أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: «أبطال البحر» يروون تفاصيل الرحلة الأخيرة لـ«إيلات» في الذكرى الـ46 لتدميرها الإثنين 21 أكتوبر 2013 - 12:40
الأحد 20 أكتوبر 2013 20:06
«أبطال البحر» يروون تفاصيل الرحلة الأخيرة لـ«إيلات» في الذكرى الـ46 لتدميرها
من اليمين ممدوح منيع ولطفى جاب الله وماهر حسن محرر «المصرى اليوم» وحسن حسنى وسيد عبدالجواد
ماهر حسن
فى يونيو 1956 وصلت إلى إسرائيل المدمرتان «إيلات ويافو» من إنجلترا، الأولى لها سابقة فى العدوان على مصر إبان العدوان الثلاثى عام 1956، وفى نحو الساعة 11 صباح 5 يونيو 1967 رصد سرب لانشات طوربيد مصرى فى مهمة استطلاعية، اللنش الأول بقيادة عونى عازر والثانى بقيادة ممدوح شمس، «إيلات» وأبلغا القيادة عن وجود المدمرة الإسرائيلية فى حراسة 3 لانشات طوربيد تابعة للعدو، وصدرت الأوامر بعدم الاشتباك والاكتفاء بالاستطلاع وبادر الإسرائيليون بإطلاق النارعلى اللنشين وأصيب «شمس» فأراد «عازر» أن يثأر له بعملية انتحارية واتجه باللنش نحو المدمرة وأصابها إصابات كبيرة ما استدعى القيام بعملية صيانة لـ«إيلات» وهناك صورة موجودة فى كتاب أصدره قائد المدمرة إسحق شيشان، لما لحق بها من إصابات.مر الوقت وبقى ساعة الصفر للأخذ بالثأر، ورد الاعتبار، وصدرت الأوامر بتنفيذ عملية بطولية لتدمير «إيلات» والتى كلف بها لنشان الأول 504 بقياد النقيب أحمد شاكر، قائدا للسرب وبصحبته على نفس اللنش الملازم أول حسن حسنى، ضابط أول اللانش، والملازم أول سيد عبد المجيد، ضابط تسليح اللانش والنقيب المهندس سعد السيد.أما اللنش الثانى فكان بقيادة لطفى جاب الله وممدوح منيع والملازم أول محمد شهاب الذى استشهد فى عملية أخرى عام 1970، وقائد السرب والعملية النقيب أحمد شاكر، وكان عمره آنذاك 29 سنة.4 أبطال من المجموعة التى دمرت «إيلات» يروون تفاصيل العملية لـ«المصرى اليوم» التى وقعت فى 21 أكتوبر 1967، ويقول ممدوح منيع: الشهيد عونى عازر، حينما وجد نفسه محاصراً بالثلاثة لانشات الحراسة حاول القيام بعمل فدائى يحدث أكبر ضرر لـ«إيلات» فأراد الاصطدام بالمدمرة لينفجر بها لكن اللنش لم يصل لها وانفجر قبل وصوله فأصاب بعض أجزائها، وفى كتابه «الرحلة الأخيرة» لقائد المدمرة إسحق شيشان قال: إما المصريون مجانيين أو انتحاريون، - قاصداً عملية عونى عازر- وأذكر أنه حينما كان القارب المصرى الأول يجهز نفسه قتل عامل ضبط الطوربيد برصاصة، ولم يبق ممن كانوا مع عازر سوى 4 صف ضابط مازالوا على قيد الحياة، وهذه العملية أثارت غضبنا وتمنينا الثأر. فيما يتابع حسن حسنى «أنا كضابط أول ومعنا الملازم أول سيد عبد المجيد ضابط التسليح وجاءت الأوامر لقيادة السرب أن نرفع درجة الاستعداد، وكنا على الاستماع فطلب قائد القاعدة من ممدوح شمس أن يعود هو وعونى وعازر وكنت أسمع اللاسلكى وممدوح شمس يتحدث مع قائد القاعدة، الذى كان يطلب من ممدوح العودة إلى القاعدة وقال ممدوح للقائد أنا فى مواجهة النيران الآن، ثم أغلق اللاسلكى وانفجر اللنش الخاص به، لأن عونى عازر كان محاصراً بثلاثة لانشات طوربيد إسرائيلية فيما يشبه الكمين، فضلا عن المدمرة إيلات، فكانت المعركة غير متكافئة، فـ(إيلات) لديها مدفعية ثقيلة 4.5 بوصة بعيدة المدى فيما كان سلاحه لا يصل سوى لمدى 300 قدم، فكان لابد أن يقترب من المدمرة ليصيبها كهدف، وفى هذه المواجهة انفجر اللنشان المصريان واستشهد 4 من زملائنا وكنا على الاستماع، وأثناء هذا طلبنا من قائد القاعدة أن نتدخل لدعم زملائنا فرفض وكاد النقيب شاكر قائد السرب أن يصاب بالجنون وظل يقول نحن قادرون على رد العدوان والردع وواثقون فى سلاحنا الصاروخى ونستطيع إصابة العدو فى مقتل، فرفض القائد قائلا : إن أوامركم تأتى من القيادة فى القاهرة، وكنا فى منتهى الغيظ، حيث أردنا الثأر لزملائنا، مما عمق لدينا الأخذ بالثأر عاجلاً أم آجلا».يتذكر «جاب الله» ما جرى بقوله: «مازلت متعجبا من منعنا من الثأر، رغم أننا كنا مؤهلين للمواجهة، فالأوامر كانت مشددة من القيادة لكونه قرارا سياسيا وعسكريا، وكان هناك فارق زمنى كبير بين عملية عونى عازر وعمليتنا من يوليو إلى أكتوبر، لكننا حرصنا على رفع الروح المعنوية لرجالنا كى لا يتأثروا بالسلب بما حدث وصاروا مشحونين معنوياً للقيام بعمل بطولى».يتابع سيد عبد المجيد: «كانت هناك مدمرة اسمها السويس وبها مدفعية ثقيلة تؤهلها للاشتباك مع إيلات بندية ولم تكن الثانية تجرؤ على الاقتراب من المياه الإقليمية مع وجود (السويس)، ومع غيابها تشجعت (إيلات) على العربدة بالقرب من مياهنا الإقليمية».وعلى أثر نجاحنا فى تدمير إيلات أشيع فى إسرائيل أنها أصيبت بصواريخ روسية أو أنها ضربت من مدمرة روسية فى المياه المصرية وهذا قول مغلوط «لقد نفى هذا الزعم باقى أبطال العملية، ممدوح منيع واللواء لطفى جاب الله وحسن حسنى كما، يقول سيد عبد المجيد، ضابط التسليح آنذاك والذى أصاب المدمرة إيلات، إنه لم تكن هناك مدمرة روسية ولا مصرية حتى حين ضربنا إيلات وإنما أراد الإسرائيليون التشكيك فى القدرة والكفاءة القتالية للقوارب المصرية»، ويشير لطفى إلى أنه لم تكن قدرة السلاح الذى تمتلكه قواتنا معروفة لدى العدو ولم يكن لديه فكرة أن لدينا صواريخ «سطح- سطح» يمكنها القيام بهذه العملية ولم يثق فى القدرة القتالية لدى المصريين أو سلاحهم.ويضيف «منيع»: «إنهم لم يتصوروا أن لنشات الصواريخ قادرة على إصابة المدمرة فى مقتل وهذه الصواريخ دخلت مصر عام 1962 تقريبا وحصلنا على فرق على استخدامها، ودخلت الخدمة فى 1965 وتدربنا عليها حتى 1967، كما أن هذا السلاح لم يختبر، ولذلك زعموا أن الروس هم الذين ضربوا المدمرة الإسرائيلية لأن الكفاءة العالية التى استخدمت بها الصواريخ دفعتهم لهذا الزعم ولو كانوا على دراية بكفاءتنا القتالية، وهذا التأثير الفاعل للسلاح والصواريخ لما اقتربوا من المياه الإقليمية».وعن تفاصيل سيناريو العملية يقول «منيع» إنه بعد تجهيز المدمرة عادت لاستفزازنا يوم الأربعاء 18 أكتوبر 1967 وتم رصدها بأجهزة الاستطلاع البحرية، من 18 حتى 21 أكتوبر قرب المياه الإقليمية ورصدها الملازم أول حسن حسنى على بعد أميال قليلة من المياة الإقليمية، وكانت هناك روايات مختلفة منها ما ذكره قائد القوات البحرية الإسرائيلية شلومو إيريل، حيث قال: «السوفييت هم الذين أصابوا المدمرة».
«منذ السادسة صباح 21 اكتوبر1967 كان السرب على مقربة من اللنش فى نقطة التمركز وكنا لنشين، أحدهما بقيادة اللواء لطفى والآخر بقيادة أحمد شاكر، بهذه المعلومات يروى حسن حسنى، بداية العملية، ويتابع: «كان اللنشان راسيان بجوار حاجز الأمواج إلى جوار الممر الملاحى فى منطقة مياة الصيد، وفى الساعة السادسة صباحا جاء بلاغ من القاعدة إلى قائد السرب برفع درجة الاستعداد، وأن هناك تحركات للعدو خارج المياه الإقليمية، حيث (إيلات) تقترب وتبتعد وشغلنا الرادارات لمراقبة تحركات المدمرة، فلم نجد شيئاً وأبلغنا القاعدة، وعند الثامنة صباحاً، جاءتنا إشارة باقتراب المدمرة من المياة الإقليمية لكن هذه المرة لم تظهر على الرادار لدينا فصرخ قائد القاعدة قائلاً: كيف لا تظهر فى الرادار فى حين يمكن رؤيتها بالعين المجردة؟، وكانت هناك نقطة مراقبة بصرية فوق فندق هيلتون فكلفنى قائد السرب النقيب أحمد شاكر، بالصعود إلى قمة الفندق لنقطة المراقبة البصرية والفندق كان حوالى 20 طابقا، وتم قصفه بالصواريخ، فى يونيو 1967 وصعدت للنقطة التى تكشف البحر كله ولم أر المدمرة فى أفق البحر، فقال لى الموجودون إنها تقترب وتبتعد، وبعد ربع ساعة ظهرت كشبح وراء الأفق على مدى حوالى 13 كيلو متر، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة كلما صعدت لأعلى حيث الأفق البحرى مكشوف، وكان هناك تليسكوب ورأيتها ونزلت وأبلغت قائد السرب وشغلنا الرادار ورأيناها على بعد 15 ميلاً بحريا وبدأنا نرصد تحركاتها، وفى 21 أكتوبر، 11.30 صباحا ظهرت مرة أخرى وكررت اقترابها من المياه الإقليمية 3 مرات إلى أن دخلت المياه الإقليمية».ويحدد «منيع» حدود المياه الإقليمية بقوله: «علينا أن نعرف حدودنا وفق محددات القانون الدولى لها، حيث تمتد المسافة المسموحة للمنطقة التكميلية للمياه الإقليمية إلى 18 ميلا، وبإمكان المركب أن تدخل لمسافة 6 أميال من مسافة الـ 18 ميلاً دون الحاجة لاستئذان الدولة، لكن المركب الحربى لابد أن تستأذن عن طريق سفارتها وإلا ستعتبر فى وضع عدائى يحق لنا اعتراضها، حيث حرم المياه الإقليمية يمتد إلى 18 ميلاً خارج حدود المياه الإقليمية، وللدولة 12 ميلاً خارج المياه الإقليمية و6 أميال مضافة يتعين استئذان المركب لدخولها، وقد تجاوزت إيلات هذه الحدود لذا ضربناها، وكان على متنها طلبة من الكلية البحرية الإسرائيلية».«بصراحة إحنا كنا بنتلكك لها وخصوصا بعد استشهاد عونى عازر وباقى إخوتنا»، كلمات عبر بها ممدوح منيع، عن مشاعرهم تجاه العملية. وعن بداية الاشتباك يقول حسن حسنى، إن أول اشتباك كان من قبل اللنش الأول بقيادة قائد السرب أحمد شاكر فى قارب 504، وأطلقنا أول صاروخ الساعة الساعة 5.35، وكانت تظهر منذ الحادية عشرة صباحا ولا يعرفون أننا نتربص بها، وظنوا أننا خفنا مما حدث لرفاقنا الشهداء ولا يعرفون أننا كنا متلهفين للثأر.ويتابع: « كنا نغلى بسبب غرورها واستفزازها واستخفافها بنا ونستعجل إصدار الأوامر وفى الساعة 11 صباحاً جاءنا بلاغ من قائد القاعدة بإعطاء بيان دقيقة بدقيقة بتحركات المدمرة حتى صارت المسافة 12.2 ميل، وكان لابد أن نعد أنفسنا بتجهيز الأسلحة وأخذ وضع الإطلاق وهى تقترب وتبتعد ويلزمنا ذلك نصف ساعة، وطلب قائدا القاعدة بيانا أخيرا عن تحركات المدمرة، فقلت لقائد السرب أحمد شاكر إلام ننتظر لقد صارت على بعد 12 ميلا هل سننتظر حتى تدخل القناة؟»، فقال: «لا فلننتظر»، وجاءنا بلاغ لقيادة السرب قال فيه تعاملوا معها عندما تقترب لمسافة 7 أميال ونصف الميل بحرى، وظهرت المدمرة الساعة 4 وبدأت تقترب، وكانت قد تأجلت الطلعة 3 مرات، حتى جاءتنا آخر تعليمات وأوامر الساعة 4.5 فتحركنا بعد التجهيزات والاستعداد الساعة 5، وقلنا لبعضنا علينا أن نبادر ونسرع بضربها قبل أن نتلقى الأوامر مجددا بتأجيل العملية.ويقول اللواء لطفى إن عبد العظيم رمضان ذكر فى كتابه «تحطيم الآلهة»: «قائد السرب تحرك بدون أوامر نتيجة للإلغاء المتكرر للعملية»، وهذا غير صحيح. ويستكمل حسنى باقى تفاصيل العملية فيقول: «كانت هناك مشكلة وهى أنه لكى نغادر من حاجز الأمواج يوجد ممر ملاحى طوله 5 أميال ونصف الميل بحرى ويصعب بل يستحيل الدخول من يمينه أو يساره، فهو عبارة عن ممر ضيق جدا وأى وحدة بحرية لابد أن تجتازه، حيث هناك أخطار ملاحية عن يمينه وعن يساره، ولكى نخرج من الميناء ونكون متأكدين من وجود المدمرة خارج الممر ستكشفنا الرادارات بوضوح وكأننا على شاشة سينما، وأضعف نقطة فى مرحلة (الفتح التكتيكى) كما نسميها من نقطة التمركز حتى موقع الاشتباك هى هذا الممر الملاحى، حيث لا يمكننا استخدام سلاحنا فيها، فأى طائرة أو مدفعية يمكنها كشفنا وكأننا فى مصيدة فقمنا بخطة خداع وتمويه، وطبقنا مبادئ الحرب وهى السرية والخداع والتمويه والمفاجأة، والصمت اللاسلكى حتى لا يلتقط العدو أى إشارة، وعدم استخدام الإشارات (المنظورة) والمرئية واتفقنا مع قائد السرب على إشارات مختلفة تماماً».ويضيف: «فكرنا فى حيلة، وكنا دارسين للمسرح البحرى جيداً حيث أخذنا خط سير نتفادى به الممر الملاحى، وظللنا نمشى (زجزاج) من أول الشمندورة بعد حاجز الأمواج باتجاه بورفؤاد، وقللنا المسافة بين القاربين لحوالى 15 أو 20 مترا، وهذه تحتاج قدرة وخبرة فى السيطرة على المسافة حتى لا يصطدما، لأن العدو لو رآنا سيظن أننا مراكب صيد كما قللنا سرعتنا لنعزز هذا الظن لدى العدو، وكأننا خارجين فى رحلة صيد، حتى إن القيادة اندهشت بعد العملية للخريطة التى سرنا عليها حيث كان خط السير لا يتوقعه العدو فهو خط مراكب صيد، وأخذنا مواضع الإطلاق وحققنا المفاجأة إذ زودنا السرعة فجأة وباعدنا المسافة فيما بيننا، كما عزز قيمة المفاجأة أننا كنا نستخدم سلاحا جديدا فى المعركة لم يكن يظن العدو أنه لدنيا أو أن لدينا خبرة فى استخدامه وهو الصواريخ، وكان اللنش الأول بقيادة قائد السرب النقيب أحمد شاكر وأنا كنت ضابط أول، وسيد عبد المجيد ضابط التسليح ومهمته إطلاق الصورايخ وتجهيزالمدفعية، وأطلقنا الضربة الأولى وأول صاروخ وكان لدى القاربين والقاعدة 4 صواريخ لو لم ننجح فى تحقيق الإصابة بها لضاعت هباء، ولم يعد لدى القاعدة أى صواريخ ولظلت بورسعيد بلا حماية بحرية».ويقول سيد عبد المجيد، الذى أطلق أول صاروخين على المدمرة: «لم أكن خائفا أو لدى شك فى أنى سأنجح فقد تدربنا وقمنا بكل التجهيزات جيدا، وكنا جميعا مشحونين ونريد أن نرد الصاع صاعين، ورأيت الإصابة الأولى على الرادار حيث اختفى جزء من المدمرة وأثناء إطلاق الصاروخ الأول لا تستطيع أن تراه بسبب الدرع الواقية على سطح القارب، ولكننا نراه على الرادار فقط لقد استغرقنا ثلث ساعة لنأخذ وضع الاشتباك ومع انطلاق الصواريخ تنبعث غازات خانقة وحرائق على سطح اللنش ثم أطلقنا الصاروخ الثانى بعد دقيقتين من إطلاق الأول ولم نعرف فى أى مكان من المدمرة جاءت الإصابة حيث نراها كظل على الرادار، وأذكر أنه فى مرحلة التحضير لابد أن نغلق اللاسكى ولا نرسل أى إشارة حتى لا يرصدها العدو، وبدأت المدمرة بالغرق وكان معروفا أن صاروخا واحدا أو اثنين كافيان لإغراقها، وصعدنا لظهر القارب بعد إطلاق الصاروخ ورأينا عامود دخان، ولأنه بعد إطلاق الصاروخين على المدمرة لم يظهر أو يثبت بوضوح غرق المدمرة أو إصابتها إصابة تدميرية جاء التكليف للواء لطفى بإطلاق الصاروخين الموجودين على قاربه باتجاه المدمرة للتأكد من تدميرها».ويتابع اللواء لطفى جاب الله قائد القارب الثانى: «بعد إطلاق الصاروخين الأوليين تلقيت إشارة بالعودة إلى القاعدة وألا أطلق صاروخا وبعد وصول إشارة للقاعدة أن الهدف اختفى أبلغت أنا القاعدة أن الهدف لم يختف بعد مما يفيد بعدم غرق المدمرة وكانت الساعة 6.45، وكنت عدت ووصلت إلى الرصيف وخلال الربع ساعة حدثت مفاجآت، فحين شغلوا الرادار مرة أخرى وجدوا هدفا فى نفس مكان المدمرة ولم يستوضحوا جيدا هذا الهدف، هل هو المدمرة ذاتها وأنها لم تغرق أم أن هناك هدفا جديدا؟ واستدعانى القائد وسألنى قائلا:«إنتوا هببتوا إيه الهدف لسه موجود»، وأمرنى بالخروج بالقارب للتعامل مع الهدف سواء كان المدمرة ذاتها أو هدفا آخر، وبدأنا نجهز أنفسنا مرة أخرى وخرجنا باللنش وكان الجو مظلما وكانت هناك غارة جوية ولا يوجد قمر، وكان ممدوح منيع واقفا على مقدمة اللنش ليكون دليلى فى الخروج خوفا من الاصطدام بأى شمندورة ووصلنا إلى موقع الإطلاق وأطلقنا أول صاروخ الساعة 7.30 تقريبا وبعدها بدقيقتين أطلقنا الصاروخ الآخر، وكنا أنا وممدوح على بعد 5 أميال من المدمرة، وقد أصاب الصاروخ الأول منتصفها ثم قصمها الصاروخ الثانى، وكانت تميل إلى الغرق، فضلا عن النار التى تسببت فى مقتل العشرات على متنها، وكان لدى تعليمات بأن أنطلق بالقارب إلى الإسكندرية وطلبت العودة للقيادة فى بورسعيد فرفض، وحذرنى من العودة إلى القاعدة، وأثناء ذهابنا اكتشفنا 3 أهداف أمامنا قادمين باتجاهنا وهى 4 لنشات مسلحة وكل لنش به مدفعان 40 ملم ولم يكن لدينا سوى مدفع 25 ملم وتذكرنا معركة عونى عازر، وتصورنا أننا سنتعرض لنفس ما تعرض له ثم حسبنا المسافة فوجدنا أنه يلزمهم مسافة 5 أميال لكى يصيبونا فقررنا أن نحرص على اتخاذ مسافة أبعد، وكلما حاولوا الاقتراب ابتعدنا ودخلنا الجونة، وكانت هناك رملة فشحطنا فيها القارب وصرنا بذلك خارج منطقة الرصد الرادارى الخاص بالإسرائيليين، وسرنا بمحاذاة الشاطئ وكأننا جزء منه أو لسان صغير للشاطئ، وكان هذا أصعب وقت مررنا به، فلما لم يجدوا شيئا انصرفوا.ود هؤلاء الأبطال أن ينهوا شهادتهم، بأنه بعد ثورة 25 يناير بدأ تكريم أبطال الجيش بداية من الرئيس الراحل أنور السادات والفريق سعد الدين الشاذلى، حيث يرون هذا بادرة طيبة ويتطلعون لتكريمهم، وقالوا إن لديهم شعورا بأن ثورة يناير ستصحح الأوضاع للأحسن وأن الوازع الوطنى والكرامة المصرية هى التى حركتهم لإنجاز هذا العمل البطولى وليس طمعا فى تقدير أو تكريم، فهو واجب غير أن هذا لا يمنع من تكريمهم اعترافا ببطولاتهم وتتويجا لتاريخهم وسيرهم.
http://www.almasryalyoum.com/node/2220801
f22 raptor
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : العمر : 44المهنة : أستاذالمزاج : في عطلة التسجيل : 25/06/2012عدد المساهمات : 7079معدل النشاط : 5757التقييم : 547الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: «أبطال البحر» يروون تفاصيل الرحلة الأخيرة لـ«إيلات» في الذكرى الـ46 لتدميرها الإثنين 21 أكتوبر 2013 - 21:21
ينقل إلى قسم التاريخ العسكري - :: الشرق الأوسط :: حرب الاستنزاف 1967 - 1970
«أبطال البحر» يروون تفاصيل الرحلة الأخيرة لـ«إيلات» في الذكرى الـ46 لتدميرها