أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي في المؤتمر الصحفي الاعتياد يوم 2 ديسمبر الجاري أن السفير وو سي كه مبعوث الصين الخاص لقضية الشرق الأوسط سيقوم بزيارة مصر ويحضر الدورة التاسعة لـ"حوار المنامة" المنعقدة في البحرين في الفترة ما بين يومي 3 و9 ديسمبر الجاري، حيث سيتبادل وجهات النظر مع الأطراف المعنية حول العلاقات الصينية المصرية وعملية السلام للشرق الأوسط وأمن الخليج وغيرها من القضايا الأخرى. كما أعلن هونغ لي أيضا أن مجلس الدولة الصيني يانغ جيه تشي سيزور إيران في أوائل ديسمبر الجاري.
وقال السفير وو سي كه مبعوث الصين الخاص لقضية الشرق الأوسط أن تغيرات كبيرة تحدث في منطقة الشرق الأوسط برمتها. وذلك في لقاء صحفي على هامش الاجتماع السنوي للدبلوماسية العامة التي انعقدت في مدينة تشاهار في جنوب إيران يوم 30 نوفمبر هذا العام. وأضاف وو سي كه، أن الاتفاق النووي الإيراني خطوة ايجابية، إلا أن المشكلة لا تزال معقدة جدا، وهناك المزيد من العمل الذي يجب القيام به. كما يعتقد أن التغيرات بدأت بتراجع سوريا من حافة الحرب، والاتفاق النووي الإيراني بعد أن كانت إيران تعيش تحت الضغوطات والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها في الماضي، بالإضافة إلى انكماش كبير في سياسة الولايات المتحدة العامة في المنطقة. كما أن ابتعاد الولايات المتحدة عن استخدام القوة مثلما فعلت في العراق وليبيا، والتحول إلى النهج اللين، يعكس التغيرات الكبيرة في القضية الإيرانية.
كما يرى وو سي كه أن الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني ينتهج طريقة جديدة في التعامل مع البورصات الدولية. واعتبر وو سي كه أن فوز روحاني المرشح الأكثر اعتدالا من الجولة الأولى للانتخابات يعبر عن التغيرات النفسية للشعب الإيراني.
ويضيف، في ظل التغيرات في السياسة الأمريكية و الوضع الإيراني و الإقليمي يتفق الجميع على أن الحل السياسي هو الأكثر ملائمة لحل الأزمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن المفاوضات النووية الإيرانية بالرغم من أنها امتدت لسنوات طويلة وبلغت منتصف الطريق الوعر وتعرضت للعديد من الصعوبات والتحديات، إلا أنها لم تتعطل تماما وبقيت مستمر إلى ما وصلت إليه من نتائج ايجابية. وفي هذا الصدد، ساهمت الصين بالكثير لتعزيز محادثات السلام، واستمرت في إيجاد سبل الاستمرار في دفع المفاوضات حتى في الأوقات الصعبة. كما أن الصين لم تتوقف في أصعب الأوقات عن تقديم توصيات إلى الأطراف المعنية، وأنشأت لجنة من الخبراء لمتابعة القضية أيضا .لذلك ، الاتفاق النووي الإيراني هو نتيجة جهود مشتركة خلال عقد من الزمن.
وأكد وو سي كه، أن الصين تواصل في تعزيز دورها للوصول إلى حل سلمي للمسألة النووية الإيرانية مواتية للمنطقة وللمجتمع الدولي، بما في ذلك الصين، و تتماشى مع الفلسفة السياسية الصينية في حل النزاعات الدولية. والصين كعضو دائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة لعبت دورا مثابرا،وقدمت مساهمتها الخاصة.
وأشار وو سي كه إلى أن الاتفاق النووي الإيراني خطوة أولى لحل المشكلة حاليا، لكن لا تزال المشكلة معقدة للغاية من المستحيل حلها مرة واحدة، وحتى يتحقق الهدف النهائي يجب أن تكون إيران دولة طبيعية في المنطقة، سواء من ناحية التوافق مع النظام الدولي لمنع انتشار الأسلحة النووية، وعدم الانخراط في الأسلحة النووية، ولكن أيضا يجب أن يتمتع بحق استخدام السلمي للطاقة النووية. ويحتاج تحقيق ذلك عملية طويلة، والتي تنطوي على كيفية القضاء على انعدام الثقة بين إيران والولايات المتحدة ودول في المنطقة ودول الخليج. حيث ترى إسرائيل أن الاتفاق النووي الإيراني هو أسوء اتفاق لأنه لا يثق بإيران، وتعتقد أن إيران لا تزال عازمة على تطوير أسلحتها النووية. لذلك يرى وو سي كه أن عملية القضاء على عدم الثقة وبناء الثقة طويلة.
وأضاف وو سي كه، أن التوافق الأولي الذي حققته المفاوضات النووية الإيرانية لافت للنظر. ويمكن لهذه الخطوة أن تخفف من حدة التوتر في المنطقة، وفي بيئة الاتصالات الخارجية الجيدة، ولكن أيضا تساعد على خلق علاقات تجارية طبيعية مع إيران. مضيفا أن الصين وإيران لديهما الكثير من التعاون والتبادل التجاري، وعلى الرغم من أن هذه الشراكات تتسم بالشفافية، وتتوافق مع الأنظمة والمعايير الدولية، إلا أنها تعرضت إلى تأثيرات وتدخلات كثيرة، وإن الاتفاق الأخير لصالح الصين أيضا. كما أضاف وو سي كه، انه من الصعب أن نقول عن الاتفاق النووي الإيراني أكثر من انه خطوة ايجابية، ومرحلة أولى نحو البحث عن حل قضية لا تزال معقدة للغاية.
وقال وو سي كه أن تأثير الاتفاق النووي الإيراني سوف يكون كبيرا أيضا، حيث أن الجماعة اليهودية لها تأثير كبير في الحياة السياسية الأمريكية،إلا أن الأخيرة لها أيضا إستراتيجية وطنية شاملة خاصة بها، وعندما تكون الإستراتيجية بحاجة إلى التحرك إلى الأمام يمكن محاولة إقناع بعضهم البعض، ولكن من المستحيل أن تتخلى عن مصالحا الإستراتيجية. وبالتالي فإن الولايات المتحدة ستحاول أن تبعد الشكوك الإسرائيلية والخليجية بشأن هذا الموضوع ولن تتخلى عنه.
ويرى وو سي كه أيضا ، أن انسحاب الجيش الأمريكي من العراق و أفغانستان العام المقبل قد ينعكس على السياسية الأمريكية في إيران وسوريا العام المقبل. وبالرغم من أن السيف مرفوع عاليا، إلا أنه في نهاية المطاف سوف يتم وضعه بلطف. وهذا يدل على الانخفاض النسبي لنفوذ الولايات المتحدة وعدم رغبتها في اتخاذ موقف عميق جدا، لكن مصالحها الإستراتيجية في المنطقة مهمة جدا و لا يمكن التخلص منها. وتواجه الولايات المتحدة حاليا كيفية لعب دور قياديا مرة أخرى.
وحول الأوضاع السورية ، قال وو سي كه أن الصين تواصل إجراء اتصالاتها مع الحكومة السورية والمعارضة ،وأن خلال مشاركته في الدورة التاسعة لـ"حوار المنامة" المنعقدة في البحرين في الفترة ما بين يومي 3 و9 ديسمبر الجاري، سيتبادل وجهات النظر حول موضوع الأزمة السورية، وشرح موقف الصين، والقيام ببعض أعمال ترويجية. وأكد وو سي كه أن الصين مستمرة في بذل الجهود اللازمة للوصول إلى حل مناسب.
وأضاف وو سي كه، أن الصين أعربت فيما يخص تدمير الأسلحة الكيميائية السورية عن استعدادها لتقديم مساعدات مالية، كما أرسلت 3 خبراء معنيين، كما أنها مستعدة لان ترسل آخرين في المستقبل وذلك حسب الحاجة.
كما ذكر وو سي كه، انه بالإضافة إلى حضوره الدورة التاسعة لـ"حوار المنامة" المنعقدة في البحرين سوف يزور مصر أيضا . مضيفا أن الصين تستمر في الحفاظ على التواصل مع مصر. وأشار وو سي كه أن مصر لا تزال تمر بعملية تغيير معقدة ومضنية واللعبة بين القوى المختلفة لا تزال قائمة، وتحتاج إلى وقت لإيجاد وسيلة مقبولة عند جميع الأطراف. والصين سوف تستمع إلى أفكارهم وسوف تعمل ما تستطيع عمله.
وأضاف وو سي كه، أن مشاركة الجيش المصري في الحياة السياسية أمر مهم جدا. وأن احد علماء مصر قال منذ فترة ليست طويلة، أن الجيش المصري هو جزء من الشعب، وهو يمثل إرادة الشعب من وجهة نظر الكثير من المصريين. وإن دور الجيش المصري في الحياة السياسية مهم جدا، ويجب مواجهة هذا الواقع.
http://arabic.people.com.cn/31664/8474940.html