنهج السياسي والعلاقات مع القوى السياسية المختلفة، مثل هذا التمييز غير موجود في العلوم السياسية الروسية، لأن نهج روسيا السياسي هو عملية استمرار لعلاقات حسن الجوار مع جيرانها. هذا الامر جعل وضع اوكرانيا مختلفا، فهي من جانب لا يمكنها الاعتماد على الاستمرارية، ومن جانب آخر لا يمكنها التصرف بموجب التزاماتها. اوكرانيا ترغب بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي لهدف سياسي، لكي تقلل ارتباطها بروسيا وتستعرض لمواطنيها توجهها الاوروبي. ولكن هذا خطر من الناحية الاقتصادية، لأنه يفتح الحدود امام البضائع الاوروبية ويهدد الانتاج المحلي ويقلص حجم التبادل التجاري مع روسيا. ان مقترح يانوكوفيتش بشأن المحادثات الثلاثية، هو محاولة لكسب الوقت، لأنه في جميع الاحوال يجب على السلطات الاوكرانية الحالية او اللاحقة اتخاذ القرار النهائي.
http://arabic.rt.com/press/5100/ :روسيا اليوم