25 عاما على رحيل "عبد الباسط عبد الصمد".. الصوت الذى أجبر المستمع على الإنصات بخوف ورهبة وخشوع وتدبر.. أتم حفظ القرآن وعمره 14 عاما.. لقب بـ"صوت مكة" بعد تلاوته بالسعودية وقراءته حاضرة حتى الآن
الإثنين، 2 ديسمبر 2013 - 02:04
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
كتب على عبد الرحمن
"إنه القارئ العربى الذى يذهلك وأنت تستمع لتلاوته، ففى صوته نغم موسيقى إلهية وروحانية، يجبر المستمع على الإنصات بخوف ورهبة وخشوع وتدبر"، هكذا قال الداعية الراحل أحمد ديدات عن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الذى كان بالأمس الذكرى الـ25 على رحيله.
ولد "عبد الباسط" فى الأول من يناير عام 1927، بمدينة أرمنت محافظة قنا، التى كان ميلاده بداية تاريخ حقيقى لأرمنت، وكان ترتيبه الثالث بين أخوته فأخوه الأكبر محمود عبد الصمد مفتش ثانوى سابق، يعتبر أول من تعلم بالأزهر بمحافظة قنا، يليه عبد الحميد عبد الصمد ناظر ثانوى أزهرى بالمعاش، ثم الشيخ عبد الباسط ثم أخيهم الأصغر عبد الله عبد الصمد.
التحق الشيخ بكتاب البلدة مع أخوته عام 1943، إلا أنه تميز عنهم فى حفظه للقرآن وحسن تلاوته له رغم التحاقه بالكتاب فى السابعة من عمره، وأتم حفظه قبل بلوغ العاشرة، ولأن والده كان من علماء الدين بمحافظة قنا فقد عزم على الاهتمام به، وتفرغ الأب لابنه فأولاه اهتمامًا خاصًا.
ألحقه والده بالمعهد الدينى بأرمنت فتعلم القراءات وعلوم القرآن ونال اهتمام شيخه العالم الأزهرى محمد سليم حمادة، الذى كان يصطحبه معه ليقرأ فى السهرات والحفلات، حتى أصبح الصبى عبد الباسط مشهورًا فى نجوع وقرى محافظات الوجه القبلى، ولم يكن عمره قد تجاوز الخامسة عشرة بعد، حتى أصبح يدعى إلى إحياء الحفلات والسهرات القرآنية بمفرده دون شيخه.
ويقول عبد الباسط، إنه تقاضى ثلاثة جنيهات فى أول حفل قرأ فيه وكان عمره 14 عاما، ويعد هذا المبلغ كبيرا فى ذلك الوقت الذى نال فيه شهرة واسعة رغم صغر سنه، فكان يجوب محافظة أسوان والأقصر بدعوات خاصة من كبار العائلات حتى أواخر عام 1950 م.
وعن بدايات بزوغ نجم "عبد الصمد"، حكى الشيخ "البطيخى"، "فى إحدى المرات قرأ فى مجلس المقرئين بمسجد الحسين بالقاهرة، وعندما جاء دوره فى القراءة كان من نصيبه ربع من سورة النحل، وأعجب به الناس حتى أن المشايخ كانوا يُلوحون بعمائمهم، وكان يستوقفه المستمعون من حين لآخر ليعيد لهم ما قرأه من شدة الإعجاب، ثم تهافت الناس على طلبه حتى طلبته سوريا ليحيى فيها شهر رمضان، فرفض إلا بعد أن يأذن له شيخه".
غير أن البعض يرى أن بداية بزوغ نجم الشيخ كانت فى الاحتفال بذكرى مولد السيدة زينب رضى الله عنها عام 1951م، حينما قدمه رجل له مكانته من محافظة قنا وكان يسمع به وتلا عبد الباسط بعدما أنهى الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى تلاوته فى الحفل، لمدة 10 دقائق فقط ثم ختم قراءته ففوجئ بالجمهور الذى يملأ المسجد يريد منه أن يستمر فى القراءة، فما كان منه إلا أن عاد القراءة مرة ثانية حتى ساعة متأخرة من الليل.
تأثر "عبد الصمد" بالشيخ محمد رفعت، وقال عنه: "كنت أمشى مسافات طويلة جدا قد تصل إلى 5 كيلومترات لأستمع إلى القرآن بصوت الشيخ رفعت من خلال جهاز الراديو الوحيد الموجود عند أحد أثرياء البلدة".
كما تأثر أيضا بالشيخ مصطفى إسماعيل، وكان الشيخ عبد الباسط يثنى على أخلاقه كثيرا، وأنه قارئ له مدرسته وصوته المميز ولونه الخاص، وكان يحب الاستماع إليه كثيرا وقد ربطتهما صداقة متينة.
كانت أول زيارة للشيخ خارج مصر بعد التحاقه بالإذاعة عام 1952، زار خلالها السعودية لأداء فريضة الحج ومعه والده، وطلب منه السعوديون أن يسجل عدة تسجيلات للمملكة تذاع عبر موجات الإذاعة، وبالفعل سجل عبد الباسط عدة تلاوات أشهرها التى سجلت بالحرم المكى والمسجد النبوى الشريف، والتى لقب بعدها بـ"صوت مكة".
لم يحظى أحدًا من المشايخ بما حظى به عبد الباسط، خاصة أنه كان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984، وهو القارئ الوحيد الذى لم ينس حيًا ولا ميتاً، حيث كرمته سوريا عام 1956 بمنحه وسام الاستحقاق ووسام الأرز من لبنان والوسام الذهبى من ماليزيا ووسام من السنغال وآخر من المغرب وآخر الأوسمة التى حصل عليها كان بعد رحيله فى 30 نوفمبر 1988، من الرئيس الأسبق محمد حسن مبارك فى الاحتفال بليلة القدر عام 1990م.
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1374203&SecID=12&IssueID=168#.UpzIQyfXZW0