خبراء: الفوسفاطُ المغربِيُّ يقرع طبُولَ حربٍ فِي المنطقة
طبولُ حربٍ ستقرعُ فِي المستقبل، لنْ يكُونَ سببهَا الذهبان الأزرق أو الأسود، وإنمَا الفوسفاط، والمغربُ معنيٌّ بتلكَ الحربٍ، التي ستدُورُ رحاهَا على نطاقٍ واسع. على هذَا النحو، قرأتْ "البِي بِي سِي"، مستقبل الثروة، التِي يملكُ المغربُ منها، 75 بالمائة من الاحتياط العالمِي، وهو مقدارٌ "مذهل فِي تاريخ البشريَّة"، بتوصيف، جيريمِي جرانثام، أحد مسؤولِي صناديق الاستثمار الأمريكيَّة.
"البي بي سي" عزتْ التطور المستقبلِي لاحتياطِي الفوسفاط، إلى اعتمادِ الزراعة بشكلٍ كلِّي، فِي الوقتِ الراهن، على الأسمدَة الكيماويَّة، المستخرجة منه، وإنْ أكدتْ أنَّ الاحتياطِيَّ الحالِيَّ، لا يزالُ هائلًا، وأنَّ النقصَ لنْ يستَشْعَرَ إلَّا بعد عقودٍ، أوْ قُرونٍ، على الأرجح، حتَّى إنْ كانَ سعرُ المادة قدْ انخفضَ فِي السنة الأخيرة، بعدَمَا عرفَ ارتفاعًا، فِي الأعوام التِي قبلها.
ووفقًا للمنبر ذاته، فإنَّ الأسمدة التِي يعتمدُ عليها المزارعون بشكلٍ كبير، لها تداعياتٌ سيئة على البيئة، بحيث أنَّ ما يستعمل منها، للنباتات، فلا تتشربه تربتها، يجعلها تجد طريقها نحو الأوساط المائيَّة، التِي يتسببُ فيها بظاهرة تسمَّى " eutrophisation".
فِي غضون ذلك، تطرقت مجلَّة "سلات" الفرنسيَّة، إلى دفاعَ الحكومة المغربيَّة، عن استغلال الثروات الوطنيَّة، وتأكيدها على استفادة الساكنة المحليَّة للمنطقة، مما يستخرجُ من الفوسفاط، وذلكَ من خلال تمويل الخدمات العموميَّة في تلك المناطق، وتوفير فرص للشغل لساكنتها.
بيدَ أنَّ المقلقَ أكثر، وفق "سلات"، هُوَ أنَّ المنطقة الحاضنة لاحتياطِيٍّ هائل من الفوسفاط، تقعُ فِي بؤرة، أضحَى الإرهاب يطوقها أكثر فأكثر، بفعلِ الحضور المتنامِي لتنظِيم القاعدة بفي المغرب الإسلامي، الإرهابيِّ، بمنطقة الساحل، رغم العمليَّة العسكريَّة، التي قامت بها فرنسا، مضيفةً أنَّ المغربَ ليسَ فِي مأمنٍ من تلك الجماعاتِ، فِي أقاليمه الجنوبيَّة.
وفيمَا تربَّى جيلٌ بأكمله فِي مخيمات تندوف، والأفقُ ملبدٌ أمامه، لعقودٍ طوال، رجحتْ "كلُوبَالْ بوستْ" أنْ ينزع سكانُ المخيمات، الذِين يعيشون أوضاعًا قاسيَة، إلى سلوكِ طريق الحرب مع المغرب. فَـ "حرب الأسمدة"، لا تغيبُ عن بالِ قادة العسكَر فِي العالم، يقول جرانثام.
hespress
لا أعتقد أن الحال ستصل لهذه الدرجة