المدى برس/ بغداد
دعا نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، حسين الشهرستاني، اليوم الاثنين، الشركات الفرنسية إلى دخول السوق العراقية والاستثمار فيها، وفي حين عد أن حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي بلغ العام المنصرم 1.7 مليار يورو، "لا يلبي الطموح"، أكد سعي العراق لأن يتحول من دولة مصدرة للنفط الخام إلى منتجة ومصدرة للمواد المصنعة من المشتقات النفطية، وأن يكون "مركزاً" للشرق الأوسط والعالم.
وقال الشهرستاني، في كلمة له خلال ملتقى الأعمال والاستثمار العراقي – الفرنسي، الذي عقد في بغداد، صباح اليوم، بحضور وزيري التجارة والنقل ورئيس هيئة الاستثمار العراقية، والسفير الفرنسي في العراق، وعدد من رؤساء وممثلي الشركات الفرنسية والعراقية، إن "حجم التبادل التجاري بين العراق وفرنسا وصل في العام 2012 المنصرم، إلى مليار و700 مليون يورو"، مشيراً إلى أن هذا "الرقم أكثر من السنوات الماضية، لكنه لا يلبي الطموح مقارنة مع دول أخرى وصل معها التبادل التجاري لأكثر من عشرة أضعافه".
ودعا نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، الشركات الفرنسية، إلى "لاستفادة من الفرص المتاحة في العراق وتوافر الأيدي العاملة الماهرة والمواد الأولية والطاقة فيه، لجعله قاعدة إنتاج صناعية لمنجاتهم وتسويقها في الشرق الأوسط"، مبيناً أن هناك "42 شركة فرنسية عاملة في العراق وهو رقم لا بأس به".
وأضاف الشهرستاني، أن "العراق أصدر خلال السنوات الماضية، العديد من التشريعات والقوانين التي أسهمت في التحولات الجديدة، ومنها قانون الاستثمار عام 2006، الذي وفر حوافز كثيرة للمستثمر، وعمل أيضا على وضع خطة تنموية شاملة ركزت على تنويع الاقتصاد شملت مختلف القطاعات"، لافتاً إلى أن تلك "الخطة حققت للعراق تطورا في معدل النمو وصل إلى تسعة بالمئة خلال السنوات الخمس الماضية".
وتوقع نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، أن "يرتفع معدل النمو إلى عشرة بالمئة خلال السنوات الخمس المقبلة"، مؤكداً أن "العراق استطاع أن يسيطر على نسبة التضخم وخفضها من 50 إلى ستة بالمئة حالياً".
وذكر الشهرستاني، أن "الحكومة عملت على تخفيض الفائدة في المصارف من عشرين إلى ستة بالمئة"، وتابع أن "عدداً من القطاعات شهدت نمواً كبيراً لاسيما الطاقة، بعد نجاح جولات التراخيص وزج الشركات العالمية لتطوير الحقول النفطية، حيث ارتفع الإنتاج حالياً من 2,3 إلى 3,30 مليون برميل يومياً"، كاشفاً عن "وجود خطط لزيادة الإنتاج إلى تسعة ملايين برميل يومياً عام 2020، فضلاً عن زيادة الصادرات النفطية من 2,5 إلى 7,5 مليون برميل يومياً، ليكون النفط العراقي مصدر وقود رئيس في مختلف بلدان العالم".
واستطرد نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، أن تلك "الزيادة صاحبها ارتفاع في إنتاج الغاز لأنه مصاحب لإنتاج النفط في العراق"، وزاد أن "الغاز سيستخدم كوقود لمحطات الكهرباء وخلال بضع سنوات سيكون للعراق فائض من الغاز سيصدر بعد اكتفاء البلد منه".
ومضى الشهرستاني قائلاً، إن "العراقيين عانوا كثيراً من قلة الطاقة الكهربائية، فتم وضع خطة لبناء المحطات الكهربائية بمقدار 20 ألف ميكا واط قبل سنتين، ودخل قسم منها الخدمة مما وفر طاقة بنحو جيد"، مسترسلاً أن "القسم الآخر من تلك المحطات ستدخل الخدمة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة ليصل الإنتاج إلى 20 ألف ميكا واط خلال العام 2014 المقبل، والذي يليه، وسنعمل على تحويل هذه المحطات من ذات الدورة البسيطة إلى الدورات المركبة لنحصل على 10 آلاف ميكا واط إضافية، فضلاً عن دعوتنا للمستثمرين العراقيين والأجانب لبناء محطات كهربائية استثمارية جديدة، في توجه نحو خصخصة التوزيع في قطاعي الكهرباء والنفط".
وكشف نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، عن "توقيع العراق سبع مذكرات تفاهم مع كبريات الشركات العالمية لبناء مصانع للبتروكيمياويات والأسمدة مما سيجعله من أكبر الدول المنتجة للبتروكيمياويات ويحوله من دولة مصدرة للنفط الخام إلى منتجة ومصدرة للمواد المصنعة من المشتقات النفطية".
وأكد الشهرستاني، أن "العراق سيشهد تطوراً ملحوظاً في مجال النقل بجميع أشكاله الجوي والبري والبحري، حيث يشهد قطاع السكك الحديد مد خطوط جديدة تقدر كلفتها الاجمالية بـ40 مليون دولار، ويخطط لبناء واحدة من اكبر الموانئ في الخليج (ميناء الفاو الكبير), ومشروع مترو بغداد، لأنه يمتلك موقعاً جغرافيا يساعده على أن يكون مركزاً للشرق الأوسط والعالم".
ودعا نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، المستثمرين العراقيين والأجانب إلى "الاستثمار في قطاع السكن لأن العراق يعاني من عجز في هذا القطاع بحدود ثلاثة ملايين وحدة،"، لافتاً إلى أنه "تم بالفعل إنشاء مجمعات سكنية كبيرة في بعض المحافظات وهناك أكثر من 70 مشروعاً سكنياً مطروحاً للاستثمار في المحافظات العراقية".
وأوضح الشهرستاني، أن "العراق يعاني من نظام مالي غير متطور يحتاج إلى النهوض به برغم امتلاكه لاحتياطي بالعملة الصعبة تجاوزت الـ88 مليار دولار".
ويهدف ملتقى الأعمال والاستثمار العراقي – الفرنسي إلى بحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في المجالات الاقتصادية كافة.
المصدر